المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحليل إخباري :براعة التيار الصدري السياسية ومخططات نجروبونتي وكبار العسكريين لضربه!



سيد مرحوم
08-15-2004, 10:35 AM
تحليل إخباري ... حرب رامسفيلد على النجف

نسف وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الأساس الهش لهدنة أكثر هشاشة، توصل إليها مستشار الأمن العراقي موفق الربيعي في النجف، عندما أعلن في وقت مبكر أمس أن القوات الأمريكية في العراق ستواصل ملاحقة الزعيم العراقي مقتدى الصدر وتياره السياسي وذراعه العسكرية المتمثلة ب “جيش المهدي”.

واستبق وزير الدفاع حازم الشعلان وزميله وزير الداخلية فلاح النقيب، تصريحات رامسفيلد بتصريحات توعدت بإلقاء القبض على الصدر إذا لم يسلم نفسه لقوات الأمن العراقية، في وقت كان فيه رئيس الوزراء الدكتور إياد علاوي يجري لقاء مع رئيس “المؤتمر الوطني” العراقي الدكتور أحمد الجلبي في منزله ببغداد.

ومن شأن هذه التصريحات الأمريكية حيال النجف، والتي تحولت إلى مجازر بشرية في الحلة وسامراء والعمارة والكوت ومدينة الصدر وحي الشعلة في بغداد، أن توجد عقبات حقيقية أمام سعي رئيس الوزراء لاستثمار نجاح زيارته العربية الأخيرة، على الصعيد الداخلي العراقي.

ويواجه الدكتور علاوي أزمة وزارية مصغرة، تتمثل بالاستقالة غير المعلنة رسمياً لوزير العدل مالك دوهان الحسن، احتجاجاً على تصرفات القاضي زهير المالكي حيال الدكتور الجلبي وعائلته، بينما ترى أوساط سياسية عراقية في بغداد أن المالكي الذي تم تعيينه من قبل الحاكم المدني السابق للعراق بول بريمر، يتصرف كأنه لا يقيم وزناً لشخصيات الحكومة الانتقالية.

والوضع الماثل، الآن، أمام المواطن العراقي هو أن حكومة علاوي تعوم على مشاكل جمعة، أوجدها الأمريكيون، وساعدت هي في تنميتها، وأن القوات الأمريكية تقوم بعملياتها الأمنية في أي مكان في العراق وفقاً لخططها هي، وبناءً على استعدادات مسبقة جرى انضاجها في المنطقة الخضراء. وحسب مصادر عراقية، فإن السفير الأمريكي في بغداد نجروبونتي، ومعه كبار القادة العسكريين الأمريكين في العراق، يواصلون مخطط تجفيف منابع التيارات المعارضة للوجود الأمريكي في العراق، وفي مقدمتها “تيار الصدر”.

ومع هذا فإن مقتدى الصدر، أدار لعبته بكفاءة، فهو قبل هدنة غير معلنة، وخرج على مؤيديه في صحن مرقد الإمام علي، ويده اليمنى ملفوفة بضماد أبيض، ودفع بالمواجهة مع أمريكا إلى مدياتها الحقيقية، من خلال مطالبته باستقالة ما سماها “الحكومة الاستعمارية الأمريكية” وإطلاق سراح المعتقلين العراقيين، ورحيل القوات الأجنبية عن العراق.

وترى الأوساط السياسية العراقية أن الزعيم العراقي الشاب، أبدى مهارة سياسية عندما حرر أنصاره الصحافي البريطاني جيمس براندون في البصرة، وموقفه الحازم الشاجب للتهديدات الموجهة ضد أنابيب نفط الجنوب في البصرة، وأراد بذلك تقديم صورة واقعية للتيار الذي يقوده، بكونه ضد الإرهاب وعمليات الاختطاف وتخريب المنشآت الوطنية، وحريص على الوحدة والتحرير.
وتبدت هذه المهارة أيضاً في تسيير المسيرات البشرية الضخمة من بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى والغربية باتجاه النجف لرفع الحصار عن حرم الإمام علي بن أبي طالب، وهي الممارسات التي ذكرت بمسيرات العراقيين في عقد السبعينات لزيارة السيد محمد باقر الصدر، واعتبرت بيعة جماهيرية لزعامته، وعهداً شعبياً لبرنامجه السياسي.

وتحذر تلك الأوساط من أعمال عنف، ربما تنسب إلى “تيار الصدر” مثل تفجيرات وسط حشود الناس أو تخوين بعض مراجع النجف، أو اختطاف رعايا أجانب، وتعتبرها محاولات مقصودة من قبل قوى معادية وأجهزة أمن أجنبية لتشويه ما يسمونه في العراق الآن “انتفاضة آب”.

http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=100140