فيثاغورس
01-10-2009, 03:24 PM
صغار هندوس يتعلمون القرآن الكريم وأخلاقيات أخرى تتعلق بالإسلام
http://www.asharqalawsat.com/2009/01/06/images/religion1.501707.jpg
اطفال في احدى المدارس الاسلامية («الشرق الأوسط»)
بيهار: براكريتي غوبتا
ربما يفاجأ القارئ بأن الكثير من الأطفال الهندوس يدرسون في مدارس دينية إسلامية في ولايات مختلفة في الهند ويتعلمون القرآن الكريم وأخلاقيات أخرى تتعلق بالإسلام.
ويستطيع سيدارتا باندي البرهمي، البالغ
من العمر 13 عاما، أن يتلو آيات من القرآن يحفظها، ولديه نسخة منه في المنزل يقرأ فيها باستمرار. قال دون أن يرمش له جفن: «يعلمنا القرآن أنه من الواجب مساعدة الآخرين، وفعل الخير، والابتعاد عن الشر». ثم سارع ليغتسل ويرتدي غطاء رأس قبل أن يقرأه علينا بصوت جهوري. وسيدارتا ابن أستاذ جامعي، يدرس في مدرسة دينية في منطقة سيوان في ولاية بيهار، شرق الهند.
وقال الدكتور عبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس التعليم الديني في ولاية بيهار، إن المؤسسات التعليمية الإسلامية تجذب كلا طبقتي الصفوة والفقراء من الهندوس.
وتقدم المدارس الدينية تعليما مجانيا، يجذب على وجه التحديد القطاعات الفقيرة، بينما ترسل الأسر الثرية أبناءها إلى المدارس الدينية لتعلم العادات العربية والفارسية والإسلامية إلى جانب المواد العصرية بهدف الحصول على وظيفة في الخليج وفي سفارات الدول الإسلامية. وأضاف الأنصاري: «بعد أن تخرج عدد من الطلاب الهندوس من المعاهد الدينية، ينشرون النهج الإنساني للإسلام. وفي الحقيقة، نحن لا نعلمهم أي شيء ضد أي دين أو قومية، كما يدعي أصحاب المصالح في تشويه صورة المدارس الدينية».
وكذلك، يجتمع الطلاب في مدرسة دينية في ولاية أوتار براديش القريبة حول صف من صنابير المياه ليغسلوا أيديهم وأقدامهم، ثم ليقفوا في صفوف للصلاة.
ويذكر الطالب الهندوسي بادال داس ،14 عاما، أن قصيدته المفضلة هي «في الابتهال»، وهي قصيدة عربية. ويقرأ شقيقه ساجال بطلاقة ملخصا لقصة حياة المهاتما غاندي باللغة العربية. ويدرس الاثنان باللغة العربية في المدرسة السلفية في حي أعظم غره في أوتار براديش.
ويتلو كل من ناديما بانو وهشام الدين ،12 عاما، أدعية باللغة السنسكريتية. وفي الخلفية، تتردد أصوات فتاتين هندوسيتين، آرتي كوماري ،14 عاما، وآنيتا كوماري اللتين كانتا تكتبان عن النبي محمد باللغة الأردية على السبورة، «عندما كان نبينا يبلغ من العمر 35 عاما..». ويقول معلمهم إنهم لا يجدون صعوبة في كتابة اللغة الأردية أو قراءتها أو فهمها. لا يقتصر استخدام اللغة الأردية على المسلمين ولا اللغة السنسكريتية على الهندوس». ولكن، من المثير للاهتمام التركيز على اللغة السنسكريتية التي ابتعدت كثيرا عن الاستخدام اليومي. ويقول قاري جلال الدين من المدرسة السلفية: «الأمر لا يتعلق بمساعدة الطلاب على الحصول على وظائف، ولكن بتعليمهم العلوم الإنسانية والفكر العظيم والأسلوب الصحيح في الحياة، والقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ». وتُدرس اللغة السنسكريتية في المدرسة السلفية حتى الصف التاسع، واللغة الأردية إجبارية من الصف الأول إلى الخامس، بعدها يحق للطلاب الهندوس الاختيار فيما إذا كانوا يريدون دراسة المزيد منها.
وفي زيارة إلى تلك المدارس الدينية، وجدنا عددا كبيرا من الطلاب الهندوس. وحاليا في المدرسة السلفية يمثل تعداد الهندوس 45 في المائة من طلابها. وفي مدرسة العزيزية الإسلامية، يوجد 35 طالبا هندوسيا من 143. ويوجد في مدرسة فيض القرآن 20 طالبا هندوسيا. ولا توجد طريقة للتمييز بين انتماءات الطلاب الدينية فيما عدا أسماءهم.
وفي مدرسة ناراباتيبارا الثانوية في ولاية بنغال الغربية، يوجد 320 طالبا وطالبة، ويفوق عدد الطالبات عدد الطلاب، وهم يتعلمون معا في الحجرات الدراسية على المناضد والمقاعد الخشبية الواهنة.
