سلسبيل
04-02-2009, 11:34 AM
2009 الأربعاء 1 أبريل
القدس العربي اللندنية
القاهرة ـ محمد نصر
من وقت لآخر تثور قضية الشيعة المصريين وأوضاعهم، وموقف النظام منهم، هل يضطهدهم؟ ما هو عددهم؟ ماذا يريدون بالضبط؟ ما هي علاقتهم مع إيران وأمريكا؟
وأحدث ما أثير حولهم كان بسبب لقاء سكرتير أول السفارة الأمريكية في القاهرة إدوارد وايت، المسؤول عن ملف حالة حقوق الإنسان في مصر، ضمن التقرير السنوي لوزارة الخارجية عن حالة حقوق الإنسان في العالم، مع محمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لآل البيت وممثل الشيعة في مصر.
"القدس العربي" سألته عما دار بينه وبين إدوارد وايت، فقال:
ـ من أهم ما تناولته مع الجانب الأمريكي وتناقشنا فيه باستفاضة وكثرت فيه أسئلتهم واستفساراتهم هي قضايا الإسلاميين داخل المعتقلات المصرية وإذا ما كانوا نبذوا العنف حقيقة أم لا، فقدمت لهم عبود الزمر كنموذج ينظر للشراكة في الإنسانية ويصوغ عهدا جديدا للتقريب والتسامح وطالبت بضرورة التسامح مع حقبة لازالت افرازاتها قائمة حتى اليوم وغدا، وأنه يجب توظيف الحضور القوي لعبود الزمر لكي ينجح التأثير في الأجيال التي مازالت عرضة لأفكار العنف والتطرف والتي تضخ الى مصر يوميا وهي تمثل أيديولوجية 11 ايلول (سبتمبر)، وقلت ان عبود الزمر قد نسب إليه معي وشخصيات مسيحية أننا نقوم بالسعي لإيجاد تحالف سني شيعي مسيحي وأنا الآن أقود حملة من أجل الإفراج عن عبود الزمر.
ـ ألا تعتبر مقابلتك له تشجيعا لأمريكا لمزيد من التدخل في شؤون مصر؟
ـ أمريكا تتدخل في شؤون مصر حتى العظم من خلال هذا النظام الحاكم المستبد الذي يستقوي بها طوال 27 عاما من حكمه المرفوض من الشعب وكشفته الانتخابات البرلمانية والرئاسية على النحو المعلوم للجميع.
ـ لماذا تريد السفر لأمريكا لترفع من هناك دعاوى قضائية ضد مشايخ سعوديين؟
ـ أنا مثلي مثل باقي عباد الله سواء كانوا شيوخا أو غير شيوخ، الذين يلوذون بأمريكا كالشيخ عمر عبدالرحمن أو غيره أو الذين يسافرون اليها للتوجه الى منظمات موجودة فوق أراضيها، ولا أعتقد بأي حال من الأحوال أن مجرد السفر لأمريكا سبة أو خيانة أو استقواء وإلا فأنتم مضطرون لحشر أسمي بين الآلاف الذين سافروا إلى أمريكا في مهام نظيرة، وسأسافر لأرفع دعوى قضائية ضد اثنين وعشرين من علماء الوهابية أصدروا بيانا.
لدينا الحق باللجوء الى محاكم دولية ولن أكتفي فيها بملاحقة شيوخ التكفير وإنما سوف أطالب لبلادي بتعويض قدره ثلاثمائة مليار دولار عن الخسائر البشرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرض لها شعب مصر بفعل الايديولوجية الوهابية.
ـ ألا ترى أن هناك مبالغة في حجم التغلغل الوهابي في مصر لدرجة أنه تحول الى عقدة لدى بعض المثقفين؟
ـ لا توجد أدنى مبالغة، فالسعودية تنفق في مصر أضعاف ما تنفقه في أهم دول الأمن القومي المباشر لها "اليمن" وما مئات المسميات للجمعيات التي تحمل مسميات إسلامية سوى دليل على ذلك.
ـ ألا ترى أن الشيعة ليس لهم وجود في مصر حتى تثار كل هذه الضجة حولهم؟
ـ لا توجد مؤسسة للشيعة ولا تنظيم والوجود يكاد يكون معدوما لأسباب واعتبارات يعلمها الجميع.
