أمير الدهاء
04-01-2009, 07:22 AM
عبدالله خلف - الوطن
العرب عند احتلالهم دولة يسعون الى نشر الاسلام والاخلاق الحسنة.. ويبنون المساجد والمدارس ثم ينشغلون ببعضهم وتقوم كل فئة أو قبيلة بمحاربة الاخرى لتستأثر بالحكم.. ثم تتعدد الطوائف المتصارعة كما كانت في الاندلس.. حتى ان هناك ظاهرة لم تحدث في التاريخ اذ تحتل دولة دولة اخرى حوالي 800 سنة ثم تخرج من يدها. وهكذا الشقاق العربي الذي اضاع منهم دولا كانت في كنفهم ثم بادت.. ولو لم يتم طرد العرب من جنوب اسبانيا، لانتهوا وقضوا على بعضهم، كما لولا تدخل الحكماء في حرب البسوس لأفنوا بعضهم بعضا.. لا يوجد احتلال دام ما يقارب 800 سنة ثم انتهى دون ان يؤثر في الشعب الاصلي، فلم ينشروا الدعوة الاسلامية لمدة طويلة فأخذ الانشغال يصرفهم عن اهدافهم، لأنهم انشغلوا بأمور تخالف أي ديانة.. ففي الوقت الذي كانت الشعوب الاوروبية محافظة كان العرب في الاندلس ينشرون الفساد من رقص ولهو ومجون..
حتى ان موسى بن نصير خطف 800 فتاة ليهديها الى سليمان بن عبدالملك (نفح الطيب).. السكان الاصليون توارثوا الكراهية للمسلمين حتى تمكنوا من طردهم بعد ثمانية قرون.. قال ابن خلدون في مقدمته:
(العرب اصعب الامم انقيادا بعضهم لبعض، للغلظة والانفة في الرياسة، فقلما تجتمع اهواؤهم، من اجل ذلك، فلا يحصل لهم الملك الا بصيغة دينية من نبوة أو ولاية أو اثر من الدين في الجملة).
ومما قال ابن خلدون: «ان العرب اذا تغلبوا على اوطان اسرع اليها الخراب».
وقال ايضا: «ان الحجر مثلاً انما حاجتهم اليه لنصبه أثافيّ للقدور فينقلونه من المباني فيخربونها عليه، والخشب انما حاجتهم اليه ليعمروا به خيامهم ويتخذوا الاوتاد والاعمدة منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه» ولا شك في ان ابن خلدون يقصد اهل البادية، والمقاتلون في الفتوحات الاسلامية فيهم سكان الواحات ومواطن الحضر وآخرون من البادية لم يألفوا مساكن الحضر.
يقول ساطع الحصري متسائلا بعد ذلك في اثناء تناوله مقدمة ابن خلدون والحديث عن شقاق العرب:
هل الشقاق طبع في العرب؟
اجاب قائلا:
ان الشقاق وليد الانانية، والانانية طبع غريزي في الانسان.. وهذه الانانية لا تكبحها الا التربية الاجتماعية المتينة، والتشكيلات الحكومية القوية، والنزعة المثالية الفعالة والايمان الديني أو القوى الوطنية العميقة.. ويقيس ساطع الحصري قياس دول الغرب ويعممها على معظم الاقطار فيقول: (في كل امة من امم الارض، وفي كل دور من ادوار التاريخ يظهر اناس تتغلب عليهم الانانية وحب الذات على العوامل الاخرى ولكن الرأي العام والقوانين الموضوعة تعاقب هؤلاء وتعزلهم عن المجتمع وتجعلهم عبدة للآخرين).
هذا القياس لا يتفق مع الانظمة الديكتاتورية ولا مع الانظمة الانفرادية ذات القمع، لذا فإن الرأي العام يصيبه الشلل، والشعب يرعبه الطغيان وتمتلئ السجون الموحشة بالمعارضين.. ويقول الحصري اثناء طرحه القضية القومية (ان الشعوب لا تبقى على وتيرة واحدة على مر العصور فلا بد من ان تتغير).
ما نراه في بعض الشعوب العربية منذ اول تاريخها لم يتغير فيها شيء لا في الجاهلية ولا الاسلام.. لذا نجد الجامعة العربية منذ ستة عقود ونصف ولحد الآن ليس مهمتها الا ان ترمم الصدع، وترضي هذا وتهدئ ذاك.. وكان صاحب السمو أمير البلاد لعقود عديدة وحتى الآن مهمته في ذهاب واياب ليصلح الخلافات العربية العربية والفلسطينية الفلسطينية واصحاب الانقلابات وغيرها.
