فاطمي
03-10-2009, 12:29 AM
مؤتمر غزة في طهران بعيون كويتية «الحلقة الأولى»
عبدالحميد عباس دشتي
اجتهدت كثيرا على هامش مشاركتي في مؤتمر غزة ومعاقبة إسرائيل الذي عقد في الرابع والخامس من الشهر الحالي في العاصمة الإيرانية طهران للوصول إلى شواهد تقنعني بأنني في بلد يرفع تحديه العدائي السافر في وجه الأمة العربية بحسب ما يزعم بعض المسؤولين العرب ولكني لحسن الحظ وللواقع الحقيقي لم أجد إلا بلدا يرفع لواء الإسلام وبالتالي الإنسانية والأخوة مع الشعوب المظلومة وأولها الشعب الفلسطيني.
القضية عربية بامتياز، واللسان الذي بدأ به المؤتمر عربي بامتياز، ألا وهو آيات القرآن الكريم، ثم كلمة الافتتاح لحفيد النبي العربي (صلى الله عليه وآله) سماحة السيد علي الخامنئي المرجع الديني الإسلامي والقائد الأعلى للدولة وللثورة وللأمة الإسلامية الإيرانية وهو بالمناسبة ليس فارسيا وبالتالي لا علاقة له بـ «الخطر الفارسي» لأنه ينحدر من الاذريين الأتراك وإن عادت جذور أجداده لآل محمد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
سألني سائق السيارة الذي بقي مرافقا لي طوال رحلتي الإيرانية عن شعوري وأنا أرى طهران كمدينة وأهلها كشعب، فقلت له بأنني معجب أولا بالتنظيم والحداثة والحدائق التي تنتشر على مد النظر، فضلا عن أن الشعب الإيراني شعب منظم ويحترم القوانين وله صفات قليل ما نجدها في شعوب العالم الثالث، وعلى عكس ما يتفوه به أحدهم الذي سمى القادة الإيرانيين بالكهربجية قبل أيام، فإن الشعب الإيراني شعب مضح وحضاري وواسع العلم وشغوف بالمعرفة والتطور، ويحب بشكل عام الزائرين وخصوصا العرب منهم، فالثقافة الإسلامية السائدة في الجمهورية الإسلامية هي ثقافة عربية أولا وأخيرا. والأهم في الأمر، قلت لمرافقي دمث الأخلاق، بأنني كويتي وأشعر في إيران بعظم المصيبة التي وقعت عليهم بسبب صدام حسين وحربه الظالمة التي أوقعت في الشعب الإيراني ملايين الشهداء والجرحى والاسرى، الأمر الذي أصابنا منه رذاذ أغرق كويتنا الحبيبة في جريمة صدامية جديدة تلت توقف حربه على إيران.
المؤتمر الذي كنت مشاركا فيه وافتتحه كبير القوم وقائدهم لم يغب عنه أي وجه من وجوه السلطات الإيرانية كافة، وكذلك حضره المئات من قادة الرأي والقانون ورؤساء مجالس الأمة وأعضائها في العالم الحر أجمع، ونقول العالم الحر أي العالم الذي لا يعني بالحرية نفسه فقط كعرق أبيض، بل يطلب الحرية لكل مظلوم مهما كان جنسه ولونه ودينه، ولعله من المفارقات أن أغلب المشاركين في المؤتمر من الأوروبيين والأميركيين اللاتينين والأفارقة لم يكونوا مسلمين، وأغلب العرب المشاركين لم يكونوا من الشيعة، فقضية فلسطين لم تكن في طهران مطيّة للسلطة، بل قصة أخلاقية إنسانية حركت إيران بواجبها الإسلامي ومنطقها الديني الإنساني لكي تساهم في رواية قصة لم ترو للعالم فظائعها كما يجب، وإلا لكان وجب العقاب على المجرمين الذي قتلوا ونكلوا بالمدنيين وبالأطفال تحت سمع الفضائيات ومجلس الأمن والحكومات والمنظمات العالمية التي تتشدق بحقوق الإنسان، وتغيب عن السمع والنظر والضمير حين يكون الإنسان المهدورة حقوقه عربيا مسلما وخصوصا في فلسطين.