ـ هل ترى أن الشيعة مضطهدون في مصر ولا يتمتعون بحقوقهم كغيرهم من السنة؟
ـ الحقيقة أنهم مضطهدون وبإمكاني أن أسوق لك ألف دليل فلم يكتف النظام بإغلاق صحفنا وآليات المجلس ومنها جمعية الحوراء الخيرية المرخص بها قانونا، حتى وصل الأمر الى ملاحقتنا لمنع أي قروض نحصل عليها للعلاج من اثار التعذيب، كما دونوا في تأشيرتهم لبنك باركليز بالرفض كوننا رهن الاعتقال، ناهيك عن ممارسات وتحذيرات وتخويف مستمر من السلطة لأي ناشط شيعي، وهل هناك اضطهاد بعد أن يجبر الشيعي على الدخول في المذهب السني كشرط للإفراج عنه من السجون كما حدث للبعض فيما يسمى تنظيم رأس غارب والذي اعتقلت على خلفيته في عام 2003 وعام 2004.
أكذوبة الوجود الشيعي
ونقلت "القدس العربي" القضية الى عدد من القياديين في الحركة الإسلامية وكذلك وكيل وزارة الأوقاف وسؤالهم عن حقيقة الوجود الشيعي في مصر، فقال الدكتور كمال حبيب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية:
ـ عدد الشيعة في مصر قليل جدا، وتتزعم شخصيات خفيفة الوزن منهم محمد الديني وأحمد راسم النفيس، وهم يظهرون في وسائل الإعلام ليعرضوا عددا من المطالب الخاصة بدعوتهم بين الجماهير، أو إنشاء مراكز لحقوق الإنسان، أو الأبحاث، وغالبيتهم مدعومة من إيران ويركزون في حركتهم على المسائل الثقافية التي تتعارض مع عقيدة كل مسلمي مصر، وهم سنة، هم لا وجود لهم، انما أشخاص يتحدثون عن التشيع ولا يوجد لهم اتباع، وهم يحاولون الربط بين الشيعة والأشراف من أهل البيت وبعض الاتجاهات الصوفية رغم أن أهل البيت لا علاقة لهم بالشيعة ولا الصوفية لهم علاقة بالشيعة.
وأشار حبيب إلى أن الرموز الشيعية ليست نزيهة، فهناك اتهامات علنية ومتبادلة بينهم حول التمويل وغيرها وكان من أبرزهم صالح الورداني ولكنه تركهم وتاه ولا تعرف له وجهة.
والتشيع السياسي في تقديري اكثر خطرا من التشيع المذهبي وأقصد هنا بالتشيع السياسي التأثر بالمواقف السياسية لحزب الله من جانب بعض الاتجاهات الناصرية والقومية ممن يعملون في الاعلام، ويبدو أن لهم انحيازا قويا لإيران وللتشيع بشكل عام، وهناك تحالف بين الشيعة وبعض التيارات القبطية من أجل الدفاع عن الأقليات ولأن مطلب الشيعة هو نفسه مطلب البهائيين ومطلب اقباط المهجر والأقباط بشكل عام والإدعاء بتعرضهم للاضطهاد.
- وعن التغلغل الوهابي في مصر وادعاء الشيعة بأن اضطهادهم ناتج عنه بقول حبيب:
الفكر الوهابي هو نسبة الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكان يدعو للتوحيد وتنقيته من الشرك والبدع والجاهلية، وهو تعبير عن تيار كبير موجود في مصر أسمه التيار السلفي، وبالطبع هذا التيار لديه تنويعات متعددة لكن انتشاره لا يعني أن أهل السلطة في مصر انحازوا له ومن ثم أصبحوا يضطهدون الأفكار المخالفة، والناس في مصر تتجه للتدين السني السلفي كتعبير عن اليأس والغضب والإحباط وليس لذلك أية صلة باضطهاد الأفكار الأخرى مثل الشيعة والبهائيين.
