زهير
03-17-2009, 12:57 AM
على ذمة هيكل : ملوك الاردن الثلاثة مصابون بأمراض نفسية ... ومن شهوده على هذا كارتر ... والملكة نور
March 14 2009 22:50
عمان - محمود زويد
لم يقدم محمد حسنين هيكل اية معلومات جديدة عن ملوك الاردن ... فكل هذه المعلومات معروفة ومنشورة من قبل هنا في عرب تايمز سواء لناحية علاقة الملك حسين باسرائيل وتجسسه لصالح المخابرات المركزية الامريكية مقابل اجر او لناحية المرض النفسي الذي اصاب الملك طلال والذي كان كلما ( يتهاوش ) مع زوجته الملكة زين يقوم برمي ابنها ( حسن ) - ولي العهد السابق - من الشباك حتى ان ضابطا اردنيا قال في مذكراته ان وظيفته كانت في القصر الوقوف تحت الشباك كلما وقع خلاف بين طلال وزوجته من اجل الامساك بالامير حسن كلما رمى به ابوه من النافذة وقد تم اختيار هذا الضابط بالتحديد لهذه المهمة لانه كان من ابرع حراس المرمى في الاردن
لكن الجديد في مذكرات هيكل التي بثها عبر محطة الجزيرة هو تحليله لهذه المعلومات ووصوله الى استنتاج وهو ان ملوك الاردن الثلاثة عبدالله الاول وطلال وحسين كانوا مرضى نفسيين
وكانت الصحف الاردنية قد حملت بعنف كبير السبت على محمد حسنين هيكل التي اتهمته بأنه يعمل على "تزوير التاريخ وقلب الحقائق" من خلال تشويه صورة المملكة وملوكها عبر التاريخ في برنامجه الاسبوعي "مع هيكل" الذي بث على قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية مساء الخميس.وكتبت صحيفة "الرأي" الحكومية في مقال تحت عنوان "جناية هيكل وترهاته"، يعود محمد حسنين هيكل الى الاضواء بعد ان انحسرت عنه وغاب عن السمع والبصر فأكتشف ان احدا لم يعد بحاجة الى خدماته وهي في واقع الحال ليست خدمات بل اكاذيب وافتراءات دأب هذا الصحافي الذي ظن انه كبير وانه لامع على اختراعها بين الفينة والاخرى
واضافت ان "المهنة الوحيدة التي اتقنها هي صناعة الاكاذيب وتزوير الحقائق والاتكاء على احاديث ووقائع في مخيلته وخصوصا ان معظم ان لم يكن كل الذين يستند اليهم هذا المهرج الكبير هم من الاموات الذين لا يستطيعون تفنيد ما يقوله.وتابعت الصحيفة "ولان كتاب هيكل بات مفتوحا بل مفضوحا فأن ما يورده الرجل من اراجيف وافتعالات يندرج من باب الردح وتصفية الحسابات وتسديد الفواتير للاسياد الذين دفعوا ثمن ما يكتبه هذا الصحافي صاحب الدور المعروف في تخريب العلاقات العربية العربية منذ ستينات القرن الماضي وازادوا على الارصدة التي سمحت لصحافي مثله ان يكون مليونيرا بنعم النزول في فنادق الدرجة الاولى ويدخن السيجار الفاخر ويسكن على النيل ويمتلك المزارع ودافعت الصحيفة عن دور الاردن في الدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقالت ان "سيرة الاردن المضرجة بالدماء والدموع كتبها الاردنيون باصرار وعزيمة ونكران ذات من اجل فلسطين وشعبها ومن اجل وحدة العرب وصونا لترابهم القومي وامنهم الذي حاول كثيرون التطاول عليه"وكتبت صحيفة "الدستور" شبه الحكومية في مقال افتتاحي تحت عنوان "هيكل ومسلسل الكذب"، ان ما قاله هيكل من ادعاءات وتزوير بحق الاردن وملوكه لم ينطل على احد في مشارق الارض ومغاربها فالتاريخ محفور في الذاكرة وليس كما يقدمه من تجاوز الثمانين من عمره وقد اصيبت ذاكرته بالزهماير
