المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسد: لن نفرط في تحالفنا مع إيران.. ونرفض «الرشوة»



بهلول
04-02-2009, 03:03 AM
الرئيس السوري دعا في حديث تنشره «النهار» بالتزامن مع «الشرق» القطرية إلى مأسسة العلاقات العربية

الدوحة - جابر الحرمي



اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان دمشق لن تفرط بعلاقاتها مع ايران رغم كل الضغوط «فنحن دولة لا تؤمن بمبدأ الرشوة»، مشيرا الى المبادئ والقضية تجمع سورية بحزب الله «ومن هذا المنطلق مستمرون في دعمه».

وقال الرئيس الاسد في حوار تنشره «النهار» بالتزامن مع صحيفة « الشرق» القطرية ان المقاومة خيار مواز لعملية السلام فاذا لم يفهم الاسرائيلي بالترغيب فسيفهم بالترهيب، وجدد التأكيد على ان مبادرة السلام العربية ماتت بالفعل في ظل عدم وجود شريك حقيقي، لافتا الى ان السوريين والفلسطينيين واللبنانيين هم اصحاب القضية والارض المغتصبة « ولن نسمح لاحد ان يحل مكاننا».

واعتبر الرئيس السوري في هذا السياق انه لا يوجد فرق بين اليمين واليسار في اسرائيل «فكلهم جزارون».
وجادل الرئيس الاسد حول مستقبل استراتيجية السلام في المنطقة قائلا: «اذا الاستراتيجية صحيحة والتكتيك خاطئ فكيف سنصل الى السلام».
وحول القمة العربية الـ21 التي عقدت الاثنين في العاصمة القطرية وصف الرئيس السوري قمة الدوحة بانها الاكثر وضوحا، ودعا الى صياغة اسس جديدة لحوار منهجي ومؤسساتي بين القادة العرب بعيدا عن الشخصانية.
وشدد الاسد على ضرورة مأسسة العلاقات العربية - العربية قبل الحديث عن اعادة تقييم لوائح الجامعة العربية، وقال « نحن لا نعرف حتى الان فن الاختلاف ونحول التباين في وجهات النظر الى صراع ..»، واضاف ان «التعدي على صلاحيات الاخر سبب رئيس في التوتير بين العرب.. والخلافات في كثير منها نتاج تدخلات خارجية».

وحول المصالحات العربية اعرب الرئيس السوري عن اعتقاده انها جدية وصادقة، مشيرا الى ان المصالحة السعودية الليبية هي نتاج طبيعي للخرق الذي حققته قمة الكويت.. وفي السياق ذاته اعتبر ان «اتفاق الدوحة» اللبناني انجاز سوري قطري بامتياز. وفيما يتعلق بالموقف العربي المتضامن الرئيس السوداني عمر البشير قال الاسد: «العرب بداوا يعون ان مذكرة توقيف البشير هي بداية لسلسلة اعمال مشابهة». وفي تطور متصل اكد الرئيس الاسد رفضه مثول اي مواطن سوري امام محكمة الحريري.
وفي الشأن العراقي اعتبر ان المخاوف من تقسيم العراق تبددت فالانتخابات الاخيرة جاءت بالقوى الوحدوية.. وعن مستقبل العلاقات بيت دمشق وواشنطن قال: «بدايات الحوار مع ادارة الرئيس اوباما مبشرة لكن لم نصل يوما في علاقاتنا الى شهر عسل..».
واستطرادا حول العلاقات السورية اللبنانية نفى الرئيس الاسد وجود اي خلاف مع الدولة اللبنانية واعرب عن استعداد بلاده ترسيم الحدود فقط بعد انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا.

وفي الشأن الداخلي قال الاسد: «الباب مفتوح دائما للحوار مع المعارضة ..ولا يوجد قانون يقول اذا عارضت الدولة ستدخل السجن..».
وكشف الرئيس السوري من جانب اخر ان العلاقات القطرية السورية تعرضت خلال السنوات الثلاث الماضية الى ضغوط كبيرة، مؤكدا ان قطر اسست نفسها كدولة فاعلة في المنطقة قولا وفعلا... وفيما يلي نص الحديث:


● فخامة الرئيس اختتمت الاثنين الماضي القمة العربية كيف ينظر فخامتكم لسير عملها والنتائج التي تمخضت عنها ؟

■ هي قمة عقدت ضمن الظروف العربية اولا وثانيا ضمن حالة المؤسسة نفسها وهي مؤسسة الجامعة العربية أما الحالة العربية فهي حققت قفزات جيدة نسبيا ولاسيما في الظروف التي كانت قائمة منذ أشهر خاصة انه منذ قمة الدوحة والعدوان على غزة وأكملت أمس بموضوع المصالحة السعودية الليبية.. أما القرارات التي تمخضت عنها فهي من أكثر القرارات وضوحا بين القمم التي عقدت في التسعينيات او في العشرين سنة الماضية واستطيع ان أقول انه منذ عام 2000 الى اليوم قمة الدوحة من أفضل القمم من ناحية القرارات التي عكست الوضع العربي بشكل عام وعكست تعلمنا كعرب من أخطائنا. وانتقلنا الى قمة الدوحة ونحن متعلمين جزء أساسي من الدروس ووصلنا الى قرارات واضحة فبالنسبة للسودان القرار كان واضحا وبالنسبة لاسرائيل أيضا القرارات واضحة حتى المبادرة العربية كانت واضحة فعندما يكون هناك شريك تكون هناك مبادرة وعندما لا يوجد شريك لا توجد مبادرة. ومن جانب اخر نوعية الحوار الدائر هذا الحوار لم يكن موجود في السابق فقد تطور الموضوع وفي قمة السودان في العام 2006 عندما بدأنا الجلسات مغلقة ولم تكن سهلة أما في الدوحة فقد شهدنا نتائج وحواراً مفتوحاً حتى على صعيد اللقاءات الثنائية فهي قمة ناجحة.

