yasmeen
01-07-2009, 08:20 AM
حديث انتصار الدم لزعماء ومشاهير قالوا في الحسين «شرارة الكلمة » و «شمعة فداء أضاءت مذبح الحرية »
الزعيم الصيني ماوتسي لـ«ياسر عرفات»: لديكم تجربة ثورية قائدها الحسين وتأتون إلينا لتأخذوا التجارب
لافي النبهان - النهار
Lafy12@gmail.com (Lafy12@gmail.com)
(http://www.annaharkw.com/annahar/AuthorArticles.aspx?id=716)
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/01/07/116160_untitled_main.JPG
بورك قبرك من مفزع
لايمكن لشخص ان يجمع على حبه والاقتداء به كل المنصفين ومن يحملون الحس الانساني بغض النظر عن دياناتهم او عقيدتهم او انتمائهم الا ان يكون هذا الشخص من الخالدين والعظماء. ولا يمكن لحادثة تاريخية ان تبقى خالدة وشامخة ومستمرة يذكرها العالم كله الا لأن لها تأثيراً يستلهم منه المستضعفون والاقوياء الباحثون عن القدوة الحسنة والمعطاءة والمضحية طريق النصر والعزة والاباء والبقاء بهامات مرفوعة شامخة تسطر اسماءهم باحرف من نور وفخر حين يكتبها التاريخ المنصف. الشخص هو الحسن بن علي «عليه السلام» شرارة الكلمة الذي سكب دمه ليدمي القلوب باللوعة والحزن والبكاء، وقدم جسده اضحية على مذبح الحرية والانسانية والرفض للظلم والانتصار للحق.والحادثة واقعة الطف بارض كربلاء التي جسدت اسمى معاني التضحية في مشهد لا يستطيع اي شخص او عائلة او دولة او حتى أمة ان تحاكيه او تقلده لانه المهمة المستحيلة الاولى والاخيرة. كثيراً ما كتب المسلمون وارخوا واقعة استشهاد الامام الحسين «عليه السلام» واهل بيته واصحابه وما خطه احباب الجهاد والاستشهاد بأناملهم معروف ومشهور ومدون وكذلك هو ما كتبه غير المسلمين عنه «عليه السلام» ولكننا في هذا الجهد الضئيل لاصحابه وليس لنا امام الحدث العظيم اردنا ان نسلط الضوء على ما قاله ابرز زعماء ومشاهير وشخصيات العالم لنعطيهم حقهم في المشاركة مع المسلمين والمحبين للتضحية والفداء، نترككم معهم:
● القائد البريطاني ونستون تشرشل:
قال في كلمة له في مجلس اللوردات «مادام للمسلمين قرآن يتلى وكعبة تقصد وحسين يذكر فانه لا يمكن لاحد ان يسيطر عليهم».
● المفكر الهندي المهاتما غاندي:
مخاطباً الشعب الهندي «ان اردنا ان ننتصر فعلينا ان نقتدي بالحسين»، وقال ايضاً «تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوماً فانتصر» وله كذلك «لقد طالعت بدقة حياة الحسين شهيد الاسلام الكبير ودققت النظر في صفحات كربلاء فاتضح لي ان الهند اذا ارادت النصر فلابد لها من اقتفاء سيرة الحسين».
● الزعيم الصيني ماوتسي تونغ:
مخاطباً الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات «عندكم تجربة ثورية وانسانية فذة قائدها الحسين وتأتون الينا لتأخذوا التجارب».
● الزعيم الالماني ادولف هتلر:
مخاطباً قادة جيشه «اثبتوا في القتال كما ثبت الحسين بن علي سبط محمد واصحابه في كربلاء وهم نفر قليل بين ألوف تفوقهم عدداً فنالوا بذلك المجد الخالد».
● العالم الايطالي الدومييلي:
نشبت معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين وخلفت وراءها فتنة عميقة الأثر واظهرت الأسرة الأموية بمظهر سيئ ولم يكن هناك ما يستطيع ان يحجب آثار السخط العميق في نفوس القسم الأعظم من المسلمين على السلالة الأموية والشك في شرعية ولا يتهم.
