لمياء
01-09-2009, 12:08 PM
http://www.aljareeda.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/01/09/92736_afp-obama-grandmother-sarah_small.jpg (http://www.aljareeda.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/01/09/92736_afp-obama-grandmother-sarah.jpg)
أوباما مع جدّته سارا
دافني باراك
وقف رئيس شرطة سيايا (كينيا) التي تضم قرية كوغيلو في نهاية المدرج. وبدت عليه إمارات التوتر، فيما راحت طائرتي تحط في ذلك المطار الترابي. وأمام أولاد خرجوا من بين الأشجار، ملوحين بأيدهم لي ولطاقم العمل، قال لي: «أهلاً بك في سيايا. اسمحي لي أن أرافقك إلى منزل الجدة سارة...». وهكذا ركبنا سيارة الجيب مع جنود يحملون بنادق رشاشة وتوجهنا إلى كوغيلو. وقد فاجأني التغيير الذي طرأ على هذه المنطقة في غضون أشهر قليلة...
فضلاً عن مرافقة رجال الشرطة التي
حظيت بها، لاحظت أن الطرقات لم تعد وعرة ومليئة بحفر تهدد حياة كل مَن يقود سيارة، بل تحوّلت إلى أخرى ترابية ممهدة جيداً تسهل القيادة عليها. أخبرني رئيس الوزراء رايلا أودينغا قبل أيام قليلة من الانتخابات الأميركية أنه سيصلح الطريق وسيؤمن حماية لجدة الرئيس الأميركي المقبل. وقد صدق. فحين وصلنا إلى القرية، كدت لا أعرف المنزل الذي زرته قبل بضعة أشهر.
أحاط سياج ضخم بالمجمع حيث تقيم عائلة أوباما، تخللته بوابة حديدة لا تنفتح إلا أمام أفراد العائلة وبعض الزوار المدعوين مثلي. وكان خمسة رجال شرطة يقفون قرب السياج. كذلك خضع المجمع لعملية ترميم مذهلة. فالدجاجات والأبقار نُقلت إلى مكان محاذٍ. وتحوّلت الباحة النظيفة إلى حديقة تنتشر في زواياها المقاعد. وداخل المنزل، استُبدلت الستائر الطويلة، وكذلك النافذة المكسورة. أما الأريكة البالية التي كادت أن تتداعى عندما قفزت عليها أثناء زيارتي الأولى في مارس (آذار) من العام الماضي لأنزل الصور فأصلحت. لقد شعرت أن المكان بات غرفة جلوس حقيقية.
وقرب صورة كبيرة لرئيس الولايات المتحدة المنتخب باراك أوباما، رأيت صورة لوالده، فيما أزيلت الصور الأخرى وحظي الجدار بطلاء جديد. كان التلفزيون الجديد بشاشته المسطحة يصدح عالياً، ناقلاً آخر الأخبار كي يبقى سكان البيت على اطلاع على التطورات السياسية والاقتصادية كافة. لاحظت أيضاً صحناً لاقطاً جديداً قرب هوائي التلفزيون.
لكن التغيير الأكبر شهدته العائلة نفسها، بدءاً من العم سعيد الذي التقيت به المرة الماضية وهو يتصبب عرقاً مرتدياً قميصاً قطنياً. تأنق سعيد، فارتدى قميصاً نظيفاً وحلق ذقنه. أما عمة الرئيس المنتخب مارسات فتستطيع بكل سهولة الفوز في أي مباراة لتغيير الشكل. فهذه المرأة التي استقبلتنا قبل أشهر قليلة بشعر قصير وقميص قطني وصندلاً مسطح الكعب، سارعت لتعانقني، لكنني لم أعرفها. فكان شعرها مصففاً وفق أحدث صيحات الموضة وترتدي قميصاً أنيقاً. وبدا وجهها المغطى بمساحيق التجميل مختلفاً تماماً. فقلت لها: «يا إلهي! مرسات، تبدين امرأة ذكية وجميلة...». وعندما صبغت حمرة الخجل وجنتاها، لاحظت حذاءها العالي الكعب.
تغيير مفاجئ
فاجأني أيضاً التغيير الذي طرأ على جدّة أوباما سارة. فلم يقتصر هذا التبدل على الحذاء الأحمر الأنيق الذي يتلاءم تماماً مع ثوبها وعمامتها، بل تخطاه إلى تعابير جسمها. فشعرتُ أن الطرقات الجديدة وحماية الشرطة وتنظيف المجمع وترميمه جعلها تتصرف كملكة حتى قبل أن تحضر احتفال تنصيب حفيدها.
جاء بعض الزوار الذين لم يُسمح لهم بالدخول قبل أن تستأذننا الجدّة لتعطيهم بضع دقائق من وقتها الثمين. طُلب منهم ركن سيارتهم خارجاً، بخلافنا نحن. ثم دعوا للجلوس في المكان المخصص للاستقبال. يضم هذا المكان أربعة كراس سوداء في الوسط تحيط بها 24 كرسياً أبيض. راحت جدة الرئيس تتنقل بتعالٍ ومدت يدها بأناقة للزوار.