إدراك المخاطر

● هل بدأ القادة العرب يدركون حجم المخاطر التي تواجههم وبالتالي فان لغة الحوار هي التي باتت تحكم العلاقات القائمة بينهم؟

■ هذا أكيد.. وهذه مرحلة وبداية يجب أن نعرف المشكلة التي نعاني منها أحيانا لم نكن نعرف ونعتقد أن الأمور تحل بهذه الطريقة ولكن اكتشفنا أن هناك مشكلة والجزء الأساسي منها هو أننا لا نتحرك فاقتنعنا بالحوار لكن الان المهم هو كيف نضع أساساً لهذا الحوار وبالتالي بناء على الكلمة التي ألقيتها في القمة طرحت بعض النقاط بالنسبة لموضوع التضامن العربي وسنقوم بصياغتها ونقدمها كمقترح للرئاسة وهي قطر لكي نصل الى القمة المقبلة ولدينا أسس أكثر لبلورة حالة الحوار حتى لا تكون فقط حالة شخصية وتجاوباً شخصياً..

● فخامة الرئيس خلال رئاستكم للقمة العشرين رفعتم شعار التضامن العربي وقمتم بدور نشط... هل لكم أن تطلعونا على أهم الانجازات التي حققتموها على ساحة العمل العربي المشترك والصعوبات التي اعترضتكم وخاصة أنها فترة حرجة وتعرضت خلالها الأمة للعديد من المخاطر؟

■ حتى يكون الجواب دقيقاً لابد أن نحدد ما صلاحيات الرئاسة من الناحية الفعلية كونه لاتوجد مؤسسة، مكتملة على مستوى الجامعة العربية وفعليا الرئاسة لديها صلاحيات وهي ليست مؤسسة الدور هنا هو دور البلد وكل ما قامت به سورية هو في معظمه قامت به كسورية أكثر منه كدور جديد للقمة لأنه وكما قلنا لايملك الصلاحيات. فعندما جاء اتفاق الدوحة في لبنان حصل التعاون بين سورية وقطر واذا أردنا أن نضعه في اطار انجازات القمة نستطيع ولكن في الحقيقة هو انجاز سوري قطري ولكن حصل خلال هذه الفترة.

وأيضا مصالحات قمة الكويت هي كانت الانجاز الثاني على مستوى الساحة العربية وهي أيضا انجاز قطري سوري سعودي مصري وليس مرتبطاً بالرئاسة ونحن كعرب وكجامعة لم نصل الى مرحلة تأسيس العلاقات لذلك لا يمكن أن تحكم على الرئاسة لكن كل الانجازات التي تحصل ترتبط بهذه الدولة..

تقييم لوائح الجامعة

● هل هناك اعادة لدراسة أو تقييم لوائح الجامعة العربية وهل هناك مشروع مطروح لاستبدالها باتحاد عربي وهل هناك تقييم للمؤسسة كمؤسسة؟

■ بلاشك المؤسسة اذا لم تضع أسساً تلتزم بها الدول لا قيمة لها حتى لو وضعت بنى فنحن نتحدث عن بنى سواء كان اتحاداً أو مجلس السلم العربي أو محكمة عدل عربي كل هذه غير ملزمة للدول وبالتالي ستخلق مشاكل اذا لم يكن هناك تحديد لنوع العلاقات وتحديد صلاحيات كل دولة وما هو مسموح لها داخل الجامعة بدءاً من الأمور التفصيلية الصغيرة التي هي عندما اطرح مبادرة وأفاجئ بها الجميع بالقمة فتأجل للدراسة على الأقل أريد أن أمارس الممارسة السياسية وما هو مسموح لي أن أمارسه كعرف واذا لم نبدأ بهذه الأمور ونكرسها كعرف لا نستطيع الانتقال الى بنى بل سنحولها الى بنى فارغة لاننا لم نلتزم بكل هذه البنى ونضع بنى غير ملزمة لان كل شيء غير ملزم ليس له قيمة وانا مع الفكرة وهي مرحلة ثانية والمرحلة الأولى لابد من مأسسة العلاقة المباشرة من ناحية كل دولة.

مصالحة سعودية ليبية

● شهدت جلسات القمة العربية مصالحة بين ليبيا والسعودية برعاية قطرية هل هي ضمن السياق الشمولي للمصالحات العربية ام تقتصر بين دولتين فقط؟

■ هي انعكاس مربوط فقمة الكويت بمبادرة الملك عبد الله وبطريقة المصالحة التي بها نوع من الخرق المفاجئ أثرت وأمس حصلت مبادرة من العقيد القذافي الذي أراد أن ينهي الموضوع والتقطها الأمير وقام بعملية المصالحة. فهي انعكاس لها..

