المهدى
08-18-2004, 06:31 AM
عدنان حسين
لم يتخذ مقتدى الصدر من ضريح الامام علي بن ابي طالب في النجف ملجأ يلوذ به فقط لأنه يتوقع من خصمه (الحكومة العراقية) الا يجرؤ على انتهاك حرمة الضريح، البقعة الاقدس، بعد الكعبة والمسجد النبوي، لدى الشيعة في كل انحاء العالم. فالصدر والمحيطون به لا بدّ يدركون انهم بانتهاكهم حرمة الضريح الحيدري، بادخال السلاح والمسلحين اليه وتحويله الى متراس واطلاق النار منه وسفك دماء وازهاق ارواح في محيطه، انما اعطوا للحكومة العذر والمسوّغ لملاحقتهم داخل الضريح باعتبار ان وجودهم هناك يهدد الامن الاجتماعي والوطني فضلا عن انه يتجاوز على حرمة المكان المقدس لدى غالبية الشعب العراقي.
مقتدى الصدر واتباعه جعلوا من الضريح العلوي مكمنا لهم وخط دفاعهم الاخير لأنهم في لاوعيهم ارادوا الاعلان عن ان هذا الضريح بكنوزه النفيسة والاموال التي تتدفق عليه بالملايين شهريا هو الهدف الحقيقي لحركتهم. اما الشعارات الطنانة الرنانة عن السيادة والاستقلال والتحرير فستر وغطاء فحسب.
في العاشر من ابريل (نيسان) من العام الماضي، وهو اليوم التالي لسقوط نظام صدام حسين، حدثت اول واقعة قتل سياسي في العهد الجديد. الضحايا فيها كانوا ثلاثة اشخاص: كليدار (سادن) المرقد الحيدري حيدر الرفيعي، وعبد المجيد الخوئي، رجل الدين الشيعي المعتدل المعروف العائد للتو من منفاه، وماهر الياسري المنفي العراقي العائد مع الخوئي للمساهمة في اعمال طوعية اعتقد انه سيمكنه القيام بها خدمة لوطنه الذي ارغم على الفرار منه.
الضريح الحيدري بالذات كان مسرح تلك الجريمة نادرة المثال ليس في مكان ارتكابها وانما ايضا في اسلوب تنفيذها، فالثلاثة طعنوا بالسكاكين قبل ان يطلق الرصاص غزيرا عليهم وتُسحل جثثهم داخل الضريح وفي الشوارع القريبة.
في اليوم ذاته اكد شهود عيان ان القتلة هم من اتباع مقتدى الصدر الذين سيلتئمون في ما بعد في «جيش المهدي». ولاحقا، بعد اعتقال عدد من منفذي الجريمة، وجه القضاء العراقي رسميا التهمة الى مقتدى الصدر وبعض مساعديه بالوقوف وراء الجريمة، ولم يزل المقبوض عليهم معتقلين على ذمة القضية، ولم تزل المذكرة القضائية القاضية بجلب مقتدى الصدر الى العدالة قائمة.
الذين دبروا عملية القتل كانوا يعرفون بالضبط ماذا يريدون ولماذا يقدمون على تلك الفعلة. فمقتل الرفيعي يزيح من طريق مقتدى الصدر واتباعه سادن الضريح الحيدري، ومقتل عبد المجيد الخوئي يطيح ما ظنه مقتدى الصدر ومساعدوه مشروعا عاد الخوئي الى العراق مبكرا لتنفيذه بمساعدة التحالف الاميركي ـ البريطاني، وهو ان يكون آل الخوئي هم السدنة الجدد في النجف فيستولون على المال والجاه والنفوذ.
المال والجاه والنفوذ، خصوصا في النجف درّة التاج الشيعي، هي المحرك الرئيسي لتمرد مقتدى الصدر. ولكي تنجح الحكومة العراقية والمؤتمر الوطني العراقي في وضع حد لهذا التمرد فلا بدّ من ان يدركا ان هذا الحل انما يتأتى اما بتمكين مقتدى الصدر والمحيطين به مما يريدون، او باقناعهم ـ او ارغامهم ـ بالتخلي عن احلام العصافير هذه.
