yasmeen
01-10-2009, 02:20 PM
يكتبها *: أسامة عجاج - الاخبار المصرية
* الجنون داخل الصحفي قد يدفعه ليتمني أن يكون بين ركاب طائرة مخطوفة لتتاح له فرصة الكتابة عن تجربة خاصة جدا*.* *
حكاياتي لا تنتهي مع مطار نيويورك الدولي الأشهر* »جي.اف.كي*« في العام الماضي ذهبت في زيارة للولايات المتحدة بعد أن أديت فريضة الحج بفارق يوم أو اثنين قضيتهما في القاهرة كنت برفقة أخي الأصغر* »خالد*« الذي يحمل الجنسية الأمريكية وعند وصولي أخذ موظف الجوازات يتصفح جواز سفري بتأشيراته المتعددة لدول عربية* »في مهام صحفية*« باغتني بسؤال لم أكن أتوقعه علي الاطلاق*.. لماذا تذهب الي السعودية كثيرا؟ أدركت بحسي الصحفي ان الموظف قد يخمن بوجود ما يمكن ان نسميه* »جريمة متكاملة الأطراف*« زائر عربي مسلم اسمه اسامة وهل هناك أشهر من أسامة*.. بن لادن عند الأمريكيين علي الاقل كثير السفر علي جوازه عدة تأشيرات للمملكة العربية السعودية اذا* فقد يعتقد الموظف انه امام* »ارهابي محتمل*« علي الاقل*.. ابتسمت رغما* عني،* وقلت له ان مهنتي كصحفي هي سر تعدد رحلاتي الي الدول العربية بحكم تخصصي المهني*. كما ان زياراتي للسعودية لم تتجاوز ثلاث مرات علي مدي عامين*.
اثنتان منها لأداء فريضة الحج*. والثالثة لتغطية مؤتمر قمة دول مجلس التعاون الخليجي ديسمبر *٧٠٠٢ كما ان هناك دولا* زرتها بنفس العدد خلال نفس المدة وهو ما يثبته الجواز وتأشيرات الدخول والخروج،* تدخل أخي بتعليقاته الذكية والتي ساعدت علي ترطيب الأجواء،* وردي بدا كما لو كان مقنعا* للموظف وفي أدب جم*.. أعطاني أوراقي،* وتمني لي اقامة سعيدة في نيويورك شكرته وانتهي الامر*. ابتسم اخي وقال*: الحمد لله،* ان الامور لم تتطور وذهب ذلك الرجل الي مكان يطلق عليه المصريون الحاصلون علي الجنسية الامريكية* »الغرفة المظلمة*« لمن يرون أن الامر يستحق اسئلة واستفسارات أكثر وتدقيقا أكبر قالوا لي ان ما يحدث من توقيف لبعض المسافرين هو احد تداعيات *١١ سبتمبر وفوبيا الارهاب التي نجحت ادارة بوش في زرعها داخل شرايين المجتمع الامريكي وجميع اجهزته خاصة من العرب والمسلمين مع تورط عناصر من تنظيم القاعدة*. وفقا* لاعترافاتهم في الاحداث،* حتي اصبح العربي المسلم مشتبها به حتي يثبت عكس ذلك وكتبت هذه التجربة في عمود* »عين عربية*« الذي احرص عليه كل خميس،* كدليل علي سوء الفهم وحالة الترصد والتربص التي تنتظر العرب والمسلمين في أمريكا*.
الغرفة المظلمة
نسيت الكلام حول* »الغرفة المظلمة*« الا* ان الاحداث اثبتت بأن الأمر كما لو كان نبوءة فقد عدت الي نيويورك في زيارة خاصة في *٩ ديسمبر الماضي ترافقني زوجتي،* انهي موظف الجوازات اجراءاتها بسرعة*. وبدأ في توجيه الاسئلة لشخصي،* اين تقيم قلت في مصر بدأ يتساءل عن اسمي الأول والأخير رغم انه مثبت علي الجواز يقوم بالعمل علي جهاز الكمبيوتر أمامه ليسألني سؤالا* جديدا* وبعد دقائق وقف قائلا* لي وبحسم* »اتبعني*« ادركت ساعتها انني في طريقي الي الغرفة المظلمة*.. وهي تقع علي يمين الخارج من منافذ الجوازات*. تفصلها عنها* »طرقة*« طويلة بعض الشيء،* قال لي* »اترك اغراضك في الخارج*« وكانت معي شنطة صغيرة بها ادوية ودخلت ومعي زوجتي قال لي* »انتظر*« فامتثلت للأمر وجلست بالطبع الغرفة لم تكن مظلمة فهي عبارة عن دسك عال به حوالي خمسة من موظفي الجوازات الأكثر خبرة امام كل منهم جهاز كمبيوتر،* في المدخل موظف آخر يجلس علي مكتب مماثل امامه ممر يؤدي الي* غرف أخري حمدت الله أنني لست الوحيد امام هذا الموقف فموظفو الجوازات يأتون بمسافرين مثلي يتركونهم مع وثائق سفرهم التي توضع بنظام اسبقية الحضور ويبدأ كل موظف في التعامل مع حالة من الحالات الموجودة*. القاعة بها حوالي *٥ صفوف من المقاعد المريحة تنقسم الي قسمين في كل صف حوالي *٠١ مقاعد استنفرت كل حواسي الصحفية خاصة أنني أمام تجربة جديدة الا انني تمنيت ان تنتهي بسرعة وعلي خير فالرحلة طويلة حوالي *٢١ ساعة متواصلة من الطيران المباشر بالاضافة الي تعب الاستعداد والتجهيز للسفر،* كما ان اخي الأكبر* »طارق*« ينتظرني في الخارج*.