ورأت انه "ليس غريبا على هيكل الذي باع نفسه لهذه القوى من اجل حفنة من الدولارات لتشويه صورة الاردن ان يقول ما قاله ما دامت الفاتورة قد دفعت وهو المزور البارع بأثبات كتبه المنشورة باللغة الانكليزية لعدم مطابقتها مع اصولها العربية".وختمت الصحيفة انه زمن الطحالب الذي يتطاول فيه الاقزام على العمالقة فها هو هيكل يخرج من جحره ليقدم بهلوانية جديدة ثمنا لما قبضه من دولارات لتصفية حسابات على مواقف وطنية وقومية دافع عنها الملوك الهاشميون الذين توارثوها منذ تأسيس امارة شرق الاردن
اما صحيفة "الغد" فكتبت "عاد الصحافي والاعلامي المعروف محمد حسنين هيكل اول من امس ليدشن هجوما جديدا على الاردن وعلى الحكم، ويكيل الاتهامات في سياق سياسي مفهوم تماما يخدم اجندة تظهر بوضوح توجها اقليميا لتكسير الدور الاردني في المنطقة واضعافه".ونقلت الصحيفة عن معروف البخيث رئيس الوزراء الاردني السابق قوله ان "هيكل وهو يتحدث في برنامجه يسعى بشكل مستمر الى تعظيم نفسه وبث مغالطات تاريخية".واضاف "لماذا لا يتحدث هيكل عن علاقات زعماء عرب آخرين واتصالاتهم المستمرة مع الاسرائيليين التي كانت قبل اتصالات الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، عام 1963" وهو امر يوظفه هيكل ايضا في "سعيه لتشويه صورة الاردن"، مشيرا الى ان اهداف هجوم هيكل المستمر على الاردن اصبحت واضحة
وكان هيكل قد ارجع علاقات ملوك الاردن السرية باسرائيل إلى كم كبير من "العقد النفسية والفكرية التاريخية" التي ورثها الملك حسين عن أبيه وجده، مستندا في ذلك إلى "وثائق" عبارة عن كتب ومذكرات عربية وأجنبية وشهادات أحياء، منهم زوجته الملكة نور، والرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر.وفي برنامجه الأسبوعي "مع هيكل" على فضائية "الجزيرة" القطرية بثته مساء الخميس أسهب الكاتب المصري في تقديم "تحليل" نفسي لمكونات شخصية كل من الملك عبد الله الأول (جد الملك حسين)، والملك طلال (والد الملك حسين) التي صاغتها الأحداث السياسية والعائلية التي عاصرها الملكان وجعلتهما "معبأين بأحقاد وكراهية لا حدود لها" تجاه الدول العربية المحيطة، وجعلت الملك الحسين من بعدهما "أكثر جنوحا" إلى أعداء الأمة بدءا من الإنجليز مرورا بالأمريكان ووصولا إلى إسرائيل، على حد قوله
وبدأ هيكل بالحديث عن الملك عبد الله الأول (1882- 1951) الذي أسس المملكة الأردنية على أرض شرق الأردن بمساعدة بريطانيا عام 1921 تحت اسم إمارة شرق الأردن، وكان من ثمار ذلك علاقات طيبة بين عبد الله والزعماء اليهود الذين أسسوا إسرائيل فيما بعد، وكان أول العرب الداعين إلى حل المشكلة بين العرب واليهود سلميا عام 1946 ثم الداعين إلى القبول بقرار تقسيم فلسطين بين الجانبين
