المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابراهيم يزدي : إيران تحكمها اليوم طبقة من الأثرياء والحرس الثوري



مرتاح
02-14-2009, 12:02 AM
يزدي لـ«الشرق الأوسط»: إيران تحكمها اليوم طبقة من الأثرياء والحرس الثوري
عندما قالت زوجة شريعتي لأحمد الخميني: هل أصبح الإمام مثل الشاه؟.. هذه كارثة





لندن: منال لطفي








لا يكف إبراهيم يزدي، أول وزير خارجية إيراني بعد الثورة الإيرانية 1979، عن مراجعة نفسه، ومراجعة كل ما حدث في إيران خلال السنوات الثلاثين الماضية. وبالرغم من أنه تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن أن الشعب الإيراني «يعد الخاسر الأكبر» بعد ثلاثين عاما من الثورة، وأن طبقة جديدة تحكم إيران من الحرس الثوري ورجال أعمال فاحشي الثراء، إلا أنه يفصل بين «الثورة» بوصفها «ثورة كلاسيكية» وبين «النظام الإيراني» حاليا، موضحا في الوقت ذاته أنه متفائل بالمستقبل.

ويعترف يزدي أن المثقفين الإيرانيين يتحملون جزءا من المسؤولية عن الصدام مع التيار الديني في بداية دولة الثورة، موضحا «لم يستوعب المثقفون التشكيل السياسي للتيارات المشاركة في الثورة، ومكانة ودور وتأثير كل تيار. فقد قللوا من قدر التأثير الذي يتمتع به رجال الدين على عامة الشعب. وفي الوقت ذاته، بالغوا في تقدير نفوذهم». ويوضح يزدي أن الخاسرين الحقيقيين، بعد ثلاثين عاما من الثورة «هم أبناء الشعب. لقد دفعت بلادنا ثمنا غاليا للصراع والنزاع القائم بين فصائل الثورة المختلفة.



وخسر رجال الدين نفوذهم التاريخي على الشعب، وارتكبوا خطأ استراتيجيا بتولي مناصب الحكم في الدولة». ويسترجع يزدي قصة الخلافات بين تيارات الثورة، وعمليات الاغتيال من الطرفين، وشل الدولة وترصد القوى المختلفة لبعضها البعض، وتصيد الأخطاء، وتبادل الاتهامات، وهى الأجواء التي ذكرت الإيرانيين بما كان يحدث خلال عهد الشاه.

ويروي هاني فحص، الذي كان قريبا من الثورة الإيرانية وقيادتها لـ«الشرق الأوسط» «أذكر أنه في إحدى الليالي عقدت جلسة تشاورية في منزل المرحوم الدكتور علي شريعتي (أحد أهم منظري الثورة الإيرانية) حضرها المرحوم السيد أحمد الخميني، ابن الخميني، الذي خضع لاستجواب طويل وتفصيلي ومعقد يدور حول مخالفات الدولة أو السلطة لتقييم الثورة وأفكارها. وعندما حوصر أحمد الخميني قال: اعذرونا.. فالإمام معزول ومحاصر ومكتوف اليد. فقالت زوجة المرحوم شريعتي لأحمد الخميني: أنت تذكرنا بالشاه. فقد كان كثيرون وقتها يقولون إن الشاه جيد ويريد خيرا لكنه محاصر. فهل أصبح الإمام مثل الشاه؟ هذه كارثة».

مرتاح
02-14-2009, 12:10 AM
إبراهيم يزدي لـ«الشرق الأوسط»: الشعب الإيراني هو الخاسر الأكبر


أول وزير خارجية بعد الثورة يروي قصة لقاءه مع سيروس فانس وكيف لم يعارض الخميني لقاء الأميركيين


لا يكف إبراهيم يزدي أول وزير خارجية إيراني بعد الثورة الإيرانية 1979 عن مراجعة نفسه، ومراجعة كل ما حدث في إيران خلال السنوات الثلاثين الماضية. وعلى الرغم من أنه تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن أن الشعب الإيراني «يعد الخاسر» الأكبر بعد ثلاثين عاما من الثورة، وأن طبقة جديدة تحكم إيران من الحرس الثوري ورجال أعمال فاحشي الثراء، فإنه يفصل بين «الثورة» بوصفها «ثورة كلاسيكية» وبين «النظام الإيراني» حاليا، موضحا في الوقت ذاته أنه متفائل بمستقبل إيران «فهي تتجه صوب الديمقراطية، بغض النظر عن مدى المسافة التي ربما تفصل بينها وبين تحقيق هذا الهدف».

