زهير
03-05-2009, 04:37 PM
الوطن السعودية
جدة - وائل مهدي
رغم أكثر من سبعة أعوام على أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلا أن انطباع غالبية الأمريكيين السلبي تجاه المملكة لم يتغير حيث أظهر مسح سنوي صدر يوم الثلاثاء عن معهد "جالوب" الأمريكي للدراسات أن 60% من الأمريكيين في 2009 لا يزال لديهم انطباع سيئ عن السعودية مقارنة بأقل من ثلث الأمريكيين الذين لديهم انطباع جيد تجاه المملكة.
وبحسب نتائج مسح "العلاقات العالمية" الذي يصدره جالوب سنوياً، استقرت نسبة الأمريكيين الذين لديهم انطباع جيد تجاه السعودية عند 31% منذ عام 2006 إلى السنة الحالية باستثناء عام 2007 عندما ارتفعت نسبتهم إلى 35%.
وتقاربت نسبة الأمريكيين الذين ينظرون إلى إسرائيل نظرة جيدة (63%) مع نسبة أولئك الذين ينظرون بنفس النظرة إلى مصر (59%) أحد أكبر الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية إلى جوار السعودية التي قدمت مليار دولار من أصل خمسة مليارات تم جمعها في مؤتمر إعادة إعمار غزة الأخير.
وتغيرت نظرة الأمريكيين تجاه المملكة كثيراً منذ أحداث سبتمبر 2001 وما تلاها من حملات إعلامية موجهة من قبل الإعلام الأمريكي. ففي عام 2001 كانت نسبة الأمريكيين الذين لديهم انطباع جيد عن السعودية قد بلغت 47% تلاها هبوط حاد في عام 2002 لتصل نسبتهم إلى 27%.
وفي اتصال هاتفي مع "الوطن"، قال مدير الدائرة الإعلامية وعلاقات الكونجرس بالسفارة السعودية في واشنطن نايل الجبير إن الحملة الإعلامية خفت كثيراً في السنوات الأربع الأخيرة والدليل على ذلك هو ارتفاع نسبة من لديهم انطباعات جيدة عن السعودية من 27% في 2002 إلى 36% في عام 2005.
وأظهر مسح جالوب أن النظرة الإيجابية إلى السعودية بين الأمريكيين ارتفعت إلى 36% في عام 2005 وهي السنة التي تولى فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في السعودية. وتراجعت منذ ذلك الوقت واستقرت عند 31% باستثناء عام 2007.
وأرجع أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل في تصريح لـ"الوطن" هذا التراجع منذ عام 2005 إلى ارتفاع أسعار النفط، إذ يقول إن الأمريكيين دائماً ما يربطون ارتفاع أسعار النفط بالعرب والسعودية، ولا يربطونه بدول أوبك الأخرى مثل فنزويلا.
ولكن الجبير قال إن ارتفاع أسعار النفط لم يعد يلعب دوراً كبيراً في نظرة الأمريكيين إلى المملكة كما كان في السابق حيث إن صادرات المملكة من النفط تلبي احتياج 15% فقط من السوق الأمريكي بينما يأتي غالبيته من فنزويلا والمكسيك وكندا.
وأضاف الجبير أن الإعلام الأمريكي كان يلقي باللوم دائماً على السعودية في كل ما يحدث في الشرق الأوسط ويعمم أي خبر سلبي من المملكة على كل سكانها ولكن هذا الأمر تغير كثيراً بعد أن زاد الوعي لدى الأمريكيين وفقد العديد من الذين يهاجمون المملكة مصداقيتهم في نظر الأمريكيين أنفسهم.
وقال "في كل مرة يحدث فيها شيء سلبي نجد الجميع يعممون ما حدث على سكان المملكة وكأن سكان المملكة كلهم سيئون. نحن نعلم أن لدينا مشاكل ولكنا لا ننفيها بل على العكس نعترف بها ونظهر لهم أننا نعمل على إصلاحها."
ولكن الجبير أكد أن الأمريكيين الآن غير مهتمين بما يحدث في الشرق الأوسط كما كانوا قبل سنوات قليلة بسبب اهتمامهم بالجوانب الاقتصادية لحياتهم أكثر من السياسية وهذا كان سبب تفوق الديموقراطيين في الانتخابات الأخيرة على حساب الجمهوريين الذين ركزوا على السياسات الخارجية وعلى الوضع في العراق أكثر من تركيزهم على قضايا البطالة والركود الاقتصادي.