وأما الدكتور سالم عبدالجليل وكيل اول وزارة الأوقاف فيقول عن الوجود الشيعي في مصر:أولا لا يوجد شيعة في مصر بشكل متميز، قد يكون هناك بعض الشيعة كأفراد ولكنهم لا يمثلون تيارا أو حزبا أو ما شابه ذلك، وبالتالي فهم موجودون في المجتمع بنسبة ضئيلة تكاد لا تذكر ويحق لهم أن يعتقدوا ما يشاءون كأي إنسان له الحرية المطلقة في اعتقاداته وتصوراته ورؤاه، لكن لا يمكن أن نسمح أبدا لإحداث فتنة أو انقسام داخل المجتمع المصري لا باسم الطائفية أو المذهبية، بمعنى أنه لا يجوز عند جماعة أو طائفة أن تروج لأفكار من شأنها أن تقسم المجتمع أو أن تخربه لأن هذا منهي عنه بنص القرآن "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء" وبالتالي المسلمون في المجتمع المصري يتعايشون كمسلمين لا تفرق بينهم مذهبية أو طائفية ولن نسمح بأن يأتي فكر دخيل من هنا أو هناك فيعكر صفو هذه الوحدة والألفة، ومساجدنا في مصر مفتوحة لجميع المسلمين يمارسون فيها عبادتهم باسم الإسلام بعيدا عن الطائفية أو الحزبية أو المذهبية.
وعن القول بأن الأزهر الشريف صار معقلا للفكر الوهابي يقول الدكتور سالم: الفكر الإسلامي في مصر وسطي ويتبناه الأزهر الشريف الذي حافظ على وسطية الإسلام في ربوع العالم وليس مصر وحدها وسيظل الأزهر حاميا لوسطية الإسلام وسيظل المصريون ملتزمين بهذه السمة "الوسطية الإسلامية" ولن يستطيع أي فكر أيا كان نوعه أن يتغلغل مغيرا هذا الوصف الجميل عند المصريين وكل أئمة وزارة الأوقاف هم من أبناء الأزهر الشريف الذين يحملون الفكر الوسطي ويدعون اليه ولن نسمح لأي داعية كائنا من كان أن يرتقي منبرا إلا إذا كان صاحب فكر معتدل وعقيدة صحيحة.
ويقول أحد مسؤولي الجماعة الإسلامية بمصر "رفض ذكر اسمه" عن اضطهاد الشيعة: لا يوجد اضطهاد للشيعة في مصر بمفهوم الاضطهاد فهناك قانون يحكم مصر وكل الطوائف تخضع للقوانين سواء كانت سنة أو شيعة او غيرهم وإن كانت هناك قيود قانونية فهي تحكم الجميع السنة والشيعة على حد سواء وكذلك غيرهم فلا يوجد اضطهاد مقنن ضد الشيعة داخل مصر ولا اضطهاد رسمي من الدولة ضد الشيعة لأنه لا توجد مشكلة شيعية منذ عهد الدولة الفاطمية.
وأضاف المصدر أن هناك من يريد أن يختلق مشكلة اضطهاد الشيعة في إطار تفعيل فكرة اضطهاد الاقليات لتفتيت استقلال البلاد وشق وحدة الوطن لإضعاف القرار السياسي.
ويقول عن الوجود الشيعي في مصر، لا يوجد وجود حقيقي للشيعة في مصر منذ عهد الدولة الفاطمية، إلا من خلال تفعيل بعض الأطروحات التي واكبت الثورة الإيرانية ومحاولة ترويج اتجاهاتها وأفكارها داخل مصر وهذه المحاولات محكوم عليها بالفشل المسبق.
وأضاف أنه يجب أن ننضم الى دعوة الدكتور القرضاوي لأن الدول الشيعية يجب ألا تروج للفكر الشيعي داخل الدول السنية إذا كانت ترغب في وحدة إسلامية إقليمية حقيقية، وإذا كانت الدول والحركات الشيعية ترغب في دعم الدول والشعوب السنية لقضاياها العادلة فيجب أن يكفوا عن الدعوة للفكر الشيعي داخل الدول السنية وعدم إثارة المشكلات بسبب ذلك، وأن نقارن بين حقوق السنة الموجودين في ايران وبين الشيعة في احدى الدول العربية ليتضح لنا الفرق ولنعلم أن الشيعة ليسوا مضطهدين في مصر بالمرة.