لكنها لم تستقبلني بهذه الطريقة. كنت أنا وسارة نخطط لهذه الزيارة منذ انتخاب حفيدها في (نوفمبر) تشرين الثاني في العام الماضي. وبعد الاحتفالات الفورية في كوغيلو، بدأت تلك المرأة الحكيمة تسألني عن اليوم المنتظر. فقد قلقت هي وأفراد عائلتها بشأن التفاصيل. كيف تصل الدعوات؟ كيف يتصرفون خلال احتفال التنصيب؟ ما هي الهدايا اللائقة التي يمكنهم تقديمها للرئيس؟ والأهم من ذلك كله، ماذا يرتدون؟
بعد أن فقد أوباما جدته، والدة أمه، قبيل الانتخابات، باتت سارة الجدة الوحيدة على قيد الحياة. وبما أنها تعي تماماً أنها ستحظى بكثير من الاهتمام، أرادت أن تعرف ما يُفترض بها أن ترتدي لهذه المناسبة. عندما أخبرتها أن الأثواب التي انتقتها لن تتلاءم مع طقس واشنطن البارد جداً، أصيبت بالهلع. فهي ومارسات، التي تعمل مصممة أزياء، معتادتان على الطقس الحار في كينيا. لذلك لم يعرفا السبيل إلى حل هذه المشكلة.
وعدتها أن أحل مشكلتها وأؤمن لها ملابس تليق بجدة الرئيس. فأجابت سارة ومارسات: «نحن نعتمد عليك». طلبت من مصممة الأزياء أليسندرا روجيرو من سويسرا أن تعدّ لها شالاً وعمامة ملكيين لا يدفئانها فحسب، بل يفاجئان الجميع بمدى أناقتها. وبما أن احتفال التنصيب يليه حفلات وأحداث أخرى، اقترحت أليسندرا أن تصمم شالاً كبيراً يُلبس على الوجهين لسارة وآخر صغيراً لمارسات.
شال الجدّة
انتقينا أنا وأليسندرا القماش الذي يُظهر سارة بكامل أناقتها. اخترناه من الحرير الناعم الفضي والذهبي. وقررنا أن تكون جهة الشال الأخرى من قماش البرغندي والمخمل الحريري الأسود. عملت أليسندرا على «شال الجدة سارة» ليل نهار طوال أسبوعين. وخلال تلك الفترة، استعلمت سارة ومارسات المتحمستان عن تقدّم العمل يومياً.
خلال رحلتي من نيروبي إلى كوغيلو، اتصلتا مرات عدة لتسألاني: «متى ستصلين؟». كانت سارة تتحرق شوقاً. عندما فتح رجال الشرطة البوابة كي تدخل سيارتنا، كانت تستقبل بعض الزوار. فنسيت مكانتها وسلوكها الملكي وتركت ضيوفها وركضت لترحّب بي مثل فتاة صغيرة. ألقت نظرة خاطفة إلى العلبة الكبيرة التي تحتوي الشال. ثم عانقتني، عاجزة عن إخفاء مدى لهفتها إلى ارتدائه.
لذلك اقترحت عليها وعلى العم والعمة أن تقدم سارة لنا عرض أزياء صغيراً. حين بدأت كاميراتنا بالتصوير، كان أفراد العائلة المتحمسون جالسين على الأريكة. أما سارة فوقفت قربي مستعدة للبدء بالعرض. فتحتُ العلبة وقدمت لها جهة الشال الفضية والذهبية. فبدت مذهولة وأطلقت مارسات صيحة بهجة وراح شبّان عائلة أوباما الثلاثة يصفقون. وضعتُه على كتفَي سارة التي عجزت عن الكلام. وأخذت تتنقل مثل عارضة محترفة فيما تواصل التصفيق.
بعد ذلك، أوضحتُ لها أن هذا جزء من العرض. وقلبت الشال إلى جهته الثانية من قماش البرغندي والمخمل الأسود. فعلا التصفيق لأن أفراد العائلة أحبوا هذه الجهة أكثر. وتابعت سارة تبخترها، متوقفة لبرهة كي تنظر إلي وتعانقني بشدة. وكانت الدموع تملأ عينيها.
استعادت سارة هدوءها خلال المقابلة، لكن طبعها الصبياني ظهر مجدداً عندما أراها أحد شبّان عائلة أوباما بفخر نظارات «أرماني» التي اشتريتها لكل منهم. فانتزعتها هذه السيدة العجوز من وجهه ووضعتها على عينيها معدّلة عمامتها لتتلاءم معها. ثم استدارت مبتسمة للكاميرا وخرجت لتؤدي التزاماتها كجدة الرئيس وتمنح الزوار الذين ينتظرونها في مكان الاستقبال دقائق من وقتها من دون أن تخلع النظارات.
ستكونين جدة الرئيس. فماذا يعني لك ذلك؟ وهل تفرض عليك هذه المكانة واجبات محددة؟
(تهز برأسها فرحة) نعم.
حدثت تغييرات كبيرة هنا منذ زرتك المرة الماضية في شهر مارس، مثل السياج وحماية الشرطة. صرت أشبه بملكة كينيا، ملكة أفريقية!
شكراً جزيلاً.
