المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ علي بن حاج يفتح النار على السعودية والتخاذل العربي



قمبيز
03-19-2009, 08:37 PM
الشيخ علي بن حاج نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، فتح النار في بيان أصدره اليوم الأربعاء 18/03/2008 على وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، بعد تصريحاته الأخيرة حول الدعم الإيراني للقضايا العربية والذي وجب أن يمر على الشرعية العربية حسب الأمير السعودي، وقد تحدث الشيخ بن حاج عن التخاذل العربي وأعطى نماذجا لأسماء برزت في التاريخ الإسلامي وهم ليسوا من العرب، وهذا نص البيان بعد البسملة والحمد:

* بتاريخ 15/03/2009، صرح وزير خارجية المملكة العربية السعودية تصريحا بالغ الخطورة من الناحية الشرعية، جاء فيه "...وعلى الرغم من تقدير التأييد الإيراني لقضايانا العربية، إلا أننا نرى أن هذا التأييد يجب أن يمر عبر الشرعية العربية ومنسجما مع أهدافها ومواقفها ويعبر عن نصرتها لها وليس بديلا عنها..." هذا التصريح الخطير كان الواجب أن يقف عنده علماء الشرع ورجال السياسة وقفة فاحصة، للكشف عمّا يكمن وراء سطوره، أما أن يمر دون رد شرعي أو تحليل سياسي فهو أمر عجيب، كيف لا وهو صادر عن وزير دولة تزعم قيادة العالم الإسلامي إسلاميا، وتدعي أن مرجعية السعودية هي الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة!!!

* وقبل الدخول في الرد على هذا التصريح، نود أن نطرح جملة من الأسئلة الهامة، لكشف أبعاد التصريح السياسية:

-ما هي الدول التي تمثل الشرعية العربية؟ أهي دول الإعتلال والانبطاح للاحتلال أم هي دول المقاومة والمناصرة؟.

-هل السعودية استبدلت الشرعية الإسلامية التي كانت تحمل لواءها بالشرعية القومية العربية التي كانت تناصبها العداء؟

-هل الدول العربية قامت بواجب النصرة الشرعية لكل من حزب الله في جنوب لبنان وحركة حماس بغزة؟

-هل نصرة القضايا الإسلامية والعربية والقضايا العادلة في العالم مقصورة على الدول العربية؟

- هل نصرة المجاهدين ومن وقع عليهم الظلم أو الاحتلال تحتاج إلى إذن من السعودية أو الدول العربية؟

- لماذا ناصرت السعودية الجهاد الأفغاني والمجاهدين في الشيشان ودافعت على قضية البوسنة والهرسك العادلة دون أخذ الإذن من الدول المجاورة وغير العربية؟.

-هل كلمة يجب في تصريح الوزير هي من باب الإيجاب الشرعي أو السياسي؟

* لا يخفى على أي مسلم أن العرب بدون إسلام لا قيمة لهم، فالفضل يرجع إلى الإسلام الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الجاهلية العمياء إلى عدالة الإسلام، ومن درس تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام يدرك إدراكا لا خفاء فيه أن الفضل يرجع للإسلام على العرب لا العكس، وأن الحسب والنسب لا يقرّب الإنسان عند الله زلفى، ما لم يقترن بالعلم والعمل والتقوى والصلاح، ذلك أن في ثنايا تصريح الوزير بقايا من الجاهلية التي يرفضها الإسلام.

* الدارس للتاريخ الإسلامي يستطيع أن يدرك بكل سهولة ويسر أن أغلب علماء الإسلام العظام لم يكونوا من أصل عربي في جميع المجالات (التفسير، الحديث، الأصول، النحو، الصرف، البلاغة، الفقه،...) ولنضرب مثالا على ذلك، عن الزهري رحمه الله (قال لي عبد الملك بن مروان، من أين قدمت؟ قلت من مكة، قال فمن خلّفت يسودها؟ قالت عطاء، أمن العرب أم من الموالي؟ قلت من الموالي، قال فبما سادهم؟ قلت بالديانة والرواية، قال إن أهل الديانة والرواية ينبغي أن يُسوّدوا، قال فمن يسود أهل اليمن؟ قلت طاووس، قال أمن العرب أم من الموالي؟ قلت من الموالي، قال فمن يسود أهل الشام؟ قلت مكحول، قال أمن العرب أم من الموالي؟ قلت من الموالي، عبد نوبيّ أعتقته امرأة من هذيل، قال فمن يسود أهل الجزيرة؟ قلت ميمون بن مهران وهو من الموالي, قال فمن يسود أهل خراسان؟ قلت الضحاك بن مزاحم من الموالي، قال فمن يسود أهل البصرة؟ قلت الحسن من الموالي، قال فمن يسود أهل الكوفة؟ قلت إبراهيم النخعي، قال فمن العرب أم الموالي؟ قلت من العرب، قال ويلك، فرّجت عنيّ، والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها، قلت يا أمير المؤمنين، إنما هو دين من حفظه ساد ومن ضيعه سقط). فانظر يرحمك الله إلى حالة بعض حكام العرب ممن لا يحسن حتى الحديث باللغة العربية الفصحى، بل هناك من حكام وملوك العرب من يشجع اللّغة العامية ويرصد لها الأموال الطائلة ويزهد في خدمة لغة القرآن.