بعد انهاء الاجراءات موظف ابيض ممتليء قليلا* نادي عليٌ* فذهبت اليه ابتسامة مهذبة لا تفارق شفتيه مع حسم واضح في كل تصرفاته وبدأت اسئلته وهو لفظ مخفف ومهذب لأغرب استجواب واجهته في حياتي،* بدأ بالاسم وحروفه*. ثم عرج عن وزني وطولي وانا هنا لا ابالغ* رغم* انني ماثل امامه بشحمي ولحمي،* سألني عن مكان عملي قلت له صحفي في الأخبار،* فسأل عن توزيعها*. وهل هي تماثل نيويورك تايمز أو الواشنطن بوست سألني عن تخصصي ونوعية كتاباتي وكان يسجل كل الاجابات امامه،* وبعدها اخذ معه جواز سفري وورقة الاستجواب وذهب*.
تخمينات
قلت في نفسي لعل الأجهزة الأمنية* الأمريكية تعرف عني أكثر مما أعرفه عن نفسي وقد يكون لديها معلومات عن تورطي في علاقات مع تنظيمات ارهابية دون ان ادري عن ذلك شيئا فعلاقاتي بمثل هذه الجماعات اقتصرت علي بداية عملي في اوائل الثمانينيات بتغطية محاكمة المجموعة التي اغتالت الرئيس الراحل أنور السادات وامتدت الي تغطية محاكمات عناصر تنظيم الجهاد والجماعة الاسلامية قلت ايضا* لعل هذا الموقف نتاج متابعة دقيقة لمقالات سابقة انتقدت فيها السياسات الامريكية وادارة بوش واستبعدت ذلك الامر فمثل هذه المواقف يشاركني فيها اعلاميون من كل دول العالم،* والادارة الامريكية ترفع شعارات نشر الديمقراطية وتقرير الحريات العامة*.
نظرت بجانب عيني الي زوجتي فوجدت مظاهر الخوف والقلق تجتاحها ابتسمت وقلت لها محاولا* تخفيف الأجواء* »عليك ان تطالبيهم بدفع *٠٥ ملايين دولار،* وهو المبلغ* المرصود للقبض علي اسامة*.. بن لادن*« فأنت التي جئت به مع فارق بسيط في اسم العائلة*. وتستطيع ادارة بوش اذا تعاملت مع الموقف بذكاء ان تقنع العالم بانجاز عظيم قبل ان تغادر بأيام،* زجرتني بنظرة نارية وقالت* »هو دا وقت هزار*.. احنا في ايه ولا ايه*«،* حاولت من جديد وقلت لها في داخل كل صحفي مجنون صغير يتمني ان يكون ضمن ركاب طائرة مخطوفة علي سبيل المثال حتي ينفرد بكتابة تجربته بشرط بسيط ان تنتهي الامور علي خير*. ويعطي فرصة لكتاباتها دون ان يكون في عداد الموتي،* فشلت المحاولة الثانية للتسرية عنها وهي تقول*: »بدلا* من ذلك عليك بالأدعية*«.. وخاصة دعاء فك الكرب،* وبدأت هي في تلاوته ولم أجد مفرا* من ترديده خلفها*.
المأساة
تمر ثواني الانتظار كما لو كانت* أعواما* وبدأت في ممارسة عملي الصحفي بتأمل التجارب المماثلة*. شاب قادم من اسرائيل ملابسه تدل علي انه احد طلاب المدارس الدينية في القدس او اي من مستوطنات الضفة حصل علي تأشيرة دخول للدراسة الا انه تأخر في القدوم للحاق بجامعته او معهده لم يتبق علي صلاحيتها سوي اقل من شهرين*. رعشة قوية لم يستطع هذا الشاب ان يخفيها لا علي جسمه ولا صوته وهو يجيب علي اسئلة موظف الجوازات الذي راح يعدد له الأشهر التي ضاعت والباقية علي انتهاء التأشيرة وضرورة ان يطلب مد فترة اقامته عبر المعهد الذي سيلتحق به*.. انتهي الامر عند هذا الحد واعطاه الموظف جوازه واوراقه حمدت الله علي ان شكوك موظفي الجوازات لا تفرق بين العربي المسلم،* واليهودي رغم انه مشروع متطرف بحالته وهيئته حالة أخري لأحد أفراد طاقم طائرة مصر للطيران التي اقلتنا الي نيويورك وكانت مع موظفة من مكتب الشركة في المطار وانتهي الامر علي خير وسريعا*.