غير أن الملك عبد الله -بحسب هيكل- فوجئ بما اعتبره "خيانة" من الإنجليز له عندما دعموا تنصيب أخيه الأمير فيصل الهاشمي ملكا على العراق بدلا منه، خاصة أن شرق الأردن كان فقيرا جدا مقارنة بخيرات العراق، ومن جانب آخر كان ينظر إلى السعوديين على أنهم من طردوه من الحجاز ليتولوا هم إمارتها، وكان كذلك يكره المصريين لأنه اعتبرهم حلفاء للسعوديين وهذه الكراهية المتعددة المغلفة بمشاعر المرارة والسخط والضعف جعلت الملك عبد الله ومن جاء بعده من الهاشميين يتحدثون بمليون لغة، ويظهرون دائما خلاف ما يبطنون، ومتقلبين في المزاج وفي المواقف تجاه الأشياء والدول والشخصيات".وزادت عقدته -يواصل هيكل- بظهور البترول الذي جعل من السعودية والعراق دولتين ضخمتين ماليا مقارنة بأرضه الفقيرة، ورغم أن الدول العربية حاولت طمأنته وتقريبه بإسناد قيادة الجيش العربي الذي توجه لإخراج اليهود من فلسطين عام 1948 فإنه لم يطمئن، وبدأ اتصالات خفية مع الزعيمة الإسرائيلية جولدا مائير قبل الحرب بيوم، واتفق معها على أشياء -لم يذكرها هيكل- رغم أنه قائد الجيش العربي المقرر أن يحاربها في اليوم التالي
وعلق هيكل على ذلك بقوله: "لا أصف ذلك بالخيانة؛ فهذه كلمة قيلت مرارا وتكرارا، ولكنها عقدة من عقد التاريخ"، مذكرا بأن الأمر انتهى باغتيال عبد الله على يد فلسطينيين خلال زيارة له إلى المسجد الأقصى عام 1951.وعن الملك طلال يقول هيكل: إنه ورث "قلق أبيه وخوفه وكراهيته لعائلة الملك فيصل في العراق وللسعوديين والمصريين والشوام وغيرهم، وزاد على ذلك كراهيته لأبيه نفسه، وورث عنه عقده النفسية حتى تحولت بداخله إلى عقد مرضية، أدت به أحيانا إلى محاولة إلقاء أحد أبنائه من النافذة؛ وهو ما أدى لعزله قبل مرور عام على حكمه، وإسناد الحكم لولده حسين رغم أن الأخير لم يكن قد تجاوز السابعة عشرة من العمر".ويقول هيكل عن الملك حسين: إن الخلفيات التي ورثها عن جده وأبيه، وطبيعة الظروف التي تولى فيها الحكم، إضافة إلى سنه الصغيرة، جعلته "معقدا أكثر بكثير" من السابقين له، فكانت شخصيته "متقلبة وتحمل تناقضات كثيرة، رأيتها بنفسي مرات كثيرة"، بحسب ما يشهد هيكل
وضرب مثالا على ذلك بأن الملك حسين كان معجبا جدا بجمال عبد الناصر في بداية قيام الثورة عام 1952، حتى إنه كان يضع صورته في غرفة النوم، وكان من أوائل الحكام العرب الذين زاروا القاهرة عام 1954؛ ظنا منه أن مصر الثورية ستبتعد عن السعودية والعراق، إلا أن الأمر تحول تماما بعد معركة 1956؛ حيث تصور أن النظام المصري رغم انتصاره في المعركة على إنجلترا وفرنسا وإسرائيل سيتلاشى قريبا بعد أن دخلت الولايات المتحدة حلبة الصراع في الشرق الأوسط.واتهم هيكل الملك حسين في هذا الصدد بأنه دخل في تحالفات مع المخابرات البريطانية ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) ضد مصر، وشارك في بعض محاولاتهم لتدبر انقلاب ضد الرئيس عبد الناصر، كما شارك في تدبير إنهاء دولة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1961؛ وهو ما أساء لعلاقته مع الحكومة المصرية بشكل كبير
واستدل الكاتب المصري بكتاب لياكوف هرتزوج -وهو حاخام يهودي سابق وسفير إسرائيلي فوق العادة- تناول فيه تطور علاقة الملك حسين مع إسرائيل في الستينيات، والذي جاء فيه أنه في بداية عهد الملك حسين "كان الاتصال غير مباشر مع تل أبيب، حيث كانت والدته الملكة زين وخاله يتوليان المهمة نيابة عنه، ولكن عقب نكسة 1967 بدأ الاتصال المباشر مع تل أبيب عن طريق هرتزوج نفسه، الذي نقل عن الملك قوله إنه راغب في الصداقة مع إسرائيل، ولا ينتمي لأي حلف يعاديها".وقبل هذا بشهور قليلة -يواصل هيكل- التقى بالرئيس عبد الناصر في القاهرة، مؤكدا له أنه "رهن المعركة" المنتظرة، وتحدث عن الواجب المقدس في حماية الحقوق العربية من العدوان الإسرائيلي