ستحضرين احتفال تنصيب حفيدك أوباما، هل تعرفين البرنامج الموضوع لهذه المناسبة؟ وماذا سيحدث برأيك؟
سنغادر كينيا متوجهين إلى واشنطن قريباً. تلقيت دعوتي... أعرف أن شخصيات بارزة وعدداً كبيراً من الناس سيحضر الاحتفال لأنه بالغ الأهمية... أعرف أنهم سيكونون سعداء. وأنا واثقة من أنها مناسبة عظيمة.
هل حصلت على دعوة؟
نعم، تلقيت واحدة وسنسافر قريباً...
هل تلقيتها على شكل رسالة مكتوبة؟
نعم، تلقيت دعوة موجهة إلى كامل أفراد العائلة.
ماذا جاء فيها؟
ورد فيها أنه مرحب بنا لنشرّف هذه المناسبة ونكون إلى جانب الرئيس المنتخب خلال تسلّمه السلطة.
ستطول إقامتك هناك، أليس كذلك؟
نعم، سأبقى لأكثر من أربعة أو خمسة أيام.
هل اتصل بكم أحد من المكتب الانتقالي أو السفارة الأميركية ليطلعكم على البرنامج؟
نعم، يتولى مكتب أوباما في واشنطن مهمة تنظيم رحلتنا هذه. أعتقد أننا سنقيم هناك لأكثر من بضعة أيام.
أي المعالم تودين رؤيتها خلال إقامتك في واشنطن؟
أحب تماثيل واشنطن. أود التجوّل في شوارع هذه المدينة وزيارة أماكن مختلفة فيها.
هل قمت بزيارتها سابقاً؟
نعم، زرتها مرتين.
لكن زيارتك ستكون مختلفة هذه المرة.
لا شك في ذلك.
هل ستقيمين في البيت الأبيض؟
لم نحصل بعد على التفاصيل النهائية. سأقيم في البيت الأبيض أو في مكان قريب منه. هذا ما قيل لي.
هل ستطلبين من باراك أن يأخذك في جولة خاصة في البيت الأبيض؟
هذا مؤكد. أتوقع من باراك وميشال أن يأخذاني في جولة مفصلة في مختلف أرجاء البيت الأبيض.
وماذا عن ابنتيهما؟ متى رأيتهما آخر مرة؟
قابلت ابنتَي حفيدي أول مرة عندما حضرت احتفال تسلّم أوباما منصبه كسيناتور عن ولاية إيلينوي. ورأيتهما مجدداً حين قدمتا لزيارتي في منزلي.
عندما تقابلين حفيدك، الرئيس المنتخب، ماذا ستقولين له؟
سأطلب منه العمل بدأب لتحقيق السلام العالمي ولوقف القتال في مختلف البلدان حول العالم. كذلك سأسأله بذل الجهد لتحسين اقتصاد العالم. نحن بحاجة إلى السلام!
لنتحدث عن الموضة. فضلاً عن الشال الذي طلبته مني، ما هي الملابس التي ستحملينها معك؟
أعددت ثلاثة أثواب زاهية اللون. لكنهم أبلغوني أن الطقس بارد هناك وأنني لن أتمكن من ارتدائها. لذلك سيختارون لي في واشنطن بعض الملابس. ولا شك في أنني سأرتدي شال أليسندرا روجيرو هذا.
ما هي ألوان الأثواب التي أعددتها؟
أعددت ثلاثة أثواب. لكن المفضل لدي هو الأصفر. أما الثاني فأخضر والثالث... (تساعدها مارسات) مزيج من الرمادي والأزرق.
هل تحدثت إلى باراك منذ انتخابه رئيساً؟
لم أتحدث إليه شخصياً لأنه منشغل في تشكيل إدارته. لكنني أتلقى رسائل كثيرة منه عبر سعيد (عم باراك الذي جلس بجوارها وجوار شقيقته مترجماً). يسأل دوماً عن صحتي ويخبره أنه متشوّق لرؤيتي في واشنطن.
كيف ستتبدل حياتك بعد أن أصبحت جدّة الرئيس؟
حتى الآن، لم تتبدل حياتي... لا أعرف ما التغييرات التي ستطرأ عليها.
لا، لقد تبدلت كثيراً منذ زيارتي الأخيرة قبل بضعة أشهر، من السياج إلى حماية الشرطة. حتى إنهم أصلحوا الطريق الوعر المليء بالحفر المؤدي إلى منزلكم.
نعم، لكن هذا لا يعود بالفائدة علي وحدي، بل على الجيران أيضاً. فقد استفادوا كلهم من الطريق الجديد وازدياد الأمن.
هل تظنين أن واجبات جدة الرئيس تفوق الامتيازات التي تحظى بها؟ هل تشعرين بضرورة التحدث إلى الناس والإصغاء إلى مشاكلهم؟
نعم، أشعر بالسعادة لأن الناس يريدون زيارتي والتحدث إلي. وهم كثيرون، لذا يبقى جدول أعمالي حافلاً.
أتعلمين يا سارة؟ تبدين أصغر سناً.
هذا لأنني أشعر بالسعادة دائماً. أحب التحدث إلى الناس الذي يزورونني وينتظرون ساعات لمقابلتي. عندما يتولى أوباما الرئاسة، سأطلب منه ألا يهتم بتنمية الولايات المتحدة فحسب، بل أيضاً بتنمية العالم واقتصاده.