ارتحت لوجود موظفة مصرية* »حكيت لها مشكلتي*« قالت انها لا تستطيع التدخل وانا لم اطلب منها ذلك فالأمر بالنسبة لي كان مقصورا علي سريان مشاعر من الراحة والاطمئنان لوجود ابناء وطنك في تلك اللحظة وان كانوا أسعد حالا* ت.كرر الامر مع مصرية وأولادها كان معها زوجها علي نفس الطائرة وهو يحمل الجنسية الامريكية*. سيدات جئن علي كراسي متحركة بلغن من العمر ارذله كان عليهن مراجعة المستوي الأعلي في الجوازات تتغير الملامح واللغات والجنسيات مع توالي رحلات شركات الطيران القادمة من انحاء المعمورة الي نيويورك ساعتها تمنيت ان يأتي الموظف الذي* غاب بأوراقي ليخبرني بمنعي من الدخول حتي اعود علي نفس الطائرة فالوقت هنا في الغرفة المظلمة لا يمر تقريبا* ومرت اكثر من ساعة علي هذا الحال*. حتي عاد*. وتكررت الأسئلة،*
وتعددت الاستفسارات،* فاستشعرت أن الامر جد خطير ولا يمكن التعويل علي سوء فهم لكلمة قد أقولها وتحسب عليٌ* فطلبت وجود مترجم يفهم العربية،* وكانت المصادفة وجود موظفة تابعة لشركة مصر للطيران ملامحها تؤكد انها من جنوب شرق آسيا ويبدو انها من الموظفين المحليين وكانت تتساءل عن وجود ركاب تابعين للشركة*. فطلب منها موظف الجوازات ضرورة حضور من يفهم العربية فجاءت نفس الموظفة السابقة وبدأت في الترجمة ورغم معرفتي بما يقوله لم تتغير مشاعر الراحة الداخلية مع تزايد قلق زوجتي والموظفة تؤكد لي ان هناك تشابها في الاسم،* مع شخص مطلوب لديهم،* والامر يحتاج الي بعض التحريات والاتصالات التي قد تستغرق *٠٣ دقيقة حاولت ان تشجعني بعد ان عرفتها بنفسي وقالت نحن نشاهد حالات تشابه الاسماء كثيرا*. وهم يتعاملون مع الامور بجدية تامة*. احيانا* ما يكون المشتبه به طفلا رضيعا لا يمكن بالطبع ان يكون قد تورط في اعمال اجرامية او له سوابق ارهابية واحيانا* ما يكون شيخا* هرما*. ولكن الامور تدار هنا بهذا الحسم*.
اعطيتها هاتف اخي الاكبر طارق الذي ينتظرني في الخارج لتطمئنه وهو ما قامت به بالفعل خاصة ان استخدام المحمول ممنوع اثناء فترة وجودك في الغرفة المظلمة،* قالت لي ايضا* ان طول المدة يتعلق ايضا* بتصحيح الاسماء وانهاء التشابه حتي لا يتكرر الامر في مرات قادمة مالم اقله لها ان بصمة العين واليد كافية لمعرفة حقيقة اي شخص*. قلت في نفسي لعلهم يعرفون اسم المشتبه به دون اي معلومات عنه بدليل الاسئلة السابقة عن الطول والوزن وهل يعقل ان يأتي مطلوب للأجهزة الامنية بقدميه عبر بوابة مطار* »جي.اف.كي*«*.
أطول ساعة
مرت أطول ساعة في تاريخ حياتي*.. قطع حبل افكاري موظف آخر من الشركة ليقول لنا الحقائب الخاصة بكم امام سير رقم *٤ وذهب لحال سبيله*.
الغرفة تمتليء بالقادمين الجدد،* وتفرغ* وانا علي حالي مجرد وجود بعض ركاب وطقم شركة الخطوط الاردنية،* وهم يتحدثون العربية بصوت مرتفع سبب لي نوعا من الاطمئنان*.
تركت مكاني وذهبت الي الموظف الذي يجلس امام المدخل سألته اين دورة المياه فأنا بحاجة الي دخول الحمام قال لي في حسم انتظر حتي تنتهي الاجراءات ذهبت الي مقعدي تصورت انه لم يفهم طلبي جيدا*. فالامر يتعلق بحاجة انسانية فعدت اليه من جديد وبنفس الطلب فكان نفس الرد وبنفس الحسم لم اجد ما افعله سوي الابتسامة فهل يعتقد انني اربط علي جسدي حزاما* ناسفا* او احمل قنابل يدوية او علي الاقل خاف عليٌ* من الاقدام علي الانتحار،* هربا* من جرائمي التي قد اكون قد ارتكبتها في السابق فأنا الآن وبلا فخر وبكل تواضع مشتبه به*.
