المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شباب يغيرون أسماءهم خوفا من سخرية الآخرين والموت



2005ليلى
03-08-2009, 04:04 PM
ياسر حماية - إيلاف


بعد أن بلغت إحدى الفتيات العشرين من عمرها قررت تغيير اسمها الذي يدل على الكآبة إلى آخر يشير إلى الفرح والسعادة.

تقول هذه الفتاة انها كانت تتردد بالإفصاح عن اسمها القديم الذي طالما أثار استغراب واستياء البعض وأحيانا سخرية آخرين الأمر الذي دفعها إلى تغييره.

ورغم أن الأهالي يختارون أسماء أبنائهم، إلا أن هناك من لا تروق لهم معاني أسمائهم أو دلالاتها، فيعمدون إلى تغييرها لارتباطها بتجارب مؤلمة وخبرات مريرة وفقا لما قاله عدد منهم.

يؤكد متخصصون في علمي الاجتماع والنفس أن تغيير الأسماء لا يدخل في باب الترف خاصة إذا شكلت لأصحابها منعطفات غير مريحة وسببت لهم إحراجا في الحياة كما يتوق البعض لتغييرها لاستحضار حسن الطالع، على أن لا يتم الاتكال على التغيير وكأنه وصفة سحرية ستقلب المشهد لمن يريده.

ويعطي القانون الحق لمن يرغب بتغيير اسمه وفقا لشروط محددة ويسمح لهم بتغيير الاسم الأول أو الثاني أو الثالث بناء على أحكام تصدر عن محكمة الصلح بحسب مدير عام دائرة الأحوال المدنية والجوازات مروان قطيشات لوكالة الأنباء الأردنية .

ويضيف أن أعدادا كبيرة غيرت أسماءها بيد أن حصرها بأرقام غير ممكن بسبب عدم وجود سجلات متخصصة بذلك لأسباب مختلفة منها الحفاظ على خصوصية الأفراد وحرياتهم بالاختيار.

ويوضح أن هنالك الكثير من الدوافع التي تقود أشخاصا إلى تغيير أسمائهم ومن تلك تكرار الاسم كأن يكون اسم الشخص مكونا من ثلاثة مقاطع متشابهة مثل ( خالد خالد خالد) أو أن يتطابق الاسم الرباعي لشخص مع آخر مطلوب امنيا فيضطر الأول إلى تغييره.

ويقول قطيشات إن من طريف ما يلجأ إليه البعض بحسن نية وخاصة في المناطق النائية أنهم لا يسجلون أسماء مواليدهم الجدد ويكتفون باستخدام شهادات ميلاد لأشخاص توفاهم الله موضحا أن هؤلاء الأشخاص يحولون إلى المحاكم بتهمة تقديم بيانات كاذبة في حال التحقق من الواقعة.

ويوضح أن هناك أسماء محظورة ولا تسجل في دائرة الأحوال المدنية والجوازات مثل تلك التي تبدأ ب (ألّ ) التعريف أو ذات دلالات متعارضة والدين أو الأخلاق العامة أو دلالات سياسية أو مرفوضة اجتماعيا.

وحول تصحيح اسم العائلة يقول قطيشات إن قانون الأحوال المدنية خوّل لجنة خاصة للقيام بذلك بموجب وثائق يبرزها صاحب العلاقة تثبت حقه في التغيير وفقا لشروط معينة منها أن يقدم الطلب من صاحب العلاقة شخصيا أو احد أفراد الأسرة بوكالة لمن هم خارج المملكة وان تجدد وثائق المواطن صاحب الطلب باسم العائلة الجديد على أن تلغى جميع الوثائق الصادرة عن الدائرة والتي تحمل اسم العائلة السابق.

ويشير إلى انه تم تغيير وتصحيح أسماء 4781 عائلة في عام 2008 فيما سجل عام 2001 تغيير لأسماء 534 عائلة غير أن العام الحالي شهد ولغاية الثالث من الشهر الجاري تغييرا لأسماء 823 عائلة.

ويقول وليد عبد العال طالب الجامعة انه قام بتغيير اسمه من بحر عبد العال إلى وليد بعد أن وجد أن اسمه أصبح مثارا للسخرية من قبل زملائه في الدراسة، لهذا قام بتغييره، وان السبب الرئيس وراء تسميته بهذا الاسم يرجع الى والده الذي كان يعمل على مركب صيد في الإسكندرية، واسماه بذلك تفاؤلا ببحر الإسكندرية.

