علي علي
02-06-2009, 11:30 PM
تفاصيل جديدة عن الحادث في ذكراه السنوية يدلي بها رجل مخابرات لبناني
إيناس مريح من حيفا: فجرت صحيفة يديعوت أحرنوت الصادرة اليوم الخميس معلومات نقلها رجل مخابرات لبناني لمراسل يديعوت أحرنوت، في تقرير مفصل عن حادثة اغتيال عماد مغنية، والتي كما قال رجل المخابرات اللبناني نفذت بأيد اسرائيلية، بحيث عبرت ثلاث سيارات الحدود السورية، ركب بها تقني متفجرات نصب كمينًا عبارة عن عبوة متفجرات في سيارة عماد مغنية، وهربت زمرة الإسرائيليين دون أن تبقي أي أثار عنها.
ومن جانب آخر، ما زالت الصحف الإسرائيلية تجري استطلاعات حول الانتخابات للحكومة الإسرائيلية، وتابعت كذلك أحداث السفينة اللبنانية التي تم طرد الجيش البحري الإسرائيلي ركابها إلى سوريا ولبنان، وما زالت السفينة ترسو في ميناء اشدود في إسرائيل، فيما يقدر الجانب الإسرائيلي التوقيع على اتفاق تهدئة جديد قريبًا.
عن حادث اغتيال عماد مغنية ورد في يديعوت أحرنوت معلومات تشرح تفاصيل حادثة اغتيال "الحاج رضوان"، وقد ورد على لسان الصحافي سمدار بري: "قليلة وكالات المخابرات الدولية التي كشفت عن عملية اعتقال علي موسى دكدوك، من كبار قسم المنفذين الدوليين التابع لحزب الله، وقد تم القبض على دكدوك على يد قوات الأمن العراقية بجانب المركز الشيعي في كربلاء في كانون ثاني الماضي. وبعد تحقيقات مكثفة معه تم تسليمه لجهاز المخابرات الأميركي، الذي علم بقيمة علي موسى دكدوك، لقد كان علي من أقرب الأشخاص لعماد مغنية الذي وضعت أميركا قيمة 25 مليون دولار لمن يغتاله".
وتشير المعلومات إلى أن دكدوك تواجد في العراق بتعليمات من الحاج عماد مغنية، كي ينفذ عمليات عسكرية ضد الجيش الأميركي، وقد رفض دكدوك الاستجابة للمحققين الأميركيين والتعاون معهم عندما، وكان قد ادعى بأنه أصم بل وطلب الرحمة في البداية لأنه أصم، وكان يحمل مستندات مزيفة. وبعد مرحلة من التحقيقات المكثفة معه ادعى علي موسى انه رجل أعمال إيراني، لكن وبعد ثلاثة أسابيع ونتيجة التحقيقات بدأ بالاعتراف في آذان المحققين الأميركيين، ورد في يديعوت أحرنوت.
وواصلت الصحيفة:" اتضح بأن علي موسى دكدوك كان يعمل تحت رعاية عماد مغنية، في حين ابلغ دكدوك وخلال التحقيق اسما من أسماء عماد مغنية وهو" الحاج رضوان" الذي استعمل كرمز بين رفاقه، ولم تكن المخابرات تعلم بهذا الاسم، وقد استطاع عماد مغنية أن يضلل 40 وكالة مخابرات في العالم. كذلك بلغ دكدوك أرقام الهواتف الخاصة بالحاج رضوان، وبأسماء المقربين من عماد مغنية وتم الكشف عن اسم آخر للحاج رضوان وهو ( ابر دوحان).
هذه المعلومات الإستخباراتية وصلت لمراسل يديعوت أحرنوت بواسطة ضابط في المخابرات اللبنانية الذي تم تعيينه لفحص ملابسات حادثة اغتيال عماد مغنية، والذي ذكر بأن أميركا أرادت أن تغتال عماد مغنية، لكن إسرائيل أرادته حيًا لتصفية الحسابات معه. " 15 سنة ركضت خلف عماد مغنية" ذكر روبرت بار من السي أي إيه سابقًا، " مشيت كالظل في أعقابه، ولم أتوقف عن جمع المعلومات والركض خلفه، لكني لم استطع أبدًا أن اقترب منه، لقد كان رجلاً متمكنا جدًا، فهو لم يجرِ أبدا أي لقاء في مكان لا يوجد له مداخل... اثنين على الأقل، ودائما عمل على إخفاء أي ورقة أو تصوير يعود له". اليوم وبعد مرور عام على ذكرى اغتيال عماد مغنية يتضح بأن المخابرات اللبنانية أيضًا تابعت خفية "الحاج رضوان".