الحفاظ على المصالحات

● العديد من المراقبين يرون ان المصالحات العربية هي مصالحات وقتية وليست دائمة ثم تحدث انتكاسات اشد فما الضمانات للحفاظ على ما يتم من مصالحات بين الدول العربية؟

■ في البداية يجب أن نحلل نوعية الخلافات هل يوجد بيننا خلاف على حدود لا يوجد، هل يوجد بيننا خلاف على آبار نفط أو حدود بحرية او على اقتصاد معين أيضا لا يوجد فالخلاف على قضايا أخرى أساسا ليست قضايانا على سبيل المثال حصلت مشكلة في لبنان نختلف واذا حصلت مشكلة في فلسطين أيضا نختلف لأنه لا يوجد مأسسة لدور الدول في القضايا الخلافية وأنا أتبنى طرفاً، وجهة أخرى تتبنى طرفاً، ويحدث خلاف في وجهات النظر، وتتحول وجهات النظر الى صراع بدل أن نبقيها في اطار خلاف وجهات النظر.. علينا أن ننظر الى أوروبا كمثال فأوروبا تختلف وقد انقسمت انقساماً شديداً خلال الحرب على العراق ولكن لاحقا تصالحوا من خلال آلية معينة، ونحن نستطيع أن نختلف ولكن لا توجد لدينا آلية لحل الخلاف، ولا توجد لدينا آلية للوقاية، واذا قمنا مثلا بتبني مبادرة معينة تجاه قضية لا نتبناها كجامعة الا اذا كانت الأطراف المعنية موافقة عليها، وبالتالي لا ننقسم.. المشكلة نطرح مبادرة يتبناها طرف واعتقد أن الطرف الاخر الذي رفضها عنده الحق وبالتالي نختلف وينتقل الصراع من المشكلة الى الدول نفسها واغلب المشكلات من هذا النوع ولا توجد مشكلة أخرى. وبالنسبة للبنان وفلسطين والعلاقة مع اسرائيل وأميركا، فاذا وضعنا أسساً وأعرافاً للتعامل مع هذه القضايا لا ينتقل الخلاف الينا، ورغم كل ذلك اؤكد ان المصالحات القائمة جدية وصادقة، لكن يجب أن تضع أسساً حتى لا تنتقل لخلاف اخر وعندما تحصل مشكلة أخرى تنسى المصالحة وتبدأ من الصفر.

إدارة الخلافات

● كيف يمكن أن نرتقي الى هذه المرحلة وان نعرف كيف ندير خلافاتنا و هل هناك مرجعيات أو ضمانات يمكن أن ندير خلافاتنا من خلالها اذا ما نشأت؟

■ هذه أمور بديهية.. فانا صاحب قضية عندي ارض اسمها الجولان المحتل ومن غير المقبول أن أرى دولة تتحرك في موضوع السلام في أوروبا أو في أميركا وأنا لا اعرف، فانا صاحب الشأن وهذا بكل تأكيد سيخلق خلافاً، فلا يحق لك أن تتحرك الا بموافقتي، و أعطي مثالاً أخر يختلف طرفان في بلد ما ونحن نعلن دعمنا لطرف ولكن يجب ان ندعم الدولة فنحن لا ندعم طرفاً حتى وان كان الطرفان احدهما على حق والاخر على خطأ فنحن لا نستطيع ان نتبنى طرفاً ونترك الطرف الآخر لأننا نتبنى دولة المؤسسات ونسهل المصالحة وبعد ان تنتهي المصالحة نستطيع ان نقول للطرفين أنت على صح والاخر على خطأ واذا دخلنا في مشكلة سنؤزمها اذا لم نضع أعرافاً من هذا النوع. واي مبادرة تحصل في القمة بموضوع يخصني يجب أن اسأل سابقا ومن ثم أوافق عليها.. ولدينا أمثلة كثيرة فاذا أخذنا سبب الخلافات نرى انه سبب من هذا النوع وتعدٍ على صلاحيات بعضنا البعض.

تدخلات خارجية

● هناك من يرى ان سبب خلافاتنا في الغالب هو تدخلات خارجية او حتى بسبب ضغوط أو أجندات خارجية تنفذ على الساحة العربية فما حقيقة هذا الأمر؟

■ هذا صحيح ولكن ليس بالضرورة أن يكون مؤثراً الا اذا كان لدينا مشكلة فالضغوطات دائما موجودة وهناك ضغوطات يتعرض لها الكل ولكن عندما تكون هناك متانة وأسس ومنهجية لا تؤثر ولنأخذ مثال العلاقة السورية القطرية ألا تعتقد ان هذه العلاقة خلال السنوات الثلاث الماضية تعرضت لضغوطات كبيرة لكي تنفك ولكن لم يتمكنوا لان هناك أسساً في العلاقة وتمكنت سورية وقطر من خلال منهجية معينة أن يحافظا عليها فالضغوط موجودة ولكن ليست أساسية.

مبادرة السلام

● فخامة الرئيس كثر خلال الفترة الأخيرة الحديث عن مبادرة السلام العربية ففي قمة غزة التي عقدت في الدوحة طالبت بتعليق المبادرة وبالأمس في خطابكم أمام القمة العربية فهم منه انه لا جدوى من المبادرة طالما لايوجد شريك فما هو موقف فخامتكم تحديدا من المبادرة؟

■ بكل بساطة ماذا فعلنا في الدوحة قلنا تعليقاً وقلنا ماتت، والحقيقة هي معلقة وهي ميتة، لأنه منذ ان أعلنت ليس لديها شريك، واذا لم يكن لديها شريك فهي غير موجودة، هي موجودة في عقولنا وعلى الورق ولكنها فعليا غير موجودة. و في الدوحة أعلنا عن تعليقها فمنذ العام 2002 معلقة وميتة يعني انها غير مفعلة، وقلنا ان اسرائيل قتلتها وشارون قتلها. ونحن في قمة الدوحة العربية لم نغير اي شيء عندما تحدثت انه لا يوجد شريك للمبادرة، فمن يريد أن يحرك المبادرة عليه أن يأتي بالشريك وهذا يفتح مبادرة فاعلة، فالتفعيل ليس بيدنا ان نفعلها أو لا نفعلها، فهل الشريك موجود؟.. التفعيل بيد اسرائيل عندما تقر بعملية السلام تصبح المبادرة مفعلة بكل بساطة.