وهنا نص الحوار

* كيف ترى إيران بعد 30 عام من قيام الثورة؟ ما الإنجازات وما الإخفاقات من وجهة نظرك؟
ـ أنا أفصل بين الثورة وبين سلوك سلطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأعتبر الثورة ثورة كلاسيكية شعبية أصيلة، غيرت من الصراع التاريخي بين التقاليد والحداثة لصالح الحداثة في إيران. كانت طموحات ثورتنا تنحصر في ثلاثة أشياء: الحرية والاستقلال والجمهورية الإسلامية. وكنا نعني بالاستقلال إنهاء هيمنة القوى الأجنبية على بلادنا. ونحن مستقلون اليوم، فلا تُملي قوة خارجية على السلطات في إيران ماذا يجب أن تفعل، كما كان يحدث في فترة حكم الشاه.

وكنا نقصد بالحرية أن نتحرر من القمع والظلم، وأن تكون لنا حقوق طبيعية أساسية، مثل حرية التعبير والتجمع وممارسة الأنشطة السياسية، وهذا لم يحدث. أما الهدف الثالث فكان: الجمهورية الإسلامية (أى دستورية جمهورية في إطار إسلامي). ولكن يُنتهك الدستور باستمرار.

* في إطار إعادة التفكير فيما حدث وكيف حدث.. هل أحيانا تحمل التيار الليبرالي جزءا من مسؤولية ما حدث من صدام مع التيار الديني في بداية دولة الثورة؟

ـ نعم. لم يستوعب المثقفون، سواء المثقفون المتدينون أو العلمانيون، أهمية مواقفهم التاريخية، والتشكيل السياسي للتيارات المشاركة في الثورة، ومكانة ودور وتأثير كل تيار. فقد قللوا من قدر التأثير الذي يتمتع به رجال الدين على عامة الشعب. وفي الوقت ذاته، بالغوا في تقدير نفوذهم. وعلاوة على ذلك، وقفوا إلى جانب رجال الدين ضد حكومة مهدي بازركان وزملائه عند أول صدام.

* كيف بدأت هذه التوترات بين القوى المختلفة في الثورة الإيرانية؟ ـ أثناء الثورة، كانت جميع الأحزاب والفصائل السياسية، اليمينية أو اليسارية أو الدينية أو غير الدينية متفقة على ما لا تريده، وهو: أن الشاه يجب أن يغادر، وأنه تجب الإطاحة بنظام حكم الشاه الاستبدادي، وإنهاء هيمنة القوى الأجنبية على شؤوننا الداخلية. لكن لم يكن هناك مثل هذا الإجماع بين كل هذه القوى على البديل الذي سيحل مكان نظام الشاه. ولهذا، بدأ الخلاف على الفور بعد الثورة. أما السبب الثاني للنزاع فكان حقيقة التكوين الاجتماعي لمجتمعنا، حيث تخضع غالبية الشعب لتأثير قوي من قبل رجال الدين. وقد شارك ملايين من الناس في الثورة. وهكذا أصبح المثقفون، المتدينون وغير المتدينون، أقلية أمام رجال الدين، وبالتالي وجد رجال الدين قاعدة قوية بين عامة الشعب الإيراني، ولم يكن رجال الدين ليرضوا بأي شيء خلاف السلطة المطلقة، وبالتالي حل محل شعار الثورة: «جميعا معا» شعار آخر هو «الجميع معي، وإن لن تكن معي فأنت ضدي».

* من واقع تجربتك، كيف تم تهميش الجناح الليبرالي في الفترة الأولى بعد الثورة؟
ـ كان رئيس الوزراء مهدي بازركان وزملاؤه في مجلس الوزراء يعتقدون أن المرحلة المدمرة (السلبية) في الثورة انتهت، وأننا يجب أن نبدأ في مرحلة بناء الدولة (أو المرحلة الإيجابية).