وحذر المصدر قائلا: لابد أن نتنبه لإثارة الأقليات ضد الأوضاع المستقرة في البلدان العربية والإسلامية لأنها جزء من مخطط كوندوليزا رايس لنشر الفوضى الخلاقة الذي تم تنفيذه في العراق وتم تقسيمه على أساس طائفي وكذلك السودان وهم يريدون الآن أن يطبقوا هذه المسألة داخل مصر فيحاولون إثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة والبهائيين الى غير ذلك، لتحقيق الأهداف الأمريكية، وهذه سياسة يجب أن تتخلص منها أمريكا أولا وأيضا المنتسبون لهذه الطوائف لأنها تقف في وجه وحدة الأوطان وتمثل عائقا أمام مستقبل مشرق لأوطاننا الإسلامية والعربية، وإلا ستواجه بحالة رفض عارمة من الاغلبية السنية وأغلبية الوطنيين في هذه البلدان الذين يرفضون تفتيت القرار وتركيع القيادة السياسية والأوطان من خلال إثارة هذه الأقليات.
وعن انتشار الفكر الوهابي في مصر وأن ذلك يؤدي لاضطهاد الافكار المخالفة له.
قال مسؤول الجماعة الإسلامية، الكثيرون يتحدثون عن الفكر الوهابي، وهم في حقيقة الأمر لا يدرون ولا يعلمون عنه شيئا، الفكر الوهابي عبارة تطلق نسبة الى الشيخ محمد عبدالوهاب وهو فكر سني صحيح يعمل على نشر التوحيد وتنقيته من الشرك، وجل تركيز الفكر الوهابي على قضايا التوحيد والعقيدة وهي قضايا تنبع من الفكر السني ولا علاقة لها بحقوق الأقليات وغيرها، وارتبط الفكر الوهابي من الناحية الفقهية بالفقه الحنبلي ومصر غير مقيدة به ولكنها منفتحة على كل المذاهب الفقهية المالكية والحنفية والشافعية وهم منتشرون في مصر أكثر من الفقه الحنبلي.
وأضاف: لوأن مصر شاع فيها الفكر الوهابي كما يقولون وتغلغل فحقيقة الفكر الوهابي انه يقف امام تكفير المجتمعات والأفراد ويظهر ذلك بجلاء لكل من درس الفكر بتعمق
القدس العربي اللندنية
القاهرة ـ محمد نصر
من وقت لآخر تثور قضية الشيعة المصريين وأوضاعهم، وموقف النظام منهم، هل يضطهدهم؟ ما هو عددهم؟ ماذا يريدون بالضبط؟ ما هي علاقتهم مع إيران وأمريكا؟
وأحدث ما أثير حولهم كان بسبب لقاء سكرتير أول السفارة الأمريكية في القاهرة إدوارد وايت، المسؤول عن ملف حالة حقوق الإنسان في مصر، ضمن التقرير السنوي لوزارة الخارجية عن حالة حقوق الإنسان في العالم، مع محمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لآل البيت وممثل الشيعة في مصر.
"القدس العربي" سألته عما دار بينه وبين إدوارد وايت، فقال:
ـ من أهم ما تناولته مع الجانب الأمريكي وتناقشنا فيه باستفاضة وكثرت فيه أسئلتهم واستفساراتهم هي قضايا الإسلاميين داخل المعتقلات المصرية وإذا ما كانوا نبذوا العنف حقيقة أم لا، فقدمت لهم عبود الزمر كنموذج ينظر للشراكة في الإنسانية ويصوغ عهدا جديدا للتقريب والتسامح وطالبت بضرورة التسامح مع حقبة لازالت افرازاتها قائمة حتى اليوم وغدا، وأنه يجب توظيف الحضور القوي لعبود الزمر لكي ينجح التأثير في الأجيال التي مازالت عرضة لأفكار العنف والتطرف والتي تضخ الى مصر يوميا وهي تمثل أيديولوجية 11 ايلول (سبتمبر)، وقلت ان عبود الزمر قد نسب إليه معي وشخصيات مسيحية أننا نقوم بالسعي لإيجاد تحالف سني شيعي مسيحي وأنا الآن أقود حملة من أجل الإفراج عن عبود الزمر.