● ما موقف الزعماء والقيادات العربية من مبادرة السلام العربية وخاصة أن هناك من يؤكد ببقائها واستمراريتها وان الطرف الاخر الذي يريد ان يلغيها يجب أن يطرح البديل أولا؟

■ ما المبادرة... المبادرة بالمرجعيات الموجودة فيها أضيف لها جائزة ترضية أساسها انك اذا قبلت بمبادرة مدريد ستوقع معك جماعيا كل الدول العربية وفعليا مضمون المبادرة هو مضمون المرجعيات التي فيها، فنحن لم نلغ المرجعيات فلماذا نوجد بديلاً لشيء لم نلغه.

القوة الذاتية

● خطابكم حمل العديد من الرسائل والعديد من المواقف احداها الاعتماد على القوة الذاتية فهل هناك قوة عربية على الأرض يمكن الاعتماد عليها في المرحلة الراهنة؟

■ بالمعنى السياسي والاقتصادي هي موجودة، ولكن لا نستخدمها طالما أننا متشرذمين وغير موجودين، فعندما تذهب دولة وتتحدث بالسلام والعدو الاسرائيلي يقتل في فلسطين، عندها سيضعف دورك السياسي وتضعف فاعليتك، وعملية السلام كأي شيء اذا طرحت في السوق كعملة بكثرة فتنخفض قيمتها ونحن نطرحها بسبب وبدون سبب.. وفي قمة المتوسط قاد محمود عباس أبو مازن الوفد الفلسطيني من اجل اعتماد المبادرة العربية ورفضت أوروبا، ونحن تحدثنا عن مدريد وفرضناها، وبعد قمة المتوسط فجأة عادوا وتحمسوا عندما قلنا إننا لا نريد المبادرة، وقالوا كيف تستغنون عن المبادرة العربية فقلنا انتم من رفضها.. إذا القضية ماذا تطرح وكيف تتعامل، لذلك قلت ان التكتيك مهم ونحن كقوة غير موجودة عندما يكون تكتيكنا خطأ واستراتيجيتنا صحيحة وخاصة استراتيجية السلام ولكن التكتيك للوصول الى هذا السلام هو تكتيك خاطئ لذلك نحن غير موجودين بتكتيك خاطئ ومع المصالحة نحن اقوى ويجب ان يكون هناك استمرارية.

● هل هناك تفهم لهذا الجانب من قبل القيادات العربية؟

■ هناك بداية تفهم على الأقل، نحن قلنا لهم في قمة الكويت الاقتصادية عندما كان هناك خلاف على هذا الموضوع اننا أصحاب الأرض ولا احد يحل مكاننا والسلام سلامي انا ولبنان وفلسطين، وهذه النقطة تفهموها ومرت الامور ولم نضحي في قمة الكويت ونتائج التفهم رأيناها في قطر فنفس القرارات التي فشلت في القمم السابقة نجحت في قطر اذا هناك تفهم.

خيار المقاومة

● تحدثتم فخامة الرئيس ان خيار المقاومة في هذه المرحلة هو الخيار الوحيد هل يشارككم الزعماء العرب ذلك؟

■ هذه النقطة الوحيدة التي لم نناقشها، ولكن في قطر نعم، وانأ لا أتحدث باسم السياسة القطرية، ولكنني احللها فقط من خلال قمة الدوحة، والسياسة القطرية تؤمن بشيء واقعي، فهذا العدو لا يرغب بالسلام فما هو البديل او الطريق الموازي لعملية السلام هو المقاومة فالإسرائيلي بالترغيب لم يأت فلابد يأتي بالترهيب.

● الم يتم طرح هذا الموضوع على القيادات العربية في قمة الدوحة؟

■ لم يتم طرحه بل هو موجود فالمبادرات لم نخترعها نحن كدول عربية بل هي قائمة كواقع واذا أردنا ألا نناقش هذا الواقع فنحن أحرار.

توقيف البشير

● خرجت القمة العربية برفض لمذكرة المحكمة الجنائية بحق الرئيس السوداني وهذا موقف عربي جديد هل يعني ذلك ان العرب لن يرضخوا لمطالبات غربية او من قبل المحكمة لاحقا؟

■ نحن في سورية اعلنا ذلك مسبقا، وما قلته في الخطاب قلت ان اي قرار دولي لابد ألا يكون اعلى من اي قرار وطني حتى لا نتحول الى دول مستعمرة ولكن بشكل حديث وراق، لكن مستمرين، واعتقد ان الدول العربية لديها وعي بان هذا العمل هو بداية سلسلة لأعمال مشابهة أخرى واليوم وضعوها تحت عنوان ابادة، ولم يتحدثوا عن موضوع الصومال الم يحصل فيها إبادة، فقد أبيدت المدينة كلها، وأيضا غزة وغيرها، والموضوع واضح بأن هناك أجندة، ونحن لدينا قلق كدول عربية لم نناقشه ولكن هناك شعور لذلك كان القرار بهذا الشكل الحاسم.