ولكن في المرحلة الثانية من الثورة، أى مرحلة بناء الدولة، فكانت الأهداف أصعب كثيرا فيما يتعلق بتحقيقها، وكانت تحتاج إلى الكثير من التخطيط، ولم يمكن تحقيقها بسرعة، وكان تنفيذها يحتاج إلى نظام. (فيما هناك تيارات أخرى ثورية لا تريد بناء الدولة، بل مواصلة الثورة). في كل الحالات كان المناخ السياسي فيما بعد الثورة مشتعلا بشدة، وكان صوت العقل والمنطق غائبا.. وقد تحدثت مع الخميني حول المخاطر التي ستواجهنا إذا استمر الصراع بين التيارات التي قادت الثورة، لكن لم يتحقق شيء.

* من كانوا اللاعبين الأساسيين وسط التيار الديني الذين قادوا عملية إبعاد الجناح الليبرالي من مؤسسات الحكم بعد الثورة؟

ـ في الواقع كان هناك الكثير من رجال الدين الذين لم يشاركوا الخميني الآراء الدينية والسياسية ذاتها. لكن رجال الدين كان لهم أثر كبير على الجماهير، وكان على الخميني أن يضع آراءهم في الاعتبار أيضا. أعتقد أن الذي حدث أشبه بشد وجذب بين الخميني ورجال دين أكثر راديكالية منه، كانت لهم أراء مخالفة. وبالتدريج سادت وجهة نظرهم.

* هل صحيح أن آية الله الخميني لم يكن يعرف مسبقا بأمر اجتماعك مع زبيجنيو بريجنسكي في الجزائر، وأنه عندما علم بالأمر في وقت لاحق شعر بتهديد من الجناح الليبرالي، وأنهم يسعون إلى السيطرة على الحكومة والسياسات، وكان هذا أحد أسباب سوء التفاهم بين الليبراليين ورجال الدين؟

ـ لقد وافق الخميني على مخطط السياسة الخارجية للحكومة المؤقتة بقيادة بازركان. ووافق تماما على سياساتنا تجاه حكومة الولايات المتحدة. ولم يكن سلوكا معتادا أن يُطلب رأيه في تفاصيل كل تصرف دبلوماسي نفعله، أو أفعله كوزير خارجية.

ولم يكن هذا أول اجتماع لنا مع مسؤول أميركي رفيع المستوى. ووفقا لهذه السياسات، عندما طلب وزير الخارجية الأميركي سايروس فانس عقد اجتماع معي أثناء زيارتي إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة رقم 34 في الأمم المتحدة، قبلنا الدعوة وعقد الاجتماع ولم يعارض أي شخص، ولا الخميني. ولم تكن معارضته لاجتماعنا مع بريجنسكي في الجزائر بسبب شعوره بالتهديد من قبل بازركان وزملائه في الحكومة المؤقتة. لقد كانت هذه الحكومة كيانا انتقاليا، مسؤولة عن إتمام الدستور الجديد وإجراء انتخابات من أجل مؤسسات الدولة الدائمة. لذا لا يوجد أساس لمثل هذا الشعور. ولا أعتقد أنه شعر بالتهديد.

* بعد مرور 30 عاما على الثورة، من هم الفائزون ومن هم الخاسرون في إيران؟ ـ الخاسرون الحقيقيون هم أبناء الشعب. لقد دفعت بلادنا ثمنا غاليا للصراع والنزاع القائم بين فصائل الثورة المختلفة. وخسر رجال الدين نفوذهم التاريخي على العامة، وارتكبوا خطأ استراتيجيا بتولي مناصب الحكم في الدولة. والواقع أن التوترات والصراعات بين القوى الإصلاحية والمحافظة في إيران اليوم تذكرني في شيء منها بالتوترات بين القوى الدينية والليبرالية واليسارية والقومية بعد قيام الثورة.

