مقاوم
01-18-2009, 12:31 AM
يتعرض له الرجال والنساء بعد سن الخمسين
جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
عكف العلماء والباحثون عقودا طويلة يحاولون تحسين صحة البشرية والتخفيف من آلام الانسان بشتى الطرق. إلا أن السرطان ظل من أكثر الأمراض عنادا أمام حلول العلماء. ولا زال الملايين من سكان العالم يصارعون هذا المرض ومضاعفاته.
في حديثه الى "صحتك" أوضح البروفيسور عز الدين إبراهيم استشاري ورئيس قسم الأورام بمستشفي الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، أن نواة كل خلية في جسم الإنسان تحتوي على مورثات تشرف وتسيطر على وظائف هذه الخلية وعملها وغذائها وانقسامها وموتها، ولكل خلية نمط معين من الحياة تحدده مجموعة من المورثات الخاصة تشرف على عملية الانقسام أو شيخوخة أو موت الخلية وتدعى مجموعة هذه المورثات بمورثات الموت المبرمج.
وتضبط هذه المورثات عمل مورثتين مسؤولتين إما عن الانقسام والتكاثر أو عن إيقاف ولجم هذا التكاثر: > المورثة الورمية، وهي التي تنشط النمو والتكاثر والانقسام. > المورثة الكابحة للورم، وهي المورثة التي تقي من حدوث الورم.
وتعمل مجموعة هذه المورثات بشكل منتظم ومتوافق بشكل يضمن سلامة ووظيفة النسج والخلايا. وهناك برنامج محدد لكل نسيج، فمثلاً تشرف هذه المورثات على نسيج بطانة الرحم ليتبدل كل 28 يوما، كما أن النسيج يفترض ألا يتجدد بعد الولادة لذلك نجد أن المورثة الورمية متوقفة عن العمل فيه.
* خلل في عمل المورثات
* هذه الأمور تحدث في حال سلامة وانتظام عمل المورثات، لكن ماذا يحدث لو تعرض عمل هذه المورثات لخلل بحيث زاد عمل المورثة الورمية أو تعطل عمل المورثة الكابحة ؟ الجواب سيكون هناك: حدوث الورم! فالورم هو تكاثر عشوائي وغير مضبوط للخلايا بحيث تفقد الخلية قدرتها على الموت فتنقسم في جميع الاتجاهات دون وجود من يلجمها أو يقيد تكاثرها. و لكن هذا الورم الناشئ ليس بالضرورة أن يكون خبيثاً، فيلزمه بعض التغيرات في بنية الخلية حتى يتحول إلى ورم خبيث ويكون هذا الورم الخبيث في بدايته متواضعا في مكانه، ومع مرور الوقت وحسب شدة خباثته يبدأ بالانتشار والتوسع والانتقال إلى مناطق بعيدة معطياً النقائل الورمية التي يعني وجودها التقدم في مرحلة الورم وصعوبة وتعقيد في العلاج. فالسرطان إذاً لا يبدأ دفعة واحدة إنما هناك عدة مراحل يمر بها وهذه المراحل تحتاج إلى زمن قد يمتد لسنوات، والسرطان إذاً هو داء يصيب مورثات الخلية فيؤدي إلى تكاثرها وهذا لا يعني انه داء وراثي بالضرورة.
* سرطان القولون والمستقيم
* وكمثال على ما سبق، أوضح البروفيسور عز الدين أن الجميع معرضون لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مثلا، وهو سرطان يصيب الرجال والنساء على حد سواء، ويعد ثالث سبب رئيسي لوفيات السرطان عالميا. غير أن احتمال الإصابة تتوقف على عدة عوامل، منها: - خطر نسبي للإصابة، إذا كان عمر الانسان 50 سنة أو أكثر ولا يعاني من عوامل خطر أخرى.
- خطر متزايد للإصابة، في حالة وجود:
> سجل شخصي بهذا النوع من السرطان أو أورام في الغدد. > سجل عائلي (شخص واحد أو أكثر) مصاب كالأبوين، الأشقاء والشقيقات أو الأطفال.
> سجل عائلي للإصابة بسرطانات أخرى مختلفة : سرطان الثدي، المبيض، الرحم، وأعضاء أخرى.