ويتعلم لاخان سورين ،15 عاما، الهندوسي اللغة العربية بالإضافة إلى مواد أخرى، مثل التاريخ والجغرافيا. وقال محمد صفر علي موندال مدير مدرسة ناراباتيبارا، إن طلاب المدرسة يتلقون تعليما شاملا، وبالطريقة نفسها التي يتلقون بها التعليم في أية مدرسة ثانوية أخرى في بنغال الجنوبية.
وأضاف: «لدينا نفس المناهج والإدارة وتعيين المعلمين من الهندوس والمسلمين ونفس المعاشات والمكافآت والرواتب. كل شيء مماثل للمدارس الأخرى».
وفي بنغال الغربية: «يدرس حوالي 40,000 هندوسي في المدارس الدينية المشتركة، وفي الحقيقة تفوق أعداد الفتيات أعداد الفتية في الفصول.
وقال عبد الستار رئيس مجلس التعليم الديني في بنغال الغربية: «إنها تلبي احتياجات الفقراء والريفيين والمجتمعات المتأخرة التي لا يوجد فيها مدارس». وقد أنشئ هذا النوع من المدارس لأول مرة عام 1780 على يد وارين هاستينغز، أول حاكم عام لشركة شرق الهند. وشجعت هذه المؤسسة دراسة اللغة العربية وكان هدفها تدريب المسلمين ليديروا مكاتب الدخل الحكومي والقضاء.
وأضيفت الهوية العلمانية على المدارس الدينية عام 1915، أيضا بمبادرة من الحكومة التي كانت في ذلك الوقت بريطانية. وقد أدخلت مواد عامة مثل التاريخ واللغة الإنجليزية إلى المدارس، بالإضافة إلى الدراسات الإسلامية. ويعتقد عبد الستار أن تلك المدارس تحقق كل ما تحمله كلمة مدرسة من معنى.
وفي الحقيقة، تعتبر الـ508 مدارس دينية في بنغال الغربية متميزة، حيث تختلف عن أية مدارس أخرى في الهند وفي كافة أنحاء العالم. وبعيدا عن فكرة أن بها طلابا هندوسا كثيرين، لا يوجد رجل دين واحد يدرس لهم. كما أنها مشتركة حيث يجلس الفتية والفتيات في نفس حجرة الدراسة، وهو أمر محظور في المدارس الدينية في أي مكان آخر.
وتعادل الشهادات التي يحصل عليها خريجو المدارس الدينية الشهادات التي يحصل عليها خريجو المدارس الأخرى. وقال عبد الستار: «حقق الكثير من طلابنا نجاحا في حياتهم. فهناك منهم قضاة في المحاكم العليا وموظفون حكوميون وأطباء ومهندسون تعلموا في مدارسنا الدينية».
http://www.asharqalawsat.com/2009/01/06/images/religion1.501707.jpg
اطفال في احدى المدارس الاسلامية («الشرق الأوسط»)
بيهار: براكريتي غوبتا
ربما يفاجأ القارئ بأن الكثير من الأطفال الهندوس يدرسون في مدارس دينية إسلامية في ولايات مختلفة في الهند ويتعلمون القرآن الكريم وأخلاقيات أخرى تتعلق بالإسلام.
ويستطيع سيدارتا باندي البرهمي، البالغ
من العمر 13 عاما، أن يتلو آيات من القرآن يحفظها، ولديه نسخة منه في المنزل يقرأ فيها باستمرار. قال دون أن يرمش له جفن: «يعلمنا القرآن أنه من الواجب مساعدة الآخرين، وفعل الخير، والابتعاد عن الشر». ثم سارع ليغتسل ويرتدي غطاء رأس قبل أن يقرأه علينا بصوت جهوري. وسيدارتا ابن أستاذ جامعي، يدرس في مدرسة دينية في منطقة سيوان في ولاية بيهار، شرق الهند.
وقال الدكتور عبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس التعليم الديني في ولاية بيهار، إن المؤسسات التعليمية الإسلامية تجذب كلا طبقتي الصفوة والفقراء من الهندوس.
وتقدم المدارس الدينية تعليما مجانيا، يجذب على وجه التحديد القطاعات الفقيرة، بينما ترسل الأسر الثرية أبناءها إلى المدارس الدينية لتعلم العادات العربية والفارسية والإسلامية إلى جانب المواد العصرية بهدف الحصول على وظيفة في الخليج وفي سفارات الدول الإسلامية. وأضاف الأنصاري: «بعد أن تخرج عدد من الطلاب الهندوس من المعاهد الدينية، ينشرون النهج الإنساني للإسلام. وفي الحقيقة، نحن لا نعلمهم أي شيء ضد أي دين أو قومية، كما يدعي أصحاب المصالح في تشويه صورة المدارس الدينية».
وكذلك، يجتمع الطلاب في مدرسة دينية في ولاية أوتار براديش القريبة حول صف من صنابير المياه ليغسلوا أيديهم وأقدامهم، ثم ليقفوا في صفوف للصلاة.
ويذكر الطالب الهندوسي بادال داس ،14 عاما، أن قصيدته المفضلة هي «في الابتهال»، وهي قصيدة عربية. ويقرأ شقيقه ساجال بطلاقة ملخصا لقصة حياة المهاتما غاندي باللغة العربية. ويدرس الاثنان باللغة العربية في المدرسة السلفية في حي أعظم غره في أوتار براديش.
