المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إسرائيل تلقت معلومات عن وصول سعيد صيام لمنزل استأجره قبل الحرب



مقاوم
01-18-2009, 12:27 AM
معلق: هذه هي صورة النصر التي بحث عنها الجيش والآن يمكننا وقف النار


تل أبيب: «الشرق الأوسط»

كشفت مصادر أمنية في اسرائيل أمس، قصة نجاحها في اغتيال سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة حركة حماس في قطاع غزة أول من أمس، ويتضح منها، ان معلومات وصلت اليها حول استئجاره منزلا في حي الشيخ رضوان وعن قدومه لزيارته عند اغتياله.

وقالت هذه المصادر، انها لا تستطيع إعطاء تفاصيل كثيرة، حتى لا تكشف مصادر معلوماتها. ولكنها كشفت ان إياد صيام، شقيق سعيد، استأجر له بيتا في حي الشيخ رضوان قبل 20 يوما من اغتياله. وان هدف استئجاره كان استخدامه للقاءاته السرية خلال الحرب. وقد تم اعداد البيت بسرية.

ولكن سعيد لم يستخدمه. وعندما قرر استخدامه عرفت اسرائيل وبدأت ترصد المكان عن قرب. وحضر سعيد صيام ومعه ابنه محمد وشقيقه اياد من أجل لقاء مساعده الأمين، صلاح أبو شرخ، قائد جهاز الامن الذي شكله صيام ذراعا أساسية لحكومة حماس. وما ان علمت المخابرات الاسرائيلية بأمر اللقاء حتى عممت الخبر طالبة أمرا قياديا بإجازة الاغتيال. فحصلت عليه وأعطيت الأوامر للطائرات الجاهزة في الجو، فألقت قذيفة زنتها طن فهدم البيت كله وحفرت حفرة ضخمة في الأرض من جراء الانفجار.

وكانت مصادر عسكرية وأمنية وسياسية اسرائيلية قد اعتبرت اغتيال صيام وقائد قواته أحد أهم انجازاتها في حربها العدوانية. وقالت ان صيام هو أهم شخصية يتم اغتيالها من قادة حماس منذ اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في 17 أبريل (نيسان) 2004. واهتمت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس، بإبراز هذا الحدث مشيرين الى ان صيام كان من أخطر قادة حماس وأشدهم تطرفا. ويتسم بذكاء حاد وبتخطيط استراتيجي يناسب ثقافته العلمية، كمحاضر في الرياضيات. فهو الذي خطط للانقلاب على السلطة الفلسطينية الشرعية، منذ الأسابيع الأولى لفوز حماس بالانتخابات. وقال في حينه ان حركة فتح لن تسلم بنتائج الانتخابات ويجب الاستعداد للمرحلة القادمة. وكان في كل خلاف مع فتح يعود ويذكر بأهمية الاستعداد للبديل. وأعطي الضوء الأخضر للعمل.

وفي غضون بضعة شهور نجح صيام في تشكيل القوة التنفيذية الذراع الضارب لحماس على الصعيد الداخلي وتدريبها على العمل وتمكن من اختراق أجهزة الأمن التابعة للسلطة والخاضعة لسلطة محمد دحلان، احد قادة فتح السابقين في غزة وعضو في المجلس التشريعي، وتجنيدها الى جانبه حتى تشل حركة السلطة وقت الانقلاب. ونجح في شحن رجاله بالكراهية لأجهزة الأمن السلطوية. وعند الانقلاب كان كل شيء جاهزا، وبفضل خطته لم يطل وقت السيطرة على كل أجهزة السلطة. واحتفل قائد العمليات الحربية الاسرائيلية، الجنرال يوآف غالانت، الليلة قبل الماضية بهذا الاغتيال خلال لقائه مع رؤساء البلديات في الجنوب، وقال: «هذه العملية ما هي سوى اشارة واحدة لما نعمله في سبيل الدفاع عن مواطنينا. فنحن نمارس ضغوطا هائلة على حماس وننسف كل حساباتها. كل فرضيات حماس التي سبقت هذه الحرب انهارت، وسيكون عليها أولا أن تفسر لجمهورها لماذا كانت كل حساباتها خاطئة، وثانيا سيكون عليها بناء سياسة جديدة في التعامل معنا».

واعتبر المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، الاغتيال بمثابة «صورة النصر» التي بحث عنها الجيش الاسرائيلي لاختتام المعارك، مثلما يفعل كل جيش يخوض حربا في العالم. واضاف: «الآن بالامكان وقف الحرب والانسحاب. ولكن، ينبغي الحذر الشديد.
فحماس أيضا، وهي مكسورة الجناح، تفتش عن صورة نصر تستطيع أن تخرج فيها من الحرب بكرامة. ولذا، ينبغي الآن على قواتنا في غزة وفي محيط غزة وفي كل مكان أن تفتح عيونها حتى لا تنجح «حماس» في أية عملية تتيح لها جعلها صورة نصر».