* يتردد أن التوترات في إيران بين التيارات المختلفة تعود في جانب منها إلى ظهور قوى جديدة تنافس على الحكم في إيران. فمن هى هذه القوى، وما هو دور الحرس الثوري؟ ـ الأنشطة السياسية التي يمارسها الحرس الثوري في إيران اليوم مخالفة للقانون، ودخولهم في الأنشطة الاقتصادية يتناقض تماما مع تأثيرهم على المدى الطويل.

والواقع أن الذي يحكم إيران اليوم هو مزيج من قادة الحرس الثوري وخامنئي وطبقة جديدة فاحشة الثراء، وبعض آيات الله ذوي النفوذ.

* هل أنت متفائل أم متشائم بشأن مستقبل إيران؟

ـ أنا متفائل بشأن مستقبل بلادي، فهي تتجه صوب الديمقراطية بغض النظر عن مدى المسافة التي ربما تفصل بينها وبين تحقيق هذا الهدف.

الدكتور عادل رضا
02-14-2009, 10:26 PM
يزدي عميل أمريكي مثبت بالدليل و لست اعرف ما الحكمة من عدم القاء القبض عليه من الاجهزة الامنية في الجمهورية الاسلامية؟؟

مع انهم يلقون القبض علي المخلصين للثورة لأتفه الاسباب؟؟؟

عجبي

مرتاح
02-17-2009, 02:42 PM
شريعتمداري لـ«الشرق الأوسط»: الثورة الإيرانية لم تكن حية أكثر من اليوم.. ولم يكن تصديرها أقوى


يشعر حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة «كيهان» الإيرانية اليومية النافذة بالارتياح، فعام 2008 كان عاما جيدا لإيران، وبالتالي فإن الذكرى الثلاثين للثورة الإيرانية التي يحتفل بها الإيرانيون في فبراير (شباط) الجاري تأتي ومعها «علامات الانتصار» الإيراني. يقول شريعتمداري في حوار مع «الشرق الأوسط»: «عندما قامت الثورة كنا وحدنا. اليوم نحن لسنا وحدنا، معنا أصدقاء من كل مكان. الثورة الإيرانية لم تكن حية أكثر من اليوم، ولم يكن تصديرها أقوى. المقاومة تنتصر في كل مكان.. الحمد الله الحرب على حماس استمرت 22 يوما، والحرب على حزب الله استمرت 33 يوما.

الحرب القادمة ستكون 11 يوما، والتي بعدها ستكون يوما واحدا»، يقول شريعتمداري ضاحكا مشيرا إلى «الصمود الباسل للمقاومة» أمام اسرائيل. وإذا كان مجلس الأمن القومي الإيراني مشغولا بتنفيذ استراتيجية إيران الدفاعية والتي وضعها المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي بجعل إيران القوة الأولى في المنطقة بحلول 2015، فإن شريعتمداري يشعر بأن بعض ثمار هذه الاستراتيجية بدأ يؤتي ثماره، إذ لا يمكن الحديث عن حل الأزمات في الشرق الأوسط، من العراق إلى أفغانستان، مرورا بالموضوع الفلسطيني من دون العروج على إيران. ولحسين شريعتمداري نوعان من الأعداء يخشى منهما على إيران، الأعداء الخارجيون مثل أميركا والغرب الذين يريدون إخضاع إيران، كما يرى. والأعداء الداخليون الذين يحملون نفس وجهات النظر مع الغرب. وهؤلاء يسميهم شريعتمداري «إصلاحيين على الطراز الغربي».

ويوضح شريعتمداري: لقد ضحينا كثيرا من أجل هذه الثورة، ضحينا كثيرا في إيران من أجل أن نتحرر من الطغيان الأميركي. اليوم أميركا لا تريد الحوار معنا من دون شروط، بل بشروطها وهي شروط تهدف إلى كسرنا. «الشرق الأوسط» تحدثت إلى شريعتمداري حول إيران بعد 30 عاما من الثورة.

