مشاهدة النسخة كاملة : السيد فضل الله دام ظله والإمام الخوئي قدس سره
مهدي عمار
08-16-2004, 06:38 PM
أنقل كلاما من أحد الأشرطة للسيد فضل الله عندما يتحدث عن الإمام الخوئي :
<< يتصور كثير من الناس أنه كان سلبيا في نظرته للأمور ، هناك نقطة يجب أن نلاحظها في هذه القضايا ونحن في ذكراه وقد انتقل إلى رحاب الله ، وقد كان عندما ينقل له كيف ينسب له الناس إليه بعض الكلمات وكيف يتحدثون عنه وهو لا يملك من خلال ظروفه وموقعه أن يرد ، كان يقول سأقف غدا معهم بين يدي الله ، وأعتقد أن الكثيرين سوف يطول وقوفهم بين يدي الله عندما يكون خصمهم السيد الخوئي ، أنا أتحدث عنه بمرارة لأني أعرفه جيدا ، عشنا في خدمته فيما يقارب ربع قرن وصاحبناه بعد ذلك وكنت وأنا الإنسان الذي يرهقه أن يكون المرجع جامدا ويثقله أن يكون علماء الدين بعيدين عن الواقع لكن كنت أرى أن الرجل ليس لديه أي شيء من الجمود ، وليس بعيدا عن الواقع ، ولكن ظروفه كانت تحكم عليه ، ربما كان يختلف في إجتهاداته عن الآخرين ، وأحب أن أثير نقطة لا من خلال السيد الخوئي رضوان الله عليه فقد انتقل إلى رحاب ربه ولكن من أجل المستقبل ، اذا كان المرجع الذي نعرف صدقه واخلاصه اذا كنا نأخذ عليه أنه لم يتحرك هنا ولم يتحرك هناك ، اذا كنا نثقف الناس أن الثورية هي هذه الحركة حركة العنف فكيف نقنع الناس بالأئمة عليهم السلام ؟ اذا كانت القيمة هي هذه ، ولذا كنت أعتبر كثير من الحديث خطرا حتى على مستوى خط العقيدة ، اذا كنت تعتبر أن مسألة العنف والحركية كيفما كان حتى لو لم تكن هناك ظروف ملائمة ، اذا كنت تعتبر انها هي القيمة فكيف نفسرالكثير من سلوك أئمة أهل البيت عليهم السلام وهم في قمة ثوريتهم للحق وهم في قوة تحديهم للباطل ، ولكن قصة أن ترتبط بالحق هي أن تبقى الإستراتيجية ماثلة في وجدانك في كل تطلعاتك للمستقبل ، وينطلق التكتيك أو الأسلوب أو الوسائل من أجل أن تدرس الأرضية هنا وهناك ، نحن لا نتحدث عن عصمة مراجع ، فالمعصومون هم الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، لكننا نتحدث أن علينا أن لا نظلم الناس وأن علينا أن ندقق جيدا ، وأن علينا أن نملك الموازين الشرعية للحكم على الأشياء ...
نحن كمسلمين هدانا كتاب الله وهدانا هدى رسول الله وهدانا هدى أهل البيت وبالتالي هدانا الحكم الشرعي ، أن لا يقدم رجلا ولا يؤخر أخرى حتى يعلم أن ذلك لله رضى ، لا أن يكون المزاج هو الذي يطلق حكما هنا وهو الذي يطلق اتهاما هنا وهو الذي يطلق السباب هناك ، كان السيد الخوئي الإنسان الواعي الذي أثقلته ظروفه ، وكان يعيش في موقع قد لا يجد الكثيرين ممن يشيرون عليه أو يحدثونه عن البدائل أو ما إلى ذلك ، لهذا مات مظلوما منا كما مات مظلوما من الحكم الطاغي الوحشي الذي ظلمه كما لم يظلم أحد في مثل موقعه ، هناك بعض الظلامات تشعر فيها بكل أثقال الدنيا تطبق على صدرك ، ذلك كان شعوري عندما كنت أتطلع بالتلفزيون إلى جلسة هذا الرجل العظيم أمام ذلك الطاغية فتأذكر جلسة الإمام الصادق سلام الله عليه وجلسة غيره من الأئمة عليهم السلام .. كيف كان والناس ينتقدونه كيف تكلم بما تكلم وهو الذي كان لا يطيق حراكا ولا يطيق بيانا ، أي ظلم وحشي أكثر من ظلمنا حيث أننا نحاول أن نعلق تعليقات سيئة وهو يعيش في قلب المأساة ، ولكن مشكلتنا أيها الأحبة أننا نحكم على الآخرين عندما نضعهم في ظروفنا ولا نحكم على الآخرين عندما نضع أنفسنا في ظروفهم ، ضع نفسك في ظرف الآخر واحكم ، وهكذا نجد الكثيرين ممن يتكلمون على الشعب العراقي الذي قدم عشرات الألوف من الضحايا في سبيل الإسلام والعقيدة والقضية ، ويحدثونك عن جبن الشعب العراقي ولا ثوريته وما إلى ذلك ، ليكن الحاكم الذي تعيشون تحت سلطته صدام واحكموا ما شئتم ، فالشاه هذا الطاغية يمثل ملاكا أمام صدام ، لذلك لنتعلم أيها الأحبة أن نفهم واقع القضايا أن نعرف ظروفها أن نعرف خلفياتها ، لنتقي الله في أن لا نحكم إلا على أساس حجة واضحة البينة ، أنا لا أريد وأنا أتحدث عن مأساته أن أوزع الإتهامات على الآخرين ، فلعل الآخرين يجتهدون في نقده ويجتهدون في الحديث السلبي عنه ، ولكن أيها الجماعة لابد في الإجتهاد من أن تكون له شروط التقوى قبل أن تكون له شروط العلم ، ولذلك لماذا لابد للمجتهد أن يكون عادلا ليجوز لك أن تقلده ، ثم السيد الخوئي رضوان الله عليه هو في العلم رجل هذا النصف من القرن ، هو أستاذ ما يساوي 95% من علماء الشيعة في الثلاثين سنة الأخيرة ، هو أستاذهم أو أستاذ أساتذتهم ، أو هو الذي تعلموا من كتبه ، شخص لا تملك أن حتى لو ناقشته حتى لو اختلفت معه في رأي فقهي أو أصولي أو رجالي حتى لو اختلفت وأنت تختلف معه تشعر أن عليك أن ينحني فكرك أمام قوة الحجة عنده وأمام أصالة العلم في أبحاثه ، إن السيد الخوئي له الفضل في إعداد العلماء وله الفضل في كل عالمنا الإسلامي الشيعي ، ولذلك فإن علينا أن نشعر بأن مدرسته كانت مدرسة متحركة وأن أسلوبه العلمي - بقطع النظر عن المضمون – ورحابته في الإستدلال وفي رعاية طلابه الذين يقفون ليتسائلوا ...
