المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 63 % من المصريين يؤمنون بالسحر ومعدل الإنفاق علي الشعوذة 18 ملياراً سنوياً



مقاتل
03-14-2009, 11:40 PM
إبراهيم قاسم وطارق عباس

أسماء وحروف وطلاسم غير مفهومة.. رصد للطالع.. بخور ودخان.. علوي وسفلي.. كلها كلمات مرعبة يحتويها قاموس السحر، فلم يعد هناك مجال للشك في أن السحر في مصر أصبح يمثل مساحة كبيرة في حياة الكثيرين في مصر ممن يعتقدون فيه ويلهثون خلف الساحر الذي يقوم بتلك الأعمال، إما لدفع أذي عنهم أو لإيذاء الآخرين!

فكلما اقترب أحد من هذا العالم الغريب ارتجف قلبه خوفاً ورعباً، خاصة ممن يجهلونه ولا يعرفون عنه إلا القليل.

والسحرة في مصر منهم الحقيقيون الذين هم علي صلة بالجان ومنهم من يتخذها مهنة للاسترزاق من خلال التحايل وعمل الدجل والشعوذة وخفة اليد ويجد مجال السحر في مصر إقبالاً كبيراً من بعض الرجال والسيدات ممن يعتقد فيه،

وإن كانوا متعلمين أو أميين وذلك لقضاء حوائجهم التي يطلبونها، فكثير من رجال الأعمال الذين يبحثون عن الآثار المصرية يلجأون إلي السحرة في التنقيب عن الآثار ولا يستطيعون الكشف عن الآثار المصرية فيلجأون إلي السحرة في التنقيب عن الآثار... ولا يستطيع الكشف عند المقابر إلا ساحر حقيقي، وفي أكثر من قضية تم ضبط ساحر مع تجار آثار وقد وصلوا بالفعل إلي المقبرة الفرعونية التي يبحثون عنها في بعض المناطق الأثرية، كما تقبل بعض السيدات في الريف والصعيد علي السحرة الذين هم علي اتصال بالجان من أجل عمل سحر لأزواجهن أو التفرقة بين زوج وزوجته انتقاماًمنهما أو من أجل الزواج!

وطرق السحر عديدة، حيث يستخدم الساحر دم الحيض حيث تقوم الزوجة بوضع قطرات من دم حيضها في كوب شاي زوجها وعندما يشربه يصبح طائعاً لإرادتها وفي بعض الـأحيان تستخدمه في الانتقام منه كقولها لا يكون لها ولا غيرها لأن الدم يقتل نتيجة الميكروبات التي توجد فيه وتم علاج ذلك بشرب الزوج بول والدته كما يتجه البعض إلي استخدام السحر في كشف بعض الأسرار الغامضة مثل جرائم القتل والسرقة، حيث يقوم الساحر بإحضار طبق أو إناء به ماء نظيف ويتلو عليه بعض التعاويذ، ويطلب من الجنّي أن يحضّر صورة الشخص الذي فعل هذا الأمر علي سطح الماء أثناء ارتكاب هذه الجريمة وبالفعل يتم رؤية هذا الشخص علي سطح الماء وهي عادة متوارثة في الصعيد، ورغم أن هذا الأمر مكلف للغاية ويصل ثمن ذلك إلي 10 آلاف جنيه إلا أن الإقبال عليه كبير خاصة في الصعيد.

كذلك هناك ما يسمي بالأحجبة والطلاسم ومنها الحقيقي الذي يتم فيه كتابة بعض الأرقام وتسمي بحساب الجمل وهي طريقة رياضية يتم فيها وضع أرقام حسابية مع حساب النجوم والقمر ويتم من خلال هذه الطريقة عمل هذا العمل لشخص يريد أن يكون وجهه مقبولاً لدي كل ما يراه أو من أجل المحبة والصداقة.

ويختار الساحر اللون الأحمر في كتابة هذه الأحجبة لحب الجان لهذا اللون وتكتب إما بالدم أو بالحبر الأحمر أو الزغفر الأحمر.