إذا أُتيحت لك الفرصة، مَن هو الشخص الذي تودين مقابلته، غيـر حفيـدك وعائلتــه؟ هـــل تـــودين رؤية أحـــد مــن هوليوود؟
ماذا تقصدين؟
هل تودين لقاء شخصية معينة من الممثلين أو السياسيين؟
أود مقابلة هيلاري كلينتون.
هيلاري! كما تعلمين، نحن صديقتان حميمتان...
راحت العائلة كلها تضحك بصوت مرتفع. عندما تقابلنا للمرة الأولى في شهر مارس في العام الماضي، أرادوا رؤية مَن أكون. صحيح أنهم قبلوا إعطائي مقابلة حصرية آنذاك نزولاً عند رغبة صديقنا المتبادل رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا، لكنهم شعروا بتوتر كبير خلال النصف ساعة الأولى من المقابلة لأنهم عرفوا أنني صديقة هيلاري الحميمة وأنني أدعمها وأجمع التبرعات لحملتها الانتخابية. بعد ذلك، قدّروا صراحتي وتطوّرت بيننا صداقة فريدة من نوعها. لذلك حين قالت الجدة سارة أنها تود مقابلة هيلاري، قرصني العم سعيد أوباما والعمة مارسات. ظننت في البداية أن سارة تداعبني، لكني اكتشفت لاحقاً أنها جدية في كلامها. فطلبت مني أن أدبر أمر لقائهما.
نعم ما زلنا جميعاً نتذكر ما حدث. لكننا أصبحنا أصدقاء.
لم يعد هذا مهماً الآن. صار أوباما وهيلاري شريكين. لذلك ما من أمر يعكر صداقتنا... لا مشكلة!
إذا تدبرت أمر لقائكما، ماذا ستقولين لهيلاري؟
عندما ألتقيها، سأشكرها لأنها ساعدت أوباما على الفوز في الانتخابات، ثم سأطلب منها أن تواصل مساعدته وتعمل معه لتحرص على ألا يخيب أمل ناخبيه. وأعتقد أننا سنتفق معاً.
أي نوع من زوجات الرؤساء ستكون ميشال؟
ميشال امرأة موهوبة. ستنجح في أداء دور السيدة الأولى. ستبذل قصارى جهدها لتحوّل كل ما وعد به أوباما خلال الانتخابات إلى حقيقة.
انظري إلى عدسة الكاميرا وتخيلي أنك تتحدثين إلى المشاهدين الأميركيين. ماذا تقولين لهم؟
أريدكم أن تتعاونوا مع أوباما وتساعدوه على تنمية بلدكم والعالم بأسره.
أوباما أميركي متحدّر من أصول أفريقية. بما أنك امرأة حكيمة وذات خبرة واسعة، أكنت تتخيلين أن يصبح رئيس الولايات المتحدة الأميركية؟
كلا، فاجأتني هذه التطورات. شعرت بذلك في قلبي. أخبرت الجميع أن أوباما قد يصبح رئيس الولايات المتحدة المقبل.
أتذكرين متى وأين أخبرك أنه يود الترشح للرئاسة الأميركية؟
نعم، هنا في هذه الغرفة. وقفنا قرب الباب وقال لي: «أحب السياسة. أريد الترشح للرئاسة...».
ماذا قلتِ له؟
أجبته: «لا تتردد. إذا كنت ترغب في ذلك من كل قلبك، فستصبح رئيس الولايات المتحدة المقبل. لا تتردد!».
لكنك أدركت آنذاك أنه سيفوز.
لا، لم أكن واثقة... قلت له: «أصبحت لتوك سيناتوراً. لمَ لا تبقى كذلك مدة من الوقت؟ ثم فكر في الخطوة التالية». لكنه بدا مصمماً. لذلك شجعته على فعل ما يراه الأنسب والترشح للرئاسة إذا أراد ذلك.
إذا كنت تحاورين الآن جورج بوش، ماذا تقولين له؟
سأتحاور معه بكل طيب خاطر. لا أكن له أي مشاعر سلبية.
هذا طبيعي لأن بعض الخبراء يعزو فوز حفيدك الساحق إلى واقع أن بوش كان رئيساً سيئاً...
سأشكره لأنه كان رئيس الولايات المتحدة وخدم بلاده والعالم. قابلته قبل تسلّم حفيدي منصبه كسيناتور لإيلينوي. عاملني بلباقة. لذلك لا أكن له أي ضغينة.
بأي لقب تودين أن يناديك الناس: السيدة أوباما أو سارة أو جدة الرئيس؟
يمكنهم مناداتي بسارة أو جدة أوباما.
لا تزالين سارة في نظري، مع أن منزلك بات محاطاً بسياج وعلى بابه يقف الحراس الشخصيون. في هذا الصدد، هل يروقك وجود هؤلاء على مدار الساعة؟
نعم، أنا سعيدة جداً. يبقون هنا في المنزل. ويرافقونني إلى السوق عندما أبتاع الطعام. أنا سعيدة جداً.