● كيف تفسرون إغفال محكمة الجنايات الدولية لجرائم إسرائيل وأميركا في العراق وتسارع الخطى من اجل تلفيق تهم لرئيس دولة عربية؟

■ نحن من خلال تجربتنا في سورية في السنوات الخمس الأخيرة من الواضح أن هناك استخدام للمؤسسات الدولية أو استخدام القوة المباشرة من اجل مصالحها وهذا مما لاشك فيه أن هناك عملية تسخير للمؤسسات لمصالح دولية وقد صرح مصدر أوروبي بأنه يمكن إيجاد مخرج بشروط، هل هذا يعني أن الإبادة مسموحة لكن بشروط.

محكمة الحريري

● هذا يقودنا إلى محكمة الحريري وقد بدأت منذ حوالي شهر فكيف تنظرون إلى عمل المحكمة خلال المرحلة المقبلة وهل من الممكن أن توجه تهم عشوائية لأطراف ربما ليس لهم علاقة بها.؟

■ حتى الآن ليس لدينا أي معطيات بشان أي شيء وقد أعلنا بشكل مسبق أن أي علاقة بين المحكمة ودولة سورية تخضع لاتفاقية مع سورية، لان أي مواطن سوري يخضع لنظام القضاء السوري، والشيء الوحيد الذي سمعناه من رئيس المحكمة في مقابلة عندما قال إن سورية لديها حق، وهذا شيء جيد فإذن نحن نتفق معهم على أي نوع من التعاون، أي مواطن سوري يطلب كشاهد أو يستدعى أيضا كشاهد، وهذا قد يحدث ربما في سورية ولكن ما هي الأسس والضمانات، يجب أن تقدم إليه جميع الحقوق والضمانات الموجودة في القانون السوري، وعندها ستسير الأمور بالشكل الصحيح، ولكن حتى الآن لدينا معطيات طبيعية، ولكن هل هذا يعني أنها لا تتحول إلى لا طبيعية، ليس لدينا أي ضمانات والحالة الدولية بشكل عام لا تطمئن ونحن موقفنا ثابت ولا نساوم عليه.

حكومة إسرائيلية

● وصول حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل هل يمكن الحديث عن سلام قادم معها؟

■ إن الحكومة التي كانت قبلها قامت بحروب ضد لبنان ومجازر واعتقد أن جميعهم مثل بعض فشارون ارتكب مجازر في فلسطين وباراك كان داعم لحرب غزة فليس هناك فرق بين يمين ويسار. لدينا أسس ومن يلتزم بها لا يشكل عندنا مشكلة.

الوساطة التركية

● فخامة الرئيس.. تركيا تحدثت مؤخرا عن استعدادها لإعادة مساعيها للتوسط بينكم وبين إسرائيل واستكمال خطوات الحوار الذي قادته أنقرة.. كيف تنظرون إلى ذلك؟ وهل هناك بوادر على هذا الصعيد؟

■ هم أعلنوا استعدادهم ولكنهم يعرفون كما حصل في المرة السابقة عندما بدأوا المفاوضات، وأخذت العملية أكثر من سنة ونحن لدينا مبدأ صريح وواضح، إذا أعلنت أي حكومة عن استعدادها لإعادة الأراضي المحتلة كاملة عندها نستطيع أن نبدأ المفاوضات، الآن الأتراك عبروا عن استعدادهم على لسان رئيس الوزراء اردوغان ويبقى أن تقدم الحكومة الإسرائيلية للأتراك هذا الكلام بشكل واضح.

● لكن إذا لم يتم التوصل إلى سلام مع إسرائيل ولم ترجع تل أبيب الجولان السوري المحتل.. إلى متى ستسكت سورية عن أراضيها المحتلة؟

■ منذ حرب فلسطين إلى احتلال الجولان كل شيء يأتي هو أكثر عداء لإسرائيل، وخاصة في المنطقة المحاذية لإسرائيل تحديدا، وربما لا يأتي جيل يقبل بالتحدث بالسلام، والآن هناك نمو لفكرة المقاومة، ومن الواضح تماما الفرق بين عمليات المقاومة قبل عشرين آو ثلاثين عام والعمليات التي تحصل فإسرائيل تذهب باتجاه مستقبل ليس من مصلحتها وبالمحصلة كل الناس تذهب باتجاه المقاومة أولا بيولوجيا وثانيا من الناحية العملية هذا ليس هناك خيار آخر.

● هل الوقت يمضي لصالح العرب؟ وليس لصالح الإسرائيليين؟

■ نعم هذا مؤكد فهو لصالح العرب.