وهناك طقوس خاصة يقوم بها الساحر من أجل إحضار الجن أو روح شخص معين حيث يقوم بإطفاء الأنوار والصوم والصلاة وإطلاق البخور وتلاوة التعويذة، والتعويذة ليست فقط عبارة عن كلمات ورموز فقط، بل هي في الأصل عبارة عن تعبد للجان الذي يحضره وذلك لإرضائه بأنه يحضر في الحال ومن هذه التعاويذ كقول الساحر للجن بأنك قادر علي كل شيء أو أنك إلهي لا إله غيرك وغيرها من التعاويذ التي تجعل الساحر كافراً بالله وعبداً لهذا الجن، أو الروح الذي يحضره فرغم أن الجن يقوم في خدمة الساحر وإطاعة أمره إلا أن الحقيقة أن الساحر هو عبد ذلك الجن، ويتعلم الساحر الأعمال السحرية علي يد سحرة أكبر منه عن طريق الممارسة أمامه إما من أجل توريثه العهد علي حد تعبير السحرة ـ أو من أجل المال ويطلب الساحر ممن يريد تعلم السحر مبالغ مالية كبيرة تبدأ من عشرة آلاف جنيه ولا يقوم الساحر بتعليم تلميذه كل فنون السحر وإنما يعطيه القليل كقدرته علي التفريق بين الأزواج أو الهجر أو الربط.

السحر أيضاً يتم تعلمه عن طريق الكتب لكن في الغالب لا يستطيع أي شخص أن يتعلم السحر من خلال تلك الكتب إما لعدم اكتمال المعلومات الخاصة بالسحر أو لما يلقاه من معاناة والخوف من حدوث خطأ.

ومن أشهر الطرق للتعليم كما يذكرها أحد السحرة الذي رفض ذكر اسمه هو أن يقوم الشخص الذي يريد التعلم بالذهاب إلي الصحراء منفرداً لمدة 45 يوماً للتعبد وتلاوة بعض الطلاسم، وذلك بعد أن يتهيَّأ لها بالصيام والصلاة و الاستحمام باللبن وبعدها يقوم بالرجوع إلي منزله ويدخل غرفة مظلمة ويتلو التعويذة للنداء علي الجن الذي يقوم بتحضيره والذي يخرج له من أحد أركان الغرفة علي هيئة حيوان أسود «قط أو فأر» وفي حالة خروجه يقوم بتلاوة التعاويذ لطلب ما يريد منه.

وفي مصر معظم السحرة الحقيقيين يتعلمون السحر من أبائهم الذين يحاولون توريث السحر لهم وذلك عن طريق الممارسة العملية وقراءة كتب السحر ومن أشهر هذه الكتب كتاب شمس المعارف الكبري لمؤلفه أحمد البوني والذي يشمل جميع أبواب السحر وطرقه والقدرة علي تطويع الجان في خدمة الإنسان، وكذلك التعاويذ ومعرفة قراءتها وحل الرموز السحرية والطلاسم.

أيضاً هناك كتاب المندل والخاتم السليماني والعلم الروحاني للإمام الغزالي وكتاب سحر هاروت وماروت في الألعاب السحرية وكتاب سمر بارنوخ وغيرها من الكتب التي تعلم كيفية ممارسة السحر، ونادراً ما يقوم البعض ممن يريدون تعلم السحر بقراءة الكتب السحرية وحده دون أن يعلمه أحد ذلك للمخاطر التي قد يلقاها في عدم قدرته علي صرف الجان الذي يقوم بإحضاره وكذلك لنقص الكتب في مجال تفسير بعض الأشياء المطلوبة.

ويقسم البعض السحر إلي أنواع منها السحر الأسود وهو الذي يهدف إلي إلحاق الأذي بالآخرين ويسمي أحياناً بالسحر العدواني ويستخدم ـأيضاً في تحقيق مصالح شخصية، بينما هناك سحر أبيض وهو أن يكون الجن الذي يخدم الساحر جناً لا يلحق الأذي بل يدفعه ويستخدم في علاج الأمراض وفك الأعمال التي تعمل بالسحر الأسود.

ومن الطرق المصرية المعروفة في أعمال السحر هو الرش، حيث يتم تلاوة تعويذة علي ماء الورد والزعفران ورشها تحت أعقاب الأبواب وتستخدم في المحبة أو التفرقة.

والسؤال المهم في موضوع السحر: هل السحر يستطيع قتل بني آدم أم لا؟ وقد أكد بعض السحرة أن أعمال السحر تصيب بالمرض أو العجز لكنها لا تستطيع أن تقتل آخر إلا في حالة السحر الأسود وهو قادر علي ـأن يقتل من يتم لبسه أو من يعمل له هذا السحر، حيث يقوم الجن المسخَّر بفعل أشياء من شأنها قتل من يلبس بالسحر.