تاريخ النشر 01/04/2009
العرب عند احتلالهم دولة يسعون الى نشر الاسلام والاخلاق الحسنة.. ويبنون المساجد والمدارس ثم ينشغلون ببعضهم وتقوم كل فئة أو قبيلة بمحاربة الاخرى لتستأثر بالحكم.. ثم تتعدد الطوائف المتصارعة كما كانت في الاندلس.. حتى ان هناك ظاهرة لم تحدث في التاريخ اذ تحتل دولة دولة اخرى حوالي 800 سنة ثم تخرج من يدها. وهكذا الشقاق العربي الذي اضاع منهم دولا كانت في كنفهم ثم بادت.. ولو لم يتم طرد العرب من جنوب اسبانيا، لانتهوا وقضوا على بعضهم، كما لولا تدخل الحكماء في حرب البسوس لأفنوا بعضهم بعضا.. لا يوجد احتلال دام ما يقارب 800 سنة ثم انتهى دون ان يؤثر في الشعب الاصلي، فلم ينشروا الدعوة الاسلامية لمدة طويلة فأخذ الانشغال يصرفهم عن اهدافهم، لأنهم انشغلوا بأمور تخالف أي ديانة.. ففي الوقت الذي كانت الشعوب الاوروبية محافظة كان العرب في الاندلس ينشرون الفساد من رقص ولهو ومجون..
حتى ان موسى بن نصير خطف 800 فتاة ليهديها الى سليمان بن عبدالملك (نفح الطيب).. السكان الاصليون توارثوا الكراهية للمسلمين حتى تمكنوا من طردهم بعد ثمانية قرون.. قال ابن خلدون في مقدمته:
(العرب اصعب الامم انقيادا بعضهم لبعض، للغلظة والانفة في الرياسة، فقلما تجتمع اهواؤهم، من اجل ذلك، فلا يحصل لهم الملك الا بصيغة دينية من نبوة أو ولاية أو اثر من الدين في الجملة).
ومما قال ابن خلدون: «ان العرب اذا تغلبوا على اوطان اسرع اليها الخراب».
وقال ايضا: «ان الحجر مثلاً انما حاجتهم اليه لنصبه أثافيّ للقدور فينقلونه من المباني فيخربونها عليه، والخشب انما حاجتهم اليه ليعمروا به خيامهم ويتخذوا الاوتاد والاعمدة منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه» ولا شك في ان ابن خلدون يقصد اهل البادية، والمقاتلون في الفتوحات الاسلامية فيهم سكان الواحات ومواطن الحضر وآخرون من البادية لم يألفوا مساكن الحضر.
يقول ساطع الحصري متسائلا بعد ذلك في اثناء تناوله مقدمة ابن خلدون والحديث عن شقاق العرب:
هل الشقاق طبع في العرب؟
اجاب قائلا:
ان الشقاق وليد الانانية، والانانية طبع غريزي في الانسان.. وهذه الانانية لا تكبحها الا التربية الاجتماعية المتينة، والتشكيلات الحكومية القوية، والنزعة المثالية الفعالة والايمان الديني أو القوى الوطنية العميقة.. ويقيس ساطع الحصري قياس دول الغرب ويعممها على معظم الاقطار فيقول: (في كل امة من امم الارض، وفي كل دور من ادوار التاريخ يظهر اناس تتغلب عليهم الانانية وحب الذات على العوامل الاخرى ولكن الرأي العام والقوانين الموضوعة تعاقب هؤلاء وتعزلهم عن المجتمع وتجعلهم عبدة للآخرين).
هذا القياس لا يتفق مع الانظمة الديكتاتورية ولا مع الانظمة الانفرادية ذات القمع، لذا فإن الرأي العام يصيبه الشلل، والشعب يرعبه الطغيان وتمتلئ السجون الموحشة بالمعارضين.. ويقول الحصري اثناء طرحه القضية القومية (ان الشعوب لا تبقى على وتيرة واحدة على مر العصور فلا بد من ان تتغير).
ما نراه في بعض الشعوب العربية منذ اول تاريخها لم يتغير فيها شيء لا في الجاهلية ولا الاسلام.. لذا نجد الجامعة العربية منذ ستة عقود ونصف ولحد الآن ليس مهمتها الا ان ترمم الصدع، وترضي هذا وتهدئ ذاك.. وكان صاحب السمو أمير البلاد لعقود عديدة وحتى الآن مهمته في ذهاب واياب ليصلح الخلافات العربية العربية والفلسطينية الفلسطينية واصحاب الانقلابات وغيرها.
تاريخ النشر 01/04/2009