● فخامة الرئيس يؤخذ على سورية انه في الوقت الذي تدعم حزب الله للقيام بعمليات عسكرية نجدها ترفض فتح جبهة في الجولان أليس هذا مستغربا؟

■ البعض يقول أن «حماس» تدفعها إيران ولكن هل تصدق ان شخص مستعد أن يذهب ليموت مقابل أموال هذا غير صحيح هؤلاء يقدمون شهداء ولديهم قاعدة شعبية تريد أن تدافع عن أوطانهم.. نحن ندعم المقاومة ونحن لا نستطيع أن نحرك مقاومة أو نخلق مقاومين، المقاوم لا يخلقه سوى الاحتلال والعقيدة التي تربى عليها. فهذا الكلام غير واقعي للأسف، وكما يقول البعض أن الانتحاريين ترسلهم المنظمات وأنا أقول أن الانتحاري يذهب ليموت لان لديه قراءة معينة ولا يمكن أن تقنع شخص أن يذهب للموت. هذا من جانب أما بالنسبة للمقاومة في الجولان فلديها أسباب موضوعية وخاصة أن الجولان في معظمه ليس فيه سكان وهذه احد النقاط وقد حصلت عملية تهجير للسكان في العام 1967 وبالتالي لا توجد فيه سوى أعداد بسيطة وعملية المقاومة تحتاج لحجم بشري وفي الجولان أبيدت القرى ولم يبق سوى 3 قرى مستقلة فلا يوجد لديك المتطلبات الأساسية للمقاومة هذا بالإضافة إلى طبيعة الأرض وهو عامل أخر. وهناك نقطة أخرى انه في لبنان وفي فلسطين لا يوجد جيش نظامي يقوم بمقاومة إسرائيل والجيش صغير وفي مرحلة البناء. أما في سورية فالجيش موجود وطور في العام 1967 وخاض حرب 1973 والمقاومة تنشأ عندما لا تكون هناك بنية دولة مهيأة أو محضرة بهدف تحرير الأرض ونحن بنينا دولتنا بجيشها واقتصادها كل شيء فيها مخصص للتحرير لذلك المقاومة لا توجد بشكل طبيعي ولابد أن يأتي اليوم ونتحرر بالسلام أو بالحرب ولكن عندما يفقد المواطن الأمل سيذهب باتجاه المقاومة بشكل أو بأخر.

حزب الله

.