> سجل شخصي للإصابة بأمراض متعلقة بالتهابات القولون التقرحي أو التهاب القولون الحبيبي (مرض كرون).
بالإضافة لعوامل أخرى واضطرابات عديدة موروثة تزيد من خطر الإصابة بشكل كبير، إلا أنها قليلة الشيوع والانتشار، ومنها: الوجبات الغذائية الغنية بالدهون وقليلة الألياف، وأسلوب الحياة الخامل (كثرة الجلوس وقلة الحركة).
* أعراض سرطان القولون والمستقيم
* يشير البروفيسور عز الدين أن سرطان القولون والمستقيم يبدأ من دون أي أعراض على الإطلاق. إلا انه مع مرور الوقت يظهر عدد من الأعراض يمكن اعتبارها كإشارات تحذيرية، مثل:
> نزيف المستقيم.
> وجود دم في البراز (أحمر قاني، أسود أو غامق جدا).
> تغير في حركة القولون وخاصة في طبيعة البراز وشكله.
> آلام ناتجة عن تقلصات وتشنجات في المنطقة السفلية من البطن.
> آلام غازية متكررة.
> اضطراب ورغبة في التبرز في حين لا حاجة لذلك.
> فقدان الوزنمن دون اتباع حمية.
> شعور بتعب وإجهاد مستمر. وهنا يؤكد البروفيسور عز الدين على ضرورة استشارة الطبيب فور الإصابة بهذه الأعراض، فهو الوحيد القادر على تحديد ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أم لا. وحتى في حال عدم الشكوى من هذه الأعراض، فإن الفحص المبكر يعتبر ضروريا لاكتشاف المراحل المبكرة من سرطان القولون والمستقيم والتي لا يصاحبها عادة أي أعراض إطلاقا كما تعد هذه المرحلة من أكثر المراحل شفاءً. واتباع خطوات وقائية بسيطة يمكن التقليل وبشكل كبير من خطر الإصابة بهذا المرض.
وهناك أورام سطحية حميدة وغير سرطانية تشبه حبة العنب تتكون في الجدار الداخلي للقولون أو المستقيم وتنمو هذه الأورام عادة ببطء على مدى 3 إلى 10 سنوات إلا أن الغالبية العظمى من الناس لا تصاب بهذه الأورام حتى ما بعد سن 50 عاماً. ومن الممكن تحول بعض هذه الأورام السطحية الحميدة إلى سرطان. وقد ثبت أن استئصال الأورام السطحية فعال في منع الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
* الفحص المبكر
* هناك أنواع متعددة من الفحوصات المبكرة، تناسب الحالة الصحية لكل مريض على حده، ويجب إجراؤها في سن 50 للأشخاص في مرحلة الخطر النسبي وفي سن الـ 40 للأشخاص ذوي الخطر المتزايد: 1. الفحص السريري من قبل الطبيب.
2. فحص المستقيم بإدخال الإصبع للتأكد ما إذا كان هناك ورم موجود.
3. فحص البراز لمعرفة ما إذا كان هناك دم في البراز أم لا.
4. فحص التنظير بواسطة منظار خاص.
5. فحص بالتصوير الإشعاعي.
ويضيف البروفيسور عز الدين إبراهيم إن التحضير المناسب لهذه الفحوصات المبكرة يعد أهم ما يمكنك القيام به للمساعدة في الحصول على أدق النتائج الممكنة. وإذا تم تشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم فان الجراحة تعد الخطوة الرئيسية لإزالة الأورام السرطانية وأي أنسجة خبيثة أخرى. ونوع العملية يعتمد على تقدم السرطان.
* الوقاية
* ليست هناك طرق للحد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بشكل كامل، لذا يعد الفحص المبكر في غاية الأهمية. إلا إن هناك دلائل و إشارات من الممكن أن تقلل احتمال الإصابة به وذلك بإتباع الخطوات التالية:
> إتباع حمية غذائية غنية بالألياف (تناول كميات كبيرة من الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه).
> الإكثار من تناول الملفوف، البروكلي، القرنبيط. > تجنب الأطعمة الغنية بالدهون خاصة الدهون المشبعة.
> الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم. > ممارسة الرياضة بانتظام. كما يقوم الباحثون أيضا باختبار مدى إمكانية بعض العقاقير على المساعدة في الحد من الإصابة بسرطان القولون < صورة: البروفيسور عزالدين ابراهيم
جدة: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
عكف العلماء والباحثون عقودا طويلة يحاولون تحسين صحة البشرية والتخفيف من آلام الانسان بشتى الطرق. إلا أن السرطان ظل من أكثر الأمراض عنادا أمام حلول العلماء. ولا زال الملايين من سكان العالم يصارعون هذا المرض ومضاعفاته.
في حديثه الى "صحتك" أوضح البروفيسور عز الدين إبراهيم استشاري ورئيس قسم الأورام بمستشفي الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، أن نواة كل خلية في جسم الإنسان تحتوي على مورثات تشرف وتسيطر على وظائف هذه الخلية وعملها وغذائها وانقسامها وموتها، ولكل خلية نمط معين من الحياة تحدده مجموعة من المورثات الخاصة تشرف على عملية الانقسام أو شيخوخة أو موت الخلية وتدعى مجموعة هذه المورثات بمورثات الموت المبرمج.
وتضبط هذه المورثات عمل مورثتين مسؤولتين إما عن الانقسام والتكاثر أو عن إيقاف ولجم هذا التكاثر: > المورثة الورمية، وهي التي تنشط النمو والتكاثر والانقسام. > المورثة الكابحة للورم، وهي المورثة التي تقي من حدوث الورم.
وتعمل مجموعة هذه المورثات بشكل منتظم ومتوافق بشكل يضمن سلامة ووظيفة النسج والخلايا. وهناك برنامج محدد لكل نسيج، فمثلاً تشرف هذه المورثات على نسيج بطانة الرحم ليتبدل كل 28 يوما، كما أن النسيج يفترض ألا يتجدد بعد الولادة لذلك نجد أن المورثة الورمية متوقفة عن العمل فيه.
* خلل في عمل المورثات
* هذه الأمور تحدث في حال سلامة وانتظام عمل المورثات، لكن ماذا يحدث لو تعرض عمل هذه المورثات لخلل بحيث زاد عمل المورثة الورمية أو تعطل عمل المورثة الكابحة ؟ الجواب سيكون هناك: حدوث الورم! فالورم هو تكاثر عشوائي وغير مضبوط للخلايا بحيث تفقد الخلية قدرتها على الموت فتنقسم في جميع الاتجاهات دون وجود من يلجمها أو يقيد تكاثرها. و لكن هذا الورم الناشئ ليس بالضرورة أن يكون خبيثاً، فيلزمه بعض التغيرات في بنية الخلية حتى يتحول إلى ورم خبيث ويكون هذا الورم الخبيث في بدايته متواضعا في مكانه، ومع مرور الوقت وحسب شدة خباثته يبدأ بالانتشار والتوسع والانتقال إلى مناطق بعيدة معطياً النقائل الورمية التي يعني وجودها التقدم في مرحلة الورم وصعوبة وتعقيد في العلاج. فالسرطان إذاً لا يبدأ دفعة واحدة إنما هناك عدة مراحل يمر بها وهذه المراحل تحتاج إلى زمن قد يمتد لسنوات، والسرطان إذاً هو داء يصيب مورثات الخلية فيؤدي إلى تكاثرها وهذا لا يعني انه داء وراثي بالضرورة.
* سرطان القولون والمستقيم
* وكمثال على ما سبق، أوضح البروفيسور عز الدين أن الجميع معرضون لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مثلا، وهو سرطان يصيب الرجال والنساء على حد سواء، ويعد ثالث سبب رئيسي لوفيات السرطان عالميا. غير أن احتمال الإصابة تتوقف على عدة عوامل، منها: - خطر نسبي للإصابة، إذا كان عمر الانسان 50 سنة أو أكثر ولا يعاني من عوامل خطر أخرى.
- خطر متزايد للإصابة، في حالة وجود:
> سجل شخصي بهذا النوع من السرطان أو أورام في الغدد. > سجل عائلي (شخص واحد أو أكثر) مصاب كالأبوين، الأشقاء والشقيقات أو الأطفال.
> سجل عائلي للإصابة بسرطانات أخرى مختلفة : سرطان الثدي، المبيض، الرحم، وأعضاء أخرى.
> سجل شخصي للإصابة بأمراض متعلقة بالتهابات القولون التقرحي أو التهاب القولون الحبيبي (مرض كرون).