هل أنت من طلب تعيين حراس لحمايتك؟
نعم، أنا طلبت ذلك. فهذه فكرة جيدة.
http://www.aljareeda.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/01/09/92736_Mamma-Sarah-with-Daphne-and.jpg
دافني متوسطةً الجدة سارة وسعيد ومارسات أوباما
أوباما مع جدّته سارا
دافني باراك
وقف رئيس شرطة سيايا (كينيا) التي تضم قرية كوغيلو في نهاية المدرج. وبدت عليه إمارات التوتر، فيما راحت طائرتي تحط في ذلك المطار الترابي. وأمام أولاد خرجوا من بين الأشجار، ملوحين بأيدهم لي ولطاقم العمل، قال لي: «أهلاً بك في سيايا. اسمحي لي أن أرافقك إلى منزل الجدة سارة...». وهكذا ركبنا سيارة الجيب مع جنود يحملون بنادق رشاشة وتوجهنا إلى كوغيلو. وقد فاجأني التغيير الذي طرأ على هذه المنطقة في غضون أشهر قليلة...
فضلاً عن مرافقة رجال الشرطة التي
حظيت بها، لاحظت أن الطرقات لم تعد وعرة ومليئة بحفر تهدد حياة كل مَن يقود سيارة، بل تحوّلت إلى أخرى ترابية ممهدة جيداً تسهل القيادة عليها. أخبرني رئيس الوزراء رايلا أودينغا قبل أيام قليلة من الانتخابات الأميركية أنه سيصلح الطريق وسيؤمن حماية لجدة الرئيس الأميركي المقبل. وقد صدق. فحين وصلنا إلى القرية، كدت لا أعرف المنزل الذي زرته قبل بضعة أشهر.
أحاط سياج ضخم بالمجمع حيث تقيم عائلة أوباما، تخللته بوابة حديدة لا تنفتح إلا أمام أفراد العائلة وبعض الزوار المدعوين مثلي. وكان خمسة رجال شرطة يقفون قرب السياج. كذلك خضع المجمع لعملية ترميم مذهلة. فالدجاجات والأبقار نُقلت إلى مكان محاذٍ. وتحوّلت الباحة النظيفة إلى حديقة تنتشر في زواياها المقاعد. وداخل المنزل، استُبدلت الستائر الطويلة، وكذلك النافذة المكسورة. أما الأريكة البالية التي كادت أن تتداعى عندما قفزت عليها أثناء زيارتي الأولى في مارس (آذار) من العام الماضي لأنزل الصور فأصلحت. لقد شعرت أن المكان بات غرفة جلوس حقيقية.
وقرب صورة كبيرة لرئيس الولايات المتحدة المنتخب باراك أوباما، رأيت صورة لوالده، فيما أزيلت الصور الأخرى وحظي الجدار بطلاء جديد. كان التلفزيون الجديد بشاشته المسطحة يصدح عالياً، ناقلاً آخر الأخبار كي يبقى سكان البيت على اطلاع على التطورات السياسية والاقتصادية كافة. لاحظت أيضاً صحناً لاقطاً جديداً قرب هوائي التلفزيون.
لكن التغيير الأكبر شهدته العائلة نفسها، بدءاً من العم سعيد الذي التقيت به المرة الماضية وهو يتصبب عرقاً مرتدياً قميصاً قطنياً. تأنق سعيد، فارتدى قميصاً نظيفاً وحلق ذقنه. أما عمة الرئيس المنتخب مارسات فتستطيع بكل سهولة الفوز في أي مباراة لتغيير الشكل. فهذه المرأة التي استقبلتنا قبل أشهر قليلة بشعر قصير وقميص قطني وصندلاً مسطح الكعب، سارعت لتعانقني، لكنني لم أعرفها. فكان شعرها مصففاً وفق أحدث صيحات الموضة وترتدي قميصاً أنيقاً. وبدا وجهها المغطى بمساحيق التجميل مختلفاً تماماً. فقلت لها: «يا إلهي! مرسات، تبدين امرأة ذكية وجميلة...». وعندما صبغت حمرة الخجل وجنتاها، لاحظت حذاءها العالي الكعب.
تغيير مفاجئ
فاجأني أيضاً التغيير الذي طرأ على جدّة أوباما سارة. فلم يقتصر هذا التبدل على الحذاء الأحمر الأنيق الذي يتلاءم تماماً مع ثوبها وعمامتها، بل تخطاه إلى تعابير جسمها. فشعرتُ أن الطرقات الجديدة وحماية الشرطة وتنظيف المجمع وترميمه جعلها تتصرف كملكة حتى قبل أن تحضر احتفال تنصيب حفيدها.
جاء بعض الزوار الذين لم يُسمح لهم بالدخول قبل أن تستأذننا الجدّة لتعطيهم بضع دقائق من وقتها الثمين. طُلب منهم ركن سيارتهم خارجاً، بخلافنا نحن. ثم دعوا للجلوس في المكان المخصص للاستقبال. يضم هذا المكان أربعة كراس سوداء في الوسط تحيط بها 24 كرسياً أبيض. راحت جدة الرئيس تتنقل بتعالٍ ومدت يدها بأناقة للزوار.
