الفراتي
01-16-2003, 01:45 AM
الشهيد الشيخ عارف البصري
(المسؤولية امام الله)، لو استقرت في قلب مؤمن تنتهي به الى الكمال، وان لم يؤتى من الظرف مالا يعينه في ذلك، بل الظرف خياره ومن صنعه، لا ينتظره من الاخرين كما عليه الاخرون ، ولا يعزيه لحركة التاريخ وهو يصنع التاريخ ولا يوكله لمجهول وليس في قاموسه مجهول.
و (الارادة الربانية) اذا ما حلت في مؤمن يملك بها نفسه وتحكم له فعله، ويهيمن بها على من حوله، ويجري بها الله على يديه ما تنوء به العصبة اولو القوة، لا يهن في ذلك ولا يضعف ولا ينحني لارادة اخرى وان قيل له (ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم).
و(القول والفعل) كلما كبرت الشقة بينهما كبر مقت اهلها عند الله، وكلما اقتربا كان صاحبهما، لاهل الصدق اقرب والكمال باتحادهما في انسان، ان يكون قوله فعلا او حاكيا لفعل، وفعله قولا على لغة العاملين او ترجمة لقول.
شعور بالمسؤولية الالهية والارادة الربانية، ووحدة القول والفعل، ثلاث خصال اجتمعت في رجل فكان عارفاً من اهل البصرة، قاده الشعور بالمسؤولية الى العمل مع حزب التحرير برهة في مطلع شبابه ولما اهتدى الى حزب الدعوة كان من العشرة التي احاطت بالمؤسسين الثمانية، ثم قدم النجف الاشرف لينخرط في سلكها المقدس والحوزة العلمية كما كان يسميها ليخدم اهل البيت وفكر اهل البيت عليهم السلام كما عبر في رسالته يومها الى المرحوم السيد محسن الحكيم.
لم يلبث في النجف طويلا، اكمل دراسته الجامعية في كلية فقهها، واختير وكيلا للمرجعية في منطقة ببغداد لم يستقم للمرجعية فيها وكيلا وصار عالما من ابرز علماء بغداد واستاذا في كلية اصول الدين فيها ونال (الماجستير) من جامعة بغداد، وفي كل ذلك سيما في عمله العلمائي كان قائدا مبدعا وعالما حكيما استوعب شيوخ المنطقة وشبابها في كف واحدة، وجمع بين اغنيائها ومترفيها وبين فقرائها وايتامها في اخرى وصير هؤلاء جميعا وغيرهم في مشاريع عمل هادفة كانت الجديدة والفريدة من نوعها مع ذلك وفي اثناءه لم يتوقف في نموه العلمي فكان يرقى فيه الدرجة تلو الاخرى بجهد شخصي حتى اقر له بذلك الافاضل من اساتذة النجف وعلمائها.
ومع عمله القيادي هذا في المجتمع جمع القيادة في الحزب، والجمع بينهما من الجمع بين الاضداد لمن يوفي كل منهما حقه، ففي العمل الاجتماعي المرونة شرط، وفي العمل الحزبي الصرامة شرط، والعمل الاجتماعي مفتوح بينما العمل الحزبي مغلق، والعمل الاجتماعي ظهور على المسرح والحزبي لا اقل في مرحلته السرية يتحاشى الظهور.
في عمله الحزبي متميزا حتى على الذين هم اكثر مراسا فيه منه، لا يتحدث الا لضرورة واذا تحدث كان حديثه حكمة عملية، وفي عمله كان يحكي على تلاميذه دروسا في العمل لن تجدها في كتاب او مقالة يجيب على كل سؤال بقدره، اذا اسهب فلمصلحة ولو بعد حين، وان اومأ فلذلك ايضا، متفائل من غير انتفاخ ، ومتواضع من دون ضمور، يعطي دائماً من غير حساب ويأخذ من الاخرين فقط الحكمة في العمل، يحب الناس كثيرا ومن حوله اكثر، ويثق بهم ويضحي لهم ويوفي اليهم.
يقرأ الاحداث قبل وقوعها وينبأ بها، فهو مستعد لها يعرف كيف يتعامل معها، ولذا فهو في السراء الضراء وعند الشدة والرخاء لن يختل توازنه ولن يغلب على امره، حديثه مع اخوانه في زنزانة الاعدام كحديثه معهم في اجتماعه بهم في بيته، وتقدمه اياهم مقصلة الاعدام كتقدمه لهم لما يؤمهم في صلاة جماعة، ووصاياه للباقين بعده كوصاياه وهو يعمل معهم ، وكذلك فارقهم شهيدا بشيرا الا تخافوا ولا تحزنوا وحملهم الامانة .منبئاً ان العقد التالي عقد انتصارهم وكذلك كان كما قال.
