المهدى
08-18-2004, 06:53 AM
من ثماره الأخرى شبكة الإنترنت والمسح الإشعاعي لتشخيص السرطان
سانت جيني (فرنسا)
على عمق مائة متر تحت المنطقة الحدودية الفرنسية السويسرية، يقع مختبر فريد من نوعه يعمل فيه الاف العلماء على حل بعض ألغاز الكون، من خلال اعادة إحداث الانفجار العظيم، النظرية العلمية التي تتحدث عن بداية تكون عالمنا الفسيح.
لكن التجارب التي يجريها علماء المنظمة الاوروبية للابحاث النووية (سيرن) تشكل لغزا بالمستوى ذاته للكثير ممن يعيشون في كل من فرنسا وسويسرا، فوق هذا النفق الدائري الذي يبلغ طوله 27 كيلومترا.
وفي محاولة لتعريف السكان المحليين بنشاطاته وللاحتفال بالذكرى الخمسين لانشاء «سيرن»، وهو تجمع لعلماء من 85 دولة يجرون تجارب بتمويل حكومي، ينظم المختبر يوما مفتوحا للجمهور في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.
وتقول ايما ساندر، المنظمة الرئيسية لما يوصف باكبر نشاط للمختبر ينظم للجمهور حتى الان «إنه احتفال عيد ميلاد كبير»، ولولا جهود «سيرن» العلمية على مدى العقود الخمسة الماضية، لكانت الحياة بلا شك ستكون اليوم مختلفة على كوكبنا، لا سيما اذا عرفنا ان من اشهر ثمار عمل المركز من أصل عشرات الابتكارات الاخرى استحداث شبكة الإنترنت العالمية (وورلد وايد وب).
وقال جيمس جيليس، كبير المتحدثين باسم «سيرن»، «لقد اضفنا الكثير الى المعرفة البشرية عن الكون، هذا هو السبب الذي انشئ مركزنا لاجله».
واخترع العالم البريطاني تيم بيرنرس ـ لي شبكة الإنترنت قبل اكثر من عشر سنوات لتمكين العلماء المرتبطين بمختبر «سيرن» من نقل المعلومات وتبادلها فورا من أي مكان في العالم.
ومن بين الثمار الجانبية الاخرى لابحاث «سيرن»، اجهزة طبية اساسية مثل جهاز التصوير المقطعي بانبعاثات البوزيترون (بي اي تي)، الذي يستخدم في تشخيص مرض السرطان، وتقنيات اخرى لانتاج الشرائح الإلكترونية الدقيقة (مايكروتشيبس).
ويقول جيليس «هناك اهمية متزايدة، من وجهة نظر تمويلية، ان ترى الحكومات هذه المنتجات الجانبية»، فيما اشار الى ان عقول علماء سيرن تعمل بدافع الرغبة في المعرفة اكثر منه لجني الربح.
وخلال اليوم المفتوح الذي سينظم في 16 اكتوبر، سيتمكن الزائرون من القاء نظرة على عالم فيزياء الجزيئات عبر خمسين موقعا، كل منها يمثل سنة من عمر المركز، معظمها في مقر «سيرن» فوق الارض في ضواحي جنيف.
وستكون من بين الفرص الجذابة الرئيسية بالنسبة للزائرين، فرصة اكتشاف النفق الضخم المشيد تحت الارض، الذي تستخدم اربع حجرات فيه لجعل الجزيئات تصطدم ببعضها، في اطار مشروع يهدف لحل اسرار الانفجار العظيم، وهو الانفجار الهائل الذي وقع قبل 12 مليار سنة او 15 مليار سنة، ويعتقد انه مصدر تكون عالمنا الذي نعيش فيه.
وقام «سيرن»، حتى الان بجعل ايونات الرصاص ترتطم ببعضها مولدة لبرهة درجات حرارة تفوق بمائة الف مرة درجات الحرارة المولدة في قلب الشمس، وطاقة اكثف بمقدار عشرين مرة من المادة العادية.