أحد أهم أهداف المؤتمر كان إيجاد الية دولية لملاحقة مجرمي الحرب الذين نفذّوا المجازر في غزة، وكان من بين الحاضرين قادة رأي في دول أوروبية، وأعضاء برلمانات، ومرشحون، ومحامون، وقضاة سابقون، اقتسموا قاعات المؤتمر في ورش عمل تزامنت مع الخطابات السياسية التي لم تأخذ من وقت الورش الفاعلة، التي انكبت على وضع الخطط التنفيذية والعملية والتي بحمد الله أخذت إحداها باقتراحنا الشخصي لإنشاء غرفة عمليات مركزية قانونية تتابع عمل هيئة متابعة أنشأها المؤتمر برئاسة الأمين العام حجة الإسلام السيد الجليل علي محتشمي وعضوية عشرة من كبار أعضاء المؤتمر من القانونيين وغيرهم. وأول مهمة لهذه الهيئة هي إلقاء الحجة على المؤسسات الدولية الحالية عبر إقامة دعاوى جنائية أمامها.
واستخدام المتاح من قوانين وطنية لتكرار إصدار مذكرات التوقيف بحق المجرمين الصهاينة، كما حصل مؤخرا في إسبانيا، ومن قبل في بريطانيا. علما أن معظم المشاركين دعوا إلى آليات جديدة بعد استنفاذ الآ ليات الحالية وليس هناك كثير تفاؤل أن أشخاصا مأجورين ومدارين من القوى الكبرى الداعمة لإسرائيل مثل المدعي العام الدولي أوكامبو هم مؤهلون لمحاكمة قادة الجيش الإسرائيلي، ولكنها قضية إلقاء حجة ومن ثم سنذهب إلى استنباط آليات ليس أقلها الطلب من البرلمانات التي شاركت في المؤتمر دعوة حكومات بلدانها للانسحاب الجماعي من معاهدة روما التي أنشئت بموجبها محكمة الجزاء الدولية، إن لم تتساو إسرائيل في إجرامها أمام القضاء الدولي مع مجرمي يوغسلافيا السابقة. وللحديث بقية.
رئيس تحرير جريدة الديوان..... الإلكترونية
www.diwank.ca
عبدالحميد عباس دشتي
اجتهدت كثيرا على هامش مشاركتي في مؤتمر غزة ومعاقبة إسرائيل الذي عقد في الرابع والخامس من الشهر الحالي في العاصمة الإيرانية طهران للوصول إلى شواهد تقنعني بأنني في بلد يرفع تحديه العدائي السافر في وجه الأمة العربية بحسب ما يزعم بعض المسؤولين العرب ولكني لحسن الحظ وللواقع الحقيقي لم أجد إلا بلدا يرفع لواء الإسلام وبالتالي الإنسانية والأخوة مع الشعوب المظلومة وأولها الشعب الفلسطيني.
القضية عربية بامتياز، واللسان الذي بدأ به المؤتمر عربي بامتياز، ألا وهو آيات القرآن الكريم، ثم كلمة الافتتاح لحفيد النبي العربي (صلى الله عليه وآله) سماحة السيد علي الخامنئي المرجع الديني الإسلامي والقائد الأعلى للدولة وللثورة وللأمة الإسلامية الإيرانية وهو بالمناسبة ليس فارسيا وبالتالي لا علاقة له بـ «الخطر الفارسي» لأنه ينحدر من الاذريين الأتراك وإن عادت جذور أجداده لآل محمد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
سألني سائق السيارة الذي بقي مرافقا لي طوال رحلتي الإيرانية عن شعوري وأنا أرى طهران كمدينة وأهلها كشعب، فقلت له بأنني معجب أولا بالتنظيم والحداثة والحدائق التي تنتشر على مد النظر، فضلا عن أن الشعب الإيراني شعب منظم ويحترم القوانين وله صفات قليل ما نجدها في شعوب العالم الثالث، وعلى عكس ما يتفوه به أحدهم الذي سمى القادة الإيرانيين بالكهربجية قبل أيام، فإن الشعب الإيراني شعب مضح وحضاري وواسع العلم وشغوف بالمعرفة والتطور، ويحب بشكل عام الزائرين وخصوصا العرب منهم، فالثقافة الإسلامية السائدة في الجمهورية الإسلامية هي ثقافة عربية أولا وأخيرا. والأهم في الأمر، قلت لمرافقي دمث الأخلاق، بأنني كويتي وأشعر في إيران بعظم المصيبة التي وقعت عليهم بسبب صدام حسين وحربه الظالمة التي أوقعت في الشعب الإيراني ملايين الشهداء والجرحى والاسرى، الأمر الذي أصابنا منه رذاذ أغرق كويتنا الحبيبة في جريمة صدامية جديدة تلت توقف حربه على إيران.