وتشير يديعوت أحرنوت: "وفقًا للمعلومات التي تمتلكها إسرائيل فإن عماد مغنية وقف وراء عملية اختطاف الجنديين الدر ريجيف وجولدفيسر، بل تواجد في مكان محدد ليراقب العملية عندما حصلت. لكنه وفي السنوات الأخيرة من حياة الحاج عماد مغنية، أثيرت لديه تخوفات من قيام المخابرات السورية من بيعه لأميركا مقابل فتح سوريا صفحة جديدة مع السلطات في واشنطن. لهذا شدد على عدم التواجد في سوريا وفقط اعتبر دمشق محطة للتنقل من لبنان لإيران".
كما حرص على ألا يدخل بيروت، كذلك كان حذرًا جدًا من الجنرال آصف شوكت من المقربين لبشار الأسد، و"الرجل الأقوى" في دمشق". ووجد بشار الأسد في عماد مغنية عدوًا له، وهو يعلم بأن عماد مغنية قام بتوزيع مئات آلاف الدولارات لمعارضي بشار الأسد من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها، "في كل مرة أدخل إلى سوريا اشعر بأن هناك ضجة حولي وأحاول أن اقلل من فترة بقائي في سوريا" ذكر عماد مغنية لأحد أصدقائي قبل شهر على اغتياله.
ويضيف سمدار بري: "وقع الخطأ الكبير الذي ارتكبه عماد مغنية في حياته في 12 شباط 2008 ، الكثير من رجاله عرفوا برنامج عماد مغنية في نيته تكريم السفير الإيراني الجديد في دمشق حجة إسلام موساوي وأن يتواجد عنده ولو لمدة عشرين دقيقة، في استقبال احتفالات ذكرى 29 عامًا "للانقلاب الإسلامي في إيران". وتم متابعة مغنية من خلال كتابته جدوله الزمني، وكان عماد مغنية قد أمضى وقتا وحده في شقة، دون المرافقين الخاصين به، وكان هذا هو الوقت الكافي لدى منفذي عملية اغتياله من نصبوا المتفجرات في سيارته".
"الأيدي التي وضعت المتفجرات في سيارة مغنية كانت اسرائلية"
الأيدي التي وضعت التفجيرات القاتلة في المقعد الأمامي في سيارة عماد مغنية كانت أيد اسرائلية فقط". عندما يدور الحديث عن اغتيال شخص له قيمته الكبيرة، ممنوع الاتكال على أي طرف غريب، فدائمًا هناك تخوفات من تسريب معلومات، ولا يريدون أن تفشل خطة الاغتيال". قال قائد المخابرات اللبناني لمراسل يديعوت أحرنوت.
والإجابة على السؤال كيف وصلت الأيدي الإسرائيلية لسيارة عماد مغنية؟ لا يوجد جواب عند المخابرات اللبنانية " لدينا معلومات بأن الطاقم الذي قام بوضع المتفجرات في سيارة عماد مغنية دخل سوريا عن طريق كردستان بثلاث سيارات". قال رجل المخابرات اللبناني. "في السيارة الأولى ركب رجال الأمن للطاقم، وفي السيارة الثانية المسؤولون عن وضع المتفجرات وتركيبها، والسيارة الثالثة للهرب في حال فشلت الخطة.. التقنيون وطاقم العملية اسرائليون لكن الغريب بأن السائقين كانوا يتحدثون باللغة العربية" ذكرت يديعوت أحرنوت.
وأفاد رجل المخابرات اللبناني الصحيفة "بأنه ومن المتوقع بأن طاقم الإسرائيليين الذي وضعوا المتفجرات في سيارة عماد مغنية دخلوا سوريا من خلال حدود قريبة وليس عن طريق العراق، فعندما تكون مجموعة ذات خبرة بعادات المكان الذي تتواجد فيه وبكيفية التصرف، وبالرموز البسيطة للمكان الذي تتواجد به، من المحتمل أن تكون دخلت إلى سوريا من خلال نقاط تم وضعها وتعيينها من الأساس".
بعد أن رأى الإسرائيليون بأن سيارة الحاج رضوان تقف دون حراسة، بجانب الشقة التي تواجد بها، قاموا على الفور بوضع المتفجرات بشكل سريع، وهربوا في طريق مغايرة عن الطريق التي أتوا منها.. ممنوع استعمال الطريق نفسه عند تنفيذ عمليات الاغتيال هذا مبدأ يلتزم به منفذو الاغتيالات" قال رجل المخابرات اللبناني.