كما استدل على العلاقة غير التقليدية بين الملك حسين وبين (سي آي إيه) بمذكرات بن برادلي رئيس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في السبعينيات، وجاء فيها أن زميله الصحفي الشهير بوب وودوارد أخبره أنه رأى اسم زعيم عربي على قائمة المدفوعات الشهرية التي تدفعها الاستخبارات، ولكنه يريد الوصول لمصدر موثوق جدا كي يستطيع نشر هذا الخبر.وفور علم برجينسكي، مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي وقتها جيمي كارتر، أوصل الصحفيين الاثنين بالرئيس الذي استقبلهما وأكد لهما صحة المعلومة، وأن ذلك الزعيم هو الملك حسين بن طلال الذي قبض راتبا شهريا من الاستخبارات لمدة 20 عاما، إلا أنه حثهما على عدم نشرها؛ حفاظا على العلاقات بين إدارته والدول العربية، ولكن الصحفيين نشرا القصة
واعتبر هيكل أن مذكرات بن برادلي وما نشر عن هذه الواقعة في "واشنطن بوست" بمثابة "مصيدة التاريخ" للملك حسين بن طلال التي كشفت ما ظن أنه سيظل طي الكتمان.وقال هيكل: إن معظم الأسماء المذكورة ما زال أصحابها أحياء يمكن أن يتم التأكد منهم مما قال.وفسر هيكل قبول الملك حسين تلقي أموال من (سي آي إيه) بأنه كان "يتملكه الحقد وهو يرى عدوّيه، السعودية والعراق، يزدادان غنى وثراء مع تزايد تدفق حقول النفط مقارنة بضآلة موارد الأردن، فبحث عن نوع من التعويض وجده في وكالة الاستخبارات الأمريكية".وانتهت الحلقة عند هذا الجزء، ومن المتوقع أن يتم استكمالها الخميس القادم
March 14 2009 22:50
عمان - محمود زويد
لم يقدم محمد حسنين هيكل اية معلومات جديدة عن ملوك الاردن ... فكل هذه المعلومات معروفة ومنشورة من قبل هنا في عرب تايمز سواء لناحية علاقة الملك حسين باسرائيل وتجسسه لصالح المخابرات المركزية الامريكية مقابل اجر او لناحية المرض النفسي الذي اصاب الملك طلال والذي كان كلما ( يتهاوش ) مع زوجته الملكة زين يقوم برمي ابنها ( حسن ) - ولي العهد السابق - من الشباك حتى ان ضابطا اردنيا قال في مذكراته ان وظيفته كانت في القصر الوقوف تحت الشباك كلما وقع خلاف بين طلال وزوجته من اجل الامساك بالامير حسن كلما رمى به ابوه من النافذة وقد تم اختيار هذا الضابط بالتحديد لهذه المهمة لانه كان من ابرع حراس المرمى في الاردن
لكن الجديد في مذكرات هيكل التي بثها عبر محطة الجزيرة هو تحليله لهذه المعلومات ووصوله الى استنتاج وهو ان ملوك الاردن الثلاثة عبدالله الاول وطلال وحسين كانوا مرضى نفسيين
وكانت الصحف الاردنية قد حملت بعنف كبير السبت على محمد حسنين هيكل التي اتهمته بأنه يعمل على "تزوير التاريخ وقلب الحقائق" من خلال تشويه صورة المملكة وملوكها عبر التاريخ في برنامجه الاسبوعي "مع هيكل" الذي بث على قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية مساء الخميس.وكتبت صحيفة "الرأي" الحكومية في مقال تحت عنوان "جناية هيكل وترهاته"، يعود محمد حسنين هيكل الى الاضواء بعد ان انحسرت عنه وغاب عن السمع والبصر فأكتشف ان احدا لم يعد بحاجة الى خدماته وهي في واقع الحال ليست خدمات بل اكاذيب وافتراءات دأب هذا الصحافي الذي ظن انه كبير وانه لامع على اختراعها بين الفينة والاخرى
