المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخطاء الأطباء الأميركيين تقتل 98 ألف شخص سنوياً



yasmeen
03-12-2009, 11:40 AM
واشنطن ـــــ فضل سالم:

من الأقوال القديمة ان نتائج جهود الأطباء يراها الجميع على وجوه مرضاهم، أما أخطاؤهم فلا يراها أحد لأنها تختفي تحت التراب.

كان هذا في الماضي.. أما اليوم فوسائل الإعلام بكل أشكالها تحتوي على قصص أغرب من الخيال، بالأرقام والتفاصيل، عن الأخطاء الطبية الكبيرة التي تكون في الغالب غير قابلة للمعالجة أو التصحيح.

ففي دراسة أميركية حديثة إشارة إلى أن ثمانية وتسعين ألف شخص يموتون سنوياً في مستشفيات الولايات المتحدة وحدها بسبب أخطاء من جانب الأطباء أو من الطاقم الطبي، لكن الدراسة لا تأتي على ذكر التأثيرين النفسي والعاطفي اللذين تسببهما هذه الأخطاء القاتلة على ذوي الضحايا.

التفاصيل الواردة في هذه الدراسة قد تبدو كما لو أنها مقاطع أو مشاهد من أحد أفلام الرعب.. لكن تلك المشاهد الحقيقية تتكرر بصورة أكثر مما يعتقد الكثيرون، كما تقول الدراسة.
صحيفة ذا بروفيدانس جورنال الأميركية قالت في صفحتها الأولى هذا الأسبوع ان الأطباء في أحد مستشفيات «رود أيلاند» أجروا العام الماضي ثلاث عمليات جراحية منفصلة في المناطق الخطأ من رؤوس المرضى.

وأوضحت الصحيفة أن أحدث تلك العمليات أُجري يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد أن اكتشف الطبيب الجراح بعد أن شق رأس مريضه البالغ 82 عاماً أنه يعمل في المنطقة الخطأ، فقام على الفور بخياطة الجرح وإعادة كل شيء إلى مكانه قبل أن يفتح جمجمة المريض من جديد لإجراء العملية الجراحية في المنطقة المطلوبة.

وبعد انكشاف التفاصيل، غرّمت وزارة الصحة إدارة المستشفى خمسين ألف دولار، لكن أسرة الرجل تطالب بتعويض مالي أكبر وتهدد باللجوء إلى المحاكم.

من حيث الأرقام والنسب المئوية، من الواضح أن إجراء العمليات الجراحية في المناطق الخطأ من أجساد المرضى يعتبر شبه نادر، لكنه مع ذلك يترك آثاره السلبية على مئات، بل آلاف الأشخاص، كل عام، على الرغم من أن نسبة كبيرة من تلك الأخطاء تظل بعيدة عن الأضواء ولا يعرف بها أحد.
وتقول وزارة الصحة الأميركية انها تتلقى شهرياً ما معدله تسعة تقارير عن أخطاء الجراحين في المستشفيات.

وتضيف أن معظم الأخطاء الطبية غالباً ما تتم التغطية عليها، وما يكشف عنه لا يزيد على خمسة في المائة من تلك الأخطاء.

وتقول الجمعية الأميركية لأطباء الجراحة ان المستشفيات تشهد سنوياً ما بين 1300 و 2700 عملية جراحية في المناطق الخطأ من أجسام المرضى.

وعلى الرغم من أن نسبة كبيرة من الأخطاء الطبية يمكن تداركها وتصحيحها قبل فوات الأوان، فإنما يحدث أحياناً ما لم يكن في الحسبان.. ففي إحدى العمليات الجراحية التي أجريت في العام الماضي بتر الطبيب المتخصص الساق السليمة، كما تم تقديم طبيب آخر إلى المحاكمة بتهمة القتل، بعد أن انتزع الكلية السليمة من جسد مريض ما لبث أن فارق الحياة، لأن الطبيب أبقى على الكلية التالفة وانتزع السليمة.

وفي شهر يوليو الماضي، قام طبيب أميركي في أحد مستشفيات رود أيلاند بشق رأس مريض في المنطقة الخطأ لكنه سرعان ما اكتشف خطأه فصححه.. وبعد ساعات مات المريض، وتبين من خلال التحقيق في سبب الوفاة أن الرجل لم يمت بسبب ذلك الخطأ بل نتيجة إصابته بنوبة قلبية.

ولتفادي هذه الأخطاء، أصدرت وزارة الصحة تعليمات مشددة للأطباء وللمرضى على حد سواء.. فبالنسبة للأطباء، لا بد لهم من اتباع سلسلة خطوات تبدأ بتحديد المكان الذي يتوجب إجراء العملية الجراحية فيه قبل 12 ساعة من العملية، وذلك برسم علامة (×) بحيث يكون المريض أو أقاربه قادرين على مشاهدتها ورفضها إذا كانت في المكان الخطأ.

وتنص التعليمات أيضاً على أن يتشاور الأطباء في غرفة العمليات قبل إحداث أي شق في جسم المريض عن المكان الذي يتوجب إجراء الشق فيه، وللتأكد أيضاً من أنهم يجرون العملية الصحيحة في المنطقة الصحيحة للمريض المطلوب، وليس لمريض آخر، وذلك بالتأكد من مطابقة صور الأشعة والتحاليل الطبية وملف المريض.

وبالنسبة للمرضى، تنصحهم وزارة الصحة في تعليماتها باتباع سلسلة خطوات لحماية أنفسهم من أخطاء الأطباء والفريق الطبي.. تبدأ بضرورة التحدث مباشرة إلى الطبيب الذي سيجري الجراحة عن التفاصيل، على أن يكون الحديث قبل وقت كاف من البدء بعملية التخدير والتحضير للعملية.
الخطوة التالية تنص على أن يقوم الطبيب الجراح نفسه، وليس أي شخص آخر، بوضع العلامة على المنطقة التي ستجرى فيها العملية.. والمطلوب من المريض أن يتأكد من ذلك، ولا يسمح لأي شخص آخر من أفراد الطاقم الطبي برسم تلك العلامة.

وحول هذه النقطة بالذات، تنص التعليمات الطبية المشددة في كندا على أن يكتب الطبيب الجراح بنفسه الحرفين الأولين من اسمه في المنطقة التي يتوجب إجراء العملية الجراحية فيها، كما لو كان يوقع على وثيقة طبية.

ويقول الدكتور بيتر أنغوود عضو اللجنة العليا لأطباء الجراحة في الولايات المتحدة ان من المهم بالنسبة للمرضى أن يناقشوا أطباءهم قبل العملية، ولا مانع حتى من مشاركتهم في رسم العلامة التي يتوجب إجراء العملية فيها.

وعلى المريض أيضاً أن يتأكد من أن أفراد الطاقم الطبي المشارك في العملية يعرفون بالضبط حقيقة وضعه، وكذلك الخطوات الجراحية المطلوبة.
أما الخطوة الأخيرة بالنسبة للمرضى، وربما هي الأكثر أهمية، فهي ضرورة التأكد من أنهم في مستشفى «محترم» ويحظى بسمعة طبية طيبة.