JABER
03-27-2009, 07:02 AM
27/03/2009
كتب عبدالنبي العطار :
لا أعتقد ان مجرد استبدال مصطلح الشيعة بعبارة الصفويين يمكن أن يغير المحتوى الطائفي لهذا الطرح؟ طبعاً لست أعترض على نقد الصفويين وغير الصفويين، فالتاريخ ليس حكراً على أحد، فهو ملك للجميع، ولكن اعتراضي على الترويج للكراهية تحت مسميات يعلم حتى أقل الناس ذكاء ما تحتويه من طائفية بغيضة، ويشم حتى المزكوم ما تحمله من رائحة كريهة تعافها الأنفس.
فما يلمسه المراقب اليوم من ترويج لمصطلح «الصفويون الجدد» الذي أطلقه بداية أيتام صدام بعد سقوطهم المدوي في بغداد، وراح يتمدد خارج العراق حتى صار عنواناً لثقافة لطالما عانت منها مجتمعاتنا العربية بصورة خاصة عبر عقود، وأعني بها ثقافة الإسقاط ورفض الآخر. لست في معرض الدفاع عن الصفويين فلهم من السلبيات الشيء الكثير، ولكن من قال إن سلبياتهم أكثر من سلبيات العثمانيين مثلاً؟
وهل عانى عالمنا العربي من الصفويين عشر معشار ما عانيناه من العثمانيين الذين علقوا الأحرار على أعواد المشانق في ساحات دمشق وبيروت؟ ومن هو الذي سلَّم فلسطين لقمة سائغة إلى البريطانيين وإلى اليهود من بعدهم؟ أليس هم العثمانيون؟ نعم الصفويون كانوا توسعيين ولكن قل لي ما الذي كان يفعله الأتراك في شوارع بغداد ودمشق وبيروت والقاهرة؟
وهل كانت هناك قوة سياسية في عصرهم لم تتطلع إلى التوسع؟
ألم يكن العثمانيون والروس والأوروبيون والمماليك توسعيين؟
بل وحتى محمد علي باشا ألم يكن توسعياً وصلت جيوشه حتى الدرعية في أواسط الجزيرة العربية؟ لست أبرئ الصفويين، ولكن ما أريد أن أوضحه هو أن أطروحة الصفويين الجدد ليست مجرد نقد تاريخي بريء بل هي امتداد لسلسلة طويلة من التوصيف غير الموضوعي وغير المنصف لفئة من المجتمع عانت وربما لاتزال تعاني من التهميش والإقصاء لمجرد التباين في المتبنى الفقهي والفهمي للدين، وما هي إلا إسقاط تاريخي لعقلية مريضة لا تملك رؤية لإصلاح مشكلات المجتمع، ولا طرحا تنمويا لبناء الإنسان، ولا مشروعاً حضارياً ينتشل المجتمع العربي من دوامة الفقر والجهل والمرض، فكان بديلها السيئ هو إشغال الإنسان العربي بطرح ضيق الأفق لا يخدمه بل يزيد في مشاكله، ان الفشل في إيجاد المشروع الحضاري لما يعانيه الإنسان العربي لا يبرر أبداً الترويج للكراهية تحت أي عنوان، ولا يمكن حل الخلافات السياسية مع إيران أو غير إيران عبر فرز شعوب المنطقة مذهبياً وعقائدياً حتى بتغيير المصطلحات، وإذا كان مثل هذا الطرح متوقعاً من أمثال بن لادن والزرقاوي والأمر مثير للعجب عندما يصدر ممن يفترض فيه أن يمثل جميع أطياف المجتمع بمن فيهم من تطلق عليهم صفة الصفويين.
د. عبدالنبي العطار
abdul_2345@yahoo.com
كتب عبدالنبي العطار :
لا أعتقد ان مجرد استبدال مصطلح الشيعة بعبارة الصفويين يمكن أن يغير المحتوى الطائفي لهذا الطرح؟ طبعاً لست أعترض على نقد الصفويين وغير الصفويين، فالتاريخ ليس حكراً على أحد، فهو ملك للجميع، ولكن اعتراضي على الترويج للكراهية تحت مسميات يعلم حتى أقل الناس ذكاء ما تحتويه من طائفية بغيضة، ويشم حتى المزكوم ما تحمله من رائحة كريهة تعافها الأنفس.
فما يلمسه المراقب اليوم من ترويج لمصطلح «الصفويون الجدد» الذي أطلقه بداية أيتام صدام بعد سقوطهم المدوي في بغداد، وراح يتمدد خارج العراق حتى صار عنواناً لثقافة لطالما عانت منها مجتمعاتنا العربية بصورة خاصة عبر عقود، وأعني بها ثقافة الإسقاط ورفض الآخر. لست في معرض الدفاع عن الصفويين فلهم من السلبيات الشيء الكثير، ولكن من قال إن سلبياتهم أكثر من سلبيات العثمانيين مثلاً؟
وهل عانى عالمنا العربي من الصفويين عشر معشار ما عانيناه من العثمانيين الذين علقوا الأحرار على أعواد المشانق في ساحات دمشق وبيروت؟ ومن هو الذي سلَّم فلسطين لقمة سائغة إلى البريطانيين وإلى اليهود من بعدهم؟ أليس هم العثمانيون؟ نعم الصفويون كانوا توسعيين ولكن قل لي ما الذي كان يفعله الأتراك في شوارع بغداد ودمشق وبيروت والقاهرة؟
وهل كانت هناك قوة سياسية في عصرهم لم تتطلع إلى التوسع؟
ألم يكن العثمانيون والروس والأوروبيون والمماليك توسعيين؟
بل وحتى محمد علي باشا ألم يكن توسعياً وصلت جيوشه حتى الدرعية في أواسط الجزيرة العربية؟ لست أبرئ الصفويين، ولكن ما أريد أن أوضحه هو أن أطروحة الصفويين الجدد ليست مجرد نقد تاريخي بريء بل هي امتداد لسلسلة طويلة من التوصيف غير الموضوعي وغير المنصف لفئة من المجتمع عانت وربما لاتزال تعاني من التهميش والإقصاء لمجرد التباين في المتبنى الفقهي والفهمي للدين، وما هي إلا إسقاط تاريخي لعقلية مريضة لا تملك رؤية لإصلاح مشكلات المجتمع، ولا طرحا تنمويا لبناء الإنسان، ولا مشروعاً حضارياً ينتشل المجتمع العربي من دوامة الفقر والجهل والمرض، فكان بديلها السيئ هو إشغال الإنسان العربي بطرح ضيق الأفق لا يخدمه بل يزيد في مشاكله، ان الفشل في إيجاد المشروع الحضاري لما يعانيه الإنسان العربي لا يبرر أبداً الترويج للكراهية تحت أي عنوان، ولا يمكن حل الخلافات السياسية مع إيران أو غير إيران عبر فرز شعوب المنطقة مذهبياً وعقائدياً حتى بتغيير المصطلحات، وإذا كان مثل هذا الطرح متوقعاً من أمثال بن لادن والزرقاوي والأمر مثير للعجب عندما يصدر ممن يفترض فيه أن يمثل جميع أطياف المجتمع بمن فيهم من تطلق عليهم صفة الصفويين.
د. عبدالنبي العطار
abdul_2345@yahoo.com