- ولو شئت أن أضرب الأمثلة على الأعاجم الذين خدموا الإسلام ورفعوا لواءه عاليا لضقت ذرعا بذلك واللبيب بالإشارة يفهم، وحاصل القول أن العلم ليس مقصورا على العرب دون غيرهم من المسلمين الأعاجم.

* إن نصرة الإسلام أو القضايا العادلة في العالم ليست مقصورة على العرب، فإذا تقاعس العرب المسلمون عن القيام بواجبهم الشرعي، فإن الله تعالى سيقيّض لدينه ولنصرة المظلومين والمستضعفين من يقوم بالواجب خير قيام، ولو لم يكونوا من العرب وهذا ما تدل عليه نصوص الكتاب والسنة، قال ابن جرير الطبري شيخ المفسرين في تفسير قوله تعالى " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم:(وإن تتولوا أيها الناس عن هذا الدين الذي جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم فترتدوا راجعين عنه،...يهلككم ثم يجيء بقوم آخرين غيركم بدلا منكم يصدقون به ويعملون بشرائعه ثم لا يبخلون بما أمروا به من النفقة في سبيل الله، ولا يضيعون شيئا من حدود دينهم،...)، وقد جاء في تفسير هذه الآية ثمانية أقوال، منها قول عكرمة "إنهم فارس والروم" وقال ابن الجوزي في تفسير قوله تعالى"إلاّ تنفروا يعذبكم عذابا أليما، ويستبدل قوما غيركم ولا تضرّوه شيئا"التوبة "فيها وعيد شديد في التخلف عن الجهاد، وإعلام بأنه يستبدل بنصر نبيه قوما غير متثاقلين، ثم أعلمهم أنهم إن تركوا نصره لم يضروه، كما لم يضرره ذلك إذ كان بمكة"، وجاء في تفسير قوله تعالى "وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم"الجمعة، عن أبي هريرة قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم، قال رجل من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي صلى اله عليه وسلم، حتى سأله مرة أو مرتين أو ثلاث، قال وفينا سلمان الفارسي، قال فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان، ثم قال:"لو كان الإيمان عند الثريّا، لناله رجال من هؤلاء" وفي رواية "لو كان العلم معلقا بالثريّا لتناوله ناس من أولاد فارس" وسمي الفرس فرسا لفروسيته كما ذهب إليه بعض المؤرخين، والحاصل أن المراد بالآخرين، كل من يأتي بعد الصحابة من أهل الإسلام إلى يوم القيامة والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وقد نصر الأعاجم الإسلام نصرا عظيما، فإذا تخلى العرب المسلمون وحكامهم وملوكهم وأمرائهم عن نصرة المجاهدين في أصقاع العالم العربي والإسلامي، فسوف يقيّض الله لهم من ينصرهم بالدعاء والإمداد بالمال والسلاح والنصرة الإعلامية والنصرة النفسية من الأعاجم وليس من شروط نصرة القضايا العادلة في العالم أن يأخذ الناصر المسلم مهما كان لونه أو جنسه أو لغته إذنا من الشرعية العربية المبتدعة التي جاءنا بها وزير المملكة العربية السعودية، بل انتظر الناصر الإذن من الشرعية العربية وعلى رأسهم السعودية لطال الانتظار، ذلك أن السعودية لا تأذن إلا إذا أذنت أمريكا المستكبرة.

* إن الله تعالى قادر على نصرة دينه بالطريقة التي يشاء إذا خذله العرب أو خذله الأعاجم أو خذلوه جميعا، فقد جاء في الحديث الصحيح "إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر" وفي رواية "بأقوام لا خلاق لهم"، وهاهو رئيس فيزيزويلا ورئيس بوليفيا يقفان إلى جانب القضية الفلسطينية بما لم تقفه دول الشرعية العربية المزعومة، والتي يطلق عليها دول الإعتلال وهاهو النائب البريطاني جورج غلواي استطاع أن يكسر الحصار عن الإخوة في غزة عبر قافلة شريان الحياة، وصدق الله العظيم إذ يقول "إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين"، فالله هو الغني ونحن الفقراء وما النصر إلا من عند الله، والصالحون من عباده كانوا على علم أن الله قادر على أن ينصر دينه دون الاستعانة بخلقه، فقد أهلك أقواما بالريح أو الطوفان أو الصيحة، غير أنهم كانوا يلحون في الدعاء أن يكونوا هم الأداة التي ينصر الله بها دينه، "قاتلوهم، يعذبهم الله بأيديكم"التوبة، وليس لأحد منّة على الله بل المنة كلها لله على خلقه، "بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين"الحجرات، والسعيد من أجرى الله الخير على يديه.