ووفقا للتخطيط الإسرائيلي فإنهم الغوا فكرة وضع متفجرات قد تنفجر في وقت محدد، خوفا من أن يغير عماد مغنية برنامجه ورأوا بأن الطريقة التي لن يكون بها أخطاء هي تلك التي تكون من خلال جهاز تحكم يكون بيد شخص خارج السيارة، لهذا وبعد أن تأكد مشغل جهاز التحكم بأن عماد مغنية استقر في سيارته، قام بالضغط على جهاز التحكم الأمر الذي أدى لتفجير السيارة". وفي تمام الساعة 22:35 اشتعل انفجار قوي في حي قرية سوسة.
قتل عماد مغنية على الفور وأثير الشك هل اشترى جهاز المخابرات الإسرائيلي السائق الخاص بمغنية، إلا أن قائد المخابرات اللبناني قال "من يعرف عماد مغنية الذي يشك بكل شيء، كان سيخمن من البدء بأن مغنية لم يكن ليركب السيارة لولا انه رأى سائقه ركب فيها دقائق قبل أن يركب هو". وكانت المخابرات قد بعثت وراء عائلة السائق الخاص بعماد مغنية لكنها وجدت بأن عائلته اختفت وبأن البيت مهجور.
محاولة إيرانية لإدخال الأسلحة إلى غزة
وورد في سياق خبر آخر ورد في صحيفة يدعوت أحرنوت بأن إيران بعثت بإنذار لمصر في حال لم تسمح لها بتفريغ حملة سفينة تابعة لها في إحدى الموانئ التي تصل لغزة، فبالمقابل لإيقاف السفينة اللبنانية التي كانت في طريقها لغزة وذلك على يد سلاح الجو البحري الإسرائيلي بالأمس، والتي تم نقلها لميناء اشدود، فإن هناك سفينة إيرانية ترسو في مياه البحر الأبيض المتوسط وتحمل حمولة معدة لقطاع غزة. وقد صرحت إيران لمصر بأن السفينة تحمل مساعدات وطلبت من مصر السماح بتفريغ الحمولة على إحدى الموانئ على طول شواطئ سيناء، في حين فرضت إيران طلبها من مصر كإنذار إذا لم تسمحوا لنا بتفريغ حمولة معدة لقطاع غزة في العريش ستتخذ طهران خطوات دبلوماسية قاسية ضد مصر، حتى على مستوى وقوع أزمة وانقطاع دبلوماسي بين الدولتين.
وأضافت يديعوت أحرنوت: "حتى ساعات الصباح لم يوافق المصريون على طلب إيران بتفريغ الحمولة في ميناء مصري، ذلك لأن مصر لا تريد أن تقطع الدعم الإيراني في غزة، كذلك خوفا من وجود سلاح مخبأ تحت حمولة المساعدات الإنسانية. يشار إلى أن قوات الجيش البحرية المصرية كانت قد طردت قبل أسابيع سفينة إيرانية من شواطئها، والتي لم تحصل على موافقة على أن ترسو في ميناء مصري الأمر الذي دعا السفينة بالعودة إلى إيران، إلا أن هذه المرة إيران حازمة على إدخال الحمولة لقطاع غزة ولو تكلف الأمر قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران ومصر".
وأشارت مصادر مصرية وفقا ليديعوت أحرنوت "بأن الإيرانيين يمرون في حالة جنونية، نتيجة لخوفهم من وجود رقابة دولية على حدود قطاع غزة الأمر الذي سيمنعهم من إدخال عتاد عسكري إيراني عن طريق البحر الأحمر، هناك جهود إيرانية مركزة لإدخال سلاح لم تمتلكه غزة من قبل لداخلها، ومن بينهم صواريخ طويلة المدى". وفقا لمصادر مصرية.
إسرائيل طردت ركاب السفينة اللبنانية إلى لبنان وسوريا
رغم حصول السفينة اللبنانية(تالي) على تصريح من السلطات القبرصية بالعبور إلى غزة، والتأكد بأن السفينة لا تحمل أسلحة وفقط مساعدات إنسانية، إلا أن السلاح البحري الإسرائيلي وبالذات كتيبة رقم 13، قامت بالسيطرة على السفينة وطرد ركابها إلى لبنان وسوريا في حين ترسو السفينة الآن في ميناء اشدود.
وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت ورد عن الجيش الإسرائيلي "تحدثنا معهم من خلال أجهزة الاتصال بأنه لا يسمح لهم العبور إلى شواطئ غزة، إلا أنهم أجابوا بأنهم متجهين إلى العريش في مصر". ذكر قائد في سلاح البحر الإسرائيلي ايل ساءال، إلا أنه ونتيجة لمراقبة سلاح البحر الإسرائيلي السفينة وجدوا أنها تغير اتجاهها في إحدى المراحل:" في مرحلة من المراحل بدأت السفينة بتغيير مسارها والإبحار صوب غزة، فقمنا بصد السفينة وأخبرناهم بأنه وبسبب الحصار على غزة لن تدخل السفينة، قمنا بتحذيرهم بأن عليهم المغادرة حفاظا على سلامتهم، إلا أنهم رفضوا ذلك وواصلوا الإبحار".