ـ ألا تعتبر مقابلتك له تشجيعا لأمريكا لمزيد من التدخل في شؤون مصر؟
ـ أمريكا تتدخل في شؤون مصر حتى العظم من خلال هذا النظام الحاكم المستبد الذي يستقوي بها طوال 27 عاما من حكمه المرفوض من الشعب وكشفته الانتخابات البرلمانية والرئاسية على النحو المعلوم للجميع.
ـ لماذا تريد السفر لأمريكا لترفع من هناك دعاوى قضائية ضد مشايخ سعوديين؟
ـ أنا مثلي مثل باقي عباد الله سواء كانوا شيوخا أو غير شيوخ، الذين يلوذون بأمريكا كالشيخ عمر عبدالرحمن أو غيره أو الذين يسافرون اليها للتوجه الى منظمات موجودة فوق أراضيها، ولا أعتقد بأي حال من الأحوال أن مجرد السفر لأمريكا سبة أو خيانة أو استقواء وإلا فأنتم مضطرون لحشر أسمي بين الآلاف الذين سافروا إلى أمريكا في مهام نظيرة، وسأسافر لأرفع دعوى قضائية ضد اثنين وعشرين من علماء الوهابية أصدروا بيانا.
لدينا الحق باللجوء الى محاكم دولية ولن أكتفي فيها بملاحقة شيوخ التكفير وإنما سوف أطالب لبلادي بتعويض قدره ثلاثمائة مليار دولار عن الخسائر البشرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرض لها شعب مصر بفعل الايديولوجية الوهابية.
ـ ألا ترى أن هناك مبالغة في حجم التغلغل الوهابي في مصر لدرجة أنه تحول الى عقدة لدى بعض المثقفين؟
ـ لا توجد أدنى مبالغة، فالسعودية تنفق في مصر أضعاف ما تنفقه في أهم دول الأمن القومي المباشر لها "اليمن" وما مئات المسميات للجمعيات التي تحمل مسميات إسلامية سوى دليل على ذلك.
ـ ألا ترى أن الشيعة ليس لهم وجود في مصر حتى تثار كل هذه الضجة حولهم؟
ـ لا توجد مؤسسة للشيعة ولا تنظيم والوجود يكاد يكون معدوما لأسباب واعتبارات يعلمها الجميع.
ـ هل ترى أن الشيعة مضطهدون في مصر ولا يتمتعون بحقوقهم كغيرهم من السنة؟
ـ الحقيقة أنهم مضطهدون وبإمكاني أن أسوق لك ألف دليل فلم يكتف النظام بإغلاق صحفنا وآليات المجلس ومنها جمعية الحوراء الخيرية المرخص بها قانونا، حتى وصل الأمر الى ملاحقتنا لمنع أي قروض نحصل عليها للعلاج من اثار التعذيب، كما دونوا في تأشيرتهم لبنك باركليز بالرفض كوننا رهن الاعتقال، ناهيك عن ممارسات وتحذيرات وتخويف مستمر من السلطة لأي ناشط شيعي، وهل هناك اضطهاد بعد أن يجبر الشيعي على الدخول في المذهب السني كشرط للإفراج عنه من السجون كما حدث للبعض فيما يسمى تنظيم رأس غارب والذي اعتقلت على خلفيته في عام 2003 وعام 2004.
أكذوبة الوجود الشيعي
ونقلت "القدس العربي" القضية الى عدد من القياديين في الحركة الإسلامية وكذلك وكيل وزارة الأوقاف وسؤالهم عن حقيقة الوجود الشيعي في مصر، فقال الدكتور كمال حبيب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية:
ـ عدد الشيعة في مصر قليل جدا، وتتزعم شخصيات خفيفة الوزن منهم محمد الديني وأحمد راسم النفيس، وهم يظهرون في وسائل الإعلام ليعرضوا عددا من المطالب الخاصة بدعوتهم بين الجماهير، أو إنشاء مراكز لحقوق الإنسان، أو الأبحاث، وغالبيتهم مدعومة من إيران ويركزون في حركتهم على المسائل الثقافية التي تتعارض مع عقيدة كل مسلمي مصر، وهم سنة، هم لا وجود لهم، انما أشخاص يتحدثون عن التشيع ولا يوجد لهم اتباع، وهم يحاولون الربط بين الشيعة والأشراف من أهل البيت وبعض الاتجاهات الصوفية رغم أن أهل البيت لا علاقة لهم بالشيعة ولا الصوفية لهم علاقة بالشيعة.