من جهتها أوضحت مديرة وكالة الأنباء السعودية في واشنطن نايلة السويل أن الحملة الموجهة التي يقودها الإعلام الأمريكي ضد السعودية مازالت مستمرة رغم أنها خفت كثيراً بعد الزيارات التي قام بها الأمير تركي الفيصل لكل الصحف الأمريكية عندما كان سفيراً للمملكة في واشنطن.
وحول أسباب نظرة الأمريكيين الإيجابية لمصر بصورة أكبر من السعودية رغم مواقفهما المتقاربة تجاه القضية الفلسطينية، قالت السويل في اتصال هاتفي مع "الوطن" إن وضع مصر الثقافي مع الولايات المتحدة ساهم كثيراً في تحسين صورتها على عكس السعودية.
وأوضحت أن"هناك العديد من السياح الأمريكيين الذي يسافرون سنوياً إلى مصر لمشاهدة آثارها إضافة إلى إقامة مصر لمعارض أثرية في الولايات المتحدة. كل هذا ساهم كثيراً في ربط الشعوب."
وقالت السويل إن المصريين اخترقوا المجتمع الأمريكي بصورة أكبر وهو ما ساعد كثيراً في تحسين صورة مصر حيث يوجد جالية مصرية كبيرة مقيمة في الولايات المتحدة ولا توجد جالية سعودية بنفس الحجم فيها، كما أن الجامعات الأمريكية تزخر بعدد كبير من الأساتذة المصريين الذين يدرسّون فيها فيما لا يتوافر الأمر نفسه لدى السعوديين.
وأظهر المسح أن نسبة 59% من الأمريكيين هذا العام يتعاطفون مع إسرائيل حتى بعد الأحداث الأخيرة التي حدثت في غزة، فيما عارض 57% من الأمريكيين تقديم أي مساعدات إلى غزة طالما أن حماس لا تزال في السلطة.
ولم يتغير تعاطف الأمريكيين مع الإسرائيليين كثيراً في السنوات الأربع الأخيرة، فمنذ عام 2006 ونسبة الأمريكيين المتعاطفين مع إسرائيل في الصراع العربي الإسرائيلي ثابتة عند 59%.
ويرى الدكتور صدقة فاضل أن المعتقدات الدينية تلعب دوراً كبيراً في كيفية نظرة الأمريكيين إلى العرب بصورة عامة وإلى السعوديين بصورة خاصة، ويظهر دور المعتقدات الدينية بوضوح عند ربطهم ارتفاع أسعار النفط بالعرب وليس بمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
وشدد فاضل على أن هذه النظرة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وللسعوديين التي أوضحها مسح جالوب هي جزء من رؤية ثابتة مبنية على عوامل دينية تعود جذورها إلى الصراع العربي الإسرائيلي وهي لن تتغير. وأبان أن هذه النظرة تمثل نظرة غالبية المثقفين الأمريكيين إلى المنطقة العربية وإلى العالم الإسلامي.
وأضاف: "هناك للأسف كتاب ومثقفون من بني جلدتنا لا يؤمنون بحقيقة الصراع العربي الإسرائيلي والتي تقوم في الأساس على عوامل دينية متوارثة منذ الحروب الصليبية."
ورغم بقاء نتائج المسح السنوي ثابتة فيما يتعلق بتعاطف الأمريكيين مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن مسح شهر فبراير الأخير أظهر تراجعا بسيطا في نسبة الأمريكيين الذين ينظرون بإيجابية إلى إسرائيل إلى 63% مقارنة بنسبة 71% في فبراير من عام 2008.
وأرجع معهد جالوب هذا التراجع في المسح الشهري إلى أحداث غزة الأخيرة التي اقتحمت فيها الآلة العسكرية الإسرائيلية قطاع غزة في شهري ديسمبر ويناير وقتلت أكثر من 1000 مدني.
كما أظهر المسح الذي شمل 1022 أمريكي تتجاوز أعمارهم 18 سنة، أن 48% من الأمريكيين يؤيدون قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وارتفعت نسبة هذا التأييد إلى 74% في حالة إذا أظهرت الحكومة الفلسطينية قدرتها على وقف العمليات الانتحارية في إسرائيل.