● المستشرق البريطاني والكاتب سايكوس:
«حقاً الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة على درجة بحيث دفعت كل من سمعها الى اطرائها والثناء عليها لا ارادياً، وان الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا واكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا.
● القسيس توماس ماساريك:
«على الرغم من ان القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب الحسين الا انك لا تجد لدى اتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى اتباع الحسين.
● الهندوسي تاملاس توندون:
«التضحيات من قبيل شهادة الامام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري وخليق بهذه الذكرى ان تبقى الى الأبد وأن تذكر على الدوام.
● الياباني ابراهيم تاتسويجي ساوادا:
«الحسين اسم لحفيد النبي محمد (ص) المحبوب وهو اسم موشح بالمأساة فقد كان اماماً وسيداً لشباب اهل الجنة وعلى الرغم من ذلك فقد ذبحه طاغية زمانه والذي نصب نفسه كخليفة للرسول (ص) وهو امر مؤسف ولدى ادراك هذه الحقيقة فلا يسع المرء ان يكبح الحزن في قلبه حيث ان ذلك من الامور التي تتعلق بالايمان الصادق.
وعندما يتطلع المجتمع الياباني الى مثل هذا الحدث المشين يبدي استغرابه من محاوله ارباب الحكم آنذاك والذين حكموا باسم الاسلام، كيف اباحوا لانفسهم القيام بمثل هذا العمل المزري وحالوا ابادة اهل بيت الرسول (ص) ومحوهم من الوجود.
ورغم ذلك فان الحسين ابى ان يجانب الحق بل سار على نهج الله القويم وقد قام هو وشقيقه الاكبر الحسن في عهد خلافة ابيه علي بخدمة المجتمع وتحدياً الصعاب في سبيل احقاق الحق، وكانا بنفسيهما يجاهدان في سبيل الله ويقاتلان اعداء الله ولما تولى الخلافة اخوه الاكبر الحسن كان له خير عضد وناصر، وكان الاخ الاصغر الذي اخلص له، وبعد وفاته انتقلت الامامة اليه ومنذ ان تولى معاوية الحكم وحتى وفاته تحمل الصعاب متحلياً بالصبر والحلم وما ان توفى معاوية وتولى ابنه يزيد الحكم وتقمص الخلافة طلب من الحسين المبايعة لكنه لم يذعن ليزيد ورفض مبايعته.
وقد اخذ حفيد النبي المحبوب يعد نفسه لمقاومة الظلم ولتقبل الشهادة في سبيل الله بطيب خاطر، فأصبح بذلك قدوة لنا وللأجيال الصاعدة وغدت سيرته درساً للعصور المتتالية وقد اثبتت نهضته هذه للعالم بان الفوارق الزمنية لا يمكنها ان تقف امام نهضة المخلصين فليس هناك زمان صالح وآخر طالح، لتوعية الامة والوقوف امام الظلم فـ «كل يوم عاشوراً وكل ارض كربلاء» فهذا هو معنى الحب العميق لله والثقة بالخالق. لم تكن سيرته الاستشهادية فحسب درساً لنا بل كل سيرته منذ ولادته وحتى استشهاده كانت ثرّة بالمعاني العظيمة.
● المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون:
أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الاسلامية وقتل في سبيل العدل بكربلاء.
● عالم الاثار الانكليزي وليم لوفتس:
لقد قدم الحسين بن علي ابلغ شهادة في تاريخ الانسانية وارتفع بمأساته الى مستوى البطولة الفذة.
● الأديب اللبناني جورج جرداق:
حينما جند يزيد الناس لقتل الحسين واراقة الدماء كانوا يقولون له كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة فاننا على استعداد أن نقاتل بين يديك ونقتل مرة اخرى.