ونقلت يديعوت أحرنوت بأن طاقما من قناة الجزيرة تواجد على متن السفينة ونقل ببث مباشر أحداث السفينة. مراسلة الجزيرة قالت "هم يطلقون النار على السفينة". وبعد دقائق صرخت: "الجنود اعتلوا على السفينة، الجنود يضربون الركاب". دقائق قليلة انقطع البث وكل الاتصالات على السفينة كذلك تم قطعها. ووفقا لأقوال الجيش الإسرائيلي بأنه كانت المساعدات التي تواجدت في السفينة قليلة جدا داخل السفينة". بينما في فلسطين يقدرون كمية المساعدات ب 40 ألف طن.
استطلاعات الرأي حول الانتخابات للحكومة الإسرائيلية
وورد في استطلاع لصحيفة يديعوت:" الليكود 25، كاديما 23، ليبرمان 19، العمل 16، شاس 10، ومن الاستنتاجات التي توصل إليها القائمون على البحث فإن في انتخابات الحكومة الإسرائيلية 2009 تبدو ظاهرة غريبة، وهي تغيير الموقف الانتخابي وتغيير قرار الناخب حول مرشحه الأفضل، بشكل سريع وخلال أيام بل خلال ساعات ".
ومن نتائج البحث بخصوص الناخبين فإن "65% من الأصوات المتأرجحة وحتى الآن لم تقرر لمن تصوت هي للنساء، و35% فقط هي نسبة أصوات الرجال المتأرجحة، غالبية المصوتين لحزب شاس هم من النساء، النساء تدعم حزب كاديما برئاسة تسيبي ليفني ب13 مقعد ، بينما الرجال يدعمون حزب كاديما بعشرة مقاعد، فيما يصوت اليهود القادمون الجدد لإسرائيل لليبرمان، وما بين 55% -65% من القادمين إلى إسرائيل يدعمون حزب "إسرائيل بيتنا"، فهم يدعمون ليبرمان بعشرة مقاعد من بين 19 مقعد.
إسرائيل: قريبا التوصل إلى تهدئة جديدة
على غرار التصريحات المصرية التي وردت بأنه لن تكون هناك تهدئة جديدة، ورد اليوم في صحيفة هآرتس بأن عاموس جيلعاد رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية توجه أمس إلى مصر، لإجراء لقاءات في مصر، ذلك تلبية لدعوة من الجانب المصري. وقد تلقى جيلعاد إرشاد قبل توجهه إلى مصر من بارك ليفني واولمرت، ومن المتوقع أن يحصل اليوم جيلعاد على حتلنة تفاصيل الاتصالات المصرية مع حماس. وتشير هآرتس بأن تقديرات الجانب الإسرائيلي تشير بأن حركة حماس وافقت على المبادرة المصرية بشكلها النهائي، وبأن التهدئة الجديدة تقترب.
وأوضحت هآرتس بأن "نقاش حاد يدور بين بارك ليفني واولمرت حول التهدئة والاتفاق مع المصريين، ليفني تعارض لكل اتفاق حماس شريكة به مع المصرين، وحسب رأيها يجب أن يبقى الوضع كما هو والرد بشكل حاد كي نستطيع الرد بصورة حادة على كل محاولة لتهريب السلاح". في المقابل يقول بارك "أنه يجب التوصل لاتفاق مع المصرين لكن بشرط أن يتم تنفيذ الشروط التي وضعتها إسرائيل".
يعتقد أولمرت بأنه "ليس على الإسرائيليين التوصل لترتيب معين مع حماس، إلا في حالة توافق الشروط المصرية مع الإسرائيلية فلا يوجد سبب لرفض ذلك. وهناك نوع من السذاجة في المفاوضات بين بارك ليفني واولمرت لربطهم مسألة شاليط مع مسألة فتح المعابر، ومن الجانب الثاني فإن حماس غادرت مصر إلى دمشق، وأفادت حركة حماس من غزة بأن ممثلون حركة حماس سيعودون إلى مصر غدا لمعرفة الردود الإسرائيلية على النتائج التي توصلوا إليها في المفاوضات التي تجري في مصر" نحن بحاجة لإيضاحات بشكل أوسع من قبل إسرائيل بخصوص قائمة البضائع لتي لا يسمح بدخولها لغزة" ذكر عضو من حركة حماس بالأمس.