الانفراجة
الوقت يمر ببطء وبدأ صبري في* النفاد وقدراتي علي الاحتمال تتضاءل وعيناي لا تفارق الموظف الموكل اليه ملفي وهو في انتظار التحريات ونتائجها ومراجعة الاجهزة المعنية في واشنطن*.. وهو مستمر في انهاء حالات لقادمين جدد يبتسم عندما تلتقي اعيننا وانا قلق من نهاية هذه الدراما الانسانية،* التي لن تخرج عن البراءة او التورط نتيجة التشابه في الاسماء وكثيرا من الابرياء تم الزج بهم في السجون الامريكية لهذا السبب ولم يحصلوا علي حريتهم الا امام القضاء الامريكي*.
وقف موظف الجوازات يتحدث في الهاتف ونظر اليٌ* فعلمت ان المكالمة تخصني دون ان اعرف أو أخمن مضمونها ولكنه عاد الي مكتبه فسألت هل انتهي الامر ابتسم وقال عليك الانتظار لدقائق حتي لا تتكرر الامور في اي رحلة قادمة ابتسمت انا ايضا* وأنا أقول في نفسي* »توبة لو عادت تاني*« ازدحمت الغرفة من جديد برواد جدد ذهب موظف الجوازات بعد ان انهي حالة كانت امامه لم استطع سؤاله الي اين؟
عاد بعد دقائق وشاهدت معه جواز سفري فحاولت التأكد منه فأجابني* »نعم*« لاحظت زيادة الاوراق المرفقة حتي تحولت الي ملف ناداني وقفت امامه بدأ في كتابة ملاحظات في الاوراق امامه،* بدأ في البحث عن ورقة الجوازات التي ألقاها زميله لحظة دخولي ادركت انها فقدت منه لم يستمر البحث طويلا* وقرر كتابة أخري جديدة شكرته في داخلي،* لأنه قام بالمهمة نيابة عني فلم اعد قادرا* بعد مرور كل هذا الوقت علي القيام بأي عمل*. طلب مني عنواني في نيويورك فأعطيته منزل اخي وعنوان مكتبه*. سلمني جواز سفري واستمارة الجوازات الجديدة وقال*: نحن نتأسف علي ما حدث ولن يتكرر الامر في المرات القادمة،* شكرته وأنا اسرع الخطي خارجا* من الغرفة المظلمة خوفا* من ان يعيدني من جديد لأي استفسار وهو لم يقل لي من هو المشتبه والذي كان وراء أزمتي وانا طبعا* لم أسأله*!!.
قالت لي زوجتي لا اقدر علي الحركة من هول الساعات الماضية ولكنها تشجعت من نهاية التجربة القاسية السعيدة خرجنا لم يكن في صالات الوصول سوي اعداد محدودة فالمطار يدفع ثمن الازمة المالية العالمية*. من تقلص اعداد المسافرين وصلت الي السير رقم *٤ سريعا* كان علينا الخروج بأقصي سرعة من المطار لم ننتظر حتي نبحث عن ثلاثة دولارات لسحب عربة نضع عليها حقائبنا،* وقمت بالتعاون معها في سحبها،* شكرت موظف الجمارك الذي استلم مني ورقة الجوازات ولم يطلب منا فتح الحقائب،* دلونا علي باب الخروج حتي وجدت اخي الاكبر طارق وابنه عمر في انتظارنا مشاعر الود الانساني طويت سريعا* مصاعب رحلة الاشتباه في مطار نيويورك اذا اضيف اليها مظاهر الحفاوة في الاستقبال من* »اخوتي*« عبدالمنعم وخالد وزوجتيهما وابنائهما وكانوا في انتظارنا في منزلهم*.
رحلة العودة
ولا يهتم الامريكيون باجراء اي* مراجعات من الجوازات في رحلات العودة*.. الاهتمام الاول علي الامن حيث تتم عمليات تفتيش لا* غيرها الا في مطارات امريكا بعد انهاء اجراءات السفر وقبل دخول صالات انتظار ركوب الطائرة*.. حيث يستلزم الامر خلع الاحذية والساعات والمعاطف والمرور عبر بوابات كشف المعادن واختيار عينة عشوائية من الركاب لمعرفة حجم الأموال السائلة والتي في حوزتهم والقانون الامريكي يمنع ان تكون اكثر من عشرة آلاف دولار حيث تقوم كل شركة حسب الاتفاق بتسليم القائمة النهائية للمسافرين يتم استخدامها وقت الضرورة وتتميز مصر للطيران بتفتيش آخر قبل المرور بأنبوب الدخول للمطار*.
وتناقضت مشاعر رحلة العودة بين الفرحة بمعايشتي لتجربة سقوط الثلوج،* التي وصلت الي ارتفاع ربع المتر مع درجة حرارة *٤ تحت الصفر واكتساء جدران منازل المدينة باللون الابيض بكل ما يثيره من احساس بالفرحة والبراءة ؟ وعانيت من صعوبة الوصول الي المطار رغم قربه من منزل اخوتي بعد ازدحام الطرق بالسيارات التي تسير ببطء خوفا* من الحوادث*.. وتأخر طائرة العودة اكثر من ساعتين عن موعدها،* حتي تمت اذابة الجليد من علي ممرات المطار،* وهكذا انتهت رحلة مهمة*.. اثمرت تجربة صحفية فريدة لم أمر بها من قبل*.
