المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «هآرتس»: أولمرت والأسد تحاورا هاتفياً لـ 4 ساعات بواسطة أردوغان



قمبيز
02-14-2009, 07:58 AM
|القدس، القاهرة - «الراي»|

ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت تحاور مع الرئيس السوري بشار الأسد بواسطة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عبر الهاتف ولمدة أربع ساعات على الأقل.

من ناحية ثانية، اجتمع وفدان من حركتي «حماس» و«فتح» في القاهرة، تمهيدا لجلسات الحوار الوطني الفلسطيني المقرر عقده في مصر في الـ 22 من الشهر الجاري، واتفقا على «وقف الحملات الاعلامية وانهاء ملف المعتقلين».

وكشفت صحيفة «هآرتس» ان «المحادثة غير المباشرة حدثت لدى زيارة أولمرت الأخيرة إلى تركيا في 22 ديسمبر الماضي وأن الجانبين الإسرائيلي والسوري أوشكا خلالها على الاتفاق للانتقال إلى محادثات مباشرة في المفاوضات بينهما وإصدار بيان مشترك في هذا الشأن، لكن شن إسرائيل الحرب على غزة بعد 5 أيام أوقف هذا التقدم».

ونقلت عن مصادر تركية إنه «كان يفترض أن يشمل الإعلان الإسرائيلي - السوري المشترك موافقة إسرائيلية على الانسحاب من هضبة الجولان مقابل سلام كامل وترتيبات أمنية».
وكان أردوغان اقترح على أولمرت لدى وصوله أنقرة إجراء محادثة مع الأسد بهدف صياغة بيان مشترك حول انطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وسورية.

وأفادت مصادر تركية رفيعة المستوى ان «اردوغان توجه إلى إحدى الغرف في مقر إقامته الرسمي وهاتف الأسد سائلا ما إذا كان يوافق على إجراء محادثة هاتفية غير مباشرة مع أولمرت بواسطته وأن الأسد وافق وتم البدء في صياغة البيان المشترك».

واضافت: «كان مساعد لأردوغان يدخل الغرفة التي يتواجد فيها أولمرت كل بضع دقائق ويطلعه على فحوى الحديث بين أردوغان والأسد، فيما يعرب أولمرت عن رأيه في القضايا الجاري الحديث حولها ويضع ملاحظات ينقلها أردوغان بدوره إلى الأسد ويتلقى منه ردودا على ملاحظات أولمرت»، موضحة: «استمرت المحادثة الثلاثية أكثر من أربع ساعات وبعد منتصف الليل أبلغ أولمرت أردوغان بأن عليه العودة إلى إسرائيل، فيما قال له أردوغان إنه سيواصل المحادثة مع الأسد وسيطلعه على نتائجها في اليوم التالي للاستماع لملاحظات أولمرت».

وقال أحد المصادر التركية لـ «هآرتس» إن «صياغة البيان السوري - الإسرائيلي أوشكت على الانتهاء وكان ينقصها تعديلات عدة لكلمات لإنهائها وبعد ذلك كان يتعين على الجانبين الإعلان عن استعدادهما لعقد لقاءات وجها لوجه». واضاف: «لكن إسرائيل شنت بعد خمسة أيام العملية العسكرية الواسعة على قطاع غزة وشعر أردوغان بأنه تم الغدر به».

واكد إن «أولمرت وأردوغان جلسا طوال 5 ساعات وتحاورا مع سورية وبدأ أنهما أوشكا على القيام باختراق تاريخي، ولم يفكر أحد بأن يتصرف أولمرت بهذا الشكل من وراء ظهر أردوغان ولا يلمح حتى إلى عزمه شن عملية عسكرية في غزة».

وأضاف أن «أردوغان اقترح التوسط بين إسرائيل وحماس لوقف التوتر في حينه بين الجانبين والمتمثل بغارات وتوغلات عسكرية في القطاع وإطلاق صواريخ من القطاع في اتجاه جنوب إسرائيل». وتابع أن «أولمرت تهرب، وفهمنا أن إسرائيل سترد (على إطلاق الصواريخ) لكننا لم نسمع ذلك من أولمرت ولم نتوقع ردا رهيبا على هذا الحد».

ولفت محرر الشؤون العربية في «هآرتس» تسفي بارئيل إلى أن «سلوك أولمرت في هذا السياق يذكر بسلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحيم بيغن في العام 1981 تجاه الرئيس المصري أنور السادات عشية قصف الطيران الحربي الإسرائيلي للمفاعل النووي في العراق وعندها شعر السادات بأنه تم الغدر به مثلما كان اردوغان يستشيط غضبا».

وقال أحد مساعدي رئيس الوزراء التركي إنه «بعد بدء الحرب على غزة في 27 ديسمبر الماضي قال أردوغان إن أولمرت طعنه في ظهره وأنه يجب أن يدفع ثمنا لذلك، لأن الدول العربية اعتبرت أن تركيا كانت على علم مسبق بنية إسرائيل شن الحرب وتعاونت مع إسرائيل».

وعبر أردوغان عن غضبه وشعوره بالمهانة خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي في سويسرا بواسطة تصريحات شديدة ضد إسرائيل بحضور الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس ومغادرته قاعة المؤتمر.
وقال أحد المصادر التركية إن «رد فعل اردوغان في دافوس وبما في ذلك خروجه الغاضب من اللقاء كان مخطط له سلفا بصورة جيدة وليس وليد غضب آني، إذ كان ينبغي على تركيا استعادة كرامتها».