*إن دول الشرعية العربية التي يشير إليها الوزير في تصريحه، هي التي خذلت المقاومة في جنوب لبنان، وأطلقت عليها نعت المغامرة، وهي التي ساهمت في حصار المقاومة في غزة، بل إن إسرائيل أخذت الإذن من بعض هذه الدول في ضرب حركة حماس المجاهدة وسائر فصائل المقاومة وهي التي ساهمت في تدمير العراق وقتل شعبه على يد السفاح بوش ورامسفيلد وكندليزا رايس، وصقور البنتغون، وهي التي أطلقت العنان للفضائيات التابعة لها للإرجاف والتخذيل وشن الحرب النفسية على المجاهدين، وهي التي تقيم مؤتمرات تحاور الأديان السماوية والأرضية، ولكنها لا تحاور شعوبها إلا بالمنع والقمع والسجن والعصا الغليظة، كما قال الشاعر: أسد علي وفي الحروب نعامة. وهي التي تطالب من حركات المقاومة نزع سلاحها قبل أن يرجع الاحتلال عن احتلاله، والظالم عن ظلمه والباغي عن بغيه، والطاغية عن طغيانه، والمستبد عن استبداده، فهي تجرم الضحية، وتتملق للجلاد، وهي التي تتعامل مع الحكام المحاربين كأنهم أصدقاء، وتتراقص معهم بسيوف لا تدفع ولا تمنع، على حد قول الشاعر:وما تفعل بالسيف إن لم تكن قتالا؟ وقال آخر: إن السلاح كل الرجال تحمله * وليس كل ذوات المخلب السبع.

وتقوم في السر بالتحريش بين الناس والدول والطوائف والفرق وعليه، فمثل هذه الدول التي تمثل الشرعية العربية لا يمكن أن يصدر منها إلاّ الخزي والعار، يكفي أنها تدير شؤون شعوبها، كما تدار الشركات الخاصة، وهي تناصب كل من إيران وسوريا وحزب الله وحركة حماس وفصائل الجهاد في فلسطين والمقاومة العراقية الباسلة والإخوة المجاهدين في أفغانستان التي تحارب الاستعمار الأمريكي الغاشم العداء أكثر ممّا تناصب أمريكا وإسرائيل، بل استبدلوا عداء طغيان أمريكا وإسرائيل بعداوة حركات الجهاد الإسلامي والدول التي تناصرهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كان من الواجب الشرعي والسياسي على دول الشرعية العربية المزعومة في حالة عجزها عن مناصرة المجاهدين في كل من لبنان وغزة أن تشكر كل من إيران وسوريا على قيامها بواجب النصرة الشرعية ومناصرة القضايا العادلة ولو جاءت هذه المناصرة ممن نخالفه في أمور كثيرة.

* لقد نص العلماء على إنصاف المخالفين لنا في قضايا أصولية أو فرعية، وأن لا نجحد الحق إذا صدر منهم، فجحود الفضل لأهل الفضل من شيم الحاسدين، الذين أمر الله الاستعاذة منهم ومن شرهم، وها هو شيخ الإسلام ابن تيمية يعترف بفضائل المبتدعة وجهودهم في نشر الإسلام، قال رحمه الله "ولقد ذهب كثير من مبتدعة المسلمين من الرافضة والجهمية وغيرهم إلى بلاد الكفار، فأسلم على يدهم خلق كثير وانتفعوا بذلك، وصاروا مسلمين مبتدعين وهو خير من أي يكونوا كفارا"، وقال "كل من كان مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو خير من كل من كفر به، وإن كان في المؤمن بذلك نوع من البدعة، سواء كانت بدعة الخوارج والشيعة والمرجئة، والقدرية أو غيرهم، فإن اليهود والنصارى، كفار كفرا معلوما بالاضطرار من دين الإسلام، والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق للرسول صلى الله عليه وسلم لا مخالف له، لم يكن كافرا به، ولو قدر أنه يكفر، فليس كفره مثل كفر من كذب الرسول صلى الله عليه وسلم"، وقال المفسر عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى "ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى"المائدة، "...بل كما تشهدون لوليكم فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، فلو كان كافرا أو مبتدعا فإنه يجب العدل فيه وقبول ما يأتي به من الحق لا لأنه قاله،..ولا يرد الحق لأجل قوله فإن هذا ظلم للحق"

Votre navigateur ne gère peut-être pas l'affichage de cette image.* وأخيرا، يجب على الدول العربية بما في ذلك السعودية مناصرة القضايا العادلة في العالم الإسلامي والعربي والعالم بأسره، فإن لم تفعل وتقاعست عن القيام بدورها الشرعي والسياسي والإنساني فلا يجوز لها أن تمنع غيرها من ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن القضايا العادلة، بل إن هذه الأخيرة لا تحتاج إلى إذن من دول الإعتلال لتمارس حقها المشروع. والعبرة ليس بالجنس أو باللغة أو باللون وإنما بامتثال الشرع وتصفية القلب وإخلاص النية، لقوله عليه الصلاة والسلام "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"حديث.


http://www.watan.com/200903189946/2009-03-18-16-37-00.html