ويتطلب أحياناً في السحر الأسود ذبح أطفال صغيرة غير مفطومة من أجل التقرب بها إلي الجان كقرابين ففي إحدي محافظات مصر قام ساحر بخطف طفل صغير في الثمانينيات وذبحه علي باب مغارة ليقوم الجن بفتح مقبرة فرعونية بها كنوز.

ومن طرق السحر بأسماء القمر وهي سبع أسماء وبجانب تلاوات وتعاويذ معينة يتم عمل سحر بقصد إلحاق الأذي أو دفعه، حيث يقوم الساحر بتحضير بعض الأرواح التي تقوم بإسقاط القمر داخل إناء به زعفر وجاوا ووندان يلاحظهما بشر وعندما يسقط القمر في ذلك الإناء يقوم الساحر بتسخين ذلك الإناء حتي تخرج منه رغوة تسمي برغوة السحر وإذا تم دهن بها أي شيء يكون مسحوراً.

وتعد محافظات قنا والغربية وسيناء من أشهر الأماكن التي يتوطن بها السحرة، حيث يقوم الناس بالذهاب إليهم من أجل قضاء بعض حوائجهم.

الدكتور جمال قطب، أستاذ الدعوة بالأزهر الشريف، يقول إن السحر يتلخص في الدين في كلمات معدودة وهي أنه كان موجوداً قبل بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم أما بعد البعثة ونزول القرآن فانتهي السحر من دنيا الناس وذلك بما جاء في القرآن في قوله تعالي: «وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً»، وبنص هذه الآية كان فعل ماضي وقد أغلق الباب ولا يستطيع إنسان أن يتصل بهم.

وأضاف قطب إن الساحر لو استطاع أن يفعل شيئاً لفعل شيئاً لنفسه وأغناها.

وأشار إلي أن ما يقرون بالسحر مدللين علي ذلك بالحديث الذي ذكره البخاري بأن الرسول صلي الله عليه وسلم قد أصابه سحر فرغم وجود الحديث في البخاري فإنه موضوع لقول الله تعالي «والله يعصمك من الناس».

وتري الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، أن اقتناع نسبة كبيرة من الشعب المصري بتأثير أعمال السحر والشعوذة أو ما يسمي السحر الأسود يدل علي ضعف شخصية من يلجأ للاستعانة بالسحرة والدجالين بل وضعف شخصية هؤلاء السحرة ومدعي القوي الخارقة لأن من يفعل ذلك يكون غير مدرك لقدرات الإنسان الحقيقية التي وهبها له المولي عز وجل وإن كانت هذه القدرات ملموسة في داخله إلا أن عدم اقتناعه أو رضائه عنها فإنه يسمح لنفسه باللجوء لمن يعتقد أن لديهم ما يؤهلهم لمساعدته باستخدام الجان والقوي الخفية المتكونة في عقله الباطن من خلال ما يسمعه أو يقرأه عن هذا العالم.

وأشارت الدكتورة هالة منصور إلي أن انتشار مثل هذه الأعمال في مجتمعاتنا يحذر من اختفاء المعايير المجتمعية لأن أفراد المجتمع أنفسهم فقدوا القدرة علي تحديد توقعات ردود الأفعال بعد مزاولة هذه الأفعال المشبوهة، وأضافت إن غياب الوعي الديني الخاص بالمعاملات هو السبب الرئيسي في إيمان الكثيرين بفائدة السحر أو الشعوذة لأن معظمهم لا يعلم مدي الإثم الذي يرتكبه في إشراك شخص مع الخالق عز وجل في تحديد مصيره أو إعلامه بالغيب.

18 مليار جنيه ينفقها المصريون بجميع طبقاتهم علي أعمال الدجل والسحر، وليس مثيراً للدهشة في نظر البعض، بقدر الغرابة التي يثيرها فلا يختلف عليه عاقلان وهو أن زبائن أوكار الدجل والشعوذة ليسوا فقط من الجهلة والأميين أو من عامة الشعب لكن أيضاً تقع أعداد كبيرة من المثقفين والأغنياء وأصحاب النفوذ والمناصب السياسية ضحايا معتقدات تسخير الجن، ومساعدة البشر علي الوصول لأهداف حتي ولو كانت غير مشروعة.