واضافت ان "المهنة الوحيدة التي اتقنها هي صناعة الاكاذيب وتزوير الحقائق والاتكاء على احاديث ووقائع في مخيلته وخصوصا ان معظم ان لم يكن كل الذين يستند اليهم هذا المهرج الكبير هم من الاموات الذين لا يستطيعون تفنيد ما يقوله.وتابعت الصحيفة "ولان كتاب هيكل بات مفتوحا بل مفضوحا فأن ما يورده الرجل من اراجيف وافتعالات يندرج من باب الردح وتصفية الحسابات وتسديد الفواتير للاسياد الذين دفعوا ثمن ما يكتبه هذا الصحافي صاحب الدور المعروف في تخريب العلاقات العربية العربية منذ ستينات القرن الماضي وازادوا على الارصدة التي سمحت لصحافي مثله ان يكون مليونيرا بنعم النزول في فنادق الدرجة الاولى ويدخن السيجار الفاخر ويسكن على النيل ويمتلك المزارع ودافعت الصحيفة عن دور الاردن في الدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقالت ان "سيرة الاردن المضرجة بالدماء والدموع كتبها الاردنيون باصرار وعزيمة ونكران ذات من اجل فلسطين وشعبها ومن اجل وحدة العرب وصونا لترابهم القومي وامنهم الذي حاول كثيرون التطاول عليه"وكتبت صحيفة "الدستور" شبه الحكومية في مقال افتتاحي تحت عنوان "هيكل ومسلسل الكذب"، ان ما قاله هيكل من ادعاءات وتزوير بحق الاردن وملوكه لم ينطل على احد في مشارق الارض ومغاربها فالتاريخ محفور في الذاكرة وليس كما يقدمه من تجاوز الثمانين من عمره وقد اصيبت ذاكرته بالزهماير
ورأت انه "ليس غريبا على هيكل الذي باع نفسه لهذه القوى من اجل حفنة من الدولارات لتشويه صورة الاردن ان يقول ما قاله ما دامت الفاتورة قد دفعت وهو المزور البارع بأثبات كتبه المنشورة باللغة الانكليزية لعدم مطابقتها مع اصولها العربية".وختمت الصحيفة انه زمن الطحالب الذي يتطاول فيه الاقزام على العمالقة فها هو هيكل يخرج من جحره ليقدم بهلوانية جديدة ثمنا لما قبضه من دولارات لتصفية حسابات على مواقف وطنية وقومية دافع عنها الملوك الهاشميون الذين توارثوها منذ تأسيس امارة شرق الاردن
اما صحيفة "الغد" فكتبت "عاد الصحافي والاعلامي المعروف محمد حسنين هيكل اول من امس ليدشن هجوما جديدا على الاردن وعلى الحكم، ويكيل الاتهامات في سياق سياسي مفهوم تماما يخدم اجندة تظهر بوضوح توجها اقليميا لتكسير الدور الاردني في المنطقة واضعافه".ونقلت الصحيفة عن معروف البخيث رئيس الوزراء الاردني السابق قوله ان "هيكل وهو يتحدث في برنامجه يسعى بشكل مستمر الى تعظيم نفسه وبث مغالطات تاريخية".واضاف "لماذا لا يتحدث هيكل عن علاقات زعماء عرب آخرين واتصالاتهم المستمرة مع الاسرائيليين التي كانت قبل اتصالات الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، عام 1963" وهو امر يوظفه هيكل ايضا في "سعيه لتشويه صورة الاردن"، مشيرا الى ان اهداف هجوم هيكل المستمر على الاردن اصبحت واضحة