* الجنون داخل الصحفي قد يدفعه ليتمني أن يكون بين ركاب طائرة مخطوفة لتتاح له فرصة الكتابة عن تجربة خاصة جدا*.* *
حكاياتي لا تنتهي مع مطار نيويورك الدولي الأشهر* »جي.اف.كي*« في العام الماضي ذهبت في زيارة للولايات المتحدة بعد أن أديت فريضة الحج بفارق يوم أو اثنين قضيتهما في القاهرة كنت برفقة أخي الأصغر* »خالد*« الذي يحمل الجنسية الأمريكية وعند وصولي أخذ موظف الجوازات يتصفح جواز سفري بتأشيراته المتعددة لدول عربية* »في مهام صحفية*« باغتني بسؤال لم أكن أتوقعه علي الاطلاق*.. لماذا تذهب الي السعودية كثيرا؟ أدركت بحسي الصحفي ان الموظف قد يخمن بوجود ما يمكن ان نسميه* »جريمة متكاملة الأطراف*« زائر عربي مسلم اسمه اسامة وهل هناك أشهر من أسامة*.. بن لادن عند الأمريكيين علي الاقل كثير السفر علي جوازه عدة تأشيرات للمملكة العربية السعودية اذا* فقد يعتقد الموظف انه امام* »ارهابي محتمل*« علي الاقل*.. ابتسمت رغما* عني،* وقلت له ان مهنتي كصحفي هي سر تعدد رحلاتي الي الدول العربية بحكم تخصصي المهني*. كما ان زياراتي للسعودية لم تتجاوز ثلاث مرات علي مدي عامين*.
اثنتان منها لأداء فريضة الحج*. والثالثة لتغطية مؤتمر قمة دول مجلس التعاون الخليجي ديسمبر *٧٠٠٢ كما ان هناك دولا* زرتها بنفس العدد خلال نفس المدة وهو ما يثبته الجواز وتأشيرات الدخول والخروج،* تدخل أخي بتعليقاته الذكية والتي ساعدت علي ترطيب الأجواء،* وردي بدا كما لو كان مقنعا* للموظف وفي أدب جم*.. أعطاني أوراقي،* وتمني لي اقامة سعيدة في نيويورك شكرته وانتهي الامر*. ابتسم اخي وقال*: الحمد لله،* ان الامور لم تتطور وذهب ذلك الرجل الي مكان يطلق عليه المصريون الحاصلون علي الجنسية الامريكية* »الغرفة المظلمة*« لمن يرون أن الامر يستحق اسئلة واستفسارات أكثر وتدقيقا أكبر قالوا لي ان ما يحدث من توقيف لبعض المسافرين هو احد تداعيات *١١ سبتمبر وفوبيا الارهاب التي نجحت ادارة بوش في زرعها داخل شرايين المجتمع الامريكي وجميع اجهزته خاصة من العرب والمسلمين مع تورط عناصر من تنظيم القاعدة*. وفقا* لاعترافاتهم في الاحداث،* حتي اصبح العربي المسلم مشتبها به حتي يثبت عكس ذلك وكتبت هذه التجربة في عمود* »عين عربية*« الذي احرص عليه كل خميس،* كدليل علي سوء الفهم وحالة الترصد والتربص التي تنتظر العرب والمسلمين في أمريكا*.
الغرفة المظلمة
نسيت الكلام حول* »الغرفة المظلمة*« الا* ان الاحداث اثبتت بأن الأمر كما لو كان نبوءة فقد عدت الي نيويورك في زيارة خاصة في *٩ ديسمبر الماضي ترافقني زوجتي،* انهي موظف الجوازات اجراءاتها بسرعة*. وبدأ في توجيه الاسئلة لشخصي،* اين تقيم قلت في مصر بدأ يتساءل عن اسمي الأول والأخير رغم انه مثبت علي الجواز يقوم بالعمل علي جهاز الكمبيوتر أمامه ليسألني سؤالا* جديدا* وبعد دقائق وقف قائلا* لي وبحسم* »اتبعني*« ادركت ساعتها انني في طريقي الي الغرفة المظلمة*.. وهي تقع علي يمين الخارج من منافذ الجوازات*. تفصلها عنها* »طرقة*« طويلة بعض الشيء،* قال لي* »اترك اغراضك في الخارج*« وكانت معي شنطة صغيرة بها ادوية ودخلت ومعي زوجتي قال لي* »انتظر*« فامتثلت للأمر وجلست بالطبع الغرفة لم تكن مظلمة فهي عبارة عن دسك عال به حوالي خمسة من موظفي الجوازات الأكثر خبرة امام كل منهم جهاز كمبيوتر،* في المدخل موظف آخر يجلس علي مكتب مماثل امامه ممر يؤدي الي* غرف أخري حمدت الله أنني لست الوحيد امام هذا الموقف فموظفو الجوازات يأتون بمسافرين مثلي يتركونهم مع وثائق سفرهم التي توضع بنظام اسبقية الحضور ويبدأ كل موظف في التعامل مع حالة من الحالات الموجودة*. القاعة بها حوالي *٥ صفوف من المقاعد المريحة تنقسم الي قسمين في كل صف حوالي *٠١ مقاعد استنفرت كل حواسي الصحفية خاصة أنني أمام تجربة جديدة الا انني تمنيت ان تنتهي بسرعة وعلي خير فالرحلة طويلة حوالي *٢١ ساعة متواصلة من الطيران المباشر بالاضافة الي تعب الاستعداد والتجهيز للسفر،* كما ان اخي الأكبر* »طارق*« ينتظرني في الخارج*.