وفي احدث مسعى لتحديد ماذا حدث قبل دخول عالمنا حيز الوجود، يقوم الاف من الفنيين والعلماء ببناء جهاز لتحطيم الذرة يعرف باسم «لارج هاردون كولايدر» ليحل محل جهاز اصغر حجما. وتبلغ تكلفة اقامة الجهاز الكبير 4.2 مليار دولار.
ويقول ايف شوتز الفيزيائي لدى سيرن والمتحدث باسمه، «يتعين الانتهاء من انشائه بحلول 2007. عندها سنبدأ في احداث انفجارات عظيمة صغيرة».
واضاف شوتز في تصريحات ادلى بها لمجموعة من الصحافيين نظمت لهم جولة موجزة لواحدة من حجرات تحطيم الذرة في سانت جيني، وهي بلدة صغيرة تقع على الجانب الفرنسي من الحدود مع سويسرا، «نريد ان نتمكن من تقديم تفسير مقنع حول اصل الكون، اصل المادة».
وقد اطلق اسم «اليس» على تجربة اصطدام كبيرة لجزيئات الحديد. والتجهيزات التي ستستخدم عبارة عن تجويف كبير ارتفاعه 24 مترا يضم مغنطيسا هائلا على شكل انبوب يساوي وزنه وزن برج ايفل، وسيتم بداخله احتواء الانفجار الكبير الذي سيقوم به الانسان، والتحكم به.
ويقول جاليس «العمل هنا ممتع للغاية لكي يبقى محصورا بين العلماء وحدهم. نحن نسأل اسئلة كبيرة حول الكون حتى لو كنا نقوم بذلك باستخدام تجهيزات تحت الارض».
ويعد «سيرن» الذي يضم في عضويته عشرين دولة، اكبر مركز لفيزياء الجزيئات في العالم. ويبلغ عدد العلماء في المركز نحو 6500 عالم من 500 معهد وجامعة في انحاء المعمورة.
وهناك اجزاء من «سيرن» مفتوحة امام الزوار في اطار رحلات منظمة على مدار السنة.
سانت جيني (فرنسا)
على عمق مائة متر تحت المنطقة الحدودية الفرنسية السويسرية، يقع مختبر فريد من نوعه يعمل فيه الاف العلماء على حل بعض ألغاز الكون، من خلال اعادة إحداث الانفجار العظيم، النظرية العلمية التي تتحدث عن بداية تكون عالمنا الفسيح.
لكن التجارب التي يجريها علماء المنظمة الاوروبية للابحاث النووية (سيرن) تشكل لغزا بالمستوى ذاته للكثير ممن يعيشون في كل من فرنسا وسويسرا، فوق هذا النفق الدائري الذي يبلغ طوله 27 كيلومترا.
وفي محاولة لتعريف السكان المحليين بنشاطاته وللاحتفال بالذكرى الخمسين لانشاء «سيرن»، وهو تجمع لعلماء من 85 دولة يجرون تجارب بتمويل حكومي، ينظم المختبر يوما مفتوحا للجمهور في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.
وتقول ايما ساندر، المنظمة الرئيسية لما يوصف باكبر نشاط للمختبر ينظم للجمهور حتى الان «إنه احتفال عيد ميلاد كبير»، ولولا جهود «سيرن» العلمية على مدى العقود الخمسة الماضية، لكانت الحياة بلا شك ستكون اليوم مختلفة على كوكبنا، لا سيما اذا عرفنا ان من اشهر ثمار عمل المركز من أصل عشرات الابتكارات الاخرى استحداث شبكة الإنترنت العالمية (وورلد وايد وب).
وقال جيمس جيليس، كبير المتحدثين باسم «سيرن»، «لقد اضفنا الكثير الى المعرفة البشرية عن الكون، هذا هو السبب الذي انشئ مركزنا لاجله».
واخترع العالم البريطاني تيم بيرنرس ـ لي شبكة الإنترنت قبل اكثر من عشر سنوات لتمكين العلماء المرتبطين بمختبر «سيرن» من نقل المعلومات وتبادلها فورا من أي مكان في العالم.