كلنا نتحدث عن الشهيد الصدر ، إنني أعتقد وللشهيد الصدر طاقته العجائبية لكن الذي فتح آفاقه وشجعه وقدمه للطلاب هو السيد الخوئي ، في الدرس كنا نحضر فإذا تكلم الشهيد الصدر فإن السيد الخوئي يقرر كلامه ثم يرد عليه وكان في بدايات الشباب ، وأنا أعرف رعايته له بأكثر من جانب ، أيها الأحبة لا يكفي أن يكون الإنسان عبقريا ليستطيع أن يغني الحياة بعبقريته بل لا بد أن تكون هناك شروطا إجتماعية وعلمية ترعى هذه العبقرية وتشيد بها وتشجعها وتقويها ....
وليس الشهيد الصدر هو وحده ، ومن الطبيعي أن الشهيد الصدر تجاوز في إبداعه وفي عطاءاته وفي عبقريته تجاوز تلك المرحلة وأصبح يشار إليه بشكل مستقل في كل عطاءاته المتميزة والمتطورة ، ولكن علينا أيها الأحبة أن لا ننسى دائما من وضع اللبنة الأولى ، بعض الناس يفكرون دائما في الديكور ، ويفكرون دائما في الطوابق الشاهقة ، ولكن الذي قضى عمرا وهو يأسس ويحفر الأرض ويصلبها ويقويها ثم لبنة لبنة لبنة دون أن يشعر أحد ، الذين يبنون الأسس لا يشعر بهم أحد لأن الأسس ليست تحت الأضواء ، وقد لا تكتشفها ، مشكلتنا وهذا ما عاناه السيد الشهيد الصدر وهذا ما عاناه السيد محسن الحكيم وهذا ما عاناه الكثيرون أنهم كانوا من بناة الأسس ، الأسس التي يمكن أن تنطلق منها العمارات الشاهقة ، ولكن الناس الذي أريد لهم أن يصلبوا مواقفهم في هذه الأسس ، حمل كل واحد معولا من أجل أن يحطم الذي بناها ، أيها الأحبة إننا نبكي عظماءنا بعد أن يموتوا وبعد أن نكون حطمنا منهم الكثير في حياتنا وأخشى أننا سنمنع العظماء أن يولدوا ، وأنه إذا ولد فينا عظيم أو مبدع فإن كل الذين يعيشون قدسية الجهل سوف ينطلقون إليه يغرقوه بكل وحولهم الكلامية وكل وحولهم الفكرية ، السيد الخوئي كان شاهدا كان عالما كان معلما كان الإنسان الذي عاش مع الله ، عاش مع الله في علمه ، وعاش مع الله في عطائه ، وعاش مع الله في مواقعه كلها ، الإنسان الذي أتخيله وهو يعيش كل القهر في آخر أيامه ، كم كانت له سبحات مع الله ، كم كانت إبتهالات مع الله ، كم كان يعيش العرفان بالله ، لا تنسوا السيد الخوئي حتى لا تنسوا الأصالة والإيمان والتقوى والعلم ، رحمه الله رحمة واسعة ورحم الله كل علماءنا ، وكل شهدائنا ، وكل مجاهدينا ، ولا سيما هذا الإمام الشامخ الذي أدخل الإسلام في كل عقل وكل فكر ، وأدخل خط أهل البيت عليهم السلام في طل مكان في العالم ، واستطاع ان يصنع الزلزال السياسي والزلزال الثوري والزلزال الثقافي ، والذي كان يفكر بحجم العالم من خلال فقهه ومن خلال عرفانه ، إنه الذي فرض نفسه على المرحلة بكل قوتها وبكل حيويتها ، نحن الآن كلنا الذين نتحرك في الخط لا نزال نعيش على فتات مائدته الإسلامية اللا شرقية واللا غربية المنفتحة على الإسلام كله وعلى الإنسان كله وعلى الحياة كلها ، إننا نقف بإنحناءة روحية وفكرية أمام هذا الإنسان الكبير العارف بالله السائر في طريق الله الإمام الخميني رضوان الله عليه ... الخ )) .
