أمير الدهاء
04-07-2009, 11:26 PM
2009 الثلائاء 7 أبريل
عامر الحنتولي من الكويت: ايلاف
خلافا لكل التوقعات، ودون أن يعرف عما إذ كان القرار نهائيا أم لا قال النائب الكويتي السابق محمد جاسم الصقر أنه لن يترشح لعضوية البرلمان المقبل الذي سيتم انتخابه منتصف الشهر المقبل، وسط تساؤلات متلاحقة حفل بها الشارع الكويتي اليوم عن مرامي قراره المفاجئ الذي اعتبر حتى الآن أقوى مفاجآت السباق الإنتخابي، إذ أبلغ الصقر الكويتيين عبر بيان صحافي أنه يعتزم الإستقالة أيضا من موقعه كرئيس للبرلمان العربي الإنتقالي الذي كان أحد مؤسسسه، وظل يرأسه حتى قراره المفاجئ، وسط تفسيرات شتى للدوافع
إلا أن الصقر قال أن غيابه عن البرلمان المقبل لا يعني انسحابه من الحياة السياسية، لكنه عدد مساوئ كثيرة للوضع السياسي القائم، معبرا عن يقينه بأن قراره استند الى أن البرلمان الجديد لن يقوى على علاج الوضع الراهن، وهو ما يؤثر معه الإبتعاد عن البرلمان الذي دخله في العام 1999 لأول مرة بعد نجاحات لافتة وقوية في شارع الصحافة الكويتي، عبر يومية القبس الكويتية التي رأس تحريرها منذ العام 1983، إذ تملك عائلة الصقر الثرية جزءا من رأسمال الصحيفة.
وفي البيان ذاته رأى الصقر "'إن ازمة الحكم والسياسة والادارة في الكويت وكل ما ترتب عنها من نتائج مدمرة تعليمياً وصحياً واجتماعياً واقتصادياً ورياضياً واعلامياً، ليست – في اعتقادي- وليدة ضعف الحكومة وجموح مجلس الامة خلال السنوات الاخيرة، بل هي حصيلة تراكم مستمر، بدأ منذ اربعين عاما أو تزيد، وتصاعدت سرعته وتعقدت مخارجة بعد الغزو الغاشم وتداعياته واستمر حتى الان، مما فتحت المجال لتكريس ثقافة التجاذب والاستقطاب وسيادة النزعات القبلية والعائلية والطائفية على حساب احترام الدستور وتطبيق القانون ووحدة المرجعية الوطنية. كما فتح المجال لاعتماد اسلوب المحاصصة في التشكيلات الوزارية وفي الوظائف الحكومية، وفي التنفيعات المالية على حساب العدالة والكفاءة والقيم".
واضاف النائب الكويتي السابق " إن معاجلة ازمة الحكم والسياسة والادارة في البلاد لا تكون بإعادة تشكيل الحكومة مرة وحل مجلس الامة مرة اخرى، ولا يكون بالفصل بين ولاية العهد ورئاسة الحكومة حيناً واعادة الجمع بينهما حينا اخر، ولا تتم بتقريب تيار سياسي في مرحلة معينة ثم إقصاؤه لحساب منافسية في مرحلة تالية بل إن معالجة أزمة الحكم والسياسة والادارة في البلاد تحتاج الى اصلاح النظام السياسي برمته في اطار الدستور وباتجاه مزيد من الديموقراطية وعلى أساس تطبيق القانون بعدل وحزم.
وتابع الصقر "للأسف الشديد لا ألمح في الأفق مؤشراً واحداً يبشر بأن مجلس الامة المقبل مهيأ لرسالة الاصلاح والتغيير والديموقراطية هذه. بل على العكس تماماً أرى مؤشرات عديدة تنذرنا بأن المجلس الجديد سيكون أمام خيارين الحراك بين فكي الاحتكارات السياسية والاحتكارات المالية ولمصلحتها او حلقة جديدة من مسلسل الحل والاستقالة، وانا شخصياً ارفض ان اكون شاهد زور في الاحتمال الاول وارفض ان اكون من ممثلي المسلسل الممل في الاحتمال الثاني، فمجلس الامة يحتاج الى القدوة والحكومة تحتاج الى الكفاءة والديموقراطية تحتاج الى ديموقراطيين والاصلاح يحتاج الى شجاعة القرار. ومن المؤسف ان جميع المؤشرات تشير الى استمرار غياب هذا كله".
وقال الصقر" لم ادخر جهداً في ان يؤدي الامانة النيابية بما يرضي الله والضمير ولما يخدم الوطن والمواطنين، ولئن افلحت في العديد من الامور بفضل تعاون زملاء كرام، وجانبني التوفيق في امور عديدة اخرى لاسباب لا مجال للتعريج عليها، فإني – شهد الله – ما اتخذت قرار الا عن قناعة وما اخترت موقفاً الا عن قناعة وما قصدت مواليا او معارضاً الا لمصلحة الكويت".