لم يتخذ مقتدى الصدر من ضريح الامام علي بن ابي طالب في النجف ملجأ يلوذ به فقط لأنه يتوقع من خصمه (الحكومة العراقية) الا يجرؤ على انتهاك حرمة الضريح، البقعة الاقدس، بعد الكعبة والمسجد النبوي، لدى الشيعة في كل انحاء العالم. فالصدر والمحيطون به لا بدّ يدركون انهم بانتهاكهم حرمة الضريح الحيدري، بادخال السلاح والمسلحين اليه وتحويله الى متراس واطلاق النار منه وسفك دماء وازهاق ارواح في محيطه، انما اعطوا للحكومة العذر والمسوّغ لملاحقتهم داخل الضريح باعتبار ان وجودهم هناك يهدد الامن الاجتماعي والوطني فضلا عن انه يتجاوز على حرمة المكان المقدس لدى غالبية الشعب العراقي.
مقتدى الصدر واتباعه جعلوا من الضريح العلوي مكمنا لهم وخط دفاعهم الاخير لأنهم في لاوعيهم ارادوا الاعلان عن ان هذا الضريح بكنوزه النفيسة والاموال التي تتدفق عليه بالملايين شهريا هو الهدف الحقيقي لحركتهم. اما الشعارات الطنانة الرنانة عن السيادة والاستقلال والتحرير فستر وغطاء فحسب.
في العاشر من ابريل (نيسان) من العام الماضي، وهو اليوم التالي لسقوط نظام صدام حسين، حدثت اول واقعة قتل سياسي في العهد الجديد. الضحايا فيها كانوا ثلاثة اشخاص: كليدار (سادن) المرقد الحيدري حيدر الرفيعي، وعبد المجيد الخوئي، رجل الدين الشيعي المعتدل المعروف العائد للتو من منفاه، وماهر الياسري المنفي العراقي العائد مع الخوئي للمساهمة في اعمال طوعية اعتقد انه سيمكنه القيام بها خدمة لوطنه الذي ارغم على الفرار منه.
الضريح الحيدري بالذات كان مسرح تلك الجريمة نادرة المثال ليس في مكان ارتكابها وانما ايضا في اسلوب تنفيذها، فالثلاثة طعنوا بالسكاكين قبل ان يطلق الرصاص غزيرا عليهم وتُسحل جثثهم داخل الضريح وفي الشوارع القريبة.
في اليوم ذاته اكد شهود عيان ان القتلة هم من اتباع مقتدى الصدر الذين سيلتئمون في ما بعد في «جيش المهدي». ولاحقا، بعد اعتقال عدد من منفذي الجريمة، وجه القضاء العراقي رسميا التهمة الى مقتدى الصدر وبعض مساعديه بالوقوف وراء الجريمة، ولم يزل المقبوض عليهم معتقلين على ذمة القضية، ولم تزل المذكرة القضائية القاضية بجلب مقتدى الصدر الى العدالة قائمة.
الذين دبروا عملية القتل كانوا يعرفون بالضبط ماذا يريدون ولماذا يقدمون على تلك الفعلة. فمقتل الرفيعي يزيح من طريق مقتدى الصدر واتباعه سادن الضريح الحيدري، ومقتل عبد المجيد الخوئي يطيح ما ظنه مقتدى الصدر ومساعدوه مشروعا عاد الخوئي الى العراق مبكرا لتنفيذه بمساعدة التحالف الاميركي ـ البريطاني، وهو ان يكون آل الخوئي هم السدنة الجدد في النجف فيستولون على المال والجاه والنفوذ.
المال والجاه والنفوذ، خصوصا في النجف درّة التاج الشيعي، هي المحرك الرئيسي لتمرد مقتدى الصدر. ولكي تنجح الحكومة العراقية والمؤتمر الوطني العراقي في وضع حد لهذا التمرد فلا بدّ من ان يدركا ان هذا الحل انما يتأتى اما بتمكين مقتدى الصدر والمحيطين به مما يريدون، او باقناعهم ـ او ارغامهم ـ بالتخلي عن احلام العصافير هذه.