سلسبيل
02-25-2009, 08:25 AM
«اعتقلت في السعودية وخسرت وظيفتي بعد سجني عامين في طلحة بسبب تقرير أمني»
االوكيل عريف منصور الفضلي يروي لـ «الراي» قصة استشهاد فهد الأحمد: نقلته في سيارة الفريق أحمد الخالد بأمر منه ... ومنحني رتبة ملازم أول
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/114531_20002000_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/114531_20002000.jpg)
منصور الفضلي
[/URL]
| كتب حسين الحربي وعزيز العنزي |
حبر التاريخ لم يجف بعد ودم الشهيد فهد الأحمد حي فينا لم يجف بعد.
حي نستذكره في يوم وطني.
نستذكره من خلال رواية من اغفله التاريخ الذي قام بواجبه يوم 2/8.
انه العسكري السابق منصور زايد الفضلي الذي سرح من الخدمة بعد تحرير الكويت وتعرض للسجن عامين في سجن الابعاد على خلفية تقرير امني رغم انه سطر بطولات اثناء الغزو تشهد عليها شخصيات عسكرية في مقدمها نائب رئيس الاركان العامة في الجيش الكويتي الفريق الركن احمد الخالد الصباح الذي كان على رأس المرابطين والمدافعين في قصر دسمان... الفضلي الذي احتضن الشهيد فهد الأحمد لحظة سقوطه... لكن التاريخ لم ينصف الفضلي بعدما رُفض ارجاعه إلى الخدمة ولم يحظ بشرف الجنسية الكويتية، ويعمل الآن مراسلا في جهة حكومية.
الفضلي الذي يحن للعودة إلى عمله في السلك العسكري كان اول من حمل جثة شهيد قصر دسمان الشيخ فهد الاحمد ونقلها في سيارة دفع رباعي سوداء بأمر من الشيخ احمد الخالد إلى عيادة قصر دسمان ومن ثم إلى المستشفى الاميري ليكافئه الخالد بعد ذلك بمنحه رتبة ملازم اول تقديرا لجهده وعطائه وتعريض حياته للخطر.
منصور الفضلي الذي كان يشغل اثناء الغزو العراقي الغاشم رتبة وكيل عريف في اللواء الاميري التابع لوزارة الدفاع اماط اللثام عن كثير من المواقف خلال الغزو ووضع النقاط على الحروف،
وفي ما يلي التفاصيل:
الوكيل عريف منصور زايد الفضلي الذي كان يعمل في اللواء الاميري التابع لوزارة الدفاع والمكلف بحماية قصر دسمان، قال لـ«الراي»: «قبل الغزو بأيام كان هناك حجز كلي لمنتسبي وزارة الدفاع اثر تهديد العراق،
وفي يوم الاربعاء 1/8/1990 فك الحجز وكنت خلال تلك الليلة في عملي مع الملازم اول عامر خليفة لحراسة ديوان صاحب السمو امير البلاد رحمه الله الشيخ جابر الأحمد واثناء تسلمي جاءنا الملازم اول عامر خليفة الذي قال: جاءتنا برقية بأن القوات العراقية دخلت الكويت وطلب مني ان ارافقه الى المهاجع لابلاغ العسكريين الذين كانوا في فترة راحة وطلب الضابط عامر خليفة منا حمل السلاح والتوزع على ابراج قصر دسمان وبعد لحظات فوجئنا بدخول موكب ولي العهد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله وكانت سيارته مرسيدس سوداء ودخل منزل الامير وبعد لحظات خرج ومعه الشيخ جابر الاحمد، وركب كل منهما سيارة واذكر ان الذي كان يقود سيارة الامير الشيخ فهد اليوسف الصباح وبعدها بلحظات دخل آمر الحرس الاميري ناصر التناك وابلغناه ان الامير غير موجود وعلى الفور غادر».