والحمد لله رب العالمين
* ملاحظة / للحصول على شريط هذه المحاضرة يمكنكم مراجعة تسجيلات الهدى في دار الزهراء عليها السلام .
hsein_iran
08-16-2004, 07:14 PM
مولانا الحبيب واعتصموا احسنتم على اللون الأحمر الذي استخدمتموه في المكان الصحيح.
إلى الآن كلما ذكر اسم السيد الخوئي رئيس الإمامية في عصره قال السيد المرجع
"أستاذنا"
سيد مرحوم
08-17-2004, 02:17 PM
http://www.alkhoei.net/data/almaktaba/ppp/01-02.JPG
لنتعلم أيها الأحبة أن نفهم واقع القضايا أن نعرف ظروفها أن نعرف خلفياتها ، لنتقي الله في أن لا نحكم إلا على أساس حجة واضحة البينة ، أنا لا أريد وأنا أتحدث عن مأساته أن أوزع الإتهامات على الآخرين ، فلعل الآخرين يجتهدون في نقده ويجتهدون في الحديث السلبي عنه ، ولكن أيها الجماعة لابد في الإجتهاد من أن تكون له شروط التقوى قبل أن تكون له شروط العلم
اخي واعتصموا00احسنتم على نقل هذه المقاطع الرائعة للسيد فضل الله في حق استاذه واستاذ الاساتذة وسلطان الفقهاء السيد الخوئي رضوان الله عليه وعلى جميع الماضين من علمائنا الاعلام ولسوف احاول ان انقل محاضرة خاصة للسيد في حق استاذه الخوئي لنفي هذا العلم ولو جزءا من حقوقه علينا كمكلفين عشنا تقليده في يوم من الايام0
تحياتي لكم00
محمود نجاد
12-23-2010, 04:59 AM
الإمام الخوئي: السيد فضل الله هو مجتهد وله رأيه ويده يدي ولسانه لساني
(شبكة الفجر الثقافية) (http://www.alfajer.org/index.php?act=Writers&cmd=Show_ID&id=2) - (2010-12-20م)
http://www.alfajer.org/lib/thumbs/thumb_news.2847.jpg
إستغرب الشيخ ياسر عودة - من علماء الشيعة في لبنان - عبر حوار إلكتروني مطوّل أن يطلب البعض شهادة من الآخرين في حق المرجع الديني الأعلى في لبنان آية الله العظمى الامام السيد محمد حسين فضل الله ، في حين أن الآخرين كانو يحتاجون لشهادة السيد على حد وصفه.
وقال عودة: «غير السيد يحتاج إلى من يشهد له ,أما السيد(رض) فبروزه العلمي والقرآني والفقهي ومجالات أخرى ,يعطي شهادات للآخرين .ومنذ أن اتى إلى لبنان وإلى آخر أيام مرضه ,لم ينقطع عن التدريس للخارج ,حتى تحت القصف والظروف الأمنية الصعبة ,كان يستاء كثيرا إن تركنا الدرس ,ويحثنا دائما على حضور الدرس في أحلك الظروف ».
ويعتقد الشيخ ياسر وهو استاذ في الحوزة العلمية ،بأعلمية المرجع فضل الله في الوقت المعاصر، قائلاً: «بالنسبة لسماحة السيد فضل الله (رض) نحن على الأقل لا نعتقد أن هناك شخصا أعلم منه,خصوصا مع العناصر الكثيرة في شخصيته الفكرية والعلمية التي إمتاز بها في المرجعية الحركية عن المرجعية التقليدية».
من جانب آخر اعتبر الشيخ عودة أن مقلدي السيد الذين مازالوا على تقليده لن يحتاجون إلى المسائل الجديدة إلا بعد خمسين سنة ، قائلاً: « لقد أفتى رضوان الله عليه بالجديد إلى 50 سنة على الأقل,فلا أظنّ أنك ستجد مرجعا بعد 50 سنة ,يستطيع أن يأتي بما أتى به سماحة السيد(رض)».
كما دعا إلى البقاء على تقليده إستدامةً أو حتى إبتداءً بالرجوع إلى بعض المراجع الذين يجيزون تقليد الميت إبتداءً كالمرجع ابراهيم الجناتي.
من جانب آخر كشف عودة عن رسالة خطية من زعيم الطائفة الشيعية في النجف الأشرف آية الله العظمى الامام السيد ابو القاسم الخوئي يشهد فيها بإجتهاد تلميذه ووكليه المطلق في لبنان آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .
كلام الشيخ عودة جاء جواباً على تساؤل طرحه أحد المشاركين حول الحملة التي إنطلقت ضد السيد فضل الله لإسقاط مرجعيته والتشكيك في إجتهاده، حيث قال: «.. لسماحة السيد إجازة بالإجتهاد من السيد الخوئي (رض) ,ومن غيره وكلمة الشهيد الصدر (رض) :"كل من خرج من النجف خسر النجف إلا السيد فضل الله ,فقد خسرته النجف " دليل على تفوقه في مجالات عدّة ,ووصوله إلى أعلى الدرجات التي يعطي من خلالها علم واسعا ,كالفقهاء والمجتهدين».