واردف "ليس العمل النيابي الا وجها من وجوه النشاط السياسي، والعزوف عن الترشيح لمجلس الامة القادم لا يعني اطلاقاً اعتزال العمل السياسي الذي تعلمته وتربيت عليه باعتباره التزاما كاملا بقضايا الوطن عمليا واخلاقيا وعلى مدى الحياة. ومن جهه اخرى، ان رفض تكرار التجربة البرلمانية بنسختها الحالية وفي الظروف الراهنة لا يعني ابداً اليأس من الاصلاح ولا يعني ابدا عدم التمسك بمجلس الامة كمؤسسة دستورية ديموقراطية تمارس دورها التشريعي والرقابي بكل كفاءه واقتدار. وهذه المنطلقات جميعا تفرض علي التعاون مع كافة القوى الوطنية لايجاد البيئة الحاضنة للاصلاح والدفع نحو تطوير الديموقراطية واستكمال مقوماتها وتحصين ممارستها".
وختم النائب السابق بيانه قائلاً "سأبقى اذكر بأمتنان وعرفان ما لقيته لدى حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله من دعم وتشجيع في رئاستي للبرلمان العربي التي بدأت منذ تأسيسه وستنتهي باستقالتي بعد ايام. وانني اذا اعرب – كمواطن كويتي- عن اعتزازي الكبير بأن اكون اول من تشرف بهذه الرئاسة، اود ان اتقدم بالشكر الجزيل لزملائي اعضاء البرلمان العربي الذين طوقوا عنقي بفضلهم عندما جددوا انتخابي – قبل اشهر – رئيساً لفترة كاملة ثانية، واني كنت قد آثرت عدم متابعة المسيرة فإني على يقين بأنهم يحققون نجاحاً كبيراً في حمل رسالتهم القومية ومواصلة نهجهم الديموقراطي".
يشار الى النائب الكويتي الذي بدت حظوظه مرتفعة جدا في الدائرة الثانية قبل قراره الأخير، يملك صحيفة "الجريدة" الكويتية التي صدرت قبل نحو عامين، واحتلت خلال فترة وجيزة موقعا لافتا ومهما في ترتيب الصحف الكويتية اليومية، إذ يرأس تحريرها الناشط السياسي خالد الهلال المطيري ويدير مطبخها المهني الإعلامي اللبناني بشارة شربل، ولا يعرف بعد عما إذا كان النائب السابق الصقر سيعود الى ميدان صاحبة الجلالة كرئيس لتحرير "الجريدة" أم لا.
http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/4/427397.htm
عامر الحنتولي من الكويت: ايلاف
خلافا لكل التوقعات، ودون أن يعرف عما إذ كان القرار نهائيا أم لا قال النائب الكويتي السابق محمد جاسم الصقر أنه لن يترشح لعضوية البرلمان المقبل الذي سيتم انتخابه منتصف الشهر المقبل، وسط تساؤلات متلاحقة حفل بها الشارع الكويتي اليوم عن مرامي قراره المفاجئ الذي اعتبر حتى الآن أقوى مفاجآت السباق الإنتخابي، إذ أبلغ الصقر الكويتيين عبر بيان صحافي أنه يعتزم الإستقالة أيضا من موقعه كرئيس للبرلمان العربي الإنتقالي الذي كان أحد مؤسسسه، وظل يرأسه حتى قراره المفاجئ، وسط تفسيرات شتى للدوافع
إلا أن الصقر قال أن غيابه عن البرلمان المقبل لا يعني انسحابه من الحياة السياسية، لكنه عدد مساوئ كثيرة للوضع السياسي القائم، معبرا عن يقينه بأن قراره استند الى أن البرلمان الجديد لن يقوى على علاج الوضع الراهن، وهو ما يؤثر معه الإبتعاد عن البرلمان الذي دخله في العام 1999 لأول مرة بعد نجاحات لافتة وقوية في شارع الصحافة الكويتي، عبر يومية القبس الكويتية التي رأس تحريرها منذ العام 1983، إذ تملك عائلة الصقر الثرية جزءا من رأسمال الصحيفة.
وفي البيان ذاته رأى الصقر "'إن ازمة الحكم والسياسة والادارة في الكويت وكل ما ترتب عنها من نتائج مدمرة تعليمياً وصحياً واجتماعياً واقتصادياً ورياضياً واعلامياً، ليست – في اعتقادي- وليدة ضعف الحكومة وجموح مجلس الامة خلال السنوات الاخيرة، بل هي حصيلة تراكم مستمر، بدأ منذ اربعين عاما أو تزيد، وتصاعدت سرعته وتعقدت مخارجة بعد الغزو الغاشم وتداعياته واستمر حتى الان، مما فتحت المجال لتكريس ثقافة التجاذب والاستقطاب وسيادة النزعات القبلية والعائلية والطائفية على حساب احترام الدستور وتطبيق القانون ووحدة المرجعية الوطنية. كما فتح المجال لاعتماد اسلوب المحاصصة في التشكيلات الوزارية وفي الوظائف الحكومية، وفي التنفيعات المالية على حساب العدالة والكفاءة والقيم".