وذكر الوكيل العريف منصور الفضلي «بعد خروج الامير ذهبت مع الملازم اول عامر خليفة للاطمئنان على الحرس الاميري في قصر الشعب ثم رجعنا إلى قصر دسمان وتمركزنا في البوابة الرئيسية بأسلحتنا إلى قبل الفجر من يوم 2/8/1990 حيث دخلت القوات البرية العراقية وتمركزت عند العمارات المقابلة لسوق شرق
وكنا نشاهد هذه التحركات وكان معنا عند البوابة الملازم أول طلال بورحمة والملازم أول سعد البالول وبعد ذلك انتقل الجميع خارج قصر دسمان والتحموا مع القوات العراقية الى ساعة الفجر وخلال فترة التلاحم فوجئنا بوصول سيارة الشهيد الشيخ فهد الأحمد التي كانت أمام البوابة باتجاه الشمال وتحديدا أمام القوات العراقية وكان يرتدي غترته وعقاله وبشته ويرافقه شخص وفجأة انطلقت طلقة من العراقيين واستقرت في رأس الشهيد، فعندما شاهدت الموقف توقعت انه لايزال على قيد الحياة ومن شدة القصف اسقطت خزانات المياه والاشجار على مركبة الشهيد فحاولت ان احمل الشهيد ولكن القصف اشتد على موقعنا ولم استطع ان أحمله، وفوجئت بأن مرافقه غير موجود ولا أعرف أين ذهب!
فقررت ان انقله الى العيادة فدخلت الى القصر وكان رجال الحرس الاميري والقوات الخاصة والحرس الوطني متواجدين وكان الشيخ أحمد الخالد متواجدا وكذلك ضباط الجيش وتحدثت الى الشيخ أحمد الخالد وأبلغته بان الشيخ فهد الاحمد مصاب في مركبته وانني لم استطع ان احمله وطلبت منه ان يكلف أحدا بمساعدتي لنقل الشيخ فهد الأحمد فقال للموجودين: من منكم يستطيع الذهاب؟ الا ان الجميع لم يجيبوا (ضباط أو أفراد) فقلت له اذاً لا بد ان توفروا لي سيارة كي أنقل الشيخ بها فاعطاني سيارته الخاصة بوزارة الدفاع وعندما اخذت المركبة وتوجهت الى سيارة الشهيد حضر إليّ المقدم علي الخميس وساعدني في حمل الشهيد ووضعه في السيارة وقبل الوصول للعيادة
استوقفني الملازم أول (ح) وحاول فتح الباب عليّ لكنني رفضت النزول من المركبة وكان الشيخ أحمد الخالد يشاهد الموقف فطلب الملازم أول مني النزول ليقوم بتوصيل الشهيد وعندما وصلت به الى مكان آمن حصلت مشادة كلامية بيني وبين الملازم أول وحضر الينا الشيخ أحمد الخالد فقال لي ماذا يريد منك الملازم؟ فقلت له يريد ان يقوم بتوصيل الشيخ فهد الاحمد بعد ان أصبحنا في منطقة آمنة، فقال الشيخ أحمد الخالد للضابط: (...)
انت لست كفؤاً ان تكون ملازما أول، ومنحني انا رتبة الملازم أول... وسمح لي بالتحرك وأخذته الى العيادة في القصر وبعد ان قام الطبيب بفحصه اتضح انه متوفى وأبلغنا بأن نأخذه الى الثلاجة وطلبنا سيارة اسعاف من القصر وذهبت لاحضار سيارة اسعاف خاصة بموكب الامير وقالوا لي غيّر زيك العسكري حتى لا تكون هدفا للعراقيين الذين تمركزوا بأبراج الكويت وقاموا باطلاق الرصاص علينا لكنني رفضت ان اغير زيي العسكري فذهبت متسللا الى سيارات الاسعاف بالقصر واحضرت سيارة اسعاف عند القيادة ووضعوا جثة الشهيد فهد الأحمد ومصابين آخرين من الحرس الاميري وتوجهت بهم الى المستشفى الأميري لايداع جثة الشهيد فهد في الثلاجة ودخلت من جهة البوابة الخلفية فوجدت جميع الموظفين والموظفات بالخارج فسألوني الى أين انت ذاهب،
فالعراقيون دخلوا المستشفى وهم متواجدون بالداخل وأبلغوني بأني لن استطيع الدخول فحضر إليّ أحد سائقي الإسعاف وهو من جنسية عربية فقال لي: انه سيقوم بفتح الباب السري كي أتمكن من الدخول إلى الثلاجات وبالفعل فتح لي باب الثلاجات السري ودخلت إلى الداخل وبعد انزال جثة الشهيد والعسكريين المصابين ومن ثم قاموا بفتح الباب وخرجت وكان معي سلاح الشهيد وهو مسدس وطلقات، وأثناء عودتي إلى قصر دسمان وجدت في الطريق عسكريين من زملائنا وكانا يرتديان زيا مدنيا فوق ملابسهما العسكرية، وكنت مسرعا ولكن عندما شاهدت زميلاي توقفت لهما خصوصا انهما يعرفان ان الإسعاف التي كنت اقودها تخص الحرس الأميري».