وأضاف الشيخ عودة: «وأنا أعلم شخصيا أن المرحوم السيد عبد الرؤوف فضل الله (رض) كان يرجع الناس في الإحتياط خصوصا في نجاسة أهل الكتاب ,ونجاسة الكفار بشكل عام إلى السيد فضل الله في ذلك الوقت الذي أتى به من النجف ».
واستشهد الشيخ عودة بالوكالة المطلقة التي لاتعطى إلا للعالم المجتهد عادةً والتي منحها الامام الخوئي للسيد فضل الله أيام الثمانينات الميلادية عندما عاد إلى لبنان، مستشهداً بحادثة قديمة حيث يقول: «اني أذكر ان بعض علماء لبنان أرسلوا للسيد الخوئي(رض) أن السيد فضل الله إستحوذ على المال في قضية مفصلة ,في أول مبنى وهو مبرة السيد الخوئي في الدوحة ,فرد عليهم السيد الخوئي ,من دون الرجوع إليه " إن وكيلنا المطلق السيد فضل الله ,هو مجتهد وله رأيه ويده يدي ولسانه لساني " ».
كما تساءل احد المشاركين عن عدم حصوله لتقريرات بحث السيد الراحل في النجف ، فقال عودة: «لا أدري لما هي ليست موجودة ,ولكن لو قصدتم مكتب السيد (رض) هناك ,لربما كانت موجودة ,أما في النجف فلا يخفى عليك ما فيها وموقفهم من سماحة السيد(رض)».
هذا وقد تطرق الشيخ ياسر عودة إلى مواضيع متفرقة في هذا اللقاء ، فقد تحدث في البداية عن علاقته بأستاذه المرجع فضل الله وقربه منه ،قائلاً : «أكثر ما أذكره فيه(رض),البديهة وسرعة الجواب وإستحضار القواعد والأدلة عندما نسأله عن أي مسألة ,حتى آخر يوم إلتقينا بهِ,بقيت هذه البديهة موجودة عنده ,وأيضا ملاحظته لأدق الأمور مثلا : "للضوء إذا كان مشتعلا في النهار ",أيضا نذكر"منعنا من التكلم عن الذين أساؤوا إليه وإلينا,حفاظا على الوحدة الإسلامية","وصيته لنا دائما بأن نعلن حالة الطوارئ الثقافية والفكرية لنكون في مستوى التحديات",وغيرها من ذكريات كثيرة لا يسع المجال لذكرها ».
وفي سؤال حول فكرة السيد بالمؤسسة المرجعية ومدى امكانية تحقق هذا المشروع في الوقت الراهن او مستقبلا ، أجاب: «المؤسسة المرجعية ,هي من أرقى النظريات الإسلامية المطروحة,وقد طبقها رضوان الله تعالى عليه,ولو جزئيا على مستوى المؤسسات التي لا نظير لها في تاريخ المرجعية,أما تحققها عبر مجلس مرجعي يصدر فتوى موحدة فهذا يبقى في إطار التمنّي,بل أعتقد أنه مستحيل في الوقت الراهن,حتى يأتينا جيل جديد من المرجعيات التي تحمل عقل المؤسسة لا عقل الفرد ,كما كان رضوان الله تعالى عليه ».
اما حملة التسقيط التي تعرض لها المرجع الراحل ، فيقول عنها الشيخ عودة : «المفروض أن نتعاطى مع الناس بأخلاق الإسلام وأن ندفع بالتي هي أحسن ,وإن كنت أعتقد -شخصيا- ان الذين هاجموا سماحته رضوان الله عليه ,لا يملكون أدنى مراتب التقوى ولا الورع ولا الخوف من الله سبحانه وتعالى ,لأنهم كذبوا وحرّفوا وزوّروا وشوّهوا وصدّروا فتاوى وحكموا غيابيا ,من دون أن يقرأو قراءة واعية ,أو يسألوا ,والحكم من دون سماع ولا قراءة لا دين فيه ,لأن بين الحق والباطل أربعة أصابع ,فالحق أن تقول رأيت ,وأكثر الذين التقيناهم إدعوا الرؤيا ,وعندما واجهناهم بالمكتوب والحقيقة ,تبين كذبهم الصريح,والباطل ان تقول سمعت ,ومع الأسف مرجعيات دينية وعلماء بنوا أحكامهم على السماع والشيطان يكون موجودا عندما تحكم على شخص من دون أن تسمع منه,وأبسط قواعد القضاء قبل إصدار الحكم أن تسمع من الطرفين ,وأي تقوى تحكم هؤلاء وهذا أقوله للتاريخ فقط».
وحول توثيق بعض القضايا في هذه الحملة ضد الراحل ، قال : «لا أعرف إن كان مركز الدراسات عند سماحته -رض- يقوم بهكذا أعمال,ولكن هناك شيئ من هذا».
وعن السبب التي شنت من أجله الحملة ضد المرجع السيد فضل الله ، قال: «من لهم مصلحة في عدم إنتشار مرجعية فضل الله(رض) لتثبيت مرجعيات الآخرين ,لأن فضل الله كان يشكل عقبةً كبيرة أمام كل المرجعيات من جهة تمايزه العلمي والسياسي والإجتماعي والفكري والثقافي وغير ذلك وإنفتاحه على الناس ومعايشتهم وحمل همومهم وحلّ مشاكلهم ولقاءه بهم في كل المناسبات وتصديه للكثير من الواجبات اليومية وعيشه مع الناس ,وإنفتاحه على كل المسلمين وغيرهم من خلال موقعه في لبنان ,ومن خلال تميزه عن المرجعيات التقليدية ,بمرجعية حركية منفتحة على العالم ,تتحرك في كل الساحات وتتصدى لكل المشكلات.فلو ترك من دون حملة ضده ,لكن المرجع الوحيد بلا منازع وهذا سيشكل عقبة أمام الكثيرين,ولا أرى أي سبب للحملة عليه غير هذا السبب ,وقد شارك بعد ذلك في الحملة الحاقدين والمتخلفين والمتزمتين وأصحاب العقول الضيقة والخرافيين ,واصحاب المصالح المتعددة الذين لم يفهموا الإسلام ولا القرآن إلا معلبا في أطر التخلف والخرافة والأكاذيب».