وأشار حبيب إلى أن الرموز الشيعية ليست نزيهة، فهناك اتهامات علنية ومتبادلة بينهم حول التمويل وغيرها وكان من أبرزهم صالح الورداني ولكنه تركهم وتاه ولا تعرف له وجهة.
والتشيع السياسي في تقديري اكثر خطرا من التشيع المذهبي وأقصد هنا بالتشيع السياسي التأثر بالمواقف السياسية لحزب الله من جانب بعض الاتجاهات الناصرية والقومية ممن يعملون في الاعلام، ويبدو أن لهم انحيازا قويا لإيران وللتشيع بشكل عام، وهناك تحالف بين الشيعة وبعض التيارات القبطية من أجل الدفاع عن الأقليات ولأن مطلب الشيعة هو نفسه مطلب البهائيين ومطلب اقباط المهجر والأقباط بشكل عام والإدعاء بتعرضهم للاضطهاد.
- وعن التغلغل الوهابي في مصر وادعاء الشيعة بأن اضطهادهم ناتج عنه بقول حبيب:
الفكر الوهابي هو نسبة الى الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكان يدعو للتوحيد وتنقيته من الشرك والبدع والجاهلية، وهو تعبير عن تيار كبير موجود في مصر أسمه التيار السلفي، وبالطبع هذا التيار لديه تنويعات متعددة لكن انتشاره لا يعني أن أهل السلطة في مصر انحازوا له ومن ثم أصبحوا يضطهدون الأفكار المخالفة، والناس في مصر تتجه للتدين السني السلفي كتعبير عن اليأس والغضب والإحباط وليس لذلك أية صلة باضطهاد الأفكار الأخرى مثل الشيعة والبهائيين.
وأما الدكتور سالم عبدالجليل وكيل اول وزارة الأوقاف فيقول عن الوجود الشيعي في مصر:أولا لا يوجد شيعة في مصر بشكل متميز، قد يكون هناك بعض الشيعة كأفراد ولكنهم لا يمثلون تيارا أو حزبا أو ما شابه ذلك، وبالتالي فهم موجودون في المجتمع بنسبة ضئيلة تكاد لا تذكر ويحق لهم أن يعتقدوا ما يشاءون كأي إنسان له الحرية المطلقة في اعتقاداته وتصوراته ورؤاه، لكن لا يمكن أن نسمح أبدا لإحداث فتنة أو انقسام داخل المجتمع المصري لا باسم الطائفية أو المذهبية، بمعنى أنه لا يجوز عند جماعة أو طائفة أن تروج لأفكار من شأنها أن تقسم المجتمع أو أن تخربه لأن هذا منهي عنه بنص القرآن "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء" وبالتالي المسلمون في المجتمع المصري يتعايشون كمسلمين لا تفرق بينهم مذهبية أو طائفية ولن نسمح بأن يأتي فكر دخيل من هنا أو هناك فيعكر صفو هذه الوحدة والألفة، ومساجدنا في مصر مفتوحة لجميع المسلمين يمارسون فيها عبادتهم باسم الإسلام بعيدا عن الطائفية أو الحزبية أو المذهبية.
وعن القول بأن الأزهر الشريف صار معقلا للفكر الوهابي يقول الدكتور سالم: الفكر الإسلامي في مصر وسطي ويتبناه الأزهر الشريف الذي حافظ على وسطية الإسلام في ربوع العالم وليس مصر وحدها وسيظل الأزهر حاميا لوسطية الإسلام وسيظل المصريون ملتزمين بهذه السمة "الوسطية الإسلامية" ولن يستطيع أي فكر أيا كان نوعه أن يتغلغل مغيرا هذا الوصف الجميل عند المصريين وكل أئمة وزارة الأوقاف هم من أبناء الأزهر الشريف الذين يحملون الفكر الوسطي ويدعون اليه ولن نسمح لأي داعية كائنا من كان أن يرتقي منبرا إلا إذا كان صاحب فكر معتدل وعقيدة صحيحة.