بالإضافة لعوامل أخرى واضطرابات عديدة موروثة تزيد من خطر الإصابة بشكل كبير، إلا أنها قليلة الشيوع والانتشار، ومنها: الوجبات الغذائية الغنية بالدهون وقليلة الألياف، وأسلوب الحياة الخامل (كثرة الجلوس وقلة الحركة).
* أعراض سرطان القولون والمستقيم
* يشير البروفيسور عز الدين أن سرطان القولون والمستقيم يبدأ من دون أي أعراض على الإطلاق. إلا انه مع مرور الوقت يظهر عدد من الأعراض يمكن اعتبارها كإشارات تحذيرية، مثل:
> نزيف المستقيم.
> وجود دم في البراز (أحمر قاني، أسود أو غامق جدا).
> تغير في حركة القولون وخاصة في طبيعة البراز وشكله.
> آلام ناتجة عن تقلصات وتشنجات في المنطقة السفلية من البطن.
> آلام غازية متكررة.
> اضطراب ورغبة في التبرز في حين لا حاجة لذلك.
> فقدان الوزنمن دون اتباع حمية.
> شعور بتعب وإجهاد مستمر. وهنا يؤكد البروفيسور عز الدين على ضرورة استشارة الطبيب فور الإصابة بهذه الأعراض، فهو الوحيد القادر على تحديد ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن الإصابة بسرطان القولون والمستقيم أم لا. وحتى في حال عدم الشكوى من هذه الأعراض، فإن الفحص المبكر يعتبر ضروريا لاكتشاف المراحل المبكرة من سرطان القولون والمستقيم والتي لا يصاحبها عادة أي أعراض إطلاقا كما تعد هذه المرحلة من أكثر المراحل شفاءً. واتباع خطوات وقائية بسيطة يمكن التقليل وبشكل كبير من خطر الإصابة بهذا المرض.
وهناك أورام سطحية حميدة وغير سرطانية تشبه حبة العنب تتكون في الجدار الداخلي للقولون أو المستقيم وتنمو هذه الأورام عادة ببطء على مدى 3 إلى 10 سنوات إلا أن الغالبية العظمى من الناس لا تصاب بهذه الأورام حتى ما بعد سن 50 عاماً. ومن الممكن تحول بعض هذه الأورام السطحية الحميدة إلى سرطان. وقد ثبت أن استئصال الأورام السطحية فعال في منع الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
* الفحص المبكر
* هناك أنواع متعددة من الفحوصات المبكرة، تناسب الحالة الصحية لكل مريض على حده، ويجب إجراؤها في سن 50 للأشخاص في مرحلة الخطر النسبي وفي سن الـ 40 للأشخاص ذوي الخطر المتزايد: 1. الفحص السريري من قبل الطبيب.
2. فحص المستقيم بإدخال الإصبع للتأكد ما إذا كان هناك ورم موجود.
3. فحص البراز لمعرفة ما إذا كان هناك دم في البراز أم لا.
4. فحص التنظير بواسطة منظار خاص.
5. فحص بالتصوير الإشعاعي.
ويضيف البروفيسور عز الدين إبراهيم إن التحضير المناسب لهذه الفحوصات المبكرة يعد أهم ما يمكنك القيام به للمساعدة في الحصول على أدق النتائج الممكنة. وإذا تم تشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم فان الجراحة تعد الخطوة الرئيسية لإزالة الأورام السرطانية وأي أنسجة خبيثة أخرى. ونوع العملية يعتمد على تقدم السرطان.
* الوقاية
* ليست هناك طرق للحد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بشكل كامل، لذا يعد الفحص المبكر في غاية الأهمية. إلا إن هناك دلائل و إشارات من الممكن أن تقلل احتمال الإصابة به وذلك بإتباع الخطوات التالية:
> إتباع حمية غذائية غنية بالألياف (تناول كميات كبيرة من الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه).
> الإكثار من تناول الملفوف، البروكلي، القرنبيط. > تجنب الأطعمة الغنية بالدهون خاصة الدهون المشبعة.
> الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم. > ممارسة الرياضة بانتظام. كما يقوم الباحثون أيضا باختبار مدى إمكانية بعض العقاقير على المساعدة في الحد من الإصابة بسرطان القولون < صورة: البروفيسور عزالدين ابراهيم