http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/2/407022.htm
إيناس مريح من حيفا: فجرت صحيفة يديعوت أحرنوت الصادرة اليوم الخميس معلومات نقلها رجل مخابرات لبناني لمراسل يديعوت أحرنوت، في تقرير مفصل عن حادثة اغتيال عماد مغنية، والتي كما قال رجل المخابرات اللبناني نفذت بأيد اسرائيلية، بحيث عبرت ثلاث سيارات الحدود السورية، ركب بها تقني متفجرات نصب كمينًا عبارة عن عبوة متفجرات في سيارة عماد مغنية، وهربت زمرة الإسرائيليين دون أن تبقي أي أثار عنها.
ومن جانب آخر، ما زالت الصحف الإسرائيلية تجري استطلاعات حول الانتخابات للحكومة الإسرائيلية، وتابعت كذلك أحداث السفينة اللبنانية التي تم طرد الجيش البحري الإسرائيلي ركابها إلى سوريا ولبنان، وما زالت السفينة ترسو في ميناء اشدود في إسرائيل، فيما يقدر الجانب الإسرائيلي التوقيع على اتفاق تهدئة جديد قريبًا.
عن حادث اغتيال عماد مغنية ورد في يديعوت أحرنوت معلومات تشرح تفاصيل حادثة اغتيال "الحاج رضوان"، وقد ورد على لسان الصحافي سمدار بري: "قليلة وكالات المخابرات الدولية التي كشفت عن عملية اعتقال علي موسى دكدوك، من كبار قسم المنفذين الدوليين التابع لحزب الله، وقد تم القبض على دكدوك على يد قوات الأمن العراقية بجانب المركز الشيعي في كربلاء في كانون ثاني الماضي. وبعد تحقيقات مكثفة معه تم تسليمه لجهاز المخابرات الأميركي، الذي علم بقيمة علي موسى دكدوك، لقد كان علي من أقرب الأشخاص لعماد مغنية الذي وضعت أميركا قيمة 25 مليون دولار لمن يغتاله".
وتشير المعلومات إلى أن دكدوك تواجد في العراق بتعليمات من الحاج عماد مغنية، كي ينفذ عمليات عسكرية ضد الجيش الأميركي، وقد رفض دكدوك الاستجابة للمحققين الأميركيين والتعاون معهم عندما، وكان قد ادعى بأنه أصم بل وطلب الرحمة في البداية لأنه أصم، وكان يحمل مستندات مزيفة. وبعد مرحلة من التحقيقات المكثفة معه ادعى علي موسى انه رجل أعمال إيراني، لكن وبعد ثلاثة أسابيع ونتيجة التحقيقات بدأ بالاعتراف في آذان المحققين الأميركيين، ورد في يديعوت أحرنوت.
وواصلت الصحيفة:" اتضح بأن علي موسى دكدوك كان يعمل تحت رعاية عماد مغنية، في حين ابلغ دكدوك وخلال التحقيق اسما من أسماء عماد مغنية وهو" الحاج رضوان" الذي استعمل كرمز بين رفاقه، ولم تكن المخابرات تعلم بهذا الاسم، وقد استطاع عماد مغنية أن يضلل 40 وكالة مخابرات في العالم. كذلك بلغ دكدوك أرقام الهواتف الخاصة بالحاج رضوان، وبأسماء المقربين من عماد مغنية وتم الكشف عن اسم آخر للحاج رضوان وهو ( ابر دوحان).
هذه المعلومات الإستخباراتية وصلت لمراسل يديعوت أحرنوت بواسطة ضابط في المخابرات اللبنانية الذي تم تعيينه لفحص ملابسات حادثة اغتيال عماد مغنية، والذي ذكر بأن أميركا أرادت أن تغتال عماد مغنية، لكن إسرائيل أرادته حيًا لتصفية الحسابات معه. " 15 سنة ركضت خلف عماد مغنية" ذكر روبرت بار من السي أي إيه سابقًا، " مشيت كالظل في أعقابه، ولم أتوقف عن جمع المعلومات والركض خلفه، لكني لم استطع أبدًا أن اقترب منه، لقد كان رجلاً متمكنا جدًا، فهو لم يجرِ أبدا أي لقاء في مكان لا يوجد له مداخل... اثنين على الأقل، ودائما عمل على إخفاء أي ورقة أو تصوير يعود له". اليوم وبعد مرور عام على ذكرى اغتيال عماد مغنية يتضح بأن المخابرات اللبنانية أيضًا تابعت خفية "الحاج رضوان".