وعارض 57% من الأمريكيين تقديم أي مساعدات إلى غزة طالما أن حماس لا تزال في السلطة، فيما وافق 30% منهم تقديم مساعدات شريطة اعتراف حماس بدولة إسرائيل. وقال 5% منهم فقط إن المساعدات يجب أن تعطى للفلسطينيين في قطاع غزة بغض النظر عن اعتراف حماس بإسرائيل
جدة - وائل مهدي
رغم أكثر من سبعة أعوام على أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلا أن انطباع غالبية الأمريكيين السلبي تجاه المملكة لم يتغير حيث أظهر مسح سنوي صدر يوم الثلاثاء عن معهد "جالوب" الأمريكي للدراسات أن 60% من الأمريكيين في 2009 لا يزال لديهم انطباع سيئ عن السعودية مقارنة بأقل من ثلث الأمريكيين الذين لديهم انطباع جيد تجاه المملكة.
وبحسب نتائج مسح "العلاقات العالمية" الذي يصدره جالوب سنوياً، استقرت نسبة الأمريكيين الذين لديهم انطباع جيد تجاه السعودية عند 31% منذ عام 2006 إلى السنة الحالية باستثناء عام 2007 عندما ارتفعت نسبتهم إلى 35%.
وتقاربت نسبة الأمريكيين الذين ينظرون إلى إسرائيل نظرة جيدة (63%) مع نسبة أولئك الذين ينظرون بنفس النظرة إلى مصر (59%) أحد أكبر الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية إلى جوار السعودية التي قدمت مليار دولار من أصل خمسة مليارات تم جمعها في مؤتمر إعادة إعمار غزة الأخير.
وتغيرت نظرة الأمريكيين تجاه المملكة كثيراً منذ أحداث سبتمبر 2001 وما تلاها من حملات إعلامية موجهة من قبل الإعلام الأمريكي. ففي عام 2001 كانت نسبة الأمريكيين الذين لديهم انطباع جيد عن السعودية قد بلغت 47% تلاها هبوط حاد في عام 2002 لتصل نسبتهم إلى 27%.
وفي اتصال هاتفي مع "الوطن"، قال مدير الدائرة الإعلامية وعلاقات الكونجرس بالسفارة السعودية في واشنطن نايل الجبير إن الحملة الإعلامية خفت كثيراً في السنوات الأربع الأخيرة والدليل على ذلك هو ارتفاع نسبة من لديهم انطباعات جيدة عن السعودية من 27% في 2002 إلى 36% في عام 2005.
وأظهر مسح جالوب أن النظرة الإيجابية إلى السعودية بين الأمريكيين ارتفعت إلى 36% في عام 2005 وهي السنة التي تولى فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم في السعودية. وتراجعت منذ ذلك الوقت واستقرت عند 31% باستثناء عام 2007.
وأرجع أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل في تصريح لـ"الوطن" هذا التراجع منذ عام 2005 إلى ارتفاع أسعار النفط، إذ يقول إن الأمريكيين دائماً ما يربطون ارتفاع أسعار النفط بالعرب والسعودية، ولا يربطونه بدول أوبك الأخرى مثل فنزويلا.
ولكن الجبير قال إن ارتفاع أسعار النفط لم يعد يلعب دوراً كبيراً في نظرة الأمريكيين إلى المملكة كما كان في السابق حيث إن صادرات المملكة من النفط تلبي احتياج 15% فقط من السوق الأمريكي بينما يأتي غالبيته من فنزويلا والمكسيك وكندا.
وأضاف الجبير أن الإعلام الأمريكي كان يلقي باللوم دائماً على السعودية في كل ما يحدث في الشرق الأوسط ويعمم أي خبر سلبي من المملكة على كل سكانها ولكن هذا الأمر تغير كثيراً بعد أن زاد الوعي لدى الأمريكيين وفقد العديد من الذين يهاجمون المملكة مصداقيتهم في نظر الأمريكيين أنفسهم.
وقال "في كل مرة يحدث فيها شيء سلبي نجد الجميع يعممون ما حدث على سكان المملكة وكأن سكان المملكة كلهم سيئون. نحن نعلم أن لدينا مشاكل ولكنا لا ننفيها بل على العكس نعترف بها ونظهر لهم أننا نعمل على إصلاحها."
ولكن الجبير أكد أن الأمريكيين الآن غير مهتمين بما يحدث في الشرق الأوسط كما كانوا قبل سنوات قليلة بسبب اهتمامهم بالجوانب الاقتصادية لحياتهم أكثر من السياسية وهذا كان سبب تفوق الديموقراطيين في الانتخابات الأخيرة على حساب الجمهوريين الذين ركزوا على السياسات الخارجية وعلى الوضع في العراق أكثر من تركيزهم على قضايا البطالة والركود الاقتصادي.
