المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شهيد إلا ربع ......جعفر رجب



مقاتل
02-16-2009, 07:59 AM
جعفر رجب - الراي



الزلازل، الفيضانات، الحروب، والمجاعات... لا تعتبر بلاءات مقارنة مع البلاء الحقيقي الذي يصيب الإنسان... البلاء الحقيقي هو، إما أن يكون أحمق، أو يبتلى بحمقى، ومشكلتنا ليست في كوننا حمقى، ولكن في تورطنا مع الحمقى!
ومن علامات الحمقى انهم يتحدثون فيما لا يفقهون، ويكتبون فيما لا يعرفون، وهم كالدببة، يحموننا من الذباب برمي الحجارة على رؤوسنا!

لا يكفي الحمقى في أن يدسوا أنوفهم في قلوب البشر، وعقولهم، في ملبسهم ومأكلهم، وكيف يمشون، ويضحكون، ويتحدثون... حتى باتوا يلاحقونه حتى قبره، فلا يكفيهم مراقبته حيا يريدون مراقبته ميتا!

يتوفاه الله ويرقد آمنا، فيأتي البعض منهم مرددين، هل نقول يرحمه الله، أم يرحمه الله بإذن الله، الأخ متردد، أو «متحسف» أن يرحم الله الميت حقا، ونحمد الله ان الرحمة بيده لا بيد البعض من خلائقه!
وآخر «طالع فيها» فعند الحديث عن الأموات الذين لا يحبهم، يضيف بدلا من جملة «رحمه الله»، جملة «وعليه من الله ما يستحق» يكون الأخ «صايد الحركة»، فهو يفترض انه لو قال «رحمه الله» فإن الله سيستجيب دعاءه فورا!

آخر طالب بمنع البكاء على الميت، يا شيخ وماذا نفعل؟ هل تريد من الناس أن ترقص فرحا؟ أو تصمت قهرا؟! وتكتشف ان حمقى العقول، حمقى قلوب أيضا!
اما آخر قصصنا الغبية، فهي قصة الشهادة، وهل من يموت بنيران الأعداء هو شهيد أم قتيل بدون أية رتبة عسكرية... تتساءل: فلان مات في سبيل وطنه، أرضه، عرضه، ماله... ألا يحتسب شهيدا؟
- لا نعرف يمكن يطلع قتيل!

- طيب يا سيدي ما الفرق؟

- يرد بثقة: الفرق واضح... (ثم يذكرك بإعلانات صابون الغسيل) احضر جثتين احدهما شهيد، وآخر قتيل سترى الفرق واضحا عند الغسيل!

- يا شيخ نحن نحسبه شهيدا وأمره عند الله!

- يا حبيبي مو فوضى، يعتبر قتيلا وليس شهيدا، فذنوب الإنسان كثيرة!
- طيب يا شيخ، الطفل الذي يدفن تحت الأنقاض، دون ذنوب ألا يعتبر شهيدا، ولو عالخفيف!
- نعم، يعتبر طيرا في الجنة، ولكنه أيضا قتيل لأنه مات بالخطأ وللشهادة شروط، ممكن اعتباره «شهيدا إلا ربع»!

ويستمر في بحثه حول إثبات انهم قتلى وليسوا شهداء، وكأن البشر في هذه المنطقة قد حلت عليهم لعنة أبدية ان يعيشوا أذلاء تحت سطوة الحمقى ويموتوا أيضا أذلاء!

جعفر رجب

jjaaffar@hotmail.com