وتشير يديعوت أحرنوت: "وفقًا للمعلومات التي تمتلكها إسرائيل فإن عماد مغنية وقف وراء عملية اختطاف الجنديين الدر ريجيف وجولدفيسر، بل تواجد في مكان محدد ليراقب العملية عندما حصلت. لكنه وفي السنوات الأخيرة من حياة الحاج عماد مغنية، أثيرت لديه تخوفات من قيام المخابرات السورية من بيعه لأميركا مقابل فتح سوريا صفحة جديدة مع السلطات في واشنطن. لهذا شدد على عدم التواجد في سوريا وفقط اعتبر دمشق محطة للتنقل من لبنان لإيران".
كما حرص على ألا يدخل بيروت، كذلك كان حذرًا جدًا من الجنرال آصف شوكت من المقربين لبشار الأسد، و"الرجل الأقوى" في دمشق". ووجد بشار الأسد في عماد مغنية عدوًا له، وهو يعلم بأن عماد مغنية قام بتوزيع مئات آلاف الدولارات لمعارضي بشار الأسد من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها، "في كل مرة أدخل إلى سوريا اشعر بأن هناك ضجة حولي وأحاول أن اقلل من فترة بقائي في سوريا" ذكر عماد مغنية لأحد أصدقائي قبل شهر على اغتياله.
ويضيف سمدار بري: "وقع الخطأ الكبير الذي ارتكبه عماد مغنية في حياته في 12 شباط 2008 ، الكثير من رجاله عرفوا برنامج عماد مغنية في نيته تكريم السفير الإيراني الجديد في دمشق حجة إسلام موساوي وأن يتواجد عنده ولو لمدة عشرين دقيقة، في استقبال احتفالات ذكرى 29 عامًا "للانقلاب الإسلامي في إيران". وتم متابعة مغنية من خلال كتابته جدوله الزمني، وكان عماد مغنية قد أمضى وقتا وحده في شقة، دون المرافقين الخاصين به، وكان هذا هو الوقت الكافي لدى منفذي عملية اغتياله من نصبوا المتفجرات في سيارته".
"الأيدي التي وضعت المتفجرات في سيارة مغنية كانت اسرائلية"
الأيدي التي وضعت التفجيرات القاتلة في المقعد الأمامي في سيارة عماد مغنية كانت أيد اسرائلية فقط". عندما يدور الحديث عن اغتيال شخص له قيمته الكبيرة، ممنوع الاتكال على أي طرف غريب، فدائمًا هناك تخوفات من تسريب معلومات، ولا يريدون أن تفشل خطة الاغتيال". قال قائد المخابرات اللبناني لمراسل يديعوت أحرنوت.
والإجابة على السؤال كيف وصلت الأيدي الإسرائيلية لسيارة عماد مغنية؟ لا يوجد جواب عند المخابرات اللبنانية " لدينا معلومات بأن الطاقم الذي قام بوضع المتفجرات في سيارة عماد مغنية دخل سوريا عن طريق كردستان بثلاث سيارات". قال رجل المخابرات اللبناني. "في السيارة الأولى ركب رجال الأمن للطاقم، وفي السيارة الثانية المسؤولون عن وضع المتفجرات وتركيبها، والسيارة الثالثة للهرب في حال فشلت الخطة.. التقنيون وطاقم العملية اسرائليون لكن الغريب بأن السائقين كانوا يتحدثون باللغة العربية" ذكرت يديعوت أحرنوت.
وأفاد رجل المخابرات اللبناني الصحيفة "بأنه ومن المتوقع بأن طاقم الإسرائيليين الذي وضعوا المتفجرات في سيارة عماد مغنية دخلوا سوريا من خلال حدود قريبة وليس عن طريق العراق، فعندما تكون مجموعة ذات خبرة بعادات المكان الذي تتواجد فيه وبكيفية التصرف، وبالرموز البسيطة للمكان الذي تتواجد به، من المحتمل أن تكون دخلت إلى سوريا من خلال نقاط تم وضعها وتعيينها من الأساس".
بعد أن رأى الإسرائيليون بأن سيارة الحاج رضوان تقف دون حراسة، بجانب الشقة التي تواجد بها، قاموا على الفور بوضع المتفجرات بشكل سريع، وهربوا في طريق مغايرة عن الطريق التي أتوا منها.. ممنوع استعمال الطريق نفسه عند تنفيذ عمليات الاغتيال هذا مبدأ يلتزم به منفذو الاغتيالات" قال رجل المخابرات اللبناني.