واضاف النائب الكويتي السابق " إن معاجلة ازمة الحكم والسياسة والادارة في البلاد لا تكون بإعادة تشكيل الحكومة مرة وحل مجلس الامة مرة اخرى، ولا يكون بالفصل بين ولاية العهد ورئاسة الحكومة حيناً واعادة الجمع بينهما حينا اخر، ولا تتم بتقريب تيار سياسي في مرحلة معينة ثم إقصاؤه لحساب منافسية في مرحلة تالية بل إن معالجة أزمة الحكم والسياسة والادارة في البلاد تحتاج الى اصلاح النظام السياسي برمته في اطار الدستور وباتجاه مزيد من الديموقراطية وعلى أساس تطبيق القانون بعدل وحزم.
وتابع الصقر "للأسف الشديد لا ألمح في الأفق مؤشراً واحداً يبشر بأن مجلس الامة المقبل مهيأ لرسالة الاصلاح والتغيير والديموقراطية هذه. بل على العكس تماماً أرى مؤشرات عديدة تنذرنا بأن المجلس الجديد سيكون أمام خيارين الحراك بين فكي الاحتكارات السياسية والاحتكارات المالية ولمصلحتها او حلقة جديدة من مسلسل الحل والاستقالة، وانا شخصياً ارفض ان اكون شاهد زور في الاحتمال الاول وارفض ان اكون من ممثلي المسلسل الممل في الاحتمال الثاني، فمجلس الامة يحتاج الى القدوة والحكومة تحتاج الى الكفاءة والديموقراطية تحتاج الى ديموقراطيين والاصلاح يحتاج الى شجاعة القرار. ومن المؤسف ان جميع المؤشرات تشير الى استمرار غياب هذا كله".
وقال الصقر" لم ادخر جهداً في ان يؤدي الامانة النيابية بما يرضي الله والضمير ولما يخدم الوطن والمواطنين، ولئن افلحت في العديد من الامور بفضل تعاون زملاء كرام، وجانبني التوفيق في امور عديدة اخرى لاسباب لا مجال للتعريج عليها، فإني – شهد الله – ما اتخذت قرار الا عن قناعة وما اخترت موقفاً الا عن قناعة وما قصدت مواليا او معارضاً الا لمصلحة الكويت".
واردف "ليس العمل النيابي الا وجها من وجوه النشاط السياسي، والعزوف عن الترشيح لمجلس الامة القادم لا يعني اطلاقاً اعتزال العمل السياسي الذي تعلمته وتربيت عليه باعتباره التزاما كاملا بقضايا الوطن عمليا واخلاقيا وعلى مدى الحياة. ومن جهه اخرى، ان رفض تكرار التجربة البرلمانية بنسختها الحالية وفي الظروف الراهنة لا يعني ابداً اليأس من الاصلاح ولا يعني ابدا عدم التمسك بمجلس الامة كمؤسسة دستورية ديموقراطية تمارس دورها التشريعي والرقابي بكل كفاءه واقتدار. وهذه المنطلقات جميعا تفرض علي التعاون مع كافة القوى الوطنية لايجاد البيئة الحاضنة للاصلاح والدفع نحو تطوير الديموقراطية واستكمال مقوماتها وتحصين ممارستها".
وختم النائب السابق بيانه قائلاً "سأبقى اذكر بأمتنان وعرفان ما لقيته لدى حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله من دعم وتشجيع في رئاستي للبرلمان العربي التي بدأت منذ تأسيسه وستنتهي باستقالتي بعد ايام. وانني اذا اعرب – كمواطن كويتي- عن اعتزازي الكبير بأن اكون اول من تشرف بهذه الرئاسة، اود ان اتقدم بالشكر الجزيل لزملائي اعضاء البرلمان العربي الذين طوقوا عنقي بفضلهم عندما جددوا انتخابي – قبل اشهر – رئيساً لفترة كاملة ثانية، واني كنت قد آثرت عدم متابعة المسيرة فإني على يقين بأنهم يحققون نجاحاً كبيراً في حمل رسالتهم القومية ومواصلة نهجهم الديموقراطي".
يشار الى النائب الكويتي الذي بدت حظوظه مرتفعة جدا في الدائرة الثانية قبل قراره الأخير، يملك صحيفة "الجريدة" الكويتية التي صدرت قبل نحو عامين، واحتلت خلال فترة وجيزة موقعا لافتا ومهما في ترتيب الصحف الكويتية اليومية، إذ يرأس تحريرها الناشط السياسي خالد الهلال المطيري ويدير مطبخها المهني الإعلامي اللبناني بشارة شربل، ولا يعرف بعد عما إذا كان النائب السابق الصقر سيعود الى ميدان صاحبة الجلالة كرئيس لتحرير "الجريدة" أم لا.
http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/4/427397.htm