وحول علاقة مرجعية السيد فضل الله بالمرجعيات الأخرى ،أجاب: «ما اعرفه ان مرجعية سماحة السيد(رض) كانت مرجعية حركية منفتحة على كل الواقع ,وحتى المرجعيات التي ضاقت صدورهم وعقولهم من إستيعابه وفهمه وقراءته (رض) ».
وأضاف: «نحن نأسف ونحزن لهذه الفرقة بين المرجعيات ولعدم مناصرتها لبعضها البعض ,مع إحترامنا للجميع ».
وحول علاقة السيد فضل الله بالسيد السيستاني، قال : «في بدايات مرجعية سماحة السيد(رض) بحدود علمي كان يرسل له السيد السيستاني ليرسل له السيد فضل الله من مؤلفاته ,خصوصا كتاب "الحركة الإسلامية " و "في ظلال الإسلام" "الحوار الإسلامي المسيحي" ,ولكن بعد ذلك لا أدري ماذا حصل ,وليس كل ما يُعلم يُقال».
ويعلق احد المشاركين في الحوار بأن أحد مساعدي السيستاني كان يتحدث عن اعجاب الاخير بكتب فضل الله حتى انه كان يُقبلها بعد الانتهاء من قرآءتها ،وخصوصاً كتاب "الحوار الاسلامي المسيحي" الذي نال اعجاب السيستاني فأعاد قراءته ثلاث مرات .
وعن قضية الصراع الدائر بين المرجعيات الدينية ،قال الشيخ عودة : «ولكنني احب كثيرا وأتمنى ان يصل إلى آذان المراجع كل المراجع,هذه الكلمة وهي : "قبل ان يحكموا على الشخص ,لا بد أن يتبعوا أبسط قواعد القضاء ,التي يفتون بها " ,وثانيا لا بد أن يسمعوا ويقرأو جيدا من نفس الشخص ,وليس من الحاشية التي تضل وتحرف عن المسار والطريق وثالثا,لا بد أن يقفوا إلى جانب المظلوم كما اوصا أمير المؤمنين (ع) ولديه : كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا,رابعا : أبدي أشد الإستغراب والإستنكار لما أسمعه ,بل أقرأه من تصريحات بعض المراجع في حقّ الراحل الكبير (رض) والتي لا أستشم فيها أي رائحة للخوف من الله ». واكتفى الشيخ عودة بهذا التعليق العام دون أن يقصد أحد على حد تعبيره.
وفي موضوع آخر أجاب الشيخ عودة على تساؤل حول المرتبة العلمية لتلامذة المرجع الراحل ، قائلاً: «أنا أعتقد بأن ولداه سماحة السيد علي ,وسماحة السيد جعفر هما في خط الإجتهاد ,وأعتقد بأنهما أهل لإصدار بعض الفتاوى ولو جزئيا ».
وفي جواب آخر قال بأن الشيخ حسين الخشن وهو من ابرز تلامذة المرجع فضل الله يسير في خط الإجتهاد ايضاً .
وفي السياق ذاته ذكر الشيخ عودة ان المرجعان إسحاق الفياض وإبراهيم الجناتي قد أجازا للعلامة السيد علي فضل الله قبض الحقوق الشرعية للإستمرار في رعاية المبرات والمؤسسات التي أسسها الراحل .
وفي تساؤل عن نية أحد تلامذة السيد أو أبناءه بالتصدي للمرجعية الدينية ، أجاب: «نعم, ولكن في المستقبل ,ولا يريدون ليحرقوا المراحل ,ولكن أرى أن سماحة السيد علي فضل الله ربما يتصدى للمرجعية مستقبلا ,وهناك من تلامذته من هو في طريق الإجتهاد».
وحول رغبة بعض الشخصيات الدينية في لبنان بالتصدي للمرجعية ، قال الشيخ ياسر عودة : «هم أحرار فيما يطرحون ,ونحن لدينا من نعتقد أنه في مستوى عالي من العلم والمعرفة ومؤهل لطرح مرجعيته ,ولكن بعض الظروف تمنعه من ذلك ».