وكان هيكل قد ارجع علاقات ملوك الاردن السرية باسرائيل إلى كم كبير من "العقد النفسية والفكرية التاريخية" التي ورثها الملك حسين عن أبيه وجده، مستندا في ذلك إلى "وثائق" عبارة عن كتب ومذكرات عربية وأجنبية وشهادات أحياء، منهم زوجته الملكة نور، والرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر.وفي برنامجه الأسبوعي "مع هيكل" على فضائية "الجزيرة" القطرية بثته مساء الخميس أسهب الكاتب المصري في تقديم "تحليل" نفسي لمكونات شخصية كل من الملك عبد الله الأول (جد الملك حسين)، والملك طلال (والد الملك حسين) التي صاغتها الأحداث السياسية والعائلية التي عاصرها الملكان وجعلتهما "معبأين بأحقاد وكراهية لا حدود لها" تجاه الدول العربية المحيطة، وجعلت الملك الحسين من بعدهما "أكثر جنوحا" إلى أعداء الأمة بدءا من الإنجليز مرورا بالأمريكان ووصولا إلى إسرائيل، على حد قوله
وبدأ هيكل بالحديث عن الملك عبد الله الأول (1882- 1951) الذي أسس المملكة الأردنية على أرض شرق الأردن بمساعدة بريطانيا عام 1921 تحت اسم إمارة شرق الأردن، وكان من ثمار ذلك علاقات طيبة بين عبد الله والزعماء اليهود الذين أسسوا إسرائيل فيما بعد، وكان أول العرب الداعين إلى حل المشكلة بين العرب واليهود سلميا عام 1946 ثم الداعين إلى القبول بقرار تقسيم فلسطين بين الجانبين
غير أن الملك عبد الله -بحسب هيكل- فوجئ بما اعتبره "خيانة" من الإنجليز له عندما دعموا تنصيب أخيه الأمير فيصل الهاشمي ملكا على العراق بدلا منه، خاصة أن شرق الأردن كان فقيرا جدا مقارنة بخيرات العراق، ومن جانب آخر كان ينظر إلى السعوديين على أنهم من طردوه من الحجاز ليتولوا هم إمارتها، وكان كذلك يكره المصريين لأنه اعتبرهم حلفاء للسعوديين وهذه الكراهية المتعددة المغلفة بمشاعر المرارة والسخط والضعف جعلت الملك عبد الله ومن جاء بعده من الهاشميين يتحدثون بمليون لغة، ويظهرون دائما خلاف ما يبطنون، ومتقلبين في المزاج وفي المواقف تجاه الأشياء والدول والشخصيات".وزادت عقدته -يواصل هيكل- بظهور البترول الذي جعل من السعودية والعراق دولتين ضخمتين ماليا مقارنة بأرضه الفقيرة، ورغم أن الدول العربية حاولت طمأنته وتقريبه بإسناد قيادة الجيش العربي الذي توجه لإخراج اليهود من فلسطين عام 1948 فإنه لم يطمئن، وبدأ اتصالات خفية مع الزعيمة الإسرائيلية جولدا مائير قبل الحرب بيوم، واتفق معها على أشياء -لم يذكرها هيكل- رغم أنه قائد الجيش العربي المقرر أن يحاربها في اليوم التالي
وعلق هيكل على ذلك بقوله: "لا أصف ذلك بالخيانة؛ فهذه كلمة قيلت مرارا وتكرارا، ولكنها عقدة من عقد التاريخ"، مذكرا بأن الأمر انتهى باغتيال عبد الله على يد فلسطينيين خلال زيارة له إلى المسجد الأقصى عام 1951.وعن الملك طلال يقول هيكل: إنه ورث "قلق أبيه وخوفه وكراهيته لعائلة الملك فيصل في العراق وللسعوديين والمصريين والشوام وغيرهم، وزاد على ذلك كراهيته لأبيه نفسه، وورث عنه عقده النفسية حتى تحولت بداخله إلى عقد مرضية، أدت به أحيانا إلى محاولة إلقاء أحد أبنائه من النافذة؛ وهو ما أدى لعزله قبل مرور عام على حكمه، وإسناد الحكم لولده حسين رغم أن الأخير لم يكن قد تجاوز السابعة عشرة من العمر".ويقول هيكل عن الملك حسين: إن الخلفيات التي ورثها عن جده وأبيه، وطبيعة الظروف التي تولى فيها الحكم، إضافة إلى سنه الصغيرة، جعلته "معقدا أكثر بكثير" من السابقين له، فكانت شخصيته "متقلبة وتحمل تناقضات كثيرة، رأيتها بنفسي مرات كثيرة"، بحسب ما يشهد هيكل
