المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صافي ناز كاظم : إنهم يحاربونني لأنهم لا يريدون أناساً صالحين



jameela
03-12-2009, 07:12 AM
2009 الخميس 12 مارس

السياسة الكويتية


تصلها كثير من الشتائم عبر الإنترنت لكنها لا تكترث بذلك

ارستقراطية سبعينية تناصر الفقراء

القاهر ة - صفاء عبد القادر:عندما ولدت في 17 أغسطس 1937 لم يكن احد يتصور ان تلك الطفلة الصغيرة المدللة ذات الأصول الأرستقراطية ستصبح واحدة من اكثر النساء العربيات اثارة للجدل والتمرد على الواقع السياسي والاجتماعي من خلال آرائها ومواقفها الثائرة ضد كل ما تراه ظلما للانسان, بل لم يجل بخاطر اسرتها ان تلك الطفلة الجميلة الرقيقة " صافي " ستدخل السجون وتصبح من اشهر المعتقلات في تاريخ مصر خاصة في الحقبة الناصرية...!

صافي ناز كاظم كاتبة صحافية ومفكرة من طراز خاص ورغم تجاوزها لسن السبعين ومعاناتها الطويلة من السياسة والسياسيين مازالت تتحدى, ولاتزال صلبة واكثر اصرارا على الدفاع عن افكارها بكل استماتة.

حول آرائها الصادمة ومواقفها وتحولها الفكري ومعاركها المختلفة كانت لنا هذه الوقفة مع آرائها وتفسيرها لما يحدث على الساحة العربية والمصرية من ظواهر سلبية جعلت الجميع في حالة معاناة شديدة تقول صافي ناز:

لا أميز بين عرب وعجم فالوطن الاسلامي هو الوطن الذي يجمعنا ولكن هذا لا يمنع من ان اكون مهمومة اكثر بقضايا مصر باعتبارها موطني الصغير ومنذ كان عمري 4 سنوات وعلى مدار تلك الفترة لم تختلف طبيعتنا في شكوانا الدائمة من الغلاء والفقر.. هذه المشكلات لاتزال موجودة منذ العهد الملكي وان ما يتكلمون عنه من رخاء ايام العهد الناصري لم يكن رخاء بل كان صبرا وتحملا منا للجوع والمعاناة.. فلم نكن نشكو بحجة الاستعداد لمعركة تحرير الارض من المغتصب الصهيوني وعشنا كلنا تحت شعار " شدوا الحزام " واكتشفنا بعد ذلك ان من كانوا ينادون بهذا الشعار كانوا اول من يخرقونه ورأيت بعيني وأنا في اميركا اعمل موظفة في السفارة المصرية بنيويورك وشيكاغو ان من يطلبون من الشعب ان يتحملوا الجوع من اجل المعركة كانوا ينعمون بكل مايحرمون منه الشعب ولا استطيع ان أبرئ عبد الناصر من هذا الامر فهو كان " يعرف دبة النملة في كل بيت " ولم يكن يحدث هذا الامر بغير علمه وللأسف الشديد لانزال نعاني ولانزال نتحمل توابع هذه الاخطاء وندفع ثمنها من معاناتنا اليوم.

هل معنى ذلك انك ترين العهد الملكي افضل حالا من فترة مابعد ثورة يوليو 1952?
ايام العهد الملكي كانت الشكوى من الغلاء والفقر شديدة واذكر ان المنولوجست المعروف محمود شكوكو غنى في الراديو وقال " آه من الاسعار, عند التجار بتولع نار " وكان ذلك احد اسباب قيام ثورة يوليو او هكذا زعموا بأنها ثورة للقضاء على الفقر والجهل والمرض ومع ذلك لم تقض على تلك المشكلة وظهرت فكرة التسليح وتسخير الموارد من اجله ولم نشعر بأي رخاء مزعوم حتى بعد بناء السد العالي وتأميم قناة السويس ورغم ما تحملناه من تضييق حتى صدمنا بما حدث في العام 1967 واعتقد ان تلك النكسة لم تكن تحدث الا بخيانة وجاسوسية في تلك الفترة والا كيف كانت طائراتنا تسقط وتحترق على الارض قبل ان تطير!!

