المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعوديات يهجرن الوطن.. إلى الكويت



زوربا
02-06-2009, 03:23 PM
تحقيق: د. نورة ناصر المليفي

عندما نذكر كلمة هجرة فاول تصور يرسم في مخليتنا هو ان يترك الانسان وطنه، ويرحل بعيدا من اجل لقمة عيش يبحث عنها، أو من اجل البحث عن الامن والاستقرار أو يهاجر لاسباب اخرى.
لكن مع عصر التكنولوجيا وعصر السرعة ظهرت هجرة من نوع آخر، يهجرون الوطن صباحا ويعودون اليه مساء، ليقضوا بقية يومهم مع اهلهم واحبتهم وخلانهم واصدقائهم. ومن هؤلاء مجموعة من المدرسات السعوديات اللواتي يتركن بيوتهن صباحا ليعملن في الكويت ثم يعدن الى عائلاتهن مساء. حول المزيد كان هذا التحقيق:

نورة سيدة سعودية تعمل في الكويت في وزارة التربية، وهي تؤكد ان عملها في الكويت انما هو في سبيل اسرتها:
ـــ افنيت عمري في سبيل العلم، وحرصت على اكمال مسيرتي التعليمية، بالرغم من انني تزوجت وانا في الثانوية.
وبعد التخرج لم اجد فرصة للعمل في بلدي، خاصة ان التعيين صعب عندنا في المملكة. فكما تعلمون ان مساحة المملكة كبيرة جدا والعمل هناك لا يشترط ان اكون في منطقتي نفسها. انا اسكن في الخفجي وجاءتني فرصة عمل في جدة، وهذا يعني انني سوف اترك اولادي واسكن هناك، ولا يمكن ان استقر نفسيا وانا بعيدة عنهم.
وتضيف نورة:
ـــ استسلمت لحالة اليأس وفضلت ان اكون ربة بيت على ان اكون موظفة وانا بعيدة عن اسرتي. الى ان جاء اليوم الذي توظفت فيه صديقتي في الكويت ونصحتني بالعمل فيها، خاصة انها قريبة من الخفجي. فقدمت اوراقي وتم اجراء مقابلة لي ونجحت وتعينت.
وها انا في سفر يومي اخرج من البيت الساعة الخامسة صباحا واعود الساعة الرابعة عصرا، وانا اعتبر عملي هذا جهادا في سبيل اسرتي، وفي سبيل تحسين اوضاعنا المادية والاجتماعية.

سفر يومي
بدرية ايضا اضطرتها الظروف إلى أن تترك وطنها صباح كل يوم بحثا عن لقمة العيش:
ـــ هجرت وطني بحثا عن راحتي وعن لقمة عيشي في ارض الله الواسعة، وهذا لا يسيء الى المرء، والمرأة لا تختلف عن الرجل، فكما ان الرجل يهاجر ويبحث عن قوت يومه فكذلك المرأة فقدت الامل في وجود وظيفة لان توفير العمل في مدارس قريبة من بيوتنا صعب جدا، ففكرت في العمل في الكويت، اهجر وطني صباحا واعود اليه مساء. وارتمي في احضان ابنائي، وامارس حياتي الطبيعية، من زيارات للاهل والاصدقاء وخصوصا في العطل الرسمية. وعندكم في الكويت ما اكثر العطل، كعطلة رأس السنة والسنة الهجرية واحتفالات العيد الوطني وعيد الفطر وعيد الاضحى وغيرها من مناسبات.
العمل في بلدكم مريح جدا، ويستحق التعب لان الراتب مجز ولله الحمد. ثم ان المسافة ما بين الخفجي والكويت اقرب من المسافة ما بين الخفجي وجدة ونحن في المملكة تعودنا على المسافات الطويلة لان اراضيها كبيرة، وانتم في الكويت تشعرون بألم بعد المسافات لانكم تعودتم على السير في مسافات ضيقة، فالتنزه حول الكويت لا يستغرق اكثر من ساعة، لكنها على الرغم من صغر حجمها فإنها كبيرة في قلوبنا وباهلها.

رحلة ممتعة
رسمية سعودية ايضا تعمل معلمة للغة العربية في الكويت، تخرج من منزلها الساعة الخامسة صباحا وتعود اليه الثالثة أو الرابعة عصرا وهي على هذه الحال يوميا، لكنها تصف رحلتها اليومية من اجل العمل في الكويت بانها رحلة ممتعة:
ـــ انا لا اشعر بالتعب في رحلتي من الخفجي الى الكويت يوميا، بل اشعر بانها رحلة ممتعة، وحيوية ونشاط، لقد كسرنا الحاجز الروتيني من الخمول والكسل، في وقت عشنا فيه دون وظيفة ودون راتب ودون اثبات لذاتنا، ان العمل نعمة، يشعر الانسان بوجوده وحيويته وعطائه ونشاطه وعنفوانه. والحركة بركة، والعمل نوع من العبادة، وكلما ازدادت المشقة زاد الاجر والثواب.
انا لا اعتبر عملي في الكويت هجرة، لانني اعود الى بلدي في اليوم نفسه واعيش مع اسرتي واهلي، فلا غربة في المكان ولا غربة مع الاهل، خاصة ان الكويت تحمل العادات والتقاليد نفسها، والكويتيات من اهلي فخليجنا واحد ومصيرنا واحد.