ويقول أحد مسؤولي الجماعة الإسلامية بمصر "رفض ذكر اسمه" عن اضطهاد الشيعة: لا يوجد اضطهاد للشيعة في مصر بمفهوم الاضطهاد فهناك قانون يحكم مصر وكل الطوائف تخضع للقوانين سواء كانت سنة أو شيعة او غيرهم وإن كانت هناك قيود قانونية فهي تحكم الجميع السنة والشيعة على حد سواء وكذلك غيرهم فلا يوجد اضطهاد مقنن ضد الشيعة داخل مصر ولا اضطهاد رسمي من الدولة ضد الشيعة لأنه لا توجد مشكلة شيعية منذ عهد الدولة الفاطمية.
وأضاف المصدر أن هناك من يريد أن يختلق مشكلة اضطهاد الشيعة في إطار تفعيل فكرة اضطهاد الاقليات لتفتيت استقلال البلاد وشق وحدة الوطن لإضعاف القرار السياسي.
ويقول عن الوجود الشيعي في مصر، لا يوجد وجود حقيقي للشيعة في مصر منذ عهد الدولة الفاطمية، إلا من خلال تفعيل بعض الأطروحات التي واكبت الثورة الإيرانية ومحاولة ترويج اتجاهاتها وأفكارها داخل مصر وهذه المحاولات محكوم عليها بالفشل المسبق.
وأضاف أنه يجب أن ننضم الى دعوة الدكتور القرضاوي لأن الدول الشيعية يجب ألا تروج للفكر الشيعي داخل الدول السنية إذا كانت ترغب في وحدة إسلامية إقليمية حقيقية، وإذا كانت الدول والحركات الشيعية ترغب في دعم الدول والشعوب السنية لقضاياها العادلة فيجب أن يكفوا عن الدعوة للفكر الشيعي داخل الدول السنية وعدم إثارة المشكلات بسبب ذلك، وأن نقارن بين حقوق السنة الموجودين في ايران وبين الشيعة في احدى الدول العربية ليتضح لنا الفرق ولنعلم أن الشيعة ليسوا مضطهدين في مصر بالمرة.
وحذر المصدر قائلا: لابد أن نتنبه لإثارة الأقليات ضد الأوضاع المستقرة في البلدان العربية والإسلامية لأنها جزء من مخطط كوندوليزا رايس لنشر الفوضى الخلاقة الذي تم تنفيذه في العراق وتم تقسيمه على أساس طائفي وكذلك السودان وهم يريدون الآن أن يطبقوا هذه المسألة داخل مصر فيحاولون إثارة الفتن بين المسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة والبهائيين الى غير ذلك، لتحقيق الأهداف الأمريكية، وهذه سياسة يجب أن تتخلص منها أمريكا أولا وأيضا المنتسبون لهذه الطوائف لأنها تقف في وجه وحدة الأوطان وتمثل عائقا أمام مستقبل مشرق لأوطاننا الإسلامية والعربية، وإلا ستواجه بحالة رفض عارمة من الاغلبية السنية وأغلبية الوطنيين في هذه البلدان الذين يرفضون تفتيت القرار وتركيع القيادة السياسية والأوطان من خلال إثارة هذه الأقليات.
وعن انتشار الفكر الوهابي في مصر وأن ذلك يؤدي لاضطهاد الافكار المخالفة له.
قال مسؤول الجماعة الإسلامية، الكثيرون يتحدثون عن الفكر الوهابي، وهم في حقيقة الأمر لا يدرون ولا يعلمون عنه شيئا، الفكر الوهابي عبارة تطلق نسبة الى الشيخ محمد عبدالوهاب وهو فكر سني صحيح يعمل على نشر التوحيد وتنقيته من الشرك، وجل تركيز الفكر الوهابي على قضايا التوحيد والعقيدة وهي قضايا تنبع من الفكر السني ولا علاقة لها بحقوق الأقليات وغيرها، وارتبط الفكر الوهابي من الناحية الفقهية بالفقه الحنبلي ومصر غير مقيدة به ولكنها منفتحة على كل المذاهب الفقهية المالكية والحنفية والشافعية وهم منتشرون في مصر أكثر من الفقه الحنبلي.
وأضاف: لوأن مصر شاع فيها الفكر الوهابي كما يقولون وتغلغل فحقيقة الفكر الوهابي انه يقف امام تكفير المجتمعات والأفراد ويظهر ذلك بجلاء لكل من درس الفكر بتعمق