وأضاف: «أبلغت الشيخ أحمد الخالد بأنني قمت بتوصيل جثة الشهيد إلى ثلاجة الأميري، وابلغته بأن سلاح الشهيد فهد الأحمد معي وقمت بتسليمه إلى النقيب خالد الختلان (رحمه الله) حيث توفي بعد التحرير، وفي هذه الاثناء قام العراقيون بقصف قصر دسمان من أبراج الكويت فاقترح الشيخ أحمد الخالد ان يذهب للتفاهم معهم لأن هناك عوائل في القصر فذهب الشيخ أحمد الخالد والمقدم علي الخميس يرافقهما عقيد من الحرس الوطني،
فذهبت خلفهم من البوابة البحرية، وفي منتصف الطريق التفت إليّ الشيخ أحمد الخالد وسألني: أنت وين رايح، وقام بإرجاعي إلى القصر وعدت إلى الزملاء في الحرس الأميري، حيث التقى الخالد والخميس والمقدم في الحرس نقيبا من القوات العراقية أرشدهم إلى آمر قوة في الجيش العراقي ايضاً وكان في الابراج فذهبوا إليه وتفاهموا معه واتفقوا على أن يوقف العراقيون قصف القصر مقابل ان نوقف نحن اطلاق النار باتجاههم، وأرسل معهم قوة لابلاغنا بعدم اطلاق النار ويعيد أحمد الخالد ومرافقيه كأسرى وبعد ان قاموا بإبلاغنا أخذهم كأسرى وهذا كل ما حدث».
وتابع الفضلي «بعدها خرجت وذهبت إلى البيت وظللت في الكويت إلى شهر اكتوبر 1990، ثم خرجت إلى المملكة العربية السعودية عن طريق المثلث أنا وعدد من زملائي العسكريين ودخلنا الحدود السعودية حيث أخذونا إلى عرعر وهناك قسمونا إلى قسمين مجموعة ذهبت إلى لجنة حفر الباطن ومجموعة اخرى إلى لجنة عرعر وكان المسؤول في لجنة عرعر الرائد فرحان الذايدي وهو الذي تسلم المجموعة وانجز اوراقهم وبالنسبة لمجموعتنا حولونا إلى لجنة حفر الباطن وكان المسؤول الرائد حسين مطر العنزي وكان من المباحث الجنائية وعندما ابلغوه بأمر المجموعة لم يحضر لمدة ثلاثة أيام فاضطر السعوديون إلى نقلنا إلى منطقة حفر الباطن بباصات لكي يسلمونا إلى الرائد حسين مطر العنزي والملازم أول عبدالله العنزي، حيث وصلنا في الساعة الثالثة فجرا وكنا مرهقين جدا وابلغه السعوديون ان يتركنا نرتاح حتى الصباح بسبب الارهاق الذي نشعر به من طول الرحلة، لكنه اصرّ على مقابلتنا فجراً ورفضنا تنفيذ أمره بسبب التعب والارهاق الذي اصابنا من طول الرحلة، وعندما لم نستجب له قام بإخفاء أوراقنا وقدم كتابا للقوات السعودية بأننا لا نحمل أي اثبات كويتي وأننا ندعي بأننا من الكويت واتهمنا بأننا عسكريون عراقيون وبناء على ذلك قامت السلطات السعودية باحتجازنا كأسرى لأن رئيس اللجنة اتهمنا بأننا عراقيون ونقلونا إلى سجن حفر الباطن المركزي ووضعونا في عنبر خاص على اعتبار اننا أسرى عراقيون».