مميزات عديدة
أما منيرة فبدأت حديثها قائلة:
ـــ وفرت لنا الكويت عددا من المميزات، فالراتب مجز ولله الحمد، والسيارة موجودة تنقلنا من بيوتنا الى عملنا، وتعود بنا من عملنا الى بيوتنا، ومع ذلك نتسلم بدل سيارة، والسيارة اصلا متوافرة لنا من وزارة التربية. اننا ننعم بمميزات لم نكن نحلم بها، اضافة الى ان الكويتيين يتميزون بالطيبة والقلوب الصافية، وهم يشعرون بالتعب تجاه رحلتنا اليومية من الخفجي الى الكويت ومن الكويت الى الخفجي (ذهابا وايابا)، ونحن لا نشعر بهذا التعب، بل نشعر بالعطاء وبوجودنا الحقيقي، وبالاحترام والتقدير والثناء.

السعادة تخفف التعب
وحول الجهد البدني والتعب اليومي لهؤلاء المعلمات اللاتي يعملن في الكويت، حيث يسافرن من الخفجي الى الكويت، وقد امتلأ جوازهن بالاختام التقت «القبس» بالاخصائية النفسية ريم مبارك التي اكدت ان الشعور بالسعادة والراحة النفسية يقضي على الالم والتعب الجسدي:
ـــ لا يمكن للمرء ان يشعر بالتعب الجسدي ما لم يكن في داخله الم نفسي فعناء السفر من اجل لقمة عيش وحياة هنية لا يسبب التعب الجسدي، فالشعور بالسعادة يقضي عليه. ومع الاسف ينسى الناس حقيقة ان التعب النفسي اشد تأثيرا على المرء من التعب الجسدي، بل ان كثيرا من الامراض العضوية سببها نفسي، والالم النفسي قد يتأزم ويسبب حالة من الاكتئاب، وهذا الاكتئاب يعرقل العمل والعطاء والاداء ويقود احيانا الى الانتحار في اوج قمته.
والواقع يقول ان الانسان يستطيع ان يتغلب على المه العضوي ومشاكله الجسدية، ويستطيع ان يذهب إلى عمله ويمارس حياته الطبيعية، ولكن من يعاني امراضا نفسية أو الما نفسيا لا يمكنه ممارسة العمل ولا يمكن ان يعيش حياته الطبيعية، وعلاج الالم النفسي اصعب بكثير من علاج الالم العضوي، لان المرض العضوي يمكن علاجه بالعقاقير والعمليات الجراحية، ولكن العلاج النفسي يحتاج الى الوصول الى الذات البشرية وتدريبها لمعايشة الواقع.
ان ما تقوم به المعلمات السعوديات قد يتحول بالنسبة لهن من تعب الى متعة، لانهن في حاجة ماسة الى هذا العمل، ثم انهن تعودن على المسافات البعيدة خاصة ان المملكة العربية السعودية كبيرة في مساحتها، فهن لا يشعرن بطول المسافة كما نشعر بها نحن، اضافة الى ان الراحة النفسية وحب العمل وحب الزميلات يشعرهن بأنهن بين اهلهن فلا ينتابهن الشعور بالغربة أو الهجرة.
واود ان اضيف ان التعامل مع العقل الباطن هو الاهم، فاذا اوهم الانسان نفسه بالتعب فسوف يشعر بالتعب، واذا عزز نفسه بالقوة فسوف يشعر بالقوة، ومن هنا لا بد ان لا يكرر الانسان عبارات التعب بل يبدلها بعبارات فيها القوة والعطاء، ومن هنا سوف ينتابه شعور بالسعادة لانه عنصر فعال في المجتمع وفي اسرته وانه مهم في حياة هذه الاسرة التي تعتمد عليه بعد الله.

فاطمي
03-04-2010, 11:53 AM
المراة في السعودية تعاني اشد المعاناة ولذلك تفضل اجواء الحرية في الكويت على اجواء القمع في السعودية ، ندعو لهجرة الشعب السعودي ( الطيبين فقط ) الى الكويت وترك تلك الارض للوهابيين ليحكموا بعضهم البعض