المؤتمر الذي كنت مشاركا فيه وافتتحه كبير القوم وقائدهم لم يغب عنه أي وجه من وجوه السلطات الإيرانية كافة، وكذلك حضره المئات من قادة الرأي والقانون ورؤساء مجالس الأمة وأعضائها في العالم الحر أجمع، ونقول العالم الحر أي العالم الذي لا يعني بالحرية نفسه فقط كعرق أبيض، بل يطلب الحرية لكل مظلوم مهما كان جنسه ولونه ودينه، ولعله من المفارقات أن أغلب المشاركين في المؤتمر من الأوروبيين والأميركيين اللاتينين والأفارقة لم يكونوا مسلمين، وأغلب العرب المشاركين لم يكونوا من الشيعة، فقضية فلسطين لم تكن في طهران مطيّة للسلطة، بل قصة أخلاقية إنسانية حركت إيران بواجبها الإسلامي ومنطقها الديني الإنساني لكي تساهم في رواية قصة لم ترو للعالم فظائعها كما يجب، وإلا لكان وجب العقاب على المجرمين الذي قتلوا ونكلوا بالمدنيين وبالأطفال تحت سمع الفضائيات ومجلس الأمن والحكومات والمنظمات العالمية التي تتشدق بحقوق الإنسان، وتغيب عن السمع والنظر والضمير حين يكون الإنسان المهدورة حقوقه عربيا مسلما وخصوصا في فلسطين.
أحد أهم أهداف المؤتمر كان إيجاد الية دولية لملاحقة مجرمي الحرب الذين نفذّوا المجازر في غزة، وكان من بين الحاضرين قادة رأي في دول أوروبية، وأعضاء برلمانات، ومرشحون، ومحامون، وقضاة سابقون، اقتسموا قاعات المؤتمر في ورش عمل تزامنت مع الخطابات السياسية التي لم تأخذ من وقت الورش الفاعلة، التي انكبت على وضع الخطط التنفيذية والعملية والتي بحمد الله أخذت إحداها باقتراحنا الشخصي لإنشاء غرفة عمليات مركزية قانونية تتابع عمل هيئة متابعة أنشأها المؤتمر برئاسة الأمين العام حجة الإسلام السيد الجليل علي محتشمي وعضوية عشرة من كبار أعضاء المؤتمر من القانونيين وغيرهم. وأول مهمة لهذه الهيئة هي إلقاء الحجة على المؤسسات الدولية الحالية عبر إقامة دعاوى جنائية أمامها.
واستخدام المتاح من قوانين وطنية لتكرار إصدار مذكرات التوقيف بحق المجرمين الصهاينة، كما حصل مؤخرا في إسبانيا، ومن قبل في بريطانيا. علما أن معظم المشاركين دعوا إلى آليات جديدة بعد استنفاذ الآ ليات الحالية وليس هناك كثير تفاؤل أن أشخاصا مأجورين ومدارين من القوى الكبرى الداعمة لإسرائيل مثل المدعي العام الدولي أوكامبو هم مؤهلون لمحاكمة قادة الجيش الإسرائيلي، ولكنها قضية إلقاء حجة ومن ثم سنذهب إلى استنباط آليات ليس أقلها الطلب من البرلمانات التي شاركت في المؤتمر دعوة حكومات بلدانها للانسحاب الجماعي من معاهدة روما التي أنشئت بموجبها محكمة الجزاء الدولية، إن لم تتساو إسرائيل في إجرامها أمام القضاء الدولي مع مجرمي يوغسلافيا السابقة. وللحديث بقية.
رئيس تحرير جريدة الديوان..... الإلكترونية
www.diwank.ca