● المستشرق ادوارد براون:
وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والالم حين يسمع حديثا عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم انكار طهارة الحدث.
● البريطاني تشارلز ديكنز:
ان كان الحسين قد حارب من اجل اهداف دنيوية فانني لا ادرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والاطفال؟ اذا فان العقل يحكم انه ضحى فقط لاجل الاسلام.
● موريس دوكابري:
يقال في مجالس العزاء ان الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف واعراض الناس ولحفظ حرمة الاسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد اذا تعالوا نتخذه قدوة لنتخلص من نير الاستعمار وان نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.
● المستشرق الهنغاري أجناس غولد تسيهر:
قام بين الحسين بن علي والغاصب الاموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الاسلام بعدد كبير من الشهداء، اكتسب الحداد عليهم حتى الان مظاهرا عاطفيا.
● المستشرق الالماني ماربين:
قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال اثبات مظلوميته واحقيته وادخل الاسلام والمسلمين الي سجل التاريخ ورفع صيتهما، لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم لااسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لا دوام له، وان صرح الظلم مهما بدا راسخا وهائلا في الظاهر الا انه لا يعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.
● الباحث البريطاني جون جون اشر:
ان مأساة الحسين بن علي تنطوي على اسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي.
● عالم الانثربولوجي الاميركي كارلتون كون:
ان مأساة مصرع الحسين بن علي تشكل اساسا لالاف المسرحيات الفاجعة.
● فيليب حتى:
أصبح اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي يوم حداد ونواح عند المسلمين ففي مثل هذا اليوم من كل عام تمثل مأساة النضال الباسل والحدث المفجع الذي وقع للامام الشهيد وغدت كربلاء من الاماكن المقدسة في العالم واصبح يوم كربلاء وثأر الحسين صيحة الاستغفار في مناهضة الظلم.
● الدكتور اليهودي يوسف بن يعقوب دانا:
ان لاستشهاد الحسين الاثر السياسي والديني الكبير في العالم الاسلامي، وقد اساء قسم كبير من الباحثن والمؤرخين فهم احداث معركة كربلاء، وما جرى للحسين ولاهل بيته على ضفة نهر الفرات، حيث ادعى قسم منهم ان كربلاء ما هي الا محاولة تمرد فاشلة قام بها الحسين، وان دور هذه المعركة وتأثيرها في تاريخ المسلمين هامشي.
لقد قتل الحسين بشكل فظيع وقاسٍ جدا، ونكل الامويون بجثته وقطعوا رأسه، وهم يدعون انهم مسلمون. ان الجانب السياسي لثورة الحسين يمكن اجماله بان ثورة الحسين منحت مؤيدي الحسين الفرصة لاثبات ولائهم لابي عبدالله، وانهم سائرون بموجب وصيته، مقتفون اثره.
لقد كانت ثورة كربلاء ثورة سياسية، هكذا ارادها الحسين ان تكون، ثورة ضد الظلم والطغيان، ثورة تستمد مبادئها من الايمان الذي اكتسبه الحسين من جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
لقد اثر استشهاد الحسين على العالم الاسلامي من جوانب عدة، ففي الجانب الديني، ان ذكر حادثة مقتل الحسين يعد امرا مساعدا لاحياء الايمان في قلوب المسلمين وخاصة الشيعة منهم، ان مدفن الحسين في كربلاء يعد مكانا مقدسا لدى الشيعة يزوره مؤمنوهم، ولديهم ادعية خاصة اثناء كل زيارة لقبره المقدس.
وفي الجانب السياسي: ان الشعار «يالثارات الحسين» ساعد في اسقاط نظام الحكم الاموي الذي كان مسؤولا عن مقتل الحسين، ومازال شعار «يالثارات الحسين» شعارا مهما وذا فاعلية لدى الشيعة الى يومنا هذا.