ووفقا للتخطيط الإسرائيلي فإنهم الغوا فكرة وضع متفجرات قد تنفجر في وقت محدد، خوفا من أن يغير عماد مغنية برنامجه ورأوا بأن الطريقة التي لن يكون بها أخطاء هي تلك التي تكون من خلال جهاز تحكم يكون بيد شخص خارج السيارة، لهذا وبعد أن تأكد مشغل جهاز التحكم بأن عماد مغنية استقر في سيارته، قام بالضغط على جهاز التحكم الأمر الذي أدى لتفجير السيارة". وفي تمام الساعة 22:35 اشتعل انفجار قوي في حي قرية سوسة.
قتل عماد مغنية على الفور وأثير الشك هل اشترى جهاز المخابرات الإسرائيلي السائق الخاص بمغنية، إلا أن قائد المخابرات اللبناني قال "من يعرف عماد مغنية الذي يشك بكل شيء، كان سيخمن من البدء بأن مغنية لم يكن ليركب السيارة لولا انه رأى سائقه ركب فيها دقائق قبل أن يركب هو". وكانت المخابرات قد بعثت وراء عائلة السائق الخاص بعماد مغنية لكنها وجدت بأن عائلته اختفت وبأن البيت مهجور.
محاولة إيرانية لإدخال الأسلحة إلى غزة
وورد في سياق خبر آخر ورد في صحيفة يدعوت أحرنوت بأن إيران بعثت بإنذار لمصر في حال لم تسمح لها بتفريغ حملة سفينة تابعة لها في إحدى الموانئ التي تصل لغزة، فبالمقابل لإيقاف السفينة اللبنانية التي كانت في طريقها لغزة وذلك على يد سلاح الجو البحري الإسرائيلي بالأمس، والتي تم نقلها لميناء اشدود، فإن هناك سفينة إيرانية ترسو في مياه البحر الأبيض المتوسط وتحمل حمولة معدة لقطاع غزة. وقد صرحت إيران لمصر بأن السفينة تحمل مساعدات وطلبت من مصر السماح بتفريغ الحمولة على إحدى الموانئ على طول شواطئ سيناء، في حين فرضت إيران طلبها من مصر كإنذار إذا لم تسمحوا لنا بتفريغ حمولة معدة لقطاع غزة في العريش ستتخذ طهران خطوات دبلوماسية قاسية ضد مصر، حتى على مستوى وقوع أزمة وانقطاع دبلوماسي بين الدولتين.
وأضافت يديعوت أحرنوت: "حتى ساعات الصباح لم يوافق المصريون على طلب إيران بتفريغ الحمولة في ميناء مصري، ذلك لأن مصر لا تريد أن تقطع الدعم الإيراني في غزة، كذلك خوفا من وجود سلاح مخبأ تحت حمولة المساعدات الإنسانية. يشار إلى أن قوات الجيش البحرية المصرية كانت قد طردت قبل أسابيع سفينة إيرانية من شواطئها، والتي لم تحصل على موافقة على أن ترسو في ميناء مصري الأمر الذي دعا السفينة بالعودة إلى إيران، إلا أن هذه المرة إيران حازمة على إدخال الحمولة لقطاع غزة ولو تكلف الأمر قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيران ومصر".
وأشارت مصادر مصرية وفقا ليديعوت أحرنوت "بأن الإيرانيين يمرون في حالة جنونية، نتيجة لخوفهم من وجود رقابة دولية على حدود قطاع غزة الأمر الذي سيمنعهم من إدخال عتاد عسكري إيراني عن طريق البحر الأحمر، هناك جهود إيرانية مركزة لإدخال سلاح لم تمتلكه غزة من قبل لداخلها، ومن بينهم صواريخ طويلة المدى". وفقا لمصادر مصرية.
إسرائيل طردت ركاب السفينة اللبنانية إلى لبنان وسوريا
رغم حصول السفينة اللبنانية(تالي) على تصريح من السلطات القبرصية بالعبور إلى غزة، والتأكد بأن السفينة لا تحمل أسلحة وفقط مساعدات إنسانية، إلا أن السلاح البحري الإسرائيلي وبالذات كتيبة رقم 13، قامت بالسيطرة على السفينة وطرد ركابها إلى لبنان وسوريا في حين ترسو السفينة الآن في ميناء اشدود.
وفقا لصحيفة يديعوت أحرنوت ورد عن الجيش الإسرائيلي "تحدثنا معهم من خلال أجهزة الاتصال بأنه لا يسمح لهم العبور إلى شواطئ غزة، إلا أنهم أجابوا بأنهم متجهين إلى العريش في مصر". ذكر قائد في سلاح البحر الإسرائيلي ايل ساءال، إلا أنه ونتيجة لمراقبة سلاح البحر الإسرائيلي السفينة وجدوا أنها تغير اتجاهها في إحدى المراحل:" في مرحلة من المراحل بدأت السفينة بتغيير مسارها والإبحار صوب غزة، فقمنا بصد السفينة وأخبرناهم بأنه وبسبب الحصار على غزة لن تدخل السفينة، قمنا بتحذيرهم بأن عليهم المغادرة حفاظا على سلامتهم، إلا أنهم رفضوا ذلك وواصلوا الإبحار".