لكن القيادة السياسية بررت ما حدث بأخطاء غير مقصودة?

كل ماقيل من مبررات لتلك النكسة مجرد حدوتة ملفقة كانت الخيانة فيها واضحة جدا.والواقع ان عبد الناصر" شخبط " الدنيا لسيطرة مجموعة من الجهلة الذين ابعدوا كل من يفهمون بحجة انهم رجعيون من الماركسيين للقوميين وعندما كانوا يشعرون بأن شخصا يشكل خطرا عليهم كان الاعتقال الحل السريع, وحتى بعد مجيء السادات وكلامه عن الانفتاح والقضاء على مثلث الفقر والجهل والمرض رأينا مزيدا من القهر والظلم وللأسف الشديد ما نحن فيه حاليا هو حصاد لتلك السنوات .

معنى ذلك انك تلتمسين العذر للمسؤولين في مصر حاليا عن اوضاعها السيئة?
بالعكس فأول حل للخروج من هذا النفق المظلم في حياة كل المصريين هو اعتراف أصحاب القرار في مصر بالمشكلة والاستماع لكل الناس العاقلة والاستفادة بأهل الخبرة.

حياة عادية
أليس غريبا أن تتحدث صافي ناز كاظم بنت الاسرة الارستقراطية وتدافع عن المجانية وعن حقوق الفقراء وتنتقد عصر الانفتاح والقرارات الاقتصادية الحالية?

اولا انا لا أتكلم في الاقتصاد وانما انا اتكلم في ظواهر حياتية اعيشها منذ طفولتي وعلى مدار سنوات عمري السبعينية. ثانيا انا انسانة مصرية تربيت مثل كل المصريين حياة عادية بل بالعكس في الوقت الذي كانت الاسر تحرص على التعليم الاجنبي لبناتها الا انني تربيت في المدارس الأميرية الحكومية.

لكننا نشهد الان جهدا لتطوير التعليم?
للأسف انهار التعليم, ليس في مصر فقط, بل في كل الوطن العربي, وسيطرت المؤسسات الاجنبية من مدارس وجامعات وانا اعتبر ان مثل هذا التعليم الاجنبي من اكبر المخاطر فهو يدمر اللغة العربية ويسرق منا قيمنا وانتمائنا وهو مالم يكن يحدث ابدا في العهد الملكي وايام الاحتلال وحتى مجانية التعليم التي يتكلمون عنها هي مجرد شعارات ينطبق عليها وصف المفكر الكبير طارق البشري بأنها " الاصلاح الضار " ومن يتشدقون بأن عبد الناصر هو الذي ادخل مجانية التعليم للجميع واتاحه لكل الفئات على خطأ كبير, وادعاؤهم عار من الصحة لأن الازهر صاحب الفضل الاول في هذا الموضوع وسبق عبد الناصر بألف سنة في اتاحة التعليم وتقديم علماء اجلاء ومفكرين كبار في كل العصور. وحتى الدكتور طه حسين لم يكن ليبرز في السوربون ويتعالى على الفرنسيين الا بفضل نشأته الازهرية.

تدافعين عن الازهر بينما توجه اليه انتقادات كثيرة سواء لعلمائه او لمواقفه?
للأسف الشديد لا رد على هذه المزاعم سوى ان هناك اصواتاً لا تريد الا الهدم ويتكلمون فيما لايعلمون " واللي مايعرفش يقول عدس "!

من واقع دفاعك على التعليم العربي هل طبقت هذا الكلام عمليا على ابنتك نوارة في تربيتها وتعليمها?

ابنتي نوارة حرصت على تربيتها تربية اسلامية وهي تعرف اصولها ودينها وتحرص على القراءة باستمرار.

وكيف تتذكرين مرحلة زواجك من الشاعر احمد فؤاد نجم والد نوارة?
لا احب الكلام عن تلك الفترة ونجم سيظل والد ابنتي نوارة الانتصار.