من جهتها أوضحت مديرة وكالة الأنباء السعودية في واشنطن نايلة السويل أن الحملة الموجهة التي يقودها الإعلام الأمريكي ضد السعودية مازالت مستمرة رغم أنها خفت كثيراً بعد الزيارات التي قام بها الأمير تركي الفيصل لكل الصحف الأمريكية عندما كان سفيراً للمملكة في واشنطن.
وحول أسباب نظرة الأمريكيين الإيجابية لمصر بصورة أكبر من السعودية رغم مواقفهما المتقاربة تجاه القضية الفلسطينية، قالت السويل في اتصال هاتفي مع "الوطن" إن وضع مصر الثقافي مع الولايات المتحدة ساهم كثيراً في تحسين صورتها على عكس السعودية.
وأوضحت أن"هناك العديد من السياح الأمريكيين الذي يسافرون سنوياً إلى مصر لمشاهدة آثارها إضافة إلى إقامة مصر لمعارض أثرية في الولايات المتحدة. كل هذا ساهم كثيراً في ربط الشعوب."
وقالت السويل إن المصريين اخترقوا المجتمع الأمريكي بصورة أكبر وهو ما ساعد كثيراً في تحسين صورة مصر حيث يوجد جالية مصرية كبيرة مقيمة في الولايات المتحدة ولا توجد جالية سعودية بنفس الحجم فيها، كما أن الجامعات الأمريكية تزخر بعدد كبير من الأساتذة المصريين الذين يدرسّون فيها فيما لا يتوافر الأمر نفسه لدى السعوديين.
وأظهر المسح أن نسبة 59% من الأمريكيين هذا العام يتعاطفون مع إسرائيل حتى بعد الأحداث الأخيرة التي حدثت في غزة، فيما عارض 57% من الأمريكيين تقديم أي مساعدات إلى غزة طالما أن حماس لا تزال في السلطة.
ولم يتغير تعاطف الأمريكيين مع الإسرائيليين كثيراً في السنوات الأربع الأخيرة، فمنذ عام 2006 ونسبة الأمريكيين المتعاطفين مع إسرائيل في الصراع العربي الإسرائيلي ثابتة عند 59%.
ويرى الدكتور صدقة فاضل أن المعتقدات الدينية تلعب دوراً كبيراً في كيفية نظرة الأمريكيين إلى العرب بصورة عامة وإلى السعوديين بصورة خاصة، ويظهر دور المعتقدات الدينية بوضوح عند ربطهم ارتفاع أسعار النفط بالعرب وليس بمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
وشدد فاضل على أن هذه النظرة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وللسعوديين التي أوضحها مسح جالوب هي جزء من رؤية ثابتة مبنية على عوامل دينية تعود جذورها إلى الصراع العربي الإسرائيلي وهي لن تتغير. وأبان أن هذه النظرة تمثل نظرة غالبية المثقفين الأمريكيين إلى المنطقة العربية وإلى العالم الإسلامي.
وأضاف: "هناك للأسف كتاب ومثقفون من بني جلدتنا لا يؤمنون بحقيقة الصراع العربي الإسرائيلي والتي تقوم في الأساس على عوامل دينية متوارثة منذ الحروب الصليبية."
ورغم بقاء نتائج المسح السنوي ثابتة فيما يتعلق بتعاطف الأمريكيين مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن مسح شهر فبراير الأخير أظهر تراجعا بسيطا في نسبة الأمريكيين الذين ينظرون بإيجابية إلى إسرائيل إلى 63% مقارنة بنسبة 71% في فبراير من عام 2008.
وأرجع معهد جالوب هذا التراجع في المسح الشهري إلى أحداث غزة الأخيرة التي اقتحمت فيها الآلة العسكرية الإسرائيلية قطاع غزة في شهري ديسمبر ويناير وقتلت أكثر من 1000 مدني.
كما أظهر المسح الذي شمل 1022 أمريكي تتجاوز أعمارهم 18 سنة، أن 48% من الأمريكيين يؤيدون قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وارتفعت نسبة هذا التأييد إلى 74% في حالة إذا أظهرت الحكومة الفلسطينية قدرتها على وقف العمليات الانتحارية في إسرائيل.
وعارض 57% من الأمريكيين تقديم أي مساعدات إلى غزة طالما أن حماس لا تزال في السلطة، فيما وافق 30% منهم تقديم مساعدات شريطة اعتراف حماس بدولة إسرائيل. وقال 5% منهم فقط إن المساعدات يجب أن تعطى للفلسطينيين في قطاع غزة بغض النظر عن اعتراف حماس بإسرائيل