وفي موضوع المقاومة الإسلامية ، قال : «ما أعرفه أن سماحة السيد -رض- ,هو مربي وراعِ حركة المقاومة منذ نشأتها وخصوصا لكثير من القيادات فيها».
http://www.alfajer.org/lib/images/49c39.jpg
والشيخ ياسر عودة هو من قرية عاملية حدودية في جنوب لبنان تسمى برعشيت, من مواليد عام 1969 ميلادية,وقد دخل في طلب العلم سنة 1984 م في المعهد الشرعي الإسلامي -حوزة سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله(رض),ودرس فيها المقدمات وشيئا من السطوح ثم ذهب إلى مدينة قمّ المقدسة عام 1989م,ليكمل علومه, وتابع فيها السطوح على أيدي علماء بارزين في قم من أعلام حوزتها, حيث درس فيها عند آية الله نور محمّدي ,وآية الله الهرندي ,آية الله الأيرواني,والسيد عادل العلوي..وغيرهم,وقد تتلمذ مطوّلا عند آية الله الدماوندي ، ثم عاد أدراجه إلى لبنان,والتحق بحوزته الأم مجدداً حيث حضر دروس البحث الخارج عند العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) عام 1992م ,ولازمه طوال تلك المدة إلى ان انتقل إلى جوار ربّه عام 2010م، وله عدة نشاطات إجتماعية ودينية منها إمامته لصلاة الجماعة ، وممارسة الخطابة ،وإلقاء المحاضرات ،والمشاركة في الندوات والمؤتمرات ، وتأسيس بعض اللجان والنشاطات الثقافية كما يقوم بالتدريس في حوزة المعهد الشرعي .
محمود نجاد
12-23-2010, 05:00 AM
الإمام الخوئي: السيد فضل الله هو مجتهد وله رأيه ويده يدي ولسانه لساني
(شبكة الفجر الثقافية) (http://www.alfajer.org/index.php?act=Writers&cmd=Show_ID&id=2) - (2010-12-20م)
http://www.alfajer.org/lib/thumbs/thumb_news.2847.jpg
إستغرب الشيخ ياسر عودة - من علماء الشيعة في لبنان - عبر حوار إلكتروني مطوّل أن يطلب البعض شهادة من الآخرين في حق المرجع الديني الأعلى في لبنان آية الله العظمى الامام السيد محمد حسين فضل الله ، في حين أن الآخرين كانو يحتاجون لشهادة السيد على حد وصفه.
وقال عودة: «غير السيد يحتاج إلى من يشهد له ,أما السيد(رض) فبروزه العلمي والقرآني والفقهي ومجالات أخرى ,يعطي شهادات للآخرين .ومنذ أن اتى إلى لبنان وإلى آخر أيام مرضه ,لم ينقطع عن التدريس للخارج ,حتى تحت القصف والظروف الأمنية الصعبة ,كان يستاء كثيرا إن تركنا الدرس ,ويحثنا دائما على حضور الدرس في أحلك الظروف ».
ويعتقد الشيخ ياسر وهو استاذ في الحوزة العلمية ،بأعلمية المرجع فضل الله في الوقت المعاصر، قائلاً: «بالنسبة لسماحة السيد فضل الله (رض) نحن على الأقل لا نعتقد أن هناك شخصا أعلم منه,خصوصا مع العناصر الكثيرة في شخصيته الفكرية والعلمية التي إمتاز بها في المرجعية الحركية عن المرجعية التقليدية».
من جانب آخر اعتبر الشيخ عودة أن مقلدي السيد الذين مازالوا على تقليده لن يحتاجون إلى المسائل الجديدة إلا بعد خمسين سنة ، قائلاً: « لقد أفتى رضوان الله عليه بالجديد إلى 50 سنة على الأقل,فلا أظنّ أنك ستجد مرجعا بعد 50 سنة ,يستطيع أن يأتي بما أتى به سماحة السيد(رض)».
كما دعا إلى البقاء على تقليده إستدامةً أو حتى إبتداءً بالرجوع إلى بعض المراجع الذين يجيزون تقليد الميت إبتداءً كالمرجع ابراهيم الجناتي.
من جانب آخر كشف عودة عن رسالة خطية من زعيم الطائفة الشيعية في النجف الأشرف آية الله العظمى الامام السيد ابو القاسم الخوئي يشهد فيها بإجتهاد تلميذه ووكليه المطلق في لبنان آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله .
كلام الشيخ عودة جاء جواباً على تساؤل طرحه أحد المشاركين حول الحملة التي إنطلقت ضد السيد فضل الله لإسقاط مرجعيته والتشكيك في إجتهاده، حيث قال: «.. لسماحة السيد إجازة بالإجتهاد من السيد الخوئي (رض) ,ومن غيره وكلمة الشهيد الصدر (رض) :"كل من خرج من النجف خسر النجف إلا السيد فضل الله ,فقد خسرته النجف " دليل على تفوقه في مجالات عدّة ,ووصوله إلى أعلى الدرجات التي يعطي من خلالها علم واسعا ,كالفقهاء والمجتهدين».
وأضاف الشيخ عودة: «وأنا أعلم شخصيا أن المرحوم السيد عبد الرؤوف فضل الله (رض) كان يرجع الناس في الإحتياط خصوصا في نجاسة أهل الكتاب ,ونجاسة الكفار بشكل عام إلى السيد فضل الله في ذلك الوقت الذي أتى به من النجف ».
واستشهد الشيخ عودة بالوكالة المطلقة التي لاتعطى إلا للعالم المجتهد عادةً والتي منحها الامام الخوئي للسيد فضل الله أيام الثمانينات الميلادية عندما عاد إلى لبنان، مستشهداً بحادثة قديمة حيث يقول: «اني أذكر ان بعض علماء لبنان أرسلوا للسيد الخوئي(رض) أن السيد فضل الله إستحوذ على المال في قضية مفصلة ,في أول مبنى وهو مبرة السيد الخوئي في الدوحة ,فرد عليهم السيد الخوئي ,من دون الرجوع إليه " إن وكيلنا المطلق السيد فضل الله ,هو مجتهد وله رأيه ويده يدي ولسانه لساني " ».