المثير أن عدد السحرة ومدعي معرفة الغيب وقراءة الطالع والعلاج بالقرآن والكتب السماوية وصل إلي رقم مخيف تجاوز النصف مليون مصري وجدوا في هذه المهنة أرضاً خصبة للبحث عن الثراء السريع وذلك غالباً ما يكون بمساعدة الضحايا الذين يصدقون أي شيء يقال لهم حتي وإن كان غير معقول أو منطقي ومستعدون لتنفيذ أي طلبات مادية أو غيرها لصاحب المكان المكشوف عنه الحجاب، وهو ما تقطع به الدراسات التي أجريت مؤخراً التي أكدت نسبة كبيرة من الشعب المصري تؤمن بالخرافات وتصدق أمور وأوهام الدجل والسحر وعلاقة الإنس بالجن التي أصبحت من مسلمات حياتهم.

وتشير الدراسات إلي أن النسبة الأكبر ممن يؤمنون بهذه الخرافات بين المصريين من النساء وأغلب لجوئهن للسحرة والدجالين في فترات العنوسة أو الغيرة علي الزوج أو «ربط الأزواج» الذي يعتقد فيه نسبة 99% من أفراد الشعب المصري، حيث أصبح من المألوف جداً ذهابهم للمشايخ لفك الزوج ليستطيع ممارسة حياته الزوجية، هذا بالإضافة إلي بعض المعتقدات التي يصدقها كثيرون ومنها: تصنيف الجن إلي أزرق وأحمر وتجنب ضرب القطط والكلاب ليلاً للاعتقاد أنها جن متشكل في صورة هذه الحيوانات، وإمكانية تزاوج الإنس من الجن والإنجاب المشترك بينهما، وحرق الخنفسة في الشقة غير المسكونة يجلب لها السكان، وضرورة تعليق حذاء قديم لطفل علي جدران المنزل أو أسفل السيارة لجلب الحظ لصاحبه، ورش المياه وراء المتوفي يمنع موت أحد وراءه، وقرصة البنت للعروس في فخذها ليلة عرسها لتلحق بها في نفس الأسبوع، ومعتقدات كثيرة أخري وهمية لا علاقة لها بالحقيقة في شيء.

والأكثر جدلاً في عالم الجان والسحر هو البحث عن الآثار تحت الأرض في المقابر القديمة، حيث يعتقد الكثيرون أن كل مقبرة أو حجرة تحت الأرض تحتوي علي آثار يكون معيناً عليها جان يسمي المرصود ولا يتحرك ويترك حراستها إلا باستقدام شخص «مسخر» مجموعة من الجان أقوي من الحارس ليستطيعوا تقييده ليتمكنوا من الحصول علي محتويات المكان الأثري.. ولعل أكثر الأسباب تنقيباً عن الآثار والمومياوات اعتقاد الكثير أن بها «الزئبق الأحمر» الذي يعتبر من أغلي المواد التي قيل إنها تستخدم في التفجيرات النووية وتدخل في تموين وقود سفن الفضاء التي تحتاج إلي كميات مولدة للطاقة الشديدة في أصغر حيز وهذه المادة اعتقد الكثيرون وجودها في أعناق المومياوات، حيث استخدمها المصريون القدماء في عمليات التحنيط لكن أثبت البحث العلمي ونتائج الدراسات الأثرية في مصر أن هذا الكلام غير صحيح علمياً وأن ما شوهد بجوار بعض المومياوات من سائل أحمر هو شيء آخر عبارة عن سائل أحمر لزج بلون الدم نتيجة عدم تجفيف المومياء جيداًوخاصة في تحنيط المومياوات غير الملكية وعند وضعها في توابيت من الجرانيت المحكم الغلق بما لا يسمح لأي سوائل بالتسرب خارجه وعند جمع رجال الآثار لهذه المادة ووضعها في زجاجة يعتقد البعض أنها مادة الزئبق الأحمر.

وقيل عن هذا الزئبق الـأحمر إنه يجعل الجان الكهل يعود لمرحلة الشباب بمجرد لحسه نقطة منه وهو ما يدفع السحرة للهث وراءه لتسخير الجان باستخدامه بمساومته بتحقيق مطالب عديدة مقابل إعطائه الزئبق الأحمر الذي ظل الاعتقاد سائداً بين المصريين أنه يحصل عليه من مكان في رقبة المومياء يسمي «تفاحة آدم» عند الحنجرة لذلك تم اكتشاف العديد من المقابر المنبوشة التي تم فصل رقابها عن باقي الجسد بحثاً عن «المادة السحرية» التي كثيراً ما حيرت الكثيرين من ذوي النفوس الضعيفة.