لكنها لم تستقبلني بهذه الطريقة. كنت أنا وسارة نخطط لهذه الزيارة منذ انتخاب حفيدها في (نوفمبر) تشرين الثاني في العام الماضي. وبعد الاحتفالات الفورية في كوغيلو، بدأت تلك المرأة الحكيمة تسألني عن اليوم المنتظر. فقد قلقت هي وأفراد عائلتها بشأن التفاصيل. كيف تصل الدعوات؟ كيف يتصرفون خلال احتفال التنصيب؟ ما هي الهدايا اللائقة التي يمكنهم تقديمها للرئيس؟ والأهم من ذلك كله، ماذا يرتدون؟
بعد أن فقد أوباما جدته، والدة أمه، قبيل الانتخابات، باتت سارة الجدة الوحيدة على قيد الحياة. وبما أنها تعي تماماً أنها ستحظى بكثير من الاهتمام، أرادت أن تعرف ما يُفترض بها أن ترتدي لهذه المناسبة. عندما أخبرتها أن الأثواب التي انتقتها لن تتلاءم مع طقس واشنطن البارد جداً، أصيبت بالهلع. فهي ومارسات، التي تعمل مصممة أزياء، معتادتان على الطقس الحار في كينيا. لذلك لم يعرفا السبيل إلى حل هذه المشكلة.
وعدتها أن أحل مشكلتها وأؤمن لها ملابس تليق بجدة الرئيس. فأجابت سارة ومارسات: «نحن نعتمد عليك». طلبت من مصممة الأزياء أليسندرا روجيرو من سويسرا أن تعدّ لها شالاً وعمامة ملكيين لا يدفئانها فحسب، بل يفاجئان الجميع بمدى أناقتها. وبما أن احتفال التنصيب يليه حفلات وأحداث أخرى، اقترحت أليسندرا أن تصمم شالاً كبيراً يُلبس على الوجهين لسارة وآخر صغيراً لمارسات.
شال الجدّة
انتقينا أنا وأليسندرا القماش الذي يُظهر سارة بكامل أناقتها. اخترناه من الحرير الناعم الفضي والذهبي. وقررنا أن تكون جهة الشال الأخرى من قماش البرغندي والمخمل الحريري الأسود. عملت أليسندرا على «شال الجدة سارة» ليل نهار طوال أسبوعين. وخلال تلك الفترة، استعلمت سارة ومارسات المتحمستان عن تقدّم العمل يومياً.
خلال رحلتي من نيروبي إلى كوغيلو، اتصلتا مرات عدة لتسألاني: «متى ستصلين؟». كانت سارة تتحرق شوقاً. عندما فتح رجال الشرطة البوابة كي تدخل سيارتنا، كانت تستقبل بعض الزوار. فنسيت مكانتها وسلوكها الملكي وتركت ضيوفها وركضت لترحّب بي مثل فتاة صغيرة. ألقت نظرة خاطفة إلى العلبة الكبيرة التي تحتوي الشال. ثم عانقتني، عاجزة عن إخفاء مدى لهفتها إلى ارتدائه.
لذلك اقترحت عليها وعلى العم والعمة أن تقدم سارة لنا عرض أزياء صغيراً. حين بدأت كاميراتنا بالتصوير، كان أفراد العائلة المتحمسون جالسين على الأريكة. أما سارة فوقفت قربي مستعدة للبدء بالعرض. فتحتُ العلبة وقدمت لها جهة الشال الفضية والذهبية. فبدت مذهولة وأطلقت مارسات صيحة بهجة وراح شبّان عائلة أوباما الثلاثة يصفقون. وضعتُه على كتفَي سارة التي عجزت عن الكلام. وأخذت تتنقل مثل عارضة محترفة فيما تواصل التصفيق.
بعد ذلك، أوضحتُ لها أن هذا جزء من العرض. وقلبت الشال إلى جهته الثانية من قماش البرغندي والمخمل الأسود. فعلا التصفيق لأن أفراد العائلة أحبوا هذه الجهة أكثر. وتابعت سارة تبخترها، متوقفة لبرهة كي تنظر إلي وتعانقني بشدة. وكانت الدموع تملأ عينيها.
استعادت سارة هدوءها خلال المقابلة، لكن طبعها الصبياني ظهر مجدداً عندما أراها أحد شبّان عائلة أوباما بفخر نظارات «أرماني» التي اشتريتها لكل منهم. فانتزعتها هذه السيدة العجوز من وجهه ووضعتها على عينيها معدّلة عمامتها لتتلاءم معها. ثم استدارت مبتسمة للكاميرا وخرجت لتؤدي التزاماتها كجدة الرئيس وتمنح الزوار الذين ينتظرونها في مكان الاستقبال دقائق من وقتها من دون أن تخلع النظارات.
ستكونين جدة الرئيس. فماذا يعني لك ذلك؟ وهل تفرض عليك هذه المكانة واجبات محددة؟
(تهز برأسها فرحة) نعم.
حدثت تغييرات كبيرة هنا منذ زرتك المرة الماضية في شهر مارس، مثل السياج وحماية الشرطة. صرت أشبه بملكة كينيا، ملكة أفريقية!
شكراً جزيلاً.
ستحضرين احتفال تنصيب حفيدك أوباما، هل تعرفين البرنامج الموضوع لهذه المناسبة؟ وماذا سيحدث برأيك؟
سنغادر كينيا متوجهين إلى واشنطن قريباً. تلقيت دعوتي... أعرف أن شخصيات بارزة وعدداً كبيراً من الناس سيحضر الاحتفال لأنه بالغ الأهمية... أعرف أنهم سيكونون سعداء. وأنا واثقة من أنها مناسبة عظيمة.
