المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل الله يفتي بتحريم المال الانتخابي على الدافع والآخذ



yasmeen
03-17-2009, 04:02 PM
بيروت ـ «أوان»



أفتى المرجع الشعيي اللبناني محمد حسين فضل الله، بتحريم «كل عملية لشراء الذمم، مما بات يُصطلح عليه بالمال الانتخابي أو السياسي، وكما يَحرُم على الدافع يحرُم كذلك على الآخذ».وأكد «أن تعمّد القيادات إفساد الذهنية العامة للناس، والانخفاض بمستواهم القيمي والحضاري عبر تعويدهم على الاحتكام إلى معايير من يدفع المال أكثر... يُمثّل خيانةً للمسؤولية ويدخل الشعب في بازار العرض والطلب على المواقف والخيارات المصيرية». ورأى «أن هذا المنهج هو منهج الطواغيت والفراعنة الذي تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى (فاستخف قومه فأطاعوه)»، مشيراً إلى «أن المجتمع مسؤولٌ عن حماية نفسه من كل اللصوص الذين يسرقون مستقبله ويسلبونه عزته وكرامته». وأكد أن أي تأخير للمشاريع المتصلة بحركة الناس وأوضاعهم الحياتية والاقتصادية ورهنها بحركة الانتخابات، خيانة للمسؤولية وفساد سياسي وطغيان ينبغي أن يحاسب المسؤولون عنه.

وأجاب فضل الله أمس على سلسلة من الاستفتاءات حول المال الانتخابي، والموقف الشرعي منه ، سواء بالنسبة إلى الجهة التي تقدمه أو من يأخذه، فقال: «إنّه لمن المؤسف أن يُصبح الحديث عن المال الانتخابي الذي يشتري الذمم والضمائر أمراً لا يثير أيّة مشكلة في لبنان، لا في الوسط السياسي ولا الديني ـ مع الأسف ـ

حتّى ليكاد المرء أن يصنّف المال الانتخابي ضمن الأعراف الاجتماعيّة والسياسيّة اللبنانيّة التي تغدو أقدس من القانون نفسه. وإنّنا إذ نعتبر هذا الأمر انعكاساً طبيعياً لأزمة القيم والأخلاق في الحياة السياسيّة بعامة، وجزءاً من غياب حسّ المسؤوليّة في إدارة شؤون البلد لدى كثير من الجهات والأحزاب والتيّارات».

وأضاف فضل الله: «إنّه بالدرجة بنفسها التي يتحمّل فيها القادة المسؤوليّة عن انحراف الذهنيّة العامّة للمجتمع، فإنّ المجتمع نفسه مسؤولٌ عن حماية نفسه من كلّ أولئك اللصوص الذين يسرقون مستقبله كما يسرقون حاضره، ويسلبونه عزّته وكرامته، ليختزلوه في شهوة المال، أو غريزة العصبيّة، بما يؤدّي إلى ارتهان مستقبل الأجيال للمطامع الشخصيّة أو الفئويّة، التي تختصر البلد في حساب مصالحها، وتنحرف في حركتها لحساب أطماعها ومواقعها». واعتبر « أنّ أشدّ ما يؤلم النفس أن نجد الشعب نفسه أصبح يستجدي حقوقه على أبواب السياسيّين الذين إنّما كانوا في مواقعهم لأجل خدمة هذا الشعب والسهر على إيصال حقوقه إليه بكلّ عزّة وكرامة، من دون منّة منهم، وأصبح الناس يرون في ما يتحرّك في المواسم الانتخابيّة، عبر هذا الوزير أو النائب أو الزعيم، صدقةً يمنّ بها هذا أو ذاك على قراهم ومدنهم.. في الوقت الذي ينبغي على الشعب أن لا يسحق إرادته لهؤلاء تحت وطأة «الجميل» الذي يُردُّ في صناديق الاقتراع؛ خوفاً من أن يكون الحرمان والفقر هو مصير «نكران الجميل».

وأفتى فضل الله بتحريم «كلّ عمليّة لشراء الذمم، ممّا بات يُصطلح عليه بالمال الانتخابي أو السياسي؛ وكما يحرُم على الدافع يحرُم كذلك على الآخذ؛ فإنّ الله تعالى لم يجعل رزق الإنسان ببيع مواقفه، ولا بإفساد ذهنيّته، ولا بسنّ سنّة سيّئة في تربية الأجيال؛ وإنّما موقفُه وصوته الانتخابيّ أمانةٌ من الله في عنق الإنسان ليحرّكه في الخطّ الذي يرضاه الله سبحانه، وسيحاسَبُ عليه يوم القيامة؛ لأنّ الإنسان مسؤولٌ عن الصلاح والإصلاح في حياته وحياة الناس. وليس لأحد أن يستصغر موقفه؛ فإنّ المنتخِبَ شريكٌ للنائب في كلّ مواقفه، السياسيّة منها والتشريعيّة؛ لأنّ صوته جزءٌ من اكتساب هذا النائب لشرعيّة النيابة».

ودعا فضل الله الدولة الى «أن تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها، وأن لا تفرض على الشعب الجوع والحرمان في سياساتها ليسهُل
بعد ذلك استغلاله من قبل المستغلّين».

http://www.awan.com.kw/pages/world/192558