ولم يكن الهدف الوحيد للدجالين والمشعوذين هو الثراء السريع فحسب لكن هناك خططاً أخري منها الجري وراء الشهوات الجنسية فيحاول بعضهم إيهام الضحايا من النساء أو الفتيات بضرورة خلع ملابسهن كاملة ليكتبوا علي أجسادهن حروف أو طلاسم لازمة لأعمال السحر ثم يقومون باغتصابهن سواء برغبتهن أو بدونها ومنهن من يقنع ضحيته بصورة مباشرة بضرورة ممارسة الجنس معها حتي تتحقق مطالبها.

وعزز لدي الكثير من الناس اعتقادهم القوي بوجود السحر الحقيقي في مصر تبادل الحديث بصفة مستمرة عن وجود سحرة منهم المعلوم والآخر مجهول.. وإن كان المجهولون هم أشد سيطرة علي العقل وتصديقاً لأسطورة السحر الأسود.. ففي الإسكندرية حدثت واقعة أغرب من الخيال حيث اصيبت قرية كاملة بأعمال تخريبية وحرائق غير مفهومة الأسباب وإصابات غريبة لحقت بأبناء هذه القرية دون علم سبب محدد من الأطباء.. وأدرك في النهاية أهالي القرية أن السبب هو أن أحد السحرة قام بتسخير الجان لتهجير السكان من القرية ليستطيع الحصول علي كنز أثري ثمين مدفون تحت أراضيها منذ عهد الإنجليز قام صاحبه بدفنه فيها ولن يظهر إلا إذا أصبحت مهجورة.. ووصل الأمر بأهالي قرية «إيريس» التابعة لقسم شرطة المنتزه لتقديم بلاغ إلي قسم الشرطة يطالبون فيه بحمايتهم من الجان الذي قلب حياتهم رأساً علي عقب وأصاب فتياتهم وأبناءهم بنوبات صرع مفاجئة لا يعلمون سبباً لها سوي مس الجن والمثير أنهم اتهموا الجن اتهاماً مباشراً بتهديد حياتهم ولم ينفعهم أي من شيوخ القرية لحل اللغز.

«الشيخ حمزة».. عندما تسمع الاسم لأول وهلة فإنك غالباً ما يتولد لديك انطباع بأنه رجل دين أو إمام مسجد أو حتي شخص تقي!! لكن الحقيقة خلاف ذلك تماماً فهو مجرد دجال لكنه اشتهر «بدجال الفنانين» الذي سقط في قبضة الشرطة بعد مراقبة استمرت لأكثر من خمسة أشهر تم فيها متابعة المترددين عليه وتحركاته والتنصت علي جميع مكالماته الهاتفية.. قصة هذا الدجال تتلخص في تحويل منزله إلي ما يشبه عيادة كبيرة يستقبل فيها عشرات الفنانين ونجوم المجتمع وأيضاً رجال السياسة وكان يحرص علي تخصيص غرف خاصة لكل منهم حتي يحافظ علي سرية «عملائه» وعدم إفشاء أسرارهم أمام المجتمع وأمام بعضهم.

المثير أنه بعد القبض علي «الشيخ حمزة» اعتقد البعض بعد سماع أقوالهم في النيابة أن المتهم لم ينصب عليهم لكنه كانت لديه قدرات خاصة وعجيبة في معرفة «الطالع» وأنه لم يخطئ في أي أمر أخبرهم به من قبل بل والأكثر إثارة محاولة البعض منهم إطلاق سراحه وإثبات عدم تورطه في أي جريمة وأن ترددهم عليه كان بهدف التواصل باعتباره رجلا «مباركاً» ويملك حب الصحابة والأنبياء.. وإذا كان ذلك هو رأي المشاهير «القدوة» في شخص دجال فما بالنا بعامة الناس الذين يتخذون هؤلاء الفنانين قدوة وخاصة الشباب بمختلف فئات أعماره وجنسه؟

وإن كان أغلب الضحايا للمشعوذين والسحرة من المصريين فقد تطور الأمر إلي حد وقوع ضحايا من جنسيات أخري عربية فقد وصل الأمر بشخص يدعي مطراوي أحمد «29 سنة» لأحد الدجالين المدعين العلاج بالقرآن الكريم إلي تصوير فتاة «إماراتية» وهي عارية تماماً بعد فقدانها الوعي وحصل منها علي 100 ألف درهم بعد تهديدها بنشر الصور علي مواقع الإنترنت، وظل يبتز الفتاة حتي ضاق بها الحال وعادت من الإمارات لتبلغ الشرطة عنه فتم إلقاء القبض عليه وزوجته ووجهت لهما النيابة تهمتي هتك العرض بالقوة وإعطاء مادة مخدرة للمجني عليها والنصب والحصول علي مبالغ مالية تحت التهديد والابتزاز.

وتروي «ميساء» 21 سنة قصتها فتقول إنها تعرفت علي المتهم عن طريق إحدي قريباتها المصريات عندما أخبرتها أنها تعاني التصرفات الغريبة فأخبرتها قريبتها أنها لديها زميل في الهيئة العامة للكتاب لديه القدرة علي تسخير الجان والعلاج بالقرآن الكريم.. فقابلتها به، وتم عمل جلسات علاجية عديدة قام خلالها بتصويرها عارية بعد تغييبها عن الوعي ثم اتصل بها بعد مغادرة القاهرة وطلب منها إرسال مبالغ مالية مقابل عدم نشر صورها علي شبكة المعلومات فخافت من الفضيحة وأرسلت له النقود.. تم إلقاء القبض علي المتهم وعثر في شقته بالجيزة علي كتب سحر وأدوات سحر عبارة عن زعفران وبخور وكاميرا ديچيتال استخدمها في تصوير المجني عليها.

وفي منطقة إمبابة وجد حداد ضالته في الحصول علي بعض العلاقات مع الجنس الآخر عن طريق ممارسة الدجل والسحر وبعد أن قرر محمود أحمد محمد «42 سنة» تحويل منزله إلي وكر لاستقبال زبائنه من السيدات المطلقات والفتيات والعوانس فكر في عمل الدعاية والترويج اللازمين لجلب الضحايا عن طيب نفس إلي منزله وبدأ إذاعة الشائعات بين جيرانه أنه يستطيع فك الأعمال «السفلية» التي تمنع استقرار الحياة الزوجية وتتسبب في منع قدوم «ابن الحلال» للفتيات فبدأ صيته يشيع في المنطقة ووصل إلي مناطق مجاورة حتي أصبح الدخول عند «المبروك» بالحجز.. وكانت حيلته الوحيدة لاغتصاب السيدات والفتيات هي طلب خلع الملابس بالكامل حتي يستطيع الكتابة علي أجسادهن بماء الورد ودم الغزال ثم يغافلهن باغتصابهن ويحاول إقناعهن بأن هذه «طلبات الأسياد» لم تصدقه إحدي الضحايا وأبلغت عنه مديرية أمن الجيزة وتعددت البلاغات ضده وبعمل التحريات عنه أثبتت أنه يقوم باستغلال حاجة هؤلاء الضحايا ويعتدي عليهن ويهتك أعراضهن، وبمداهمة المنزل عثر بداخله علي كميات كبيرة من صور الضحايا وخصلات شعر وكتب سحر وشعوذة وكمية من الملابس الداخلية الحريمي.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. فمع علم السحرة والدجالين ببطلان معتقداتهم إلا أنهم يتفننون في إقناع الضحايا بضرورة تنفيذ أوامر الجان، حتي ولو كانت مادية، ليتم الرضا عنهم ويحقق رغباتهم.. ففي منطقة شبرا الخيمة لجأ دجال لحيلة قديمة للنصب علي المواطنين، حيث أوهمهم بوجود آثار فرعونية في منازلهم يتردد عليها «الجن».. بدأت القصة ببلاغ من الأهالي بقيام سيدة وزوجها بالحفر أسفل منزلهما مما يهدد المنازل المجاورة بالانهيار فتم عمل التحريات التي توصلت إلي أن وراء الواقعة دجالاً أوهمها بوجود آثار تحت منزلها بعد أن أخبرته بإصابتها بصرع وإغماء فطلب منها الحفر تحت المنزل بعمق 15 متراً لاستخراج «الكنز» وإبعاد الجن عن المكان وطلب منها وزوجها مبلغ 25 ألف جنيه لشراء حفار ومبلغ 20 ألف جنيه لشراء نوع خاص من البخور لإبعاد الجان أثناء عملية الحفر فتم القبض علي المتهمين وتقديمهم للمحاكمة.