هل حصلت على دعوة؟
نعم، تلقيت واحدة وسنسافر قريباً...
هل تلقيتها على شكل رسالة مكتوبة؟
نعم، تلقيت دعوة موجهة إلى كامل أفراد العائلة.
ماذا جاء فيها؟
ورد فيها أنه مرحب بنا لنشرّف هذه المناسبة ونكون إلى جانب الرئيس المنتخب خلال تسلّمه السلطة.
ستطول إقامتك هناك، أليس كذلك؟
نعم، سأبقى لأكثر من أربعة أو خمسة أيام.
هل اتصل بكم أحد من المكتب الانتقالي أو السفارة الأميركية ليطلعكم على البرنامج؟
نعم، يتولى مكتب أوباما في واشنطن مهمة تنظيم رحلتنا هذه. أعتقد أننا سنقيم هناك لأكثر من بضعة أيام.
أي المعالم تودين رؤيتها خلال إقامتك في واشنطن؟
أحب تماثيل واشنطن. أود التجوّل في شوارع هذه المدينة وزيارة أماكن مختلفة فيها.
هل قمت بزيارتها سابقاً؟
نعم، زرتها مرتين.
لكن زيارتك ستكون مختلفة هذه المرة.
لا شك في ذلك.
هل ستقيمين في البيت الأبيض؟
لم نحصل بعد على التفاصيل النهائية. سأقيم في البيت الأبيض أو في مكان قريب منه. هذا ما قيل لي.
هل ستطلبين من باراك أن يأخذك في جولة خاصة في البيت الأبيض؟
هذا مؤكد. أتوقع من باراك وميشال أن يأخذاني في جولة مفصلة في مختلف أرجاء البيت الأبيض.
وماذا عن ابنتيهما؟ متى رأيتهما آخر مرة؟
قابلت ابنتَي حفيدي أول مرة عندما حضرت احتفال تسلّم أوباما منصبه كسيناتور عن ولاية إيلينوي. ورأيتهما مجدداً حين قدمتا لزيارتي في منزلي.
عندما تقابلين حفيدك، الرئيس المنتخب، ماذا ستقولين له؟
سأطلب منه العمل بدأب لتحقيق السلام العالمي ولوقف القتال في مختلف البلدان حول العالم. كذلك سأسأله بذل الجهد لتحسين اقتصاد العالم. نحن بحاجة إلى السلام!
لنتحدث عن الموضة. فضلاً عن الشال الذي طلبته مني، ما هي الملابس التي ستحملينها معك؟
أعددت ثلاثة أثواب زاهية اللون. لكنهم أبلغوني أن الطقس بارد هناك وأنني لن أتمكن من ارتدائها. لذلك سيختارون لي في واشنطن بعض الملابس. ولا شك في أنني سأرتدي شال أليسندرا روجيرو هذا.
ما هي ألوان الأثواب التي أعددتها؟
أعددت ثلاثة أثواب. لكن المفضل لدي هو الأصفر. أما الثاني فأخضر والثالث... (تساعدها مارسات) مزيج من الرمادي والأزرق.
هل تحدثت إلى باراك منذ انتخابه رئيساً؟
لم أتحدث إليه شخصياً لأنه منشغل في تشكيل إدارته. لكنني أتلقى رسائل كثيرة منه عبر سعيد (عم باراك الذي جلس بجوارها وجوار شقيقته مترجماً). يسأل دوماً عن صحتي ويخبره أنه متشوّق لرؤيتي في واشنطن.
كيف ستتبدل حياتك بعد أن أصبحت جدّة الرئيس؟
حتى الآن، لم تتبدل حياتي... لا أعرف ما التغييرات التي ستطرأ عليها.
لا، لقد تبدلت كثيراً منذ زيارتي الأخيرة قبل بضعة أشهر، من السياج إلى حماية الشرطة. حتى إنهم أصلحوا الطريق الوعر المليء بالحفر المؤدي إلى منزلكم.
نعم، لكن هذا لا يعود بالفائدة علي وحدي، بل على الجيران أيضاً. فقد استفادوا كلهم من الطريق الجديد وازدياد الأمن.
هل تظنين أن واجبات جدة الرئيس تفوق الامتيازات التي تحظى بها؟ هل تشعرين بضرورة التحدث إلى الناس والإصغاء إلى مشاكلهم؟
نعم، أشعر بالسعادة لأن الناس يريدون زيارتي والتحدث إلي. وهم كثيرون، لذا يبقى جدول أعمالي حافلاً.
أتعلمين يا سارة؟ تبدين أصغر سناً.
هذا لأنني أشعر بالسعادة دائماً. أحب التحدث إلى الناس الذي يزورونني وينتظرون ساعات لمقابلتي. عندما يتولى أوباما الرئاسة، سأطلب منه ألا يهتم بتنمية الولايات المتحدة فحسب، بل أيضاً بتنمية العالم واقتصاده.
