المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تطالبوا باراض ايرانية حتى لا تكون هناك مطالب متبادلة



دشتى
02-23-2009, 04:13 PM
الرد على الضجة الاخيرة للحكام والاعلام العربيين: لا تطالبوا باراض ايرانية حتى لا تكون هناك مطالب متبادلة

http://www.asriran.com/files/ar/news/2009/2/23/8175_487.jpg


واذا اردنا ان نطالب بجميع الاراضي التي كانت يوما ما جزء من الجسد الايراني الكبير، فيجب ان تغطي مطالبنا هذه اسيا الوسطى ووصولا الى افغانستان وباكستان ومجمل الضفاف الجنوبية والغربية للخليج الفارسي واجزاء من العراق وتركيا الحاليتين ، وان نقوم باستعداء الاخرين من دون ان نحصل علي اي نتيجة.


عصر ايران، جعفر محمدي


وحول بلد صغير اسمه البحرين ، يمكن الاشارة الى ثلاث حالات :

1- نبذ التاريخ
ان هذه حقيقة تاريخية بان جزيرة البحرين كانت في يوم من الايام ، جزء من الاراضي الايرانية والقسم الجنوبي من ايران. وهذا الشئ يؤكده التاريخ. ومع ذلك فانه يمكن تجاهل التاريخ وغض النظر عنه وتصور ان البحرين قد خرجت وتشكلت خلال الاعوام ال40-50 الاخيرة من تحت البحر.

2- قبول التاريخ ونبذ الامر الواقع
وفي رؤية اخرى، يمكن الرضوخ للتاريخ وحقائقه وفي الوقت ذاته مقاومة الحقائق الحالية والقول بانه صحيح ان البحرين تعتبر الان دولة مستقلة وعضو في الاسرة الدولية ، لكن ايا يكن فان هذا البلد كان يوما ما جزء من الجسد الايراني ويجب ان يعود الى الوطن الام. وطبيعي ان وجهة نظر كهذه لا يمكن ان تكون متطابقة مع مبدأ الواقعية في القرن الحادي والعشرين.

3- قبول التاريخ وقبول الامر الواقع
ان نتذكر ماضي البحرين كونها كانت ايرانية يوما ما الا اننا نعترف رسميا بها اليوم كدولة مستقلة ، متطابق مع الحقائق التاريخية اضافة الى انه يغطي الواقع القائم حاليا.

صحيح ان البحرين كانت في يوم من الايام جزء من الاراضي الايرانية ومحافظتها الرابعة عشرة الا انها استقلت واعترفت الحكومة الايرانية آنذاك بهذا الاستقلال (وكانت ايران اعترفت رسميا باستقلال البحرين بعد ساعة واحدة من اعلان الاستقلال) اضافة الى ان الامم المتحدة قبلت عضوية البحرين باعتبارها دولة مستقلة.

وفي خضم الاعتراف باستقلال البحرين واستمرار هذا الامر، نقول بان طهران تستضيف سفارة البحرين، فهل يمكن ان يعتبر بلد ما ، بلدا اخر بانه جزء منه وفي الوقت ذاته يستقبل سفير وسفارة ذلك البلد على اراضيه؟!

واذا اردنا ان نطالب بجميع الاراضي التي كانت يوما ما جزء من الجسد الايراني الكبير، فيجب ان تغطي مطالبنا هذه اسيا الوسطى ووصولا الى افغانستان وباكستان ومجمل الضفاف الجنوبية والغربية للخليج الفارسي واجزاء من العراق وتركيا الحاليتين ، وان نقوم باستعداء الاخرين من دون ان نحصل علي اي نتيجة.

ان التاريخ لم يكن رحيما تجاه الاراضي الايرانية وان هذه التجارب التاريخية المريرة يجب ان تجعلنا اكثر حرصا وحساسية على حماية وصيانة ايران بحدودها الحالية المعترف بها دوليا.

ماذا نقول نحن ؟ ولماذا غضب العرب؟!

وبطبيعة الحال فاننا لا يمكن ان نتجاهل "التاريخ" ، كما انه لا مفر من "الواقع الراهن" فالتسليم بالتاريخ والرضوخ للحقائق الحالية ، توجه يتسم بالحكمة والحصافة.