ومن بين الثمار الجانبية الاخرى لابحاث «سيرن»، اجهزة طبية اساسية مثل جهاز التصوير المقطعي بانبعاثات البوزيترون (بي اي تي)، الذي يستخدم في تشخيص مرض السرطان، وتقنيات اخرى لانتاج الشرائح الإلكترونية الدقيقة (مايكروتشيبس).
ويقول جيليس «هناك اهمية متزايدة، من وجهة نظر تمويلية، ان ترى الحكومات هذه المنتجات الجانبية»، فيما اشار الى ان عقول علماء سيرن تعمل بدافع الرغبة في المعرفة اكثر منه لجني الربح.
وخلال اليوم المفتوح الذي سينظم في 16 اكتوبر، سيتمكن الزائرون من القاء نظرة على عالم فيزياء الجزيئات عبر خمسين موقعا، كل منها يمثل سنة من عمر المركز، معظمها في مقر «سيرن» فوق الارض في ضواحي جنيف.
وستكون من بين الفرص الجذابة الرئيسية بالنسبة للزائرين، فرصة اكتشاف النفق الضخم المشيد تحت الارض، الذي تستخدم اربع حجرات فيه لجعل الجزيئات تصطدم ببعضها، في اطار مشروع يهدف لحل اسرار الانفجار العظيم، وهو الانفجار الهائل الذي وقع قبل 12 مليار سنة او 15 مليار سنة، ويعتقد انه مصدر تكون عالمنا الذي نعيش فيه.
وقام «سيرن»، حتى الان بجعل ايونات الرصاص ترتطم ببعضها مولدة لبرهة درجات حرارة تفوق بمائة الف مرة درجات الحرارة المولدة في قلب الشمس، وطاقة اكثف بمقدار عشرين مرة من المادة العادية.
وفي احدث مسعى لتحديد ماذا حدث قبل دخول عالمنا حيز الوجود، يقوم الاف من الفنيين والعلماء ببناء جهاز لتحطيم الذرة يعرف باسم «لارج هاردون كولايدر» ليحل محل جهاز اصغر حجما. وتبلغ تكلفة اقامة الجهاز الكبير 4.2 مليار دولار.
ويقول ايف شوتز الفيزيائي لدى سيرن والمتحدث باسمه، «يتعين الانتهاء من انشائه بحلول 2007. عندها سنبدأ في احداث انفجارات عظيمة صغيرة».
واضاف شوتز في تصريحات ادلى بها لمجموعة من الصحافيين نظمت لهم جولة موجزة لواحدة من حجرات تحطيم الذرة في سانت جيني، وهي بلدة صغيرة تقع على الجانب الفرنسي من الحدود مع سويسرا، «نريد ان نتمكن من تقديم تفسير مقنع حول اصل الكون، اصل المادة».
وقد اطلق اسم «اليس» على تجربة اصطدام كبيرة لجزيئات الحديد. والتجهيزات التي ستستخدم عبارة عن تجويف كبير ارتفاعه 24 مترا يضم مغنطيسا هائلا على شكل انبوب يساوي وزنه وزن برج ايفل، وسيتم بداخله احتواء الانفجار الكبير الذي سيقوم به الانسان، والتحكم به.
ويقول جاليس «العمل هنا ممتع للغاية لكي يبقى محصورا بين العلماء وحدهم. نحن نسأل اسئلة كبيرة حول الكون حتى لو كنا نقوم بذلك باستخدام تجهيزات تحت الارض».
ويعد «سيرن» الذي يضم في عضويته عشرين دولة، اكبر مركز لفيزياء الجزيئات في العالم. ويبلغ عدد العلماء في المركز نحو 6500 عالم من 500 معهد وجامعة في انحاء المعمورة.
وهناك اجزاء من «سيرن» مفتوحة امام الزوار في اطار رحلات منظمة على مدار السنة.