بعد انهاء الاجراءات موظف ابيض ممتليء قليلا* نادي عليٌ* فذهبت اليه ابتسامة مهذبة لا تفارق شفتيه مع حسم واضح في كل تصرفاته وبدأت اسئلته وهو لفظ مخفف ومهذب لأغرب استجواب واجهته في حياتي،* بدأ بالاسم وحروفه*. ثم عرج عن وزني وطولي وانا هنا لا ابالغ* رغم* انني ماثل امامه بشحمي ولحمي،* سألني عن مكان عملي قلت له صحفي في الأخبار،* فسأل عن توزيعها*. وهل هي تماثل نيويورك تايمز أو الواشنطن بوست سألني عن تخصصي ونوعية كتاباتي وكان يسجل كل الاجابات امامه،* وبعدها اخذ معه جواز سفري وورقة الاستجواب وذهب*.
تخمينات
قلت في نفسي لعل الأجهزة الأمنية* الأمريكية تعرف عني أكثر مما أعرفه عن نفسي وقد يكون لديها معلومات عن تورطي في علاقات مع تنظيمات ارهابية دون ان ادري عن ذلك شيئا فعلاقاتي بمثل هذه الجماعات اقتصرت علي بداية عملي في اوائل الثمانينيات بتغطية محاكمة المجموعة التي اغتالت الرئيس الراحل أنور السادات وامتدت الي تغطية محاكمات عناصر تنظيم الجهاد والجماعة الاسلامية قلت ايضا* لعل هذا الموقف نتاج متابعة دقيقة لمقالات سابقة انتقدت فيها السياسات الامريكية وادارة بوش واستبعدت ذلك الامر فمثل هذه المواقف يشاركني فيها اعلاميون من كل دول العالم،* والادارة الامريكية ترفع شعارات نشر الديمقراطية وتقرير الحريات العامة*.
نظرت بجانب عيني الي زوجتي فوجدت مظاهر الخوف والقلق تجتاحها ابتسمت وقلت لها محاولا* تخفيف الأجواء* »عليك ان تطالبيهم بدفع *٠٥ ملايين دولار،* وهو المبلغ* المرصود للقبض علي اسامة*.. بن لادن*« فأنت التي جئت به مع فارق بسيط في اسم العائلة*. وتستطيع ادارة بوش اذا تعاملت مع الموقف بذكاء ان تقنع العالم بانجاز عظيم قبل ان تغادر بأيام،* زجرتني بنظرة نارية وقالت* »هو دا وقت هزار*.. احنا في ايه ولا ايه*«،* حاولت من جديد وقلت لها في داخل كل صحفي مجنون صغير يتمني ان يكون ضمن ركاب طائرة مخطوفة علي سبيل المثال حتي ينفرد بكتابة تجربته بشرط بسيط ان تنتهي الامور علي خير*. ويعطي فرصة لكتاباتها دون ان يكون في عداد الموتي،* فشلت المحاولة الثانية للتسرية عنها وهي تقول*: »بدلا* من ذلك عليك بالأدعية*«.. وخاصة دعاء فك الكرب،* وبدأت هي في تلاوته ولم أجد مفرا* من ترديده خلفها*.
المأساة
تمر ثواني الانتظار كما لو كانت* أعواما* وبدأت في ممارسة عملي الصحفي بتأمل التجارب المماثلة*. شاب قادم من اسرائيل ملابسه تدل علي انه احد طلاب المدارس الدينية في القدس او اي من مستوطنات الضفة حصل علي تأشيرة دخول للدراسة الا انه تأخر في القدوم للحاق بجامعته او معهده لم يتبق علي صلاحيتها سوي اقل من شهرين*. رعشة قوية لم يستطع هذا الشاب ان يخفيها لا علي جسمه ولا صوته وهو يجيب علي اسئلة موظف الجوازات الذي راح يعدد له الأشهر التي ضاعت والباقية علي انتهاء التأشيرة وضرورة ان يطلب مد فترة اقامته عبر المعهد الذي سيلتحق به*.. انتهي الامر عند هذا الحد واعطاه الموظف جوازه واوراقه حمدت الله علي ان شكوك موظفي الجوازات لا تفرق بين العربي المسلم،* واليهودي رغم انه مشروع متطرف بحالته وهيئته حالة أخري لأحد أفراد طاقم طائرة مصر للطيران التي اقلتنا الي نيويورك وكانت مع موظفة من مكتب الشركة في المطار وانتهي الامر علي خير وسريعا*.