بهلول
04-02-2009, 03:08 AM
حزب الله


● ما العلاقة التي تربط حزب الله بسورية؟

■ المبادئ والقضية، هو «الحزب» لديه قضية مع العدو الإسرائيلي ونحن لدينا نفس القضية، وبالتالي ندعمه من هذا المنطلق هذا من جانب ومن جانب أخر هو حزب وطني لديه أجندة دينية ضمن وطنه لبنان ونحن نعتبره حزباً وطنياً ومن الطبيعي ان يكون لدينا معه علاقة جيدة.
سورية وإيران
● يقال ان سورية خلال الفترة الماضية تعرضت لترغيب وترهيب من قبل أطراف خارجية لفك ارتباطاتها بإيران... ما حقيقة ذلك؟
■ نعم تعرضنا ولكن أولا يجب ان نسأل لماذا نقوم بهذا الفك، وقد نرى ان إيران تقف معنا في مراحل صعبة وإيران تقف مع القضية الفلسطينية، ثانيا ما الفائدة وماذا نربح عندما نبتعد عن دولة كبيرة أساسية مؤثرة موجودة في منطقتنا. ونحن نريد الاستقرار لذلك نريد ان نبني علاقات جيدة مع الدول وليس العكس، وكيف نريد الاستقرار ونحن نخرب العلاقات والأفضل ان تحسن علاقاتك مع الناس، ومن البديهي ان تذهب إلى الآخرين وتبني معهم علاقات جيدة وأنا لا افهم المبدأ الذي يقول ان عليك ان تبتعد عنهم، وهناك علاقة اقتصادية جيدة بين البلدين، ولكن العلاقة ليست مبنية على هذا الجانب، والقضية ليست قضية رشوة، ونحن لسنا من الدول التي تؤمن بمبدأ الرشوة، بل نحن دولة لدينا مبادئ ولدينا مصالح، ونحن نتفق مع إيران في المبادئ، ثانيا نتفق معهم من ناحية المصالح المتبادلة وأنا أريد علاقة معك ومع الأخر.
● البعض يرى ان التحالف السوري الإيراني يأتي على حساب علاقة دمشق مع عواصم عربية؟ هل بالفعل كذلك؟
■ لا.. والدليل أننا حسّنا علاقاتنا مع كل الدول العربية ولم تتغير علاقاتنا مع إيران، وهناك من يقول أن علاقتك مع الطرف الأخر على حسابي.
الانفتاح على سورية
• يقال أيضا فخامة الرئيس ان الانفتاح العربي على سورية جاء بعد انفتاح أميركي وهو ما يعني ان العلاقات العربية - العربية مرتبطة بأطراف خارجية؟
■ من الطبيعي ان نقول ان هناك تأثير طالما تحدثنا قبل قليل عن الضغوط في مجال العلاقات العربية - العربية، فهي عامل مؤثر ولكن إلى أي مدى مؤثر صعب التحديد، هذه قراءات ولا استطيع ان أقول ان لدينا معطيات واضحة وبلا شك انه طالما اننا نتأثر بالضغوط الخارجية فان انفراج الوضع الدولي يساعد على انفراج الوضع العربي.
العلاقات مع أميركا
• أوفدت الإدارة الأميركية الجديدة مبعوثين إلى دمشق وأقدمت مؤخرا على فتح المدرسة الأميركية.. هل يعني ذلك أن العلاقات السورية - الأميركية مقبلة على شهر عسل؟
■ البدايات مبشرة وإذا قلنا شهر عسل يعني ان العلاقات ممتازة، ولم نصل إلى هذه المرحلة منذ تحرير الكويت، حتى في تلك الفترة كانت اقل من مستوى « شهر عسل - ان صح التعبير - ويمكن ان اقول ان البداية جيدة، لأنه لم يعد هناك أملاءات عندما نتحاور، وهناك استعداد لسماع رؤيتنا تجاه القضايا المختلفة، هذان العاملان ايجابيان لدينا، والى أين تصل.. من الصعب التوقع، ولكن البوادر ايجابية من المتوقع ان تكون هناك أشياء أخرى مستقبلا.
● هناك وفود أميركية جاءت إلى سورية فهل ستشهد المرحلة المقبلة وفود سورية إلى أميركا؟
■ بالأساس لم تنقطع هذه العلاقة، حتى خلال الإدارة السابقة كانت تذهب وفود سورية إلى أميركا للحوار، وهذا لا يمنع ولكن يعتمد على مضمون العلاقة، فعندما يضع لها أسساً من الاحترام المتبادل سيكون هناك وفود.
مساعدة أميركا
● ترشحت أخبار عن امكانية قيام سورية بمساعدة أميركا في الانسحاب من العراق فما فحوى هذا العرض؟
■ نحن ضد احتلال العراق ومنذ البداية، حتى اللحظة الأخيرة نقول إننا ضد هذا الاحتلال والشيء الايجابي الجديد هو إعلان اوباما خلال الحملة الانتخابية رغبته من الانسحاب من العراق، وهذه نقطة مهمة، وأعلنا أننا مستعدون لمساعدة أميركا على الانسحاب من العراق لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه والعراقيون يسعون إليه.. وهذا يعتمد على الرؤية الأميركية.
● هل تم عرض هذه الفكرة على الجانب الأميركي ومناقشته في هذا الجانب؟
■ لا وهذا الموضوع طرح فقط منذ نحو 4 أيام ولم يحصل أي لقاء مع الجانب الأميركي منذ الإعلان عن ذلك.
المشهد العراقي
● كيف ترون المشهد العراقي الحالي حاليا؟
■ أفضل بكثير وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة، فالقوى التي تسعى لتوحيد العراق هي التي أخذت الرقم الأكبر من المقاعد وحققت العراق الواحد.
● الخوف من تقسيم العراق هل بدا يتبدد؟
■ نعم، خصوصا بعد الانتخابات، إضافة الى ان الوضع الأمني على الرغم من الانتكاسات هو أفضل من قبل، وقد بدأت عملية تكوين الشرطة العراقية ومن ثم تكوين الجيش العراقي.
ملفات مفصلية
● يقال فخامة الرئيس ان الإدارة الأميركية اقتنعت أخيراً أن لدى دمشق ملفات مفصلية لا يمكن إيجاد حلول لها إذا لم يتم التعامل مباشرة مع سورية... أليس كذلك؟
■ لم يُقل هذا الكلام مباشرة، ولا نريد أن نصاب بالغرور، ونفضل أن نبقى متواضعين، فنحن لدينا تأثير لكن لسنا اللاعب الوحيد، بل نحن ضمن مجموعة لاعبين، ولسنا في الوقت نفسه دولة هامشية، ولكن أيضا لسنا الدولة الوحيدة التي تقرر، فنحن نستطيع أن نلعب الدور الايجابي في هذه القضايا وهذا واضح، والمساعدة على الاستقرار فيه مصلحة لدول المنطقة بأسرها، فالوضع في العراق وانسحاب الجيش الإسرائيلي والمصالحة الفلسطينية كلها أمور سورية لديها دور فيها.
الحوار الفلسطيني
● الحوار الفلسطيني - الفلسطيني بالقاهرة يكاد يراوح مكانه والبعض يتهمكم بأنكم تملون على الفصائل الفلسطينية وتحديدا حماس مواقف متشددة لمنع أي اتفاق ما تعليق فخامتكم على ذلك؟