وهنا نص الحوار:

* كيف هي إيران بعد ثلاثين عاما من الثورة؟

- الثورة حية في إيران اليوم وبعد ثلاثين عاما على قيامها، أكثر مما كانت حية في أي وقت آخر خلال الثلاثين عاما الماضية. الثورة وأفكارها تصدر لبلاد إسلامية أخرى. بينما في العام الأول بعد الثورة كنا وحدنا، لم يكن معنا أو حولنا الكثير من الحلفاء والأصدقاء الذين يؤمنون معنا بنفس الأفكار. هذا الوضع مختلف الآن. نحن لسنا وحدنا، معنا دول كثيرة حول العالم، يمكن رؤية هذا في لبنان وفلسطين وتركيا وكل العالم الإسلامي، وحتى دول غير إسلامية تميل للثورة الإسلامية في إيران وتردد شعاراتها وأفكارها. في الجانب الآخر، بعد ثلاثين عاما من الثورة، نحن القوة الأولى في المنطقة عسكريا وتكنولوجيا، في مجالات العلوم والطب والتكنولوجيا النووية.
* لماذا تقول إن الثورة اليوم حية أكثر من أي وقت مضى؟

- لأنه برغم كل المؤامرات علينا لإضعافنا، فشل الذين يريدون القضاء على ثورتنا. الإيرانيون يعرفون أن أميركا تكن عداء شديدا لإيران، ويعرفون أن عداوة أميركا لم تتوقف طوال ثلاثين عاما. من عقوبات إلى خطط ومؤامرات لإضعافنا. واليوم ما زالت أميركا تقف نفس موقفها من برنامجنا النووي، كل هذا يثبت أن أميركا تريد أن توقف تقدم إيران. لكن هذا لن يحدث. انظروا إلى موقف أميركا من حزب الله وحماس، تواطؤ أميركا في الحرب عليهما لضرب المقاومة، لكن الحمد الله الحرب على حماس استمرت 22 يوما ثم اضطرت القوى الصهيونية إلى الانسحاب، أما الحرب على حزب الله فاستمرت 33 يوما وانتصرت المقاومة.. فهل بعد ذلك ستكون الحرب 11 يوما، ثم الحرب التالية يوما واحدا؟ (يضحك).. عندما تصمد المقاومة الاسلامية، فهذا دليل على أن الثورة حية وعلى أن خطط أميركا وإسرائيل تفشل. لهذا أقول إن الثورة في أقوى حالاتها وحية أكثر من أي وقت مضى. وتصديرها أقوى من أي وقت مضى.

* عندما تتكلم عن تصدير الثورة اليوم.. ما الذي تقصده؟
- الحدود الجغرافية لا يمكن أن تمنع نشر الأفكار. عندما ترى الدول الأخرى المحيطة بنا أو حول العالم أن إيران لديها استقلالها وحريتها وسيادتها، وأنه بعد ثلاثين عاما من الحرب والتخريب لم تتمكن أميركا من تدميرها، يلهم هذا الآخرين. إيران نموذج ملهم في السيادة والوقوف أمام الاستكبار والجبروت. السيد ياسر عرفات رحمه الله عندما ذهب إلى الأمم المتحدة وبيده غصن زيتون وبيده الاخرى سلاح مقاومة، وخطب أمام الأمم المتحدة حول حقوق الشعب الفلسطيني، قال سيناتور أميركي عندما رأى فرع الزيتون في يد وسلاح فارغ من الطلقات في اليد الأخرى: ماذا يمكن أن يحققا؟

بعد الثورة الإسلامية في إيران ومقاومة حزب الله والانتفاضة والمقاومة في فلسطين والآن موقف تركيا.. كل شيء يتغير، فالحدود الجغرافية لا تمنع نشر أفكار المقاومة. أشياء كثيرة تغيرت في المنطقة منذ نجاح الثورة الإسلامية قبل ثلاثين عاما.

* هناك من يقول إن الثورة ولدت وبداخلها الكثير من الخلافات بين الأجنحة العديدة التي قادتها. وأن هذه الخلافات ما زالت موجودة داخل إيران، وبالتالي ليست الثورة في أحسن حالاتها؟

- أنا لا أريد استخدام كلمة أجنحة. ولا أعتقد أن هناك اليوم خلافات بين الذين شاركوا في الثورة حول تأييد الثورة. خلال الثورة كانت هناك تيارات وعناصر موجودة. لكن عندما ننظر لا نجد أن الكل شاركوا بنفس الدرجة، بل هناك تيارات وأشخاص لم تفعل حقيقة أي شيء، هناك تيارات وأشخاص شاركت، ثم انفصلت عن الثورة ومسارها. إذا أردنا أن نقسم هؤلاء اليوم فسنجد أنهم ينقسمون إلى محافظين، وأنا أفضل تسميتهم مبدئيين، وهناك الإصلاحيون. وهذان التياران قد يختلفان في الكثير من القضايا، إلا أنهما لم يتصارعا أو يتنافسا خلال الثورة أو قبلها. لكن بعد الثورة تغيرت وجهات النظر في إدارة الدولة. ومن هنا حدث التباعد. لكن هؤلاء ليسوا ضد الثورة، فعندما نحتفل بذكرى الثورة، نحتفل معا وجنبا إلى جنب.

* تتحدث عن الإصلاحيين.. البعض يقول إن مستوى الحريات قبل الثورة كان أفضل مقارنة باليوم، وأن الإصلاحيين يتعرضون لضغوط؟
- هذا ليس صحيحا أبدا.

الرد على هذا يكون بالوقائع. في عهد الشاه لم تكن هناك أي حريات سياسية أو فكرية، كانت السجون مليئة بالسياسيين. كانت هناك تباينات في الوضع الاقتصادي والاجتماعي. بعد الثورة تغير كل هذا. هناك انتخابات بلدية وبرلمانية ورئاسية. هناك تحركات اجتماعية نشطة، الصحف تكتب ما تريد. الرد بالوقائع.

* هل خدم الرئيس الأميركي جورج بوش إيران طوال 8 سنوات من حكمه من دون أن يتعمد؟
- ردي سيكون باستعارة حديث للإمام زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنه وهو: «الحمد الله الذي جعل أعداءنا من الحمقى».

* البعض يتهم إيران بأنها تسبب توترات، فمثلا في الملف النووي يريد الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما حوارا، فيما تضع إيران شروطا لهذا الحوار مثل اعتذار مسبق عن جرائم بحق إيران؟
- لا أعتقد أن أوباما سيحدث أي تغيير. فحتى الآن ليس هناك أي تغيير حقيقي في السياسات. باراك أوباما يعبر عن وجهات النظر التي عبر عنها من قبله بوش. اوباما قريب جدا من منظمة «ايباك» اليهودية ولديه مساعدون موالون لإسرائيل.

إذا كان يعني تغييرا فيجب أن نرى هذا في مواقفه. بعد الحرب الصهيونية على غزة تظاهر الناس في العالم كله تأييدا للفلسطيينين وخرج زعماء حول العالم ينددون بهجمات الصهاينة، لكن أوباما لم يقل أي شيء ضد إسرائيل والمذابح التي ارتكبتها. فكيف نكون راضين عنه؟ في اليوم الأول لانتخاب أوباما كتبنا في صحيفة «كيهان» عنوانا «صقر في ثياب حمامة». لابد من تغيير جوهري في طريقة التفكير والبنية الأميركية. اوباما مجرد تغيير فرعي. لإقامة أي علاقات بين أميركا وإيران لابد لواحد منا من ان يغير مبادئه وأفكاره. إيران لن تفعل هذا. يجب على أميركا أن تتغير وأن ترى العلاقات الدولية في ضوء مختلف. كما قال الإمام الخميني ليس في ضوء علاقات الاستكبار الدولي.

* هل تعتقد أن الرئيس محمود أحمدي نجاد سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- لأحمدي نجاد إنجازات كثيرة، أهمها أنه أعاد الثورة إلى أيامها الأولى، ومبادئها الأولى. وأعتقد أنه سينتخب لولاية ثانية. الطريقة التي تعامل بها مع تهديدات الغرب لنا بسبب برنامجنا النووي أظهرت أنه كان على حق. مشكلة الغرب أنه يتعامل مع إيران من منطق القوة. لكن هذه اللغة فات أوانها. نحن أمام عالم لا يمكن فيه لقوى أن تفرض هيمنتها وإرادتها على باقي دول العالم، هناك عالم جديد يتشكل.