ونقلت يديعوت أحرنوت بأن طاقما من قناة الجزيرة تواجد على متن السفينة ونقل ببث مباشر أحداث السفينة. مراسلة الجزيرة قالت "هم يطلقون النار على السفينة". وبعد دقائق صرخت: "الجنود اعتلوا على السفينة، الجنود يضربون الركاب". دقائق قليلة انقطع البث وكل الاتصالات على السفينة كذلك تم قطعها. ووفقا لأقوال الجيش الإسرائيلي بأنه كانت المساعدات التي تواجدت في السفينة قليلة جدا داخل السفينة". بينما في فلسطين يقدرون كمية المساعدات ب 40 ألف طن.
استطلاعات الرأي حول الانتخابات للحكومة الإسرائيلية
وورد في استطلاع لصحيفة يديعوت:" الليكود 25، كاديما 23، ليبرمان 19، العمل 16، شاس 10، ومن الاستنتاجات التي توصل إليها القائمون على البحث فإن في انتخابات الحكومة الإسرائيلية 2009 تبدو ظاهرة غريبة، وهي تغيير الموقف الانتخابي وتغيير قرار الناخب حول مرشحه الأفضل، بشكل سريع وخلال أيام بل خلال ساعات ".
ومن نتائج البحث بخصوص الناخبين فإن "65% من الأصوات المتأرجحة وحتى الآن لم تقرر لمن تصوت هي للنساء، و35% فقط هي نسبة أصوات الرجال المتأرجحة، غالبية المصوتين لحزب شاس هم من النساء، النساء تدعم حزب كاديما برئاسة تسيبي ليفني ب13 مقعد ، بينما الرجال يدعمون حزب كاديما بعشرة مقاعد، فيما يصوت اليهود القادمون الجدد لإسرائيل لليبرمان، وما بين 55% -65% من القادمين إلى إسرائيل يدعمون حزب "إسرائيل بيتنا"، فهم يدعمون ليبرمان بعشرة مقاعد من بين 19 مقعد.
إسرائيل: قريبا التوصل إلى تهدئة جديدة
على غرار التصريحات المصرية التي وردت بأنه لن تكون هناك تهدئة جديدة، ورد اليوم في صحيفة هآرتس بأن عاموس جيلعاد رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية توجه أمس إلى مصر، لإجراء لقاءات في مصر، ذلك تلبية لدعوة من الجانب المصري. وقد تلقى جيلعاد إرشاد قبل توجهه إلى مصر من بارك ليفني واولمرت، ومن المتوقع أن يحصل اليوم جيلعاد على حتلنة تفاصيل الاتصالات المصرية مع حماس. وتشير هآرتس بأن تقديرات الجانب الإسرائيلي تشير بأن حركة حماس وافقت على المبادرة المصرية بشكلها النهائي، وبأن التهدئة الجديدة تقترب.
وأوضحت هآرتس بأن "نقاش حاد يدور بين بارك ليفني واولمرت حول التهدئة والاتفاق مع المصريين، ليفني تعارض لكل اتفاق حماس شريكة به مع المصرين، وحسب رأيها يجب أن يبقى الوضع كما هو والرد بشكل حاد كي نستطيع الرد بصورة حادة على كل محاولة لتهريب السلاح". في المقابل يقول بارك "أنه يجب التوصل لاتفاق مع المصرين لكن بشرط أن يتم تنفيذ الشروط التي وضعتها إسرائيل".
يعتقد أولمرت بأنه "ليس على الإسرائيليين التوصل لترتيب معين مع حماس، إلا في حالة توافق الشروط المصرية مع الإسرائيلية فلا يوجد سبب لرفض ذلك. وهناك نوع من السذاجة في المفاوضات بين بارك ليفني واولمرت لربطهم مسألة شاليط مع مسألة فتح المعابر، ومن الجانب الثاني فإن حماس غادرت مصر إلى دمشق، وأفادت حركة حماس من غزة بأن ممثلون حركة حماس سيعودون إلى مصر غدا لمعرفة الردود الإسرائيلية على النتائج التي توصلوا إليها في المفاوضات التي تجري في مصر" نحن بحاجة لإيضاحات بشكل أوسع من قبل إسرائيل بخصوص قائمة البضائع لتي لا يسمح بدخولها لغزة" ذكر عضو من حركة حماس بالأمس.
http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/2/407022.htm