المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السعوديون يعتقدون ان اصابتهم بالامراض النفسية بسبب الحسد او السحر



أمير الدهاء
01-16-2009, 08:06 AM
الشعوذة من مسببات الأمراض النفسية الشائعة

الجمعة, 16 يناير 2009

الدمام - مويضي المطيري

كشف استطلاع طبي أن المرضى النفسيين من الرجال السعوديين يعتقدون أكثر من النساء أن إصابتهم بالأمراض النفسية بسبب الحسد أو السحر، حيث بيّن الاستطلاع أن 43 في المئة من المرضى الرجال يظنون أن سبب إصابتهم بالمرض النفسي يعود إلى الحسد والسحر مقابل 23 في المئة من النساء.

بينما أرجع 69 في المئة من المريضات سبب مرضهن النفسي إلى ضغوط العمل والمنزل، مقابل 45 في المئة من الرجال الذين أرجعوا مرضهم النفسي إلى الضغوط اليومية في العمل والمشاكل المنزلية.

وبيّن الاستطلاع، الذي أجري على شريحة من المرضى النفسيين من الجنسين من قبل متخصصة في الطب النفسي في المنطقة الشرقية تم عرضه ضمن برنامج حملة الصحة النفسية للأجيال الذي نظمته دائرة الخدمات الطبية بمستشفى أرامكو في الظهران شرق السعودية، أن النساء يعتقدن أن الإصابة بالمرض النفسي يعود إلى مس من الجن، حيث يعتقد 34 في المئة من الرجال بذلك مقابل 38 في المئة من النساء، ويرجع 61 في المئة من النساء مرضهن لأسباب وراثية، مقابل 50 في المئة من الرجال، في حين أرجعت 86 في المئة من النساء إصابتهن بالمرض النفسي إلى اختلال في الموصلات العصبية مقابل 50 في المئة من الرجال.

وقالت الدكتورة هيفاء القحطاني إن المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الأمراض النفسية لدى الأشخاص جعلتهم يبتعدون أو ييئسون من العلاج النفسي عند المتخصصين، لأنهم يعتقدون أن سبب المرض النفسي هو السحر والحسد أو الجن، وهذا ما كشفه الاستطلاع، مؤكدة أن أهمية التوعية بالأمراض النفسية ودور الطب النفسي بعلاجها لها أثر كبير في تغيير هذه المفاهيم، بالإضافة الى الاعتقاد الخطأ لدى البعض بأن الشباب والأطفال لا يعانون من المرض النفسي، والدراسات تبين أن خمس الشباب في العالم يعانون من اضطرابات نفسية متوسطة إلى شديدة الحدة.

وقالت إن المرض النفسي يمكن أن يصيب أي شخص مهما كان سنه ووضعه الاجتماعي، حيث تشكل الاضطرابات النفسية أكثر من 12 في المئة من إجمالي الأمراض، ويعاني نحو 24 في المئة من مرضى الرعاية الصحية الأولية من اضطرابات نفسية، بينما تبين الإحصائيات أن 69 في المئة من مرضى الاضطرابات النفسية مصابون بأعراض بدنية، ولا يعالج كثير منهم على الوجه الصحيح.

وحذرت القحطاني من الآثار الضارة الناجمة عن وصمة المرض النفسي في المجتمع، والتي تجعل المريض يرفض البحث عن العلاج، وقد يعاني من مشكلات في العمل والمنزل أو يتعرض للعنف البدني والتحرش والاحتقار.

من جهته، أوضح الدكتور عادل العوفي استشاري الطب النفسي من البحرين أن خدمات الصحة النفسية في العالم العربي تواجه مشكلات متشابهة، منها قلة عدد المتخصصين، وضعف الميزانيات المخصصة لهذه الخدمات، وغياب القوانين المعنية بالصحة النفسية، ونقص البرامج التدريبية.

وكشفت إحصائية استعرضها الدكتور العوفي عن تدني عدد الأطباء النفسيين في السعودية بين دول الخليج، حيث كانت السعودية الأقل بعدد الأطباء على مستوى الخليج، وجاءت البحرين الأولى في تحقيق العدد المطلوب من الأطباء والممرضين النفسيين، بينما جاءت أيضا السعودية الأقل بين الدول الخليجية في عدد الممرضين النفسيين.

وقال الدكتور العوفي إن هجرة الأطباء العرب إلى دول الغرب، وغياب تشريعات الصحة النفسية، والأسباب الاقتصادية والاجتماعية، من الأسباب التي جعلت الصحة النفسية تعاني من إهمال نسبي في العالم العربي، موضحا أن 70 في المئة من المرض النفسيين في الدول النامية لا يحصلون على العلاج، وأن المرض النفسي تتضاعف نسبته لدى الفئات الفقيرة والعاطلة عن العمل.

من جانبه، بيّن حمد الضويلع مدير عام العمليات الطبية بدائرة الخدمات الطبية في أرامكو السعودية أن المفاهيم الخاطئة في المجتمع السعودي روّج لها أناس غير متخصصين بنوا أفكارهم على الخرافات وعدم المعرفة بطبيعة الأمراض النفسية وإمكانيات العلاج النفسي، والتي أدت بعدد من أفراد المجتمع إلى الإحجام عن الذهاب إلى عيادات الطب النفسي والمعالجين النفسيين، مما أدى إلى تردي أوضاعهم النفسية لتصبح حالات بعضهم مستعصية على العلاج.‏