وضرب مثالا على ذلك بأن الملك حسين كان معجبا جدا بجمال عبد الناصر في بداية قيام الثورة عام 1952، حتى إنه كان يضع صورته في غرفة النوم، وكان من أوائل الحكام العرب الذين زاروا القاهرة عام 1954؛ ظنا منه أن مصر الثورية ستبتعد عن السعودية والعراق، إلا أن الأمر تحول تماما بعد معركة 1956؛ حيث تصور أن النظام المصري رغم انتصاره في المعركة على إنجلترا وفرنسا وإسرائيل سيتلاشى قريبا بعد أن دخلت الولايات المتحدة حلبة الصراع في الشرق الأوسط.واتهم هيكل الملك حسين في هذا الصدد بأنه دخل في تحالفات مع المخابرات البريطانية ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) ضد مصر، وشارك في بعض محاولاتهم لتدبر انقلاب ضد الرئيس عبد الناصر، كما شارك في تدبير إنهاء دولة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1961؛ وهو ما أساء لعلاقته مع الحكومة المصرية بشكل كبير
واستدل الكاتب المصري بكتاب لياكوف هرتزوج -وهو حاخام يهودي سابق وسفير إسرائيلي فوق العادة- تناول فيه تطور علاقة الملك حسين مع إسرائيل في الستينيات، والذي جاء فيه أنه في بداية عهد الملك حسين "كان الاتصال غير مباشر مع تل أبيب، حيث كانت والدته الملكة زين وخاله يتوليان المهمة نيابة عنه، ولكن عقب نكسة 1967 بدأ الاتصال المباشر مع تل أبيب عن طريق هرتزوج نفسه، الذي نقل عن الملك قوله إنه راغب في الصداقة مع إسرائيل، ولا ينتمي لأي حلف يعاديها".وقبل هذا بشهور قليلة -يواصل هيكل- التقى بالرئيس عبد الناصر في القاهرة، مؤكدا له أنه "رهن المعركة" المنتظرة، وتحدث عن الواجب المقدس في حماية الحقوق العربية من العدوان الإسرائيلي
كما استدل على العلاقة غير التقليدية بين الملك حسين وبين (سي آي إيه) بمذكرات بن برادلي رئيس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في السبعينيات، وجاء فيها أن زميله الصحفي الشهير بوب وودوارد أخبره أنه رأى اسم زعيم عربي على قائمة المدفوعات الشهرية التي تدفعها الاستخبارات، ولكنه يريد الوصول لمصدر موثوق جدا كي يستطيع نشر هذا الخبر.وفور علم برجينسكي، مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي وقتها جيمي كارتر، أوصل الصحفيين الاثنين بالرئيس الذي استقبلهما وأكد لهما صحة المعلومة، وأن ذلك الزعيم هو الملك حسين بن طلال الذي قبض راتبا شهريا من الاستخبارات لمدة 20 عاما، إلا أنه حثهما على عدم نشرها؛ حفاظا على العلاقات بين إدارته والدول العربية، ولكن الصحفيين نشرا القصة
واعتبر هيكل أن مذكرات بن برادلي وما نشر عن هذه الواقعة في "واشنطن بوست" بمثابة "مصيدة التاريخ" للملك حسين بن طلال التي كشفت ما ظن أنه سيظل طي الكتمان.وقال هيكل: إن معظم الأسماء المذكورة ما زال أصحابها أحياء يمكن أن يتم التأكد منهم مما قال.وفسر هيكل قبول الملك حسين تلقي أموال من (سي آي إيه) بأنه كان "يتملكه الحقد وهو يرى عدوّيه، السعودية والعراق، يزدادان غنى وثراء مع تزايد تدفق حقول النفط مقارنة بضآلة موارد الأردن، فبحث عن نوع من التعويض وجده في وكالة الاستخبارات الأمريكية".وانتهت الحلقة عند هذا الجزء، ومن المتوقع أن يتم استكمالها الخميس القادم