كما تساءل احد المشاركين عن عدم حصوله لتقريرات بحث السيد الراحل في النجف ، فقال عودة: «لا أدري لما هي ليست موجودة ,ولكن لو قصدتم مكتب السيد (رض) هناك ,لربما كانت موجودة ,أما في النجف فلا يخفى عليك ما فيها وموقفهم من سماحة السيد(رض)».
هذا وقد تطرق الشيخ ياسر عودة إلى مواضيع متفرقة في هذا اللقاء ، فقد تحدث في البداية عن علاقته بأستاذه المرجع فضل الله وقربه منه ،قائلاً : «أكثر ما أذكره فيه(رض),البديهة وسرعة الجواب وإستحضار القواعد والأدلة عندما نسأله عن أي مسألة ,حتى آخر يوم إلتقينا بهِ,بقيت هذه البديهة موجودة عنده ,وأيضا ملاحظته لأدق الأمور مثلا : "للضوء إذا كان مشتعلا في النهار ",أيضا نذكر"منعنا من التكلم عن الذين أساؤوا إليه وإلينا,حفاظا على الوحدة الإسلامية","وصيته لنا دائما بأن نعلن حالة الطوارئ الثقافية والفكرية لنكون في مستوى التحديات",وغيرها من ذكريات كثيرة لا يسع المجال لذكرها ».
وفي سؤال حول فكرة السيد بالمؤسسة المرجعية ومدى امكانية تحقق هذا المشروع في الوقت الراهن او مستقبلا ، أجاب: «المؤسسة المرجعية ,هي من أرقى النظريات الإسلامية المطروحة,وقد طبقها رضوان الله تعالى عليه,ولو جزئيا على مستوى المؤسسات التي لا نظير لها في تاريخ المرجعية,أما تحققها عبر مجلس مرجعي يصدر فتوى موحدة فهذا يبقى في إطار التمنّي,بل أعتقد أنه مستحيل في الوقت الراهن,حتى يأتينا جيل جديد من المرجعيات التي تحمل عقل المؤسسة لا عقل الفرد ,كما كان رضوان الله تعالى عليه ».
اما حملة التسقيط التي تعرض لها المرجع الراحل ، فيقول عنها الشيخ عودة : «المفروض أن نتعاطى مع الناس بأخلاق الإسلام وأن ندفع بالتي هي أحسن ,وإن كنت أعتقد -شخصيا- ان الذين هاجموا سماحته رضوان الله عليه ,لا يملكون أدنى مراتب التقوى ولا الورع ولا الخوف من الله سبحانه وتعالى ,لأنهم كذبوا وحرّفوا وزوّروا وشوّهوا وصدّروا فتاوى وحكموا غيابيا ,من دون أن يقرأو قراءة واعية ,أو يسألوا ,والحكم من دون سماع ولا قراءة لا دين فيه ,لأن بين الحق والباطل أربعة أصابع ,فالحق أن تقول رأيت ,وأكثر الذين التقيناهم إدعوا الرؤيا ,وعندما واجهناهم بالمكتوب والحقيقة ,تبين كذبهم الصريح,والباطل ان تقول سمعت ,ومع الأسف مرجعيات دينية وعلماء بنوا أحكامهم على السماع والشيطان يكون موجودا عندما تحكم على شخص من دون أن تسمع منه,وأبسط قواعد القضاء قبل إصدار الحكم أن تسمع من الطرفين ,وأي تقوى تحكم هؤلاء وهذا أقوله للتاريخ فقط».
وحول توثيق بعض القضايا في هذه الحملة ضد الراحل ، قال : «لا أعرف إن كان مركز الدراسات عند سماحته -رض- يقوم بهكذا أعمال,ولكن هناك شيئ من هذا».
وعن السبب التي شنت من أجله الحملة ضد المرجع السيد فضل الله ، قال: «من لهم مصلحة في عدم إنتشار مرجعية فضل الله(رض) لتثبيت مرجعيات الآخرين ,لأن فضل الله كان يشكل عقبةً كبيرة أمام كل المرجعيات من جهة تمايزه العلمي والسياسي والإجتماعي والفكري والثقافي وغير ذلك وإنفتاحه على الناس ومعايشتهم وحمل همومهم وحلّ مشاكلهم ولقاءه بهم في كل المناسبات وتصديه للكثير من الواجبات اليومية وعيشه مع الناس ,وإنفتاحه على كل المسلمين وغيرهم من خلال موقعه في لبنان ,ومن خلال تميزه عن المرجعيات التقليدية ,بمرجعية حركية منفتحة على العالم ,تتحرك في كل الساحات وتتصدى لكل المشكلات.فلو ترك من دون حملة ضده ,لكن المرجع الوحيد بلا منازع وهذا سيشكل عقبة أمام الكثيرين,ولا أرى أي سبب للحملة عليه غير هذا السبب ,وقد شارك بعد ذلك في الحملة الحاقدين والمتخلفين والمتزمتين وأصحاب العقول الضيقة والخرافيين ,واصحاب المصالح المتعددة الذين لم يفهموا الإسلام ولا القرآن إلا معلبا في أطر التخلف والخرافة والأكاذيب».
وحول علاقة مرجعية السيد فضل الله بالمرجعيات الأخرى ،أجاب: «ما اعرفه ان مرجعية سماحة السيد(رض) كانت مرجعية حركية منفتحة على كل الواقع ,وحتى المرجعيات التي ضاقت صدورهم وعقولهم من إستيعابه وفهمه وقراءته (رض) ».