ارتحت لوجود موظفة مصرية* »حكيت لها مشكلتي*« قالت انها لا تستطيع التدخل وانا لم اطلب منها ذلك فالأمر بالنسبة لي كان مقصورا علي سريان مشاعر من الراحة والاطمئنان لوجود ابناء وطنك في تلك اللحظة وان كانوا أسعد حالا* ت.كرر الامر مع مصرية وأولادها كان معها زوجها علي نفس الطائرة وهو يحمل الجنسية الامريكية*. سيدات جئن علي كراسي متحركة بلغن من العمر ارذله كان عليهن مراجعة المستوي الأعلي في الجوازات تتغير الملامح واللغات والجنسيات مع توالي رحلات شركات الطيران القادمة من انحاء المعمورة الي نيويورك ساعتها تمنيت ان يأتي الموظف الذي* غاب بأوراقي ليخبرني بمنعي من الدخول حتي اعود علي نفس الطائرة فالوقت هنا في الغرفة المظلمة لا يمر تقريبا* ومرت اكثر من ساعة علي هذا الحال*. حتي عاد*. وتكررت الأسئلة،*
وتعددت الاستفسارات،* فاستشعرت أن الامر جد خطير ولا يمكن التعويل علي سوء فهم لكلمة قد أقولها وتحسب عليٌ* فطلبت وجود مترجم يفهم العربية،* وكانت المصادفة وجود موظفة تابعة لشركة مصر للطيران ملامحها تؤكد انها من جنوب شرق آسيا ويبدو انها من الموظفين المحليين وكانت تتساءل عن وجود ركاب تابعين للشركة*. فطلب منها موظف الجوازات ضرورة حضور من يفهم العربية فجاءت نفس الموظفة السابقة وبدأت في الترجمة ورغم معرفتي بما يقوله لم تتغير مشاعر الراحة الداخلية مع تزايد قلق زوجتي والموظفة تؤكد لي ان هناك تشابها في الاسم،* مع شخص مطلوب لديهم،* والامر يحتاج الي بعض التحريات والاتصالات التي قد تستغرق *٠٣ دقيقة حاولت ان تشجعني بعد ان عرفتها بنفسي وقالت نحن نشاهد حالات تشابه الاسماء كثيرا*. وهم يتعاملون مع الامور بجدية تامة*. احيانا* ما يكون المشتبه به طفلا رضيعا لا يمكن بالطبع ان يكون قد تورط في اعمال اجرامية او له سوابق ارهابية واحيانا* ما يكون شيخا* هرما*. ولكن الامور تدار هنا بهذا الحسم*.
اعطيتها هاتف اخي الاكبر طارق الذي ينتظرني في الخارج لتطمئنه وهو ما قامت به بالفعل خاصة ان استخدام المحمول ممنوع اثناء فترة وجودك في الغرفة المظلمة،* قالت لي ايضا* ان طول المدة يتعلق ايضا* بتصحيح الاسماء وانهاء التشابه حتي لا يتكرر الامر في مرات قادمة مالم اقله لها ان بصمة العين واليد كافية لمعرفة حقيقة اي شخص*. قلت في نفسي لعلهم يعرفون اسم المشتبه به دون اي معلومات عنه بدليل الاسئلة السابقة عن الطول والوزن وهل يعقل ان يأتي مطلوب للأجهزة الامنية بقدميه عبر بوابة مطار* »جي.اف.كي*«*.
أطول ساعة
مرت أطول ساعة في تاريخ حياتي*.. قطع حبل افكاري موظف آخر من الشركة ليقول لنا الحقائب الخاصة بكم امام سير رقم *٤ وذهب لحال سبيله*.
الغرفة تمتليء بالقادمين الجدد،* وتفرغ* وانا علي حالي مجرد وجود بعض ركاب وطقم شركة الخطوط الاردنية،* وهم يتحدثون العربية بصوت مرتفع سبب لي نوعا من الاطمئنان*.
تركت مكاني وذهبت الي الموظف الذي يجلس امام المدخل سألته اين دورة المياه فأنا بحاجة الي دخول الحمام قال لي في حسم انتظر حتي تنتهي الاجراءات ذهبت الي مقعدي تصورت انه لم يفهم طلبي جيدا*. فالامر يتعلق بحاجة انسانية فعدت اليه من جديد وبنفس الطلب فكان نفس الرد وبنفس الحسم لم اجد ما افعله سوي الابتسامة فهل يعتقد انني اربط علي جسدي حزاما* ناسفا* او احمل قنابل يدوية او علي الاقل خاف عليٌ* من الاقدام علي الانتحار،* هربا* من جرائمي التي قد اكون قد ارتكبتها في السابق فأنا الآن وبلا فخر وبكل تواضع مشتبه به*.