وواصل «عاملونا في السجن على اننا أسرى عراقيون وأبلغونا بأن الحكومة الكويتية هي من أقرت ذلك لاننا لا نحمل أي اثبات حسب ما قال رئيس اللجنة، وحاولنا اقناعهم بأن اثباتاتنا عند الرائد لكنه أنكر فوجدنا هناك عسكريين سابقين من الكويت يعملون في السعودية بعد صدور قرارات وامتيازات لهم كونهم في الأصل سعوديين فاتجهوا إلى وزارة الداخلية السعودية وعندما حضروا عرفوا شخصين منّا كانا معهم في السرية نفسها عندما كانوا يخدمون في الجيش الكويتي فذهب العسكريون السعوديون إلى آمر السجن النقيب زياد المحميد وشرحوا له الأمر وأكدوا له بأننا عسكريون كويتيون وذهب مدير السجن النقيب زياد المحميد وأبلغ أمير منطقة حفر الباطن بالأمر، حيث قام أمير المنطقة باستدعاء الرائد حسين مطر وطلب منه اثباتاتنا وضغط عليه حتى اعترف بأن هوياتنا موجودة عنده وأحضر الهويات والاثباتات وسلمها إلى الأمير وأصدر لنا أمراً بإخلاء سبيلنا، وعندما تحررت الكويت قام السعوديون بارسالنا إلى الكويت وقسمونا إلى مجموعتين».
«واكتشفنا أن حسين مطر سُلم جهاز أمن الدولة وكانت لديه كشوفات بالأسماء، وكتب كتاباً بالمجموعة كلها وكنت ضمنهم واتهمنا بأننا متعاونون مع جيش الاحتلال وان علينا ملاحظات ووزع أسماءنا على الحدود، وعندما وصلت الباصات إلى الحدود رفض موظفو الحدود ادخالنا إلى الكويت وقام السعوديون بمخاطبة وزارة الداخلية السعودية وحصلوا على أمر ادخالنا الكويت من دون توقف حتى وصلنا إلى محافظة الأحمدي وطُلب منّا التوجه إلى وزارة الدفاع وفوجئنا بأنهم أوصلونا إلى إدارة الدفاع المدني الكائنة على الدائري السادس وعندما توقفنا عند الباب خرج لنا أشخاص مدنيون بأسلحتهم وغطوا أعيننا فاكتشفنا انه مقر لجهاز أمن الدولة ورفضوا تدخل القوات السعودية الذين كانوا معنا لتوصيلنا».
ومضى الفضلي «احتجزونا في السرداب لمدة عشرين يوماً وحققوا معنا وبعد ذلك أبلغونا أنه صدر أمر إبعاد إداري ضدنا من دون أي تهمة واضحة واحتجزوني أنا في الابعاد لمدة عامين وبعد العامين استدعيت من قبل أمن الدولة وأفرجوا عني ايضا من دون سبب وقدموا لي اعتذارهم وعندما استفسرت منهم عن السبب لم يقدموا لي إجابة وافية، وبعد خروجي ذهبت لوزارة الدفاع لأعود إلى عملي أبلغوني ان الأمر بيد الوزير وأغلقوا جميع الأبواب في وجهي وحاولت الذهاب إلى الشيخ أحمد الخالد وأبلغته بما حصل معي والظلم الذي تعرضت له وطلبت منه إعادتي إلى عملي فقال لي: هناك حكومة وهي صاحبة القرار وأُغـــــــلقت الأبــــــواب مــــرة أخــــــرى في وجهـــــــي».
[URL="http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/be9f3096-30db-4ca2-a893-2f8037dd406f.jpg"]http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/be9f3096-30db-4ca2-a893-2f8037dd406f_smaller.jpg (javascript:void();)
الفريق الركن الشيخ أحمد الخالد
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/da3d8c06-0eec-433a-8beb-09800584a49a_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/da3d8c06-0eec-433a-8beb-09800584a49a.jpg)
قبر الشهيد الشيخ فهد الأحمد
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/572ce9b4-497b-4671-8d3c-eb479f8f31ed_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/572ce9b4-497b-4671-8d3c-eb479f8f31ed.jpg)
منصور الفضلي متحدثا للزميل حسين الحربي (تصوير موسى عياش)
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/114531_04.42.12.jpg
االوكيل عريف منصور الفضلي يروي لـ «الراي» قصة استشهاد فهد الأحمد: نقلته في سيارة الفريق أحمد الخالد بأمر منه ... ومنحني رتبة ملازم أول
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/114531_20002000_main.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/114531_20002000.jpg)
منصور الفضلي
[/URL]
| كتب حسين الحربي وعزيز العنزي |
حبر التاريخ لم يجف بعد ودم الشهيد فهد الأحمد حي فينا لم يجف بعد.