ويتلو كل من ناديما بانو وهشام الدين ،12 عاما، أدعية باللغة السنسكريتية. وفي الخلفية، تتردد أصوات فتاتين هندوسيتين، آرتي كوماري ،14 عاما، وآنيتا كوماري اللتين كانتا تكتبان عن النبي محمد باللغة الأردية على السبورة، «عندما كان نبينا يبلغ من العمر 35 عاما..». ويقول معلمهم إنهم لا يجدون صعوبة في كتابة اللغة الأردية أو قراءتها أو فهمها. لا يقتصر استخدام اللغة الأردية على المسلمين ولا اللغة السنسكريتية على الهندوس». ولكن، من المثير للاهتمام التركيز على اللغة السنسكريتية التي ابتعدت كثيرا عن الاستخدام اليومي. ويقول قاري جلال الدين من المدرسة السلفية: «الأمر لا يتعلق بمساعدة الطلاب على الحصول على وظائف، ولكن بتعليمهم العلوم الإنسانية والفكر العظيم والأسلوب الصحيح في الحياة، والقدرة على التمييز بين الصواب والخطأ». وتُدرس اللغة السنسكريتية في المدرسة السلفية حتى الصف التاسع، واللغة الأردية إجبارية من الصف الأول إلى الخامس، بعدها يحق للطلاب الهندوس الاختيار فيما إذا كانوا يريدون دراسة المزيد منها.
وفي زيارة إلى تلك المدارس الدينية، وجدنا عددا كبيرا من الطلاب الهندوس. وحاليا في المدرسة السلفية يمثل تعداد الهندوس 45 في المائة من طلابها. وفي مدرسة العزيزية الإسلامية، يوجد 35 طالبا هندوسيا من 143. ويوجد في مدرسة فيض القرآن 20 طالبا هندوسيا. ولا توجد طريقة للتمييز بين انتماءات الطلاب الدينية فيما عدا أسماءهم.
وفي مدرسة ناراباتيبارا الثانوية في ولاية بنغال الغربية، يوجد 320 طالبا وطالبة، ويفوق عدد الطالبات عدد الطلاب، وهم يتعلمون معا في الحجرات الدراسية على المناضد والمقاعد الخشبية الواهنة.
ويتعلم لاخان سورين ،15 عاما، الهندوسي اللغة العربية بالإضافة إلى مواد أخرى، مثل التاريخ والجغرافيا. وقال محمد صفر علي موندال مدير مدرسة ناراباتيبارا، إن طلاب المدرسة يتلقون تعليما شاملا، وبالطريقة نفسها التي يتلقون بها التعليم في أية مدرسة ثانوية أخرى في بنغال الجنوبية.
وأضاف: «لدينا نفس المناهج والإدارة وتعيين المعلمين من الهندوس والمسلمين ونفس المعاشات والمكافآت والرواتب. كل شيء مماثل للمدارس الأخرى».
وفي بنغال الغربية: «يدرس حوالي 40,000 هندوسي في المدارس الدينية المشتركة، وفي الحقيقة تفوق أعداد الفتيات أعداد الفتية في الفصول.
وقال عبد الستار رئيس مجلس التعليم الديني في بنغال الغربية: «إنها تلبي احتياجات الفقراء والريفيين والمجتمعات المتأخرة التي لا يوجد فيها مدارس». وقد أنشئ هذا النوع من المدارس لأول مرة عام 1780 على يد وارين هاستينغز، أول حاكم عام لشركة شرق الهند. وشجعت هذه المؤسسة دراسة اللغة العربية وكان هدفها تدريب المسلمين ليديروا مكاتب الدخل الحكومي والقضاء.
وأضيفت الهوية العلمانية على المدارس الدينية عام 1915، أيضا بمبادرة من الحكومة التي كانت في ذلك الوقت بريطانية. وقد أدخلت مواد عامة مثل التاريخ واللغة الإنجليزية إلى المدارس، بالإضافة إلى الدراسات الإسلامية. ويعتقد عبد الستار أن تلك المدارس تحقق كل ما تحمله كلمة مدرسة من معنى.
وفي الحقيقة، تعتبر الـ508 مدارس دينية في بنغال الغربية متميزة، حيث تختلف عن أية مدارس أخرى في الهند وفي كافة أنحاء العالم. وبعيدا عن فكرة أن بها طلابا هندوسا كثيرين، لا يوجد رجل دين واحد يدرس لهم. كما أنها مشتركة حيث يجلس الفتية والفتيات في نفس حجرة الدراسة، وهو أمر محظور في المدارس الدينية في أي مكان آخر.
وتعادل الشهادات التي يحصل عليها خريجو المدارس الدينية الشهادات التي يحصل عليها خريجو المدارس الأخرى. وقال عبد الستار: «حقق الكثير من طلابنا نجاحا في حياتهم. فهناك منهم قضاة في المحاكم العليا وموظفون حكوميون وأطباء ومهندسون تعلموا في مدارسنا الدينية».