تقلبات
يرى كثير من الناس ان صافي ناز كاظم شخصية محيرة ومثيرة للجدل خاصة في تقلباتها الفكرية وتحولها من الفكر الماركسي الى الفكر الاسلامي. ما رأيك?

ليس صحيحا أنني كنت شيوعية فانا لم أكن شيوعية.. بل انا مسلمة من أسرة مثقفة والاسلام ركن أساسي في البيت الذي نشأت فيه, لكن في بداياتي الأولى ولأن التغريب كان شديداً في الخمسينيات والستينيات كان لابد أن أطلع على الأدب العالمي.. ورحلتي لأميركا جعلتني أدرك أن تراثهم وجذورهم هي الفكر الاغريقي...ورغم انني حصلت على الماجستير في النقد المسرحي من جامعة نيويورك.. لكن هدفي كان معرفة الحضارة فكنت أحاول أن أطور شخصيتي من خلال الترحال والاغتراب. كنت هناك دائماً أقرأ وأقوم نفسي وكان ديني معي, وكان لابد أن أقرأ أدبيات ديني.. وشعرت وقتها أنني حينما أعود الى مصر سأبحث عن ذلك وهو ما كان يراه البعض تحولا وهذا ليس صحيحا.

وماذا عن ارتداؤك الحجاب?
كانت فترة جميلة عندما أديت فريضة الحج مع امي قبيل سجني وكان هناك حوار دار بيني وبين احدى الشخصيات وانا عائدة بالطائرة حول الحجاب لأن سيادة روح التغريب في تلك الفترة ابعدتنا عن ديننا وعن بعض الفروض, وكشف لي هذا الحوار ان الحجاب فريضة فتحجبت على الفور ايمانا بأنه طاعة لله.

متاعب
كيف تواجهين المتاعب التي تتعرضين لها بهذه الصلابة والاصرار, وهل تشعرين بالندم في اي لحظة بسبب معاناتك لمواقفك السياسية عبر حياتك?

اعترف انني اواجه حربا شعواء في كل مكان اكتب فيه منذ عدت الى مصر من اميركا وكلما حاولت ان اطل برأسي لأخدم بلدي وأمتي الاسلامية اجدهم يرفضونني ولا يريدوني لأنهم لايحبون وجود ناس صالحة تعمل معهم.

كيف تواجهين حملات الهجوم ضدك على الانتر نت?
كثيرا ما أتصفح الانترنت وأجد بعض الشتائم ضدي لكنها لا تثير اي شيء لدي فأنا لا اهتم بأي نقد او هجوم يثار ضدي.

مارأيك في الاعلام العربي والفضائيات حاليا?
أنا لست ضد الفضائيات وكثير منها خارج ايدينا وانا لا اتابعها كثيرا ولا اتابع فضائية بعينها.
بمناسبة التغريب.. ما رأيك في بعض الظواهر المنتشرة على الساحة المصرية والعربية والخاصة بظهور جماعات حقوقية للانسان والمرأة وخلافه?

اعتقد ان مثل هذه الجماعات وخاصة نوادي الليونز والروتاري خطيرة جدا لأنها تحزم البلد وتحاصرها وتحاصر المسؤولين الكبار, فالآلية مفهومة وهي ترك مثل تلك الجمعيات الأهلية الغربية المشبوهة لطرح أفكارها والسيطرة على المناقشات ومحاصرة الاتجاهات الملتزمة بالدول الاسلامية وبرامجها من خلال الصياغات الغامضة والألفاظ المطاطة التي يتم تحديدها والاعلان عنها في المؤتمرات ولا بد من مقاومة هذا التوجه.

وما رأيك في واقع المرأة المسلمة الان?
واقع المرأة المسلمة مثل واقع المجتمع الاسلامي مقارنة بالمرأة الغربية لا يزال واقعاً ننشد فيه النهضة, لكن هذه النهضة لم تتحقق بعد, بينما واقع المرأة الغربية مماثل لواقع الغرب الذي حقق انجازات كثيرة جداً لكنه واقع بعيد عن الله وبعيد عن القيم الدينية.