وتقول مروة عثمان الطالبة في الثانوية العامة انها قامت بتغيير اسمها من تحية إلى مروة. وتوضح «اسم تحية اسم قديم، وزملائي في المدرسة كانوا يسخرون من اسمي، فوجدت انه لا مفر من تغييره الى اسم مروة، وهو اسم الدلع الذي اطلقه علي والدي بعد ان قام بتسجيل اسمي في الاوراق الرسمية، وكل من حولي كانوا ينادونني بمروة حتى دخولي المدرسة. بعدها وجدت ان اغلب زملائي لا يعرفون الا الاسم الرسمي لذلك قررت تغييره» لتفادي العنصرية


يضطر بعض العرب المقيمين في فرنسا أيضا إلى تغيير أسمائهم العربية إلى أسماء فرنسية،وذلك حتى لا يعاني من التميز العنصري الذي ازداد .

فمنهم من يعاني عنصرية في الشغل حيث تسجل الأسماء العربية مع رقم 2أي بعد الفرنسي وقبل الأسود الذي يحمل رقم 3،هذا ما لم ترم سيرته الذاتية بمجرد خروجه من مركز التشغيل إلى سلة المهملات .

فمثلا يوسف فرنسي من أصل لبناني ،يبلغ من السن 21سنة إضطر لتغيير اسمه إلى ريشارد حتى لا تواجه طلباته للعمل بالرفض،وهناك مثال أخر لمغربي فرنسي ،الذي أعطى لأبنه ،إسم نيكولا حثى لايشعر بالعنصرية التي شعر بها أبوه،


ويرى المتخصص في علم النفس في جامعة اليرموك الدكتور عمر الشوشرة أن للأسماء انعكاسات نفسية ولغوية كثيرة, إذ ارتبطت في السابق بالبيئة المحلية حيث كان يعتد بأسماء معينة مثل كليب وذيب وأسد فيما قد لا تروق تلك الأسماء لأصحابها في الوقت الحالي مشيرا إلى أن الاسم يميز صاحبه وبالتالي من الأهمية بمكان أن يشكل مصدر فخر له.


ويقول إن من يلجأ في الغالب إلى تغيير أسمائهم سواء من خلال الأطر القانونية أو تعويد محيطهم على مناداتهم بأسماء مختلفة ينتقونها هم ممن تركت أسماؤهم الغريبة أو المستهجنة في أنفسهم أثارا سلبية وارتبطت بتجارب حزينة أو مريرة مؤكدا أن تغيير الاسم والحالة هذه مهم جدا للإنسان لما يشكله من نقلة نوعية في حياته ترسم له مشهدا مختلفا عن الذي عاشه في مرحلة اسمه القديم.

ويوضح الشوشرة أن دلالات بعض الأسماء بالفعل تغيرت حيث كان اسم " جحش " على سبيل المثال كناية عن الإنسان الصبور الذي يتحمل المشقة, غير أن وقع الحياة الحالي والتغيير الذي شمل معظم مناحيها لا يمكن أن يقبل هذا الاسم إلا بمعناه السلبي, وعليه فان هذا الاسم وما يرادفه من أسماء تدل على الحيوانات مرفوضة في الوقت الحالي.

ويقول إن تغيير الأسماء ليس (موضة) جديدة حيث كان بعض الأعراب يتوقون إلى التسمية بأسماء عشائر عرفت بالقوة والكرم والمنعة والسمعة الطيبة طلبا للانضمام إلى عشيرة أكثر نفوذا وشهرة على أن لا يتم الاتكال على تغيير الاسم وكأنه سيقلب واقع الشخص إلى الأفضل دون دوافع التغيير الأخرى المصحوبة بالأمل والإرادة والعمل البناء.


ومن المعروف أن هناك تجارب عديدة لتغير الأسماء عبر التاريخ أما خوفا من السحر أو لأن

معظم التسميات العربية تعتمد على قيم اجتماعية ودينية ,فمنها ما كان لأغراض التفاؤل,كأن يتخذوا أسماء الحيوانات طلباً لصفاتها المميزة, فإذا سمي أحدهم ذئباً توسموا في صاحب الاسم الفطنة, وإذا سمي المولود حجراً تفاءلوا به الشدة والصلابة والقوة.

وكان العرب يستخدمون أسماء شنيعة لأسباب,منها تجنب الحسد,لأنهم يعتقدون بأن وقع الاسم القبيح يرد عين الحاسد ويجنب المولود الأذى فسميت الحسناء بقبيحة وسوداء وغيرها من الأسماء الغريبة.كما يسمون أبناءهم بأسماء مخيفة لإلقاء الرعب في نفوس أعدائهم.


وكانت التفرقة الاجتماعية واضحة في التسميات القديمة,فأسماء الأبناء تختلف عن أسماء العبيد عند عرب الجاهلية وقد سئل أحد الرواة:لم سمت العرب أبناءها بأسماء شنيعة وصلبة.بينما اختارت لعبيدها أسماء سهلة ورقيقة؟فأجاب: لأنها سمت أبناءها لأعدائها وسمت عبيدها لأنفسها.