المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيكل يحذّر : المرحلة المقبلة .. فرض التسويات وتصفية حماس عبر عملية إعمار غزة



jameela
01-24-2009, 12:41 AM
http://media.farsnews.com/Media/8708/Images/jpg/A0539/A0539162.jpg


مؤكدا أنه كان من بين العرب من يحرض على ضربها ..


الدوحة - فارس


حذر المفكر العربي الكبير و الكاتب و الصحافي الشهير محمد حسنين هيكل من أن المرحلة المقبلة ستشهد محاولة لتصفية حركة حماس عبر سلاح عملية إعمار قطاع غزة في أعقاب العدوان الصهيوني الذي تواصل على مدى ثلاثة أسابيع ، مؤكدا أنه كان من بين العرب من يحرض على ضربها .

و افادت وكالة انباء فارس بأن المفكر هيكل اعلن ذلك الليلة الماضية في حلقة خاصة على قناة الجزيرة الفضائية مؤكدا أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيلعب الدور الأبرز في المرحلة المقبلة التي سيتم خلالها فرض الأمر الواقع على العرب "الذين لم يكن لهم أي دور في وقف العدوان على قطاع غزة على عكس ما توهمه بعضهم" .

و في السياق أكد هيكل أن مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير هو "مهندس" الزج بالحلف الأطلسي في المنطقة العربية من خلال ترتيبه زيارات القادة الأوروبيين للمنطقة "في لحظة فراغ" .

و في هذا الصدد ، أشار هيكل إلى أن الاندفاع الأطلسي يستغل انشغال الولايات المتحدة الامريكية بشأنها الداخلي في ظل الأزمة المالية التي تعصف باقتصادها .
و شدد هذا الصحافي على أن اعتمادات الإعمار ستجري تحت رعاية الأطلسي ، و على أن هناك كمّاً هائلاً من أموال الإعمار التي ستوظف لإغفال الجانب السياسي للقضية الفلسطينية.

و حث هيكل العرب على الانتباه إلى خطورة ما يحاك ضد منطقتهم التي "تواجه أحوالا خطيرة جدا" ، و لعل أبرز و أخطر ما ورد في تحليل هيكل ، ترتيبات الأمر الواقع و التسويات التي قال إنها ستفرض في المنطقة !! ، و بالتالي ستكون هناك حقائق - لا حلول - تفرض بأساليب مختلفة : الإعمار والضرب والتهدئة .

من جهة أخرى ، تناول حسنين هيكل بالتحليل ، التحركات الأوروبية التي سبقت إعلان إسرائيل عن وقف إطلاق النار من جانب واحد ،
و كشف في هذا السياق أن الإدارة الأمريكية هي من دفع إسرائيل لوقف الهجوم على غزة كي لا تفسد حفل تنصيب الرئيس باراك أوباما ، و حتى لا تتم عملية التنصيب وسط أنهار الدم والنيران التي تلتهم الفلسطينيين في غزة.

و وفقا لتحليل هيكل ، فإن الجميع بما فيهم العالم العربي تحركوا في الوقت الضائع ، و أن العرب لم يلعبوا في الواقع أي دور في وقف القتال . و قال بهذا الصدد إن العرب لم يكونوا مدركين لما يجري في هذه المرحلة .

و أضاف : أن ما جرى و ما يجري و ما سيجري يتطلب الكثير من التحقيق و الحساب مع النفس و مع الآخرين . و حثّ العرب على أن يتحركوا باتجاه محاسبة إسرائيل ، أو على الأقل تسجيل ما اقترفته من جرائم عبر استدعاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليدلي بشهادته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول زيارته الخاطفة لغزة .

غير أن هيكل استبعد في المقابل إمكانية محاسبة إسرائيل على مجازرها في غزة أمام أي من المحاكم الدولية المتخصصة في جرائم الحرب وغيرها .

و أشار في هذا الإطار إلى أن ما حصل في القطاع على امتداد ثلاثة أسابيع كان مجازر غير مسبوقة في التاريخ , مشيرا إلى دور قناة الجزيرة في نقل الصورة إلى العالم في مقابل التعتيم الذي مارسته إسرائيل عبر منع المراسلين الغربيين من دخول غزة, بل وحتى محاولة ثني بان كي مون عن زيارة القطاع.

و في سياق تحليله للحرب و تداعياتها ، أوضح محمد حسنين هيكل أن إسرائيل استغلت لحظة فراغ في الساحة الدولية, خاصة الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة بين إدارتي جورج بوش وباراك أوباما.

و أضاف أن تل أبيب قامت بما كان مطلوبا منها قائلا في هذا الصدد : إن الحرب على غزة بدأت بإشارة سماح أميركية بهدف إزالة عقبات على رأسها حركة حماس التي كانت ترفض تسويات الأمر الواقع التي جرت محاولة فرضها عبر مؤتمر أنابوليس وما بعده.
و حسب تأكيد هيكل ، كان مطلوبا ضرب حماس لأنها تسلّحت و لأنها عقبة في طريق التسوية ، مؤكدا أنه كان من بين العرب من يحرض على ضربها .

و حسب تقديره أيضا كان القتل المروع والجنون الذي تعرضت له غزة بمنزلة "دروس" للآخرين, وأكد أن سوريا كانت المقصودة في هذه المرحلة وليس إيران.

و حين تطرق إلى التحركات الدبلوماسية التي تمت في الوقت الضائع ، أشار هيكل إلى ما تعرضت له مصر من استغلال سياسي عبر لقاء شرم الشيخ الذي رأى فيه أولى علامات تشكل مرحلة جديدة سمتها البارزة تدخل الحلف الأطلسي في البحرين الأبيض المتوسط والأحمر بحجة مكافحة منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.

و دلّل على ذلك بالاتفاقية الأمنية التي أبرمتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني قبل ساعات من توقف القصف .