وفي الجانب الأدبي. كان لمقتل الحسين تأثير كبير في تطور الجانب الأدبي، فمنذ مقتله ولغاية يومنا هذا مازال الشعراء والناثرون يؤلفون الشعر والمقاتل والمراثي في أبي عبدالله.
لقد أدى مقتل الحسين الى نشوء سلسلة من المؤلفات الدينية والخطب والوعظ والأدعية الخاصة التي لها علاقة بحادثة مقتله، فمنذ القرن الثامن للهجرة بدأ الشعراء بنظم المراثي في مقتله، وألفت عشرات المقاتل لوصف حادثة مقتله المأساوية. وهكذا نرى أن الحسين شغل حيزاً مهماً في الدراسات المعاصرة بشكل خاص.
● المستشرق الأميركي فوستاف غرونيام:
«الكتب المؤلفة في مقتل الحسين تعبر عن عواطف وانفعالات طالما خبرتها بعنف أجيال من الناس قبل ذلك بقرون عديدة، ان واقعة كربلاء ذات اهمية كونية، فلقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين الرجل النبيل الشجاع في المسلمين تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى.
● البروفيسور د. فيليب مورس:
«الحسين ليس شخصية دينية فسحب، عاشت لفترة زمنية لتأتي مرحلة أخرى بعدها كما شاء للبعض تصويره بذلك.
لم يكن الحسين قائداً سياسياً حارب الظالم في وقته وعهده، بل كان اعظم واكثر عمقاً من ذلك، لقد عكست شخصيته الرفيعة كل العناصر الإنسانية التي مكنته من امتلاك الارادة المقدسة في التأثير. كان قادراً أن يمتلك القلوب والعقول معاً، ليس فقط خلال فترته، بل تجاوز عهده، حتى اصبح حدثاً مضيئاً من قبل ان يولد.
أصبح الحسين حتى وقتنا الحاضر علامة مضيئة، وسيبقى كذلك حتى تتحقق مبادئه السامية التي قاتل من اجلها في حكومات اجياله اللاحقة الذين يملؤون الأرض بالحق والعدل بعد ان ملأت بالظلم والطغيان.
ثار الحسين دفاعاً عن الانسانية التي تسعى الى اقامة المبادئ السماوية التي جاء بها جده محمد صلى الله عليه وسلم، لم يكن راغباً في السلطة والثروة والجاه، وكما قال: «ما خرجت أشراً ولا بطراً، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي محمد».
بالتأكيد ان اهدافه لم تكن محدودة وآنية ومرتبطة بأهله وأبناء طائفته، وكما قال عندما خطب بعاطفة وهدوء بالناس الذين تجمعوا لقتاله: «إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم».
وبسبب مبادئه، نجد ان الانسان الأبيض والأسود، العبد والخادم، الكبير والصغير، المسلم وغير المسلم، والعثماني والعلوي، أعلنوا ولاءهم له، وتعلقوا به كمنارة للحقيقة والعدل.
كان حقاً رجل العلم والوعي، رجل الفضيلة والتقوى، وفي كل يوم يمضي تكتشف الأمم حقيقة شخصيته ويزداد تعلقها به كمثال إنساني عظيم.
نجد ان سهام حبه ضربت قلوب الناس في الشرق والغرب البعيدين وفي اقصى القشمال واعماق الجنوب، تعيش الاجيال الآن تحت ظل الكرامة التي اعلنها الامام الحسين، وسار على نهج جده الرسول محمد وأبيه علي، اللذين هما منه وهو منهما.
● الفيلسوف الانكليزي توماس كارل ليل:
«أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وانصاره كان لهم ايمان راسخ بالله، وقد اثبتوا فعلاً بعملهم ذاك ان التفوق العددي لا أهمية له وقت المواجهة بين الحق والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلة الفئة التي كانت معه.
● الأديب المسيحي سليمان كتاني:
«ان الحسين شرارة الكلمة وكيف يُبنى مجتمع صحيح بغير مثل هذه الشرارة؟ انها الاحتكاك.. وهي لا تتعدى كونها قبساً يتمادى في تواصله حتى تصبح النار التي تدفأ بها ضلوع الأرض وتمرع فيها براعم الزهر وأفواج السنابل.
