العفاسي: الإنشاد ليس تصوّفاً ووصية الرسول «تغنّوا بالقران»

[جمال]

http://www.awan.com.kw/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1233929487546047400.jpg

الشيخ مشاري العفاسي في مطار الكويت تطوقه الورود بعد تكريمه في أوسكار المبدعين في القاهرة




أحمد المصري




مشاري العفاسي غني عن التعريف، قارئ قرآن ومنشد وصاحب صوت جميل، تسجيلاته في كل مكان، وثمة إقبال كبير عليه، من قبل الشباب لجمال صوته وعنايته باللحن والأداء، وهو يعترف أنه يستعين بملحنين موسيقيين دون استخدام الآلات الموسيقية، حول بدايته وفهمه للإنشاد الديني وللنشاط الإعلامي كان لنا معه هذا اللقاء:
البداية: كتاب الله
{ كيف بدأت بحفظ القران وعند من تعلمت؟
- البداية الحقيقة كانت بعد العام 1992، وأتممت حفظ كتاب الله في عامين، وكان معي أحد الأصدقاء أساعده ويساعدني في تسميع ما حفظت، وأخفينا عن الناس حفظنا للقرآن تجنباً للرياء، وكنت أحفظ من خلال الاستماع لتسجيلات القراء في الأشرطة التسجيلية.
{من المعروف أنك حفظت قراءات القرآن السبع، فما القراءة الأصعب، وما الأسهل، وما أكثر ما يحبه الناس؟
- اعتمد الناس في السابق على قراءة أبو عمرو البصري، وكانت الرواية المعتمدة عند أغلب الناس، وعندما أراد العلماء -ومنهم الشيخ القاضي رحمه الله مؤسس معهد القراءات في مصر، وفي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة- طباعة المصاحف وجدوا أن رواية حفص أقرب إلى الناس وإلى كتابتهم العادية، وإلى الآن تعتمد بعض الدول مثل السودان والصومال ونيجيريا قراءة أبو عمرو البصري. والمغرب العربي يعتمد قراءة نافع، إلا أن أكثر المسلمين يقرؤون برواية حفص، وأنا أفضلها والمصحف المرتل الذي سجلته كان بهذه الرواية.
{ تنقلت بين عدة مساجد من العارضية إلى مسجد الراشد في العديلية ثم المسجد الكبير في العاصمة أي المساجد أقرب إلى قلبك؟
- لاشك أن كثرة الجماعة لها فضل كبير، فكلما كثرت الجماعة كلما زاد الأجر، والمسجد الكبير يحوي عدداً كبيراً من الناس.

الدعوة بالإنشاد

{ تؤكد دائما أنك قارئ ومنشد ولست داعية مع أنك مصنف في وزارة الأوقاف كإمام وخطيب ولكنك لا تحبذ إلقاء خطب الجمعة، لماذا؟
- لكل إنسان موهبة في شيء محدد، وعليه أن يدعو الله من خلال هذه الموهبة التي منحه إياها، وقد رزقني الله جمال الصوت فأريد أن أدعو الله من خلال موهبتي هذه.
{ كيف بدأت قصة الإنشاد الديني معك، ومن أين أتت الفكرة، ومن الذي أقنعك؟
- لم أكن متتبعا للإنشاد، ولكني سجلت بالمصادفة النشيدين: «أيا من يدعي الفهم» و«خلي الدكار الأربع»، ولقي هذان النشيدان قبولا كبيرا في أوساط الشباب وعندما رأيت هذا الأثر الطيب أدركت أن توصيل الدعوة إلى الشباب يجب أن يكون عن طريق هذه الأناشيد، وفي ألبومي الأخير »ذكريات» تعمدت أن تكون الأناشيد بالعامية للوصول إلى أكبر عدد من الشباب، كما أنني رأيت أن إقبال الناس على النشيد أكثر من إقبالهم على تسجيل القرآن، حيث إنني أصدر كل عام إصدارين لتسجيل القرآن، إلا أن الناس تلتف على الأناشيد أكثر.
{هناك تناقض بين فكرة النشيد وطريقة تصويره؟
- أي عمل معرض للقبول والرفض، لكن بوجه عام كل ما نقوم به مقبول عند الناس.
قناة العفاسي
{ كيف جاءت فكرة قناة العفاسي؟
- كانت الفكرة تتطور لتطوير استخدامات الصوت، فكنت أسجل آيات من الذكر الحكيم، وأقوال مأثورة وأناشيد، وكانت على شكل كليبات صغيرة صوتية فقط، وكنا نرسلها عبر sms التي لم تكن منتشرة في ذلك الوقت، إلا بالكويت والبحرين والأردن وكافة الشركات التابعة لشركة الاتصالات «زين»، وقمنا بتسجيل مكتبة كبيرة بها كل الأذكار الخاصة وأدعية ومواد صوتية كبيرة جدا فأردنا أن يعم النفع بها ونقوم بإنشاء قناة فضائية لتكون المواد مسموعة ومرئية.
{يقال إن المتدينين الأثرياء لم يدعموا قناة العفاسي؟
- لم نطلب من أحد الدعم، ولن نقبله إلا في الشكل الصحيح، سواء كان إعلانا أو رعاية ولن نقبل الصدقة.
{ انتقدك الكثيرون في «الكليب» المعروف، وخصوصا في الجهراء وقالوا إنك بالغت وجنحت نحو الغناء؟
- قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يتغن بالقرآن، وقال تغنوا بالقرآن، وقال الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا والأحاديث كثيرة في هذا الشأن.
{ دائما يتهم المنشدون بالتصوف فما رأيك؟
- الإنشاد والتغني بالشعر ليس تصوفاً، والدليل أن الصحابة تغنوا بالشعر مثل أسامة بن زيد وسيدنا بلال وعبدالرحمن بن عوف، وفي حفر الخندق كان الصحابة ينشدون، وفي رواية كان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم فهل الصحابة كانوا صوفيين.
الأفكار الجديدة غير مقبولة عند الناس
{ ألا تجد حرجاً في التعاون مع ملحنين وموزعين وموسيقيين ليلحنوا لك الأناشيد، وهل تجاوزت الطرب حرام؟
- أولا الملحن ليس بكافر، والكثير من الملحنين يصلون، وعندما أعطيه فرصة الاشتراك في عمل إسلامي يكون سعيدا جدا، ويشكرني لأني أتحت له فرصة الاشتراك في هكذا عمل، فلا أرى حرجا في التعامل مع الملحن، ولكن أنا لا أسمح بالآلات الموسيقية في أناشيدي.
{ أعلنت اللجنة المنظمة «ليالي فبراير» وتحديدا نبيل العوضي أنك ستقيم حفلة تسمى ليلة إنشادية على الهواء مباشرة ضمن المهرجان وفي هذه الحالة يرى البعض أنك تحولت إلى مؤنس للناس؟
- ليست ليلة إنشادية كما يحدث في المهرجانات، ولكنها جلسة أشبه بالمحاضرة، وستكون بشكل جديد وتحمل رسالة توجيه للناس في العقيدة وتوجيهات اجتماعية، وستكون وسيلة شرعية للترويح عن النفس، ولكن الأفكار الجديدة لا تكون مقبولة عند الناس في البداية.
{ حصلت على جائزة أوسكار المبدعين العرب في القاهرة كيف تصف لنا شعورك بهذه الجائزة؟
- غمرتني السعادة ومصر قادرة دائما على التقييم، وقد عرفتني كقارئ قبل الكويت، وعندما يأتيك التقدير من أهل الخبرة يكون له مذاق خاص.
{ ما مكانة راشد الابن الجديد عندك، وهل تعطي الأولاد الوقت الكافي أم أنك تشعر بالانشغال عنهم؟
- الإعلام يأخذك عن البيت وعن الأهل، ولكن كلهم أبنائي وأحبابي، ولا أفرق بينهم، وهم نورا والجازي وأوراد وراشد هو الأخير.
{ أكثر من فتاة عرضت عليك الزواج لكنك رفضت فهل تكتفي بواحدة؟
- أنا من النوع الذي يستحي ولا يكلم النساء، وهذه الفتاة قالت إنها معجبة.
{ من مثلك الأعلى؟
- ينبغي على الناس جميعا أن يكون قدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو قدوتي.
{ من الذي تلجأ إليه عند الضيق؟
- دائما أفتح قلبي للناس القريبين مني مثل فيصل العيسى، وأخي مشارى العيسى، وعبدالله الرفاعي ونحن يوميا نلتقي.
{ متى تشعر بالسعادة؟
- عندما أجد ثمرة الجهد الذي أبذله.
{ متى تشعر بضيق الصدر؟
- عندما أقعد من دون شغل، لذلك أعمل الخميس والجمعة وليس عندي ويك اند.
{ما هوايتك؟
- أعشق السباحة وأهوى الخط العربي، ودائما بجانبي قلم الخط لأمارس هوايتي من وقت لأخر.