إذا أُتيحت لك الفرصة، مَن هو الشخص الذي تودين مقابلته، غيـر حفيـدك وعائلتــه؟ هـــل تـــودين رؤية أحـــد مــن هوليوود؟
ماذا تقصدين؟
هل تودين لقاء شخصية معينة من الممثلين أو السياسيين؟
أود مقابلة هيلاري كلينتون.
هيلاري! كما تعلمين، نحن صديقتان حميمتان...
راحت العائلة كلها تضحك بصوت مرتفع. عندما تقابلنا للمرة الأولى في شهر مارس في العام الماضي، أرادوا رؤية مَن أكون. صحيح أنهم قبلوا إعطائي مقابلة حصرية آنذاك نزولاً عند رغبة صديقنا المتبادل رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا، لكنهم شعروا بتوتر كبير خلال النصف ساعة الأولى من المقابلة لأنهم عرفوا أنني صديقة هيلاري الحميمة وأنني أدعمها وأجمع التبرعات لحملتها الانتخابية. بعد ذلك، قدّروا صراحتي وتطوّرت بيننا صداقة فريدة من نوعها. لذلك حين قالت الجدة سارة أنها تود مقابلة هيلاري، قرصني العم سعيد أوباما والعمة مارسات. ظننت في البداية أن سارة تداعبني، لكني اكتشفت لاحقاً أنها جدية في كلامها. فطلبت مني أن أدبر أمر لقائهما.
نعم ما زلنا جميعاً نتذكر ما حدث. لكننا أصبحنا أصدقاء.
لم يعد هذا مهماً الآن. صار أوباما وهيلاري شريكين. لذلك ما من أمر يعكر صداقتنا... لا مشكلة!
إذا تدبرت أمر لقائكما، ماذا ستقولين لهيلاري؟
عندما ألتقيها، سأشكرها لأنها ساعدت أوباما على الفوز في الانتخابات، ثم سأطلب منها أن تواصل مساعدته وتعمل معه لتحرص على ألا يخيب أمل ناخبيه. وأعتقد أننا سنتفق معاً.
أي نوع من زوجات الرؤساء ستكون ميشال؟
ميشال امرأة موهوبة. ستنجح في أداء دور السيدة الأولى. ستبذل قصارى جهدها لتحوّل كل ما وعد به أوباما خلال الانتخابات إلى حقيقة.
انظري إلى عدسة الكاميرا وتخيلي أنك تتحدثين إلى المشاهدين الأميركيين. ماذا تقولين لهم؟
أريدكم أن تتعاونوا مع أوباما وتساعدوه على تنمية بلدكم والعالم بأسره.
أوباما أميركي متحدّر من أصول أفريقية. بما أنك امرأة حكيمة وذات خبرة واسعة، أكنت تتخيلين أن يصبح رئيس الولايات المتحدة الأميركية؟
كلا، فاجأتني هذه التطورات. شعرت بذلك في قلبي. أخبرت الجميع أن أوباما قد يصبح رئيس الولايات المتحدة المقبل.
أتذكرين متى وأين أخبرك أنه يود الترشح للرئاسة الأميركية؟
نعم، هنا في هذه الغرفة. وقفنا قرب الباب وقال لي: «أحب السياسة. أريد الترشح للرئاسة...».
ماذا قلتِ له؟
أجبته: «لا تتردد. إذا كنت ترغب في ذلك من كل قلبك، فستصبح رئيس الولايات المتحدة المقبل. لا تتردد!».
لكنك أدركت آنذاك أنه سيفوز.
لا، لم أكن واثقة... قلت له: «أصبحت لتوك سيناتوراً. لمَ لا تبقى كذلك مدة من الوقت؟ ثم فكر في الخطوة التالية». لكنه بدا مصمماً. لذلك شجعته على فعل ما يراه الأنسب والترشح للرئاسة إذا أراد ذلك.
إذا كنت تحاورين الآن جورج بوش، ماذا تقولين له؟
سأتحاور معه بكل طيب خاطر. لا أكن له أي مشاعر سلبية.
هذا طبيعي لأن بعض الخبراء يعزو فوز حفيدك الساحق إلى واقع أن بوش كان رئيساً سيئاً...
سأشكره لأنه كان رئيس الولايات المتحدة وخدم بلاده والعالم. قابلته قبل تسلّم حفيدي منصبه كسيناتور لإيلينوي. عاملني بلباقة. لذلك لا أكن له أي ضغينة.
بأي لقب تودين أن يناديك الناس: السيدة أوباما أو سارة أو جدة الرئيس؟
يمكنهم مناداتي بسارة أو جدة أوباما.
لا تزالين سارة في نظري، مع أن منزلك بات محاطاً بسياج وعلى بابه يقف الحراس الشخصيون. في هذا الصدد، هل يروقك وجود هؤلاء على مدار الساعة؟
نعم، أنا سعيدة جداً. يبقون هنا في المنزل. ويرافقونني إلى السوق عندما أبتاع الطعام. أنا سعيدة جداً.
هل أنت من طلب تعيين حراس لحمايتك؟
نعم، أنا طلبت ذلك. فهذه فكرة جيدة.
http://www.aljareeda.com/AlJarida/Resources/ArticlesPictures/2009/01/09/92736_Mamma-Sarah-with-Daphne-and.jpg
دافني متوسطةً الجدة سارة وسعيد ومارسات أوباما