حي نستذكره في يوم وطني.
نستذكره من خلال رواية من اغفله التاريخ الذي قام بواجبه يوم 2/8.
انه العسكري السابق منصور زايد الفضلي الذي سرح من الخدمة بعد تحرير الكويت وتعرض للسجن عامين في سجن الابعاد على خلفية تقرير امني رغم انه سطر بطولات اثناء الغزو تشهد عليها شخصيات عسكرية في مقدمها نائب رئيس الاركان العامة في الجيش الكويتي الفريق الركن احمد الخالد الصباح الذي كان على رأس المرابطين والمدافعين في قصر دسمان... الفضلي الذي احتضن الشهيد فهد الأحمد لحظة سقوطه... لكن التاريخ لم ينصف الفضلي بعدما رُفض ارجاعه إلى الخدمة ولم يحظ بشرف الجنسية الكويتية، ويعمل الآن مراسلا في جهة حكومية.
الفضلي الذي يحن للعودة إلى عمله في السلك العسكري كان اول من حمل جثة شهيد قصر دسمان الشيخ فهد الاحمد ونقلها في سيارة دفع رباعي سوداء بأمر من الشيخ احمد الخالد إلى عيادة قصر دسمان ومن ثم إلى المستشفى الاميري ليكافئه الخالد بعد ذلك بمنحه رتبة ملازم اول تقديرا لجهده وعطائه وتعريض حياته للخطر.
منصور الفضلي الذي كان يشغل اثناء الغزو العراقي الغاشم رتبة وكيل عريف في اللواء الاميري التابع لوزارة الدفاع اماط اللثام عن كثير من المواقف خلال الغزو ووضع النقاط على الحروف،
وفي ما يلي التفاصيل:
الوكيل عريف منصور زايد الفضلي الذي كان يعمل في اللواء الاميري التابع لوزارة الدفاع والمكلف بحماية قصر دسمان، قال لـ«الراي»: «قبل الغزو بأيام كان هناك حجز كلي لمنتسبي وزارة الدفاع اثر تهديد العراق،
وفي يوم الاربعاء 1/8/1990 فك الحجز وكنت خلال تلك الليلة في عملي مع الملازم اول عامر خليفة لحراسة ديوان صاحب السمو امير البلاد رحمه الله الشيخ جابر الأحمد واثناء تسلمي جاءنا الملازم اول عامر خليفة الذي قال: جاءتنا برقية بأن القوات العراقية دخلت الكويت وطلب مني ان ارافقه الى المهاجع لابلاغ العسكريين الذين كانوا في فترة راحة وطلب الضابط عامر خليفة منا حمل السلاح والتوزع على ابراج قصر دسمان وبعد لحظات فوجئنا بدخول موكب ولي العهد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله وكانت سيارته مرسيدس سوداء ودخل منزل الامير وبعد لحظات خرج ومعه الشيخ جابر الاحمد، وركب كل منهما سيارة واذكر ان الذي كان يقود سيارة الامير الشيخ فهد اليوسف الصباح وبعدها بلحظات دخل آمر الحرس الاميري ناصر التناك وابلغناه ان الامير غير موجود وعلى الفور غادر».