الانفراجة
الوقت يمر ببطء وبدأ صبري في* النفاد وقدراتي علي الاحتمال تتضاءل وعيناي لا تفارق الموظف الموكل اليه ملفي وهو في انتظار التحريات ونتائجها ومراجعة الاجهزة المعنية في واشنطن*.. وهو مستمر في انهاء حالات لقادمين جدد يبتسم عندما تلتقي اعيننا وانا قلق من نهاية هذه الدراما الانسانية،* التي لن تخرج عن البراءة او التورط نتيجة التشابه في الاسماء وكثيرا من الابرياء تم الزج بهم في السجون الامريكية لهذا السبب ولم يحصلوا علي حريتهم الا امام القضاء الامريكي*.
وقف موظف الجوازات يتحدث في الهاتف ونظر اليٌ* فعلمت ان المكالمة تخصني دون ان اعرف أو أخمن مضمونها ولكنه عاد الي مكتبه فسألت هل انتهي الامر ابتسم وقال عليك الانتظار لدقائق حتي لا تتكرر الامور في اي رحلة قادمة ابتسمت انا ايضا* وأنا أقول في نفسي* »توبة لو عادت تاني*« ازدحمت الغرفة من جديد برواد جدد ذهب موظف الجوازات بعد ان انهي حالة كانت امامه لم استطع سؤاله الي اين؟
عاد بعد دقائق وشاهدت معه جواز سفري فحاولت التأكد منه فأجابني* »نعم*« لاحظت زيادة الاوراق المرفقة حتي تحولت الي ملف ناداني وقفت امامه بدأ في كتابة ملاحظات في الاوراق امامه،* بدأ في البحث عن ورقة الجوازات التي ألقاها زميله لحظة دخولي ادركت انها فقدت منه لم يستمر البحث طويلا* وقرر كتابة أخري جديدة شكرته في داخلي،* لأنه قام بالمهمة نيابة عني فلم اعد قادرا* بعد مرور كل هذا الوقت علي القيام بأي عمل*. طلب مني عنواني في نيويورك فأعطيته منزل اخي وعنوان مكتبه*. سلمني جواز سفري واستمارة الجوازات الجديدة وقال*: نحن نتأسف علي ما حدث ولن يتكرر الامر في المرات القادمة،* شكرته وأنا اسرع الخطي خارجا* من الغرفة المظلمة خوفا* من ان يعيدني من جديد لأي استفسار وهو لم يقل لي من هو المشتبه والذي كان وراء أزمتي وانا طبعا* لم أسأله*!!.
قالت لي زوجتي لا اقدر علي الحركة من هول الساعات الماضية ولكنها تشجعت من نهاية التجربة القاسية السعيدة خرجنا لم يكن في صالات الوصول سوي اعداد محدودة فالمطار يدفع ثمن الازمة المالية العالمية*. من تقلص اعداد المسافرين وصلت الي السير رقم *٤ سريعا* كان علينا الخروج بأقصي سرعة من المطار لم ننتظر حتي نبحث عن ثلاثة دولارات لسحب عربة نضع عليها حقائبنا،* وقمت بالتعاون معها في سحبها،* شكرت موظف الجمارك الذي استلم مني ورقة الجوازات ولم يطلب منا فتح الحقائب،* دلونا علي باب الخروج حتي وجدت اخي الاكبر طارق وابنه عمر في انتظارنا مشاعر الود الانساني طويت سريعا* مصاعب رحلة الاشتباه في مطار نيويورك اذا اضيف اليها مظاهر الحفاوة في الاستقبال من* »اخوتي*« عبدالمنعم وخالد وزوجتيهما وابنائهما وكانوا في انتظارنا في منزلهم*.
رحلة العودة
ولا يهتم الامريكيون باجراء اي* مراجعات من الجوازات في رحلات العودة*.. الاهتمام الاول علي الامن حيث تتم عمليات تفتيش لا* غيرها الا في مطارات امريكا بعد انهاء اجراءات السفر وقبل دخول صالات انتظار ركوب الطائرة*.. حيث يستلزم الامر خلع الاحذية والساعات والمعاطف والمرور عبر بوابات كشف المعادن واختيار عينة عشوائية من الركاب لمعرفة حجم الأموال السائلة والتي في حوزتهم والقانون الامريكي يمنع ان تكون اكثر من عشرة آلاف دولار حيث تقوم كل شركة حسب الاتفاق بتسليم القائمة النهائية للمسافرين يتم استخدامها وقت الضرورة وتتميز مصر للطيران بتفتيش آخر قبل المرور بأنبوب الدخول للمطار*.
وتناقضت مشاعر رحلة العودة بين الفرحة بمعايشتي لتجربة سقوط الثلوج،* التي وصلت الي ارتفاع ربع المتر مع درجة حرارة *٤ تحت الصفر واكتساء جدران منازل المدينة باللون الابيض بكل ما يثيره من احساس بالفرحة والبراءة ؟ وعانيت من صعوبة الوصول الي المطار رغم قربه من منزل اخوتي بعد ازدحام الطرق بالسيارات التي تسير ببطء خوفا* من الحوادث*.. وتأخر طائرة العودة اكثر من ساعتين عن موعدها،* حتي تمت اذابة الجليد من علي ممرات المطار،* وهكذا انتهت رحلة مهمة*.. اثمرت تجربة صحفية فريدة لم أمر بها من قبل*.