وأضاف: «نحن نأسف ونحزن لهذه الفرقة بين المرجعيات ولعدم مناصرتها لبعضها البعض ,مع إحترامنا للجميع ».
وحول علاقة السيد فضل الله بالسيد السيستاني، قال : «في بدايات مرجعية سماحة السيد(رض) بحدود علمي كان يرسل له السيد السيستاني ليرسل له السيد فضل الله من مؤلفاته ,خصوصا كتاب "الحركة الإسلامية " و "في ظلال الإسلام" "الحوار الإسلامي المسيحي" ,ولكن بعد ذلك لا أدري ماذا حصل ,وليس كل ما يُعلم يُقال».
ويعلق احد المشاركين في الحوار بأن أحد مساعدي السيستاني كان يتحدث عن اعجاب الاخير بكتب فضل الله حتى انه كان يُقبلها بعد الانتهاء من قرآءتها ،وخصوصاً كتاب "الحوار الاسلامي المسيحي" الذي نال اعجاب السيستاني فأعاد قراءته ثلاث مرات .
وعن قضية الصراع الدائر بين المرجعيات الدينية ،قال الشيخ عودة : «ولكنني احب كثيرا وأتمنى ان يصل إلى آذان المراجع كل المراجع,هذه الكلمة وهي : "قبل ان يحكموا على الشخص ,لا بد أن يتبعوا أبسط قواعد القضاء ,التي يفتون بها " ,وثانيا لا بد أن يسمعوا ويقرأو جيدا من نفس الشخص ,وليس من الحاشية التي تضل وتحرف عن المسار والطريق وثالثا,لا بد أن يقفوا إلى جانب المظلوم كما اوصا أمير المؤمنين (ع) ولديه : كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا,رابعا : أبدي أشد الإستغراب والإستنكار لما أسمعه ,بل أقرأه من تصريحات بعض المراجع في حقّ الراحل الكبير (رض) والتي لا أستشم فيها أي رائحة للخوف من الله ». واكتفى الشيخ عودة بهذا التعليق العام دون أن يقصد أحد على حد تعبيره.
وفي موضوع آخر أجاب الشيخ عودة على تساؤل حول المرتبة العلمية لتلامذة المرجع الراحل ، قائلاً: «أنا أعتقد بأن ولداه سماحة السيد علي ,وسماحة السيد جعفر هما في خط الإجتهاد ,وأعتقد بأنهما أهل لإصدار بعض الفتاوى ولو جزئيا ».
وفي جواب آخر قال بأن الشيخ حسين الخشن وهو من ابرز تلامذة المرجع فضل الله يسير في خط الإجتهاد ايضاً .
وفي السياق ذاته ذكر الشيخ عودة ان المرجعان إسحاق الفياض وإبراهيم الجناتي قد أجازا للعلامة السيد علي فضل الله قبض الحقوق الشرعية للإستمرار في رعاية المبرات والمؤسسات التي أسسها الراحل .
وفي تساؤل عن نية أحد تلامذة السيد أو أبناءه بالتصدي للمرجعية الدينية ، أجاب: «نعم, ولكن في المستقبل ,ولا يريدون ليحرقوا المراحل ,ولكن أرى أن سماحة السيد علي فضل الله ربما يتصدى للمرجعية مستقبلا ,وهناك من تلامذته من هو في طريق الإجتهاد».
وحول رغبة بعض الشخصيات الدينية في لبنان بالتصدي للمرجعية ، قال الشيخ ياسر عودة : «هم أحرار فيما يطرحون ,ونحن لدينا من نعتقد أنه في مستوى عالي من العلم والمعرفة ومؤهل لطرح مرجعيته ,ولكن بعض الظروف تمنعه من ذلك ».
وفي موضوع المقاومة الإسلامية ، قال : «ما أعرفه أن سماحة السيد -رض- ,هو مربي وراعِ حركة المقاومة منذ نشأتها وخصوصا لكثير من القيادات فيها».
http://www.alfajer.org/lib/images/49c39.jpg
والشيخ ياسر عودة هو من قرية عاملية حدودية في جنوب لبنان تسمى برعشيت, من مواليد عام 1969 ميلادية,وقد دخل في طلب العلم سنة 1984 م في المعهد الشرعي الإسلامي -حوزة سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله(رض),ودرس فيها المقدمات وشيئا من السطوح ثم ذهب إلى مدينة قمّ المقدسة عام 1989م,ليكمل علومه, وتابع فيها السطوح على أيدي علماء بارزين في قم من أعلام حوزتها, حيث درس فيها عند آية الله نور محمّدي ,وآية الله الهرندي ,آية الله الأيرواني,والسيد عادل العلوي..وغيرهم,وقد تتلمذ مطوّلا عند آية الله الدماوندي ، ثم عاد أدراجه إلى لبنان,والتحق بحوزته الأم مجدداً حيث حضر دروس البحث الخارج عند العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض) عام 1992م ,ولازمه طوال تلك المدة إلى ان انتقل إلى جوار ربّه عام 2010م، وله عدة نشاطات إجتماعية ودينية منها إمامته لصلاة الجماعة ، وممارسة الخطابة ،وإلقاء المحاضرات ،والمشاركة في الندوات والمؤتمرات ، وتأسيس بعض اللجان والنشاطات الثقافية كما يقوم بالتدريس في حوزة المعهد الشرعي .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir