المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المطالبة بشطب رئيس مجلس ادارة جريدة الاهرام بعد ثبوت سرقته لمقالاته



بهلول
03-13-2009, 11:17 PM
تاريخ النشر : 2009-03-12

القاهرة - دنيا الوطن


صعد صحفيو "الأهرام" المحتجون على سياسة مرسي عطا الله رئيس مجلس إدارة المؤسسة من حملتهم الرامية إلى الإطاحة به منصبه، وذلك من خلال تفعيل حملة جمع توقيعات على مذكرة سيتم رفعها الأسبوع القادم إلى نقابة الصحفيين، للمطالبة بشطب اسمه من جداول القيد بالنقابة، بدعوى نقله وانتحاله مواد صحفية بالنص ونسبتها لنفسه بحسب زعم المذكرة قيد التوقيع.

وتشير المذكرة إلى أن عطا الله نقل نص مقالات عن القدس المحتلة ومخطط تهويدها من كتاب يحمل اسم "أرض فلسطين وشعبها.. سلسلة دراسات منهجية في القضية الفلسطينية"، لمؤلفه الدكتور محسن محمد صالح أستاذ الدراسات الفلسطينية وتاريخ العرب الحديث، وهي تهمة تستوجب الفصل فورا من عضوية نقابة الصحفيين.

وحصلت "المصريون" على نسخة من هذا الكتاب، الذي يتهم الصحفيون عطا الله بنقل مقالاته منه ونشرها في "الأهرام"، وهي المقالات التي أعاد الحزب "الوطني" نشرها في موقعه على الإنترنت.
وأكد الصحفيون أنهم سيرسلون مذكرة بذلك إلى رئاسة الجمهورية ومجلس الشورى، للمطالبة باتخاذ موقف صارم ضد عطا الله، معتبرين أن ذلك يتنافى مع طبيعة عمله على رأس أكبر مؤسسة صحفية بالشرق الأوسط، وأنه بذلك يضرب مثالا سيئا بهذا التصرف في عدم احترام الأمانة، التي يفرضها ميثاق الشرف الصحفي بحسب زعمهم.

على الصعيد نفسه قامت مجموعة من صحفيي الأهرام أمس الأربعاء بتقديم شكوى إلى "لجنة القيم" بالحزب الوطني الديمقراطي تطالب بفصل مرسي عطا الله من لجنة سياسات الحزب بدعوى انتحاله لنصوص آخرين ونسبتها لنفسه ، وأن هذه النصوص المنتحلة منشورة على موقع الحزب على شبكة الانترنت .

من جانبه ، رفض عطا الله الانتقادات الموجهة إليه بسبب بقائه في منصبه بعد تجاوزه السن القانونية، بالمخالفة لقرار المجلس الأعلى للصحافة بعدم التجديد لأي من قيادات المؤسسة الصحفية في مناصبهم بعد بلوغهم سن 65 عاما، مشيرًا إلى أن هناك صحف حزبية وصل سن رؤسائها إلى 80 عامًا، ورغم ذلك مازالوا في مناصبهم.

وأضاف عطا الله، لبرنامج "البيت بيتك" على القناة الثانية بالتليفزيون المصري، إن الذي أبقاه في منصبه حتى الآن هو قدرته على التطوير، مشددًا على أن مجلس الشورى الذي كلفه بمهمة قيادة المؤسسة يعلم جيدًا أنه قادر على العطاء والارتقاء بالمؤسسة، وأنه تمسك ببقائه في منصبه رغم تقدمه بإخطار يفيد تجاوزه السن القانوني، مشيرًا إلى أن القضاء الإداري قرر أيضًا استمرار صاحب المنصب حتى "يشغر".

وحول المشاكل التي تمر بها المؤسسة القومية حاليًا، قال: أنا أب لأسرة الأهرام، ولست طرفًا في المشكلة أيًا كانت، وأضاف: القرارات التي تمنع صحفيين المؤسسة من العمل في أي مؤسسة أخرى اتخذت بالإجماع من قبل مجلس الإدارة الحالي، كما اتخذت هذه الإجراءات أيضًا في عهد إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة السابق، فضلاً عن أن المجلس الأعلى للصحافة اتخذ قراراً بتنفيذها.

ونفى عطا الله ما أثير حول رفضه مقابلة الصحفيين المحتجين أمام المؤسسة، قائلاً: إن مكتبي مفتوح لهم، فالمشكلة بدأت بتحقيق صحفي أجراه بعض الصحفيين العاملين في الأهرام لحساب جريدة "المصري اليوم" الخاصة، وعندما وقعوا في مشكلات أكدوا أنهم يعملون بـ "الأهرام"، الأمر الذي دفعني لمنع عمل الصحفيين العاملين بالمؤسسة بأكثر من مكان.

وأكد أنه لا يمانع من عمل الصحفيين في التليفزيون، قائلاً: بالعكس هذا يعد مساعدة للإعلام المصري، ولكن فيما يخص العمل بجرائد يومية أخرى فهذا الأمر مرفوض تمامًا بالإجماع، مؤكدًا عدم وجود أي خلافات بينه وبين الكاتب سلامة أحمد سلامة، وأنه حاول أن يثنيه عن قراره بترك المؤسسة، لكنه سلامة تمسك بحاجته للتفرغ لجريدة "الشروق" التي يساهم فيها مع الكاتب حسن المستكاوي.

وحول أزمة صحفيي "الأهرام" العاملين في الخارج، قال عطا الله إنه مستعد لمساعدة أي شخص منهم يحتاج جدياً للإجازة والاستمرار في العمل بالخارج، كما أكد أنه سيعمل على إقناع مجلس الإدارة بنفسه على مد إجازاتهم، مشيرًا إلى أنه أغلق مكاتب "الأهرام" في الخارج بعدما أصبحت عبئاً على المؤسسة وتم استبدالها بمجموعة من المراسلين.

إلى ذلك، علمت "المصريون" أن اعتذار الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة عن الكتابة بـ "الأهرام" بعد ما يقرب من 45 سنة، جاء إثر حذف مقاله الذي كان مقررا نشره في "الأهرام" الأحد الماضي تزامنا مع مظاهرات الصحفيين، وذلك بعد أن تم رفعه من على الصفحة في آخر لحظة قبل الطبع، بعد أن اكتشف أحد الفنيين أنه يحتوي على همز ولمز ويشير إلى المضايقات التي واجهها في "الأهرام" بصورة تخدش كبرياءه واعتزازه بنفسه.

وعقب قيام هذا الفني بإبلاغ مرسي عطا الله في محاولة للتقرب منه، تم وقف طبع الصفحة وحذف المقال، كما تم حذف الإشارة بصورة سلامة التي كان تم وضعها في الصفحة الأولى لتزف البشرى للقراء بعودته للكتابة بـ "الأهرام".

كما تعرض مقال أسامة سرايا رئيس التحرير للحذف من على صفحات "الأهرام" في اليوم التالي لمظاهرة الصحفيين دون أن يعرف أحد من يقف وراء ذلك، في حين ترددت أنباء عن الموالين لعطا الله حذفوا مقاله دون علمه لتناوله أحداث يوم الأحد الدامي والمواجهات التي دارت بين الصحفيين والعمال أثناء المظاهرات التي حدثت في هذا اليوم غير المسبوق في تاريخ "الأهرام".

من جانب آخر، كشفت التحقيقات الأولية لأجهزة الأمن بشأن العبوتين الحارقتين اللتين عثرا عليهما بالقرب من مبنى "الأهرام" عن وقوف موظف بأمن المؤسسة يدعى سعداوي سعداوي وراء ذلك، حيث اعترف بأن هو الذي وضع زجاجتين المولوتوف طمعا في الحصول على مكافأة من رؤسائه.

وقد تسبب هذا في حالة من الهلع والرعب داخل "الأهرام"، وسادت مخاوف بين الصحفيين المحتجين من أن تكون الإدارة تقف وراء هذا المخطط لتحويل الأنظار عن الأزمة الطاحنة التي تعيشها المؤسسة إلى مسار جديد يبعد الأنظار عن الوضع غير القانوني لقيادات المؤسسة.