■ ماذا نربح من عدم اتمام المصالحة؟.. هم لا يقدمون منطقاً سليماً يجب ان يكون لدي منطق سليم، فأنا لا اربح بل أخسر، وهذا لسبب بسيط، لان المصالحة الفلسطينية تحمي فلسطين من العدوان الإسرائيلي وأيضا تساعد في اطلاق السلام على المسار الفلسطيني، ونحن في سورية نتحدث منذ اليوم الأول عن عملية السلام وعن السلام الشامل، والسلام الشامل لا يمكن أن يتم على المسار السوري لوحده فنحن بحاجة للمسار الفلسطيني لكي يكون هناك تنسيق بين المسارين، ونربح نحن وهم يربحون، وعدم وجود المصالحة لا يجعلنا نصل إلى هذا وأيضا يضر بالمصالح السورية.
العلاقات مع لبنان
● فخامة الرئيس لقد استكملت العلاقات الدبلوماسية بينكم وبين لبنان هل يمكن القول أن مجمل الخلافات قد تمت تسويتها بين الجانبين؟
■ السفارات ليست لديها علاقة بالخلافات .. السفارة لم تكن مطروحة وانا من طرحها في العام 2005 عندما قررنا الانسحاب من لبنان، وكان بعض أصدقاء سورية في لبنان قد طرح هذا الموضوع، وبعدها جاء اللقاء مع الرئيس لحود والرئيس كرامي والرئيس بري، وقلت لهم اذا كنتم تعتقدون ان هذا الشيء مناسب فليس لدينا مانع وان السفارة ليست بالضرورة ان تؤكد ان الخلافات قد حلت.. هناك بعض الاطراف اللبنانية تختلف مع سورية وهذا ليس له علاقة بالسفارة، على الرغم من ان البعض يضع السفارة كعنوان. وفي كل مرحلة عندما تحل مشكلة شكلية ننتقل الى مشكلة شكلية أخرى والسفارة في أي دولة لا تعبر عن حل للمشاكل بل ما يعبر عن حل المشاكل هي سياسة الدول.
● تقصدون ان الخلافات بين الدولة السورية والدولة اللبنانية لم تعد قائمة ولكن هناك مجموعة تحاول ان تخلق مشاكل معكم؟
■ نحن ليست لدينا مشاكل مع الدولة كدولة بل نحن نحترم الدولة.
● لكن هذه الفئة التي تحاول اختلاق مشاكل ـ كما اشرتم تتحدث عن امور من بينها انه لماذا لا تقدم سورية مستندات على ملكية مزارع شبعا للبنانيين وخاصة أنكم صرحتم أنها بالفعل لبنانية فلماذا لا تقومون بتأكيد ذلك عبر رسالة خطية إلى الأمم المتحدة؟
■ هذه الأراضي محتلة من قبل إسرائيل، وعندما تريد أن تقدم للأمم المتحدة فأول ما تقدمه هو الترسيم وليس الوثائق، لان العلاقة الحدودية بين الدول هي علاقة ثنائية لا تمر عبر الأمم المتحدة ونتفق على ملكية الأراضي ونرسم الحدود المتفق عليها ونخبر الأمم المتحدة بما اتفقنا عليه، ونحن قلنا للبنانيين وللأمم المتحدة أولا أن تنسحب إسرائيل.. لماذا لا يقلق اللبنانيون على كل الحدود الشمالية والقلق فقط على مزارع شبعا، ونحن مستعدون مباشرة أن نبدأ الترسيم، وسنبدأ بكل الأراضي والحدود الأخرى التي في حاجة للترسيم.
الحوار مع المعارضة
● في الوقت الذي تتبنون مصالحات عربية - عربية هناك مصالحات داخلية يفترض أن تتم واقصد مع المعارضة السورية سواء بالداخل او بالخارج فهل هناك مبادرات للحديث مع المعارضة؟
■ الباب مفتوح دائما للحوار في هذا المجال، وأكثر صداماً في السابق كان بين «الإخوان المسلمين» في سورية والدولة في الثمانينيات، وكل من دخل إلى السجن في هذه المرحلة هو خارج السجن اليوم، أما بالنسبة للجهات الأخرى التي تتحدث عنها فنحن لا توجد أي مشكلة، بل لدينا مبادئ كل من يأتي مع وطنه خاصة في ظل وجود هجمة وتحديات كبيرة فنحن معه.. لدينا أسماء من خرقوا القانون، ومن يخرق القانون يحاسب، وهذا في أي دولة من دول العالم، أما نوع القانون فهو أمر سوري، هل هو صحيح ام خطأ هذا شأن سوري ولا يوجد لدينا أي قانون يقول إذا أنت عارضت الدولة ستدخل إلى السجن.
رئاسة قطر للقمة العربية
● فخامة الرئيس لقد سلمتم رئاسة القمة العربية إلى قطر كيف تنظرون إلى رئاسة الأمير للدورة الحالية للقمة العربية؟
■ من خلال دور قطر في السنوات الماضية نرى ان قطر أسست نفسها كدولة فاعلة وليس من خلال رئاسة القمة، بل من خلال دورها كدولة، ومرت أحداث كالحوار اللبناني.
فمن الأحداث النادرة يمكن ان نحل مشكلة معقدة من دون تدخل خارجي، ولكن بحل عربي- عربي، وأيضا مؤتمر غزة كان على قدر كبير من الصعوبة، خصوصا في ظل ظروف صعبة وفي ظل حالة إنسانية صعبة، وتوتر في الشارع العربي، فقد قامت قطر بمبادرة ونجحت، ومن البديهي أن يستمر هذا النجاح من خلال رئاسة القمة واعتبر ان ما بدأت به قطر ستستمر به.
العلاقات الاقتصادية
● كيف تنظرون إلى العلاقات الاقتصادية السورية - القطرية والاستثمارات القطرية الموجودة في سورية وهل هناك خطة لزيادتها في المرحلة المقبلة؟
■ هي في تطور مستمر ونحن كنا نقوم بعملية تطوير للدولة السورية وتفعيل الاستثمار عموما، وهذا انعكس على هذه العلاقة، والآن الحركات الاستثمارية والبنوك القطرية فهناك حركة قطرية ثابتة وهناك ثبات بمعنى الصعود الثابت لهذه العلاقة.
العلاقات القطرية - السورية
● كيف تستشرفون العلاقات القطرية - السورية خلال المرحلة المقبلة؟
■ من خلال تمسك قطر بدورها كدولة فاعلة ومن خلال تكريس رؤية مهمة على الساحة العربية فان اي دولة يمكن ان تكون دولة مهمة، اذا امتلكت الارادة، وقطر امتلكت الارادة وسورية كذلك. سورية ليست من الدول الكبرى في العالم العربي.
ولكن نحن امتلكنا الارادة ونستطيع ان نغير الكثير على مستوى الساحة العربية، وربما اكثر، واستشرف العلاقة من خلال هذه الارادة.


* رئيس تحرير صحيفة ((الشرق)) القطرية


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/04/02/2c83a62a-4283-4f59-b542-1406a262f5ef_main.jpg

السعودية وسورية نحو آفاق أرحب في تعزيز العمل العربي المشترك


http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/04/02/133589_5_main.JPG

العلاقات القطرية السورية تتعرض للضغوط