(المسؤولية امام الله)، لو استقرت في قلب مؤمن تنتهي به الى الكمال، وان لم يؤتى من الظرف مالا يعينه في ذلك، بل الظرف خياره ومن صنعه، لا ينتظره من الاخرين كما عليه الاخرون ، ولا يعزيه لحركة التاريخ وهو يصنع التاريخ ولا يوكله لمجهول وليس في قاموسه مجهول.
و (الارادة الربانية) اذا ما حلت في مؤمن يملك بها نفسه وتحكم له فعله، ويهيمن بها على من حوله، ويجري بها الله على يديه ما تنوء به العصبة اولو القوة، لا يهن في ذلك ولا يضعف ولا ينحني لارادة اخرى وان قيل له (ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم).
و(القول والفعل) كلما كبرت الشقة بينهما كبر مقت اهلها عند الله، وكلما اقتربا كان صاحبهما، لاهل الصدق اقرب والكمال باتحادهما في انسان، ان يكون قوله فعلا او حاكيا لفعل، وفعله قولا على لغة العاملين او ترجمة لقول.
شعور بالمسؤولية الالهية والارادة الربانية، ووحدة القول والفعل، ثلاث خصال اجتمعت في رجل فكان عارفاً من اهل البصرة، قاده الشعور بالمسؤولية الى العمل مع حزب التحرير برهة في مطلع شبابه ولما اهتدى الى حزب الدعوة كان من العشرة التي احاطت بالمؤسسين الثمانية، ثم قدم النجف الاشرف لينخرط في سلكها المقدس والحوزة العلمية كما كان يسميها ليخدم اهل البيت وفكر اهل البيت عليهم السلام كما عبر في رسالته يومها الى المرحوم السيد محسن الحكيم.
لم يلبث في النجف طويلا، اكمل دراسته الجامعية في كلية فقهها، واختير وكيلا للمرجعية في منطقة ببغداد لم يستقم للمرجعية فيها وكيلا وصار عالما من ابرز علماء بغداد واستاذا في كلية اصول الدين فيها ونال (الماجستير) من جامعة بغداد، وفي كل ذلك سيما في عمله العلمائي كان قائدا مبدعا وعالما حكيما استوعب شيوخ المنطقة وشبابها في كف واحدة، وجمع بين اغنيائها ومترفيها وبين فقرائها وايتامها في اخرى وصير هؤلاء جميعا وغيرهم في مشاريع عمل هادفة كانت الجديدة والفريدة من نوعها مع ذلك وفي اثناءه لم يتوقف في نموه العلمي فكان يرقى فيه الدرجة تلو الاخرى بجهد شخصي حتى اقر له بذلك الافاضل من اساتذة النجف وعلمائها.
ومع عمله القيادي هذا في المجتمع جمع القيادة في الحزب، والجمع بينهما من الجمع بين الاضداد لمن يوفي كل منهما حقه، ففي العمل الاجتماعي المرونة شرط، وفي العمل الحزبي الصرامة شرط، والعمل الاجتماعي مفتوح بينما العمل الحزبي مغلق، والعمل الاجتماعي ظهور على المسرح والحزبي لا اقل في مرحلته السرية يتحاشى الظهور.
في عمله الحزبي متميزا حتى على الذين هم اكثر مراسا فيه منه، لا يتحدث الا لضرورة واذا تحدث كان حديثه حكمة عملية، وفي عمله كان يحكي على تلاميذه دروسا في العمل لن تجدها في كتاب او مقالة يجيب على كل سؤال بقدره، اذا اسهب فلمصلحة ولو بعد حين، وان اومأ فلذلك ايضا، متفائل من غير انتفاخ ، ومتواضع من دون ضمور، يعطي دائماً من غير حساب ويأخذ من الاخرين فقط الحكمة في العمل، يحب الناس كثيرا ومن حوله اكثر، ويثق بهم ويضحي لهم ويوفي اليهم.
يقرأ الاحداث قبل وقوعها وينبأ بها، فهو مستعد لها يعرف كيف يتعامل معها، ولذا فهو في السراء الضراء وعند الشدة والرخاء لن يختل توازنه ولن يغلب على امره، حديثه مع اخوانه في زنزانة الاعدام كحديثه معهم في اجتماعه بهم في بيته، وتقدمه اياهم مقصلة الاعدام كتقدمه لهم لما يؤمهم في صلاة جماعة، ووصاياه للباقين بعده كوصاياه وهو يعمل معهم ، وكذلك فارقهم شهيدا بشيرا الا تخافوا ولا تحزنوا وحملهم الامانة .منبئاً ان العقد التالي عقد انتصارهم وكذلك كان كما قال.