وذكر الوكيل العريف منصور الفضلي «بعد خروج الامير ذهبت مع الملازم اول عامر خليفة للاطمئنان على الحرس الاميري في قصر الشعب ثم رجعنا إلى قصر دسمان وتمركزنا في البوابة الرئيسية بأسلحتنا إلى قبل الفجر من يوم 2/8/1990 حيث دخلت القوات البرية العراقية وتمركزت عند العمارات المقابلة لسوق شرق
وكنا نشاهد هذه التحركات وكان معنا عند البوابة الملازم أول طلال بورحمة والملازم أول سعد البالول وبعد ذلك انتقل الجميع خارج قصر دسمان والتحموا مع القوات العراقية الى ساعة الفجر وخلال فترة التلاحم فوجئنا بوصول سيارة الشهيد الشيخ فهد الأحمد التي كانت أمام البوابة باتجاه الشمال وتحديدا أمام القوات العراقية وكان يرتدي غترته وعقاله وبشته ويرافقه شخص وفجأة انطلقت طلقة من العراقيين واستقرت في رأس الشهيد، فعندما شاهدت الموقف توقعت انه لايزال على قيد الحياة ومن شدة القصف اسقطت خزانات المياه والاشجار على مركبة الشهيد فحاولت ان احمل الشهيد ولكن القصف اشتد على موقعنا ولم استطع ان أحمله، وفوجئت بأن مرافقه غير موجود ولا أعرف أين ذهب!
فقررت ان انقله الى العيادة فدخلت الى القصر وكان رجال الحرس الاميري والقوات الخاصة والحرس الوطني متواجدين وكان الشيخ أحمد الخالد متواجدا وكذلك ضباط الجيش وتحدثت الى الشيخ أحمد الخالد وأبلغته بان الشيخ فهد الاحمد مصاب في مركبته وانني لم استطع ان احمله وطلبت منه ان يكلف أحدا بمساعدتي لنقل الشيخ فهد الأحمد فقال للموجودين: من منكم يستطيع الذهاب؟ الا ان الجميع لم يجيبوا (ضباط أو أفراد) فقلت له اذاً لا بد ان توفروا لي سيارة كي أنقل الشيخ بها فاعطاني سيارته الخاصة بوزارة الدفاع وعندما اخذت المركبة وتوجهت الى سيارة الشهيد حضر إليّ المقدم علي الخميس وساعدني في حمل الشهيد ووضعه في السيارة وقبل الوصول للعيادة
استوقفني الملازم أول (ح) وحاول فتح الباب عليّ لكنني رفضت النزول من المركبة وكان الشيخ أحمد الخالد يشاهد الموقف فطلب الملازم أول مني النزول ليقوم بتوصيل الشهيد وعندما وصلت به الى مكان آمن حصلت مشادة كلامية بيني وبين الملازم أول وحضر الينا الشيخ أحمد الخالد فقال لي ماذا يريد منك الملازم؟ فقلت له يريد ان يقوم بتوصيل الشيخ فهد الاحمد بعد ان أصبحنا في منطقة آمنة، فقال الشيخ أحمد الخالد للضابط: (...)
انت لست كفؤاً ان تكون ملازما أول، ومنحني انا رتبة الملازم أول... وسمح لي بالتحرك وأخذته الى العيادة في القصر وبعد ان قام الطبيب بفحصه اتضح انه متوفى وأبلغنا بأن نأخذه الى الثلاجة وطلبنا سيارة اسعاف من القصر وذهبت لاحضار سيارة اسعاف خاصة بموكب الامير وقالوا لي غيّر زيك العسكري حتى لا تكون هدفا للعراقيين الذين تمركزوا بأبراج الكويت وقاموا باطلاق الرصاص علينا لكنني رفضت ان اغير زيي العسكري فذهبت متسللا الى سيارات الاسعاف بالقصر واحضرت سيارة اسعاف عند القيادة ووضعوا جثة الشهيد فهد الأحمد ومصابين آخرين من الحرس الاميري وتوجهت بهم الى المستشفى الأميري لايداع جثة الشهيد فهد في الثلاجة ودخلت من جهة البوابة الخلفية فوجدت جميع الموظفين والموظفات بالخارج فسألوني الى أين انت ذاهب،
فالعراقيون دخلوا المستشفى وهم متواجدون بالداخل وأبلغوني بأني لن استطيع الدخول فحضر إليّ أحد سائقي الإسعاف وهو من جنسية عربية فقال لي: انه سيقوم بفتح الباب السري كي أتمكن من الدخول إلى الثلاجات وبالفعل فتح لي باب الثلاجات السري ودخلت إلى الداخل وبعد انزال جثة الشهيد والعسكريين المصابين ومن ثم قاموا بفتح الباب وخرجت وكان معي سلاح الشهيد وهو مسدس وطلقات، وأثناء عودتي إلى قصر دسمان وجدت في الطريق عسكريين من زملائنا وكانا يرتديان زيا مدنيا فوق ملابسهما العسكرية، وكنت مسرعا ولكن عندما شاهدت زميلاي توقفت لهما خصوصا انهما يعرفان ان الإسعاف التي كنت اقودها تخص الحرس الأميري».
وأضاف: «أبلغت الشيخ أحمد الخالد بأنني قمت بتوصيل جثة الشهيد إلى ثلاجة الأميري، وابلغته بأن سلاح الشهيد فهد الأحمد معي وقمت بتسليمه إلى النقيب خالد الختلان (رحمه الله) حيث توفي بعد التحرير، وفي هذه الاثناء قام العراقيون بقصف قصر دسمان من أبراج الكويت فاقترح الشيخ أحمد الخالد ان يذهب للتفاهم معهم لأن هناك عوائل في القصر فذهب الشيخ أحمد الخالد والمقدم علي الخميس يرافقهما عقيد من الحرس الوطني،
فذهبت خلفهم من البوابة البحرية، وفي منتصف الطريق التفت إليّ الشيخ أحمد الخالد وسألني: أنت وين رايح، وقام بإرجاعي إلى القصر وعدت إلى الزملاء في الحرس الأميري، حيث التقى الخالد والخميس والمقدم في الحرس نقيبا من القوات العراقية أرشدهم إلى آمر قوة في الجيش العراقي ايضاً وكان في الابراج فذهبوا إليه وتفاهموا معه واتفقوا على أن يوقف العراقيون قصف القصر مقابل ان نوقف نحن اطلاق النار باتجاههم، وأرسل معهم قوة لابلاغنا بعدم اطلاق النار ويعيد أحمد الخالد ومرافقيه كأسرى وبعد ان قاموا بإبلاغنا أخذهم كأسرى وهذا كل ما حدث».
وتابع الفضلي «بعدها خرجت وذهبت إلى البيت وظللت في الكويت إلى شهر اكتوبر 1990، ثم خرجت إلى المملكة العربية السعودية عن طريق المثلث أنا وعدد من زملائي العسكريين ودخلنا الحدود السعودية حيث أخذونا إلى عرعر وهناك قسمونا إلى قسمين مجموعة ذهبت إلى لجنة حفر الباطن ومجموعة اخرى إلى لجنة عرعر وكان المسؤول في لجنة عرعر الرائد فرحان الذايدي وهو الذي تسلم المجموعة وانجز اوراقهم وبالنسبة لمجموعتنا حولونا إلى لجنة حفر الباطن وكان المسؤول الرائد حسين مطر العنزي وكان من المباحث الجنائية وعندما ابلغوه بأمر المجموعة لم يحضر لمدة ثلاثة أيام فاضطر السعوديون إلى نقلنا إلى منطقة حفر الباطن بباصات لكي يسلمونا إلى الرائد حسين مطر العنزي والملازم أول عبدالله العنزي، حيث وصلنا في الساعة الثالثة فجرا وكنا مرهقين جدا وابلغه السعوديون ان يتركنا نرتاح حتى الصباح بسبب الارهاق الذي نشعر به من طول الرحلة، لكنه اصرّ على مقابلتنا فجراً ورفضنا تنفيذ أمره بسبب التعب والارهاق الذي اصابنا من طول الرحلة، وعندما لم نستجب له قام بإخفاء أوراقنا وقدم كتابا للقوات السعودية بأننا لا نحمل أي اثبات كويتي وأننا ندعي بأننا من الكويت واتهمنا بأننا عسكريون عراقيون وبناء على ذلك قامت السلطات السعودية باحتجازنا كأسرى لأن رئيس اللجنة اتهمنا بأننا عراقيون ونقلونا إلى سجن حفر الباطن المركزي ووضعونا في عنبر خاص على اعتبار اننا أسرى عراقيون».
وواصل «عاملونا في السجن على اننا أسرى عراقيون وأبلغونا بأن الحكومة الكويتية هي من أقرت ذلك لاننا لا نحمل أي اثبات حسب ما قال رئيس اللجنة، وحاولنا اقناعهم بأن اثباتاتنا عند الرائد لكنه أنكر فوجدنا هناك عسكريين سابقين من الكويت يعملون في السعودية بعد صدور قرارات وامتيازات لهم كونهم في الأصل سعوديين فاتجهوا إلى وزارة الداخلية السعودية وعندما حضروا عرفوا شخصين منّا كانا معهم في السرية نفسها عندما كانوا يخدمون في الجيش الكويتي فذهب العسكريون السعوديون إلى آمر السجن النقيب زياد المحميد وشرحوا له الأمر وأكدوا له بأننا عسكريون كويتيون وذهب مدير السجن النقيب زياد المحميد وأبلغ أمير منطقة حفر الباطن بالأمر، حيث قام أمير المنطقة باستدعاء الرائد حسين مطر وطلب منه اثباتاتنا وضغط عليه حتى اعترف بأن هوياتنا موجودة عنده وأحضر الهويات والاثباتات وسلمها إلى الأمير وأصدر لنا أمراً بإخلاء سبيلنا، وعندما تحررت الكويت قام السعوديون بارسالنا إلى الكويت وقسمونا إلى مجموعتين».
«واكتشفنا أن حسين مطر سُلم جهاز أمن الدولة وكانت لديه كشوفات بالأسماء، وكتب كتاباً بالمجموعة كلها وكنت ضمنهم واتهمنا بأننا متعاونون مع جيش الاحتلال وان علينا ملاحظات ووزع أسماءنا على الحدود، وعندما وصلت الباصات إلى الحدود رفض موظفو الحدود ادخالنا إلى الكويت وقام السعوديون بمخاطبة وزارة الداخلية السعودية وحصلوا على أمر ادخالنا الكويت من دون توقف حتى وصلنا إلى محافظة الأحمدي وطُلب منّا التوجه إلى وزارة الدفاع وفوجئنا بأنهم أوصلونا إلى إدارة الدفاع المدني الكائنة على الدائري السادس وعندما توقفنا عند الباب خرج لنا أشخاص مدنيون بأسلحتهم وغطوا أعيننا فاكتشفنا انه مقر لجهاز أمن الدولة ورفضوا تدخل القوات السعودية الذين كانوا معنا لتوصيلنا».
ومضى الفضلي «احتجزونا في السرداب لمدة عشرين يوماً وحققوا معنا وبعد ذلك أبلغونا أنه صدر أمر إبعاد إداري ضدنا من دون أي تهمة واضحة واحتجزوني أنا في الابعاد لمدة عامين وبعد العامين استدعيت من قبل أمن الدولة وأفرجوا عني ايضا من دون سبب وقدموا لي اعتذارهم وعندما استفسرت منهم عن السبب لم يقدموا لي إجابة وافية، وبعد خروجي ذهبت لوزارة الدفاع لأعود إلى عملي أبلغوني ان الأمر بيد الوزير وأغلقوا جميع الأبواب في وجهي وحاولت الذهاب إلى الشيخ أحمد الخالد وأبلغته بما حصل معي والظلم الذي تعرضت له وطلبت منه إعادتي إلى عملي فقال لي: هناك حكومة وهي صاحبة القرار وأُغـــــــلقت الأبــــــواب مــــرة أخــــــرى في وجهـــــــي».
[URL="http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/be9f3096-30db-4ca2-a893-2f8037dd406f.jpg"]http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/be9f3096-30db-4ca2-a893-2f8037dd406f_smaller.jpg (javascript:void();)
الفريق الركن الشيخ أحمد الخالد
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/da3d8c06-0eec-433a-8beb-09800584a49a_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/da3d8c06-0eec-433a-8beb-09800584a49a.jpg)
قبر الشهيد الشيخ فهد الأحمد
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/572ce9b4-497b-4671-8d3c-eb479f8f31ed_smaller.jpg (http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/572ce9b4-497b-4671-8d3c-eb479f8f31ed.jpg)
منصور الفضلي متحدثا للزميل حسين الحربي (تصوير موسى عياش)
http://www.alraimedia.com/Alrai/Resources/ArticlesPictures/2009/02/25/114531_04.42.12.jpg