ان تصريحات على اكبر ناطق نوري مستشار قائد الثورة، لم تكن الا اشارة الى حقيقة تاريخية. وكان قد قال بان البحرين كانت تابعة لايران في وقت من الاوقات وكانت تعتبر محافظتها الرابعة عشرة.


ورغم ذلك فان الدول العربية والاعلام التابع لها ، اثارت ضجة بهذا الحجم وكأن غزة قد تعرضت لهجوم وتفجرت لديهم هذه المرة الحمية(!).

فهل سيتغير شئ من التاريخ لو اطلق العرب عناوين وتصريحات معادية لايران ويبدون تضامنهم مع البحرين، ان الذين يصابون بالاهتياج بهذه الطريقة بسبب سرد التاريخ هم اناس ضعفاء ويفتقدون الى الهوية والسند التاريخي بحيث انهم لا يحتملون حتى اعادة قراءة تاريخ نصف القرن الماضي.

نعم! اذا كان قد قيل بان البحرين هي الان جزء من ايران كان يمكن ان نعطيهم الحق لانه وفي مطلق الاحوال كان هذا يعتبر ادعاء موجها ضد دولة عضو في الامم المتحدة ، لكن عندما لم يطرح كلام كهذا فلماذا كل هذا الغضب؟

وللامانة ، فان ناطق نوري كان قد قال "ان البحرين كانت تعتبر المحافظة الرابعة عشرة لايران" والاشارة الى الرقم 14 تظهر بانه كان يتحدث حول التاريخ الماضي والا فانه لو اراد الحديث عن ان البحرين هي الان متعلقة بايران لكان يجب ان يقول بان البحرين هي المحافظة ال 31 لايران (ولعلم الدول العربية فان ايران تملك حاليا 30 محافظة).

ومع ذلك ، فانه يمكن في ختام هذا المقال الاتيان على ذكر نقطتين يمكن اعتبارهما اهم من المقال نفسه :

1- بما ان قضية جديدة لم تطرح اساسا بشان البحرين، بل تم الحديث فقط عن موضوع تاريخي يسلم به الجميع وهو موثق لدى الامم المتحدة ، فانه يجب البحث عن سبب الضجة التي افتعلتها الدول العربية في مكان اخر، وهو حسد القادة العرب تجاه النفوذ الايراني في المنطقة والتقدم الذي حققته من جهة والسعي لامحاء الذكريات المريرة المتمثلة بصمتهم المذل تجاه القتل والمجازر التي تعرض لها اهالي غزة على مدى 22 يوما من جهة اخرى.

وفي تلك الحرب، وفيما لاذت معظم الدول العربية اما بالصمت او تعاونت مع اسرائيل، فان ايران كانت اكبر داعم لاهالي غزة المحاصرين وكل هذا لمسه الشارع العربي واقر به.

ان هذا الوضع لم يعجب القادة العرب وكان يجب ان يفعلوا شيئا لنسف مصداقية ايران لدى الشعوب العربية والايحاء بان ايران لها اطماع بجزء من العالم! لكن الواضح ان العرب العقلاء لن يصدقوا ولن يقبلوا بمثل هذا الكلام الفارغ اطلاقا لانهم شاهدوا ويشاهدون بان ايران دفعت خلال الاعوام الثلاثين الماضية ثمنا من اجل الشعب الفلسطيني اكثر من العرب انفسهم وحتى انها دخلت في مواجهة مع اميركا لهذا السبب، فاذا كان هناك من لا يؤمن بهذا الامر فليذكر اسم دولة عربية واحدة فقط دفعت ثمنا من اجل فلسطين بقدر ما دفعته ايران.

2- واذا استمر العرب في اثارة المزاعم تجاه الاراضي الايرانية حول جزر تنب الكبرى وتنب الصغرى وابوموسى وتحريف اسم الخليج الفارسي التاريخي ولم يتخلوا عن سوء نواياهم تجاه خوزستان الايرانية فان ردود فعل جماهيرية ستتبلور وتتعزز داخل ايران ، وان هذا الامر سيؤثر بالتاكيد على السياسة الخارجية لايران.

لذلك فاذا كان هؤلاء يريدون حقا اعتماد التعايش السلمي فان من الافضل ان يتخلوا عن مزاعمهم لكي لا يسمعوا مطالب متبادلة. والخيار لدى العرب.



http://www.asriran.com/ar/pages/?cid=10771