فالحياة وهي ملقط من ملاقط الوجود، انما هي الشرارة الخالدة التي ينبض بها هذا الكون، فما اروع الحسين في جهازه النفسي المتين، يلتقط بكل حدث من الأحداث التي دارت به أيامه، ليصوغ من احتكاكها الشرارة الأصلية التي تدفأ بها ضلوع الأمة وهي تمشي في دوربها أيام ليالي الصقيع.
● الكاتبة البريطانية فريا ستارك:
«ان الشيعة في جميع انحاء العالم الاسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في العاشر من محرم الأولى كلها على مسافة غيربعيدة من كربلاء جعجع الحسين الى جهة البادية وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمة بينما احاط به اعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه ولاتزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة وجلية في افكار الناس الى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة، وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة ان يستفيد كثيرا من زيارته دما لم يقف على شيء من هذه القصة لان مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل الى الاسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون ان ينتابني البكاء».
● الكاتب المسيحي كرم قنصل:
«سيرة الحسين مبادئ وثورة اعظم من حصرها ضمن الاطر التي حصرت بها وعلى الفكر الانساني ان يعيد تمثلها واستنباط رموزها من جديد لانها سر السعادة البشرية وسؤددها وحريتها واعظم ما عليها امتلاكه. فريد ريك حبيس «نداء الامام الحسين وأي بطل وشهيد آخر هو ان في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودة لا تغيير لها ويؤكد لنا انه كلما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس الى التمسك بها كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومة».
● الاستاذ البريطاني انجو بيلانجيك:
«في اثناء نمو الدين الجديد وانتشاره تمكن افراد قبيلة بني أمية من التغلغل في صفوف المسلمين ثم استلام السلطة العليا بعد عقود عدة من ظهور الاسلام. ويبدو ان عادة الثأر التي كانت متأصلة عند العرب ومنعها الاسلام كانت لاتزال متمركزة في نفوس افراد تلك القبيلة، فظهرت بأشد حالاتها عند يزيد الذي استلم السلطة من ابيه معاوية ابن جده ابي سفيان.
واصل يزيد هذا اضطهاد عائلة النبي بكثير من الايذاء لفرض البيعة له على الامام الحسين، نهض عندئذ الامام للدفاع عن «أهل البيت»، فتصدى جيش يزيد له ولعائلته في واقعة الطف في كربلاء، فقتله واغلب افراد عائلته الذكور وسبى سائر عياله، فأثار بذلك موجة من الغضب والحزن لدى المسلمين، ولايزال صدى تلك الفاجعة المؤلمة يتراجع بينهم منذ ذلك الحين، ولايزال اسم الحسين لتلك القرون الاربعة عشر رمزاً عند المسلمين لمقاومة الظلم والتعسف السياسي والاجتماعي والطغيان.
كانت ومازالت مأساة الحسين وقضيته التي احتلت مجالا واسعا في تأثيراتها في الساحات السياسية والاجتماعية والادبية في العالم الاسلامي خلال القرون مصدر وحي ولّدت امواجا متلاحقة من الأدب الرفيع الذي ذرف الدموع على تلك المأساة وهي تشير في الوقت نفسه الى قضيته للانسانية عامة وللمسلمين خاصة.
● أستاذ اللغات فيتو أسبيته:
«كانت قضية الحسين ومازالت منبع ايحاء لاشعاعات متتالية من الأدب الرفيع الذي ندب تلك المأساة وبكاها، وهي أيضاً قصة مأساة لواحد من أوائل أئمة المسلمين الذين حملوا مشعل الرسالة الاسلامية ضد التعسف السياسي، خصوصاً من بعد ذلك ضد المسلمين الشيعة الموالين لأهل البيت، وكانت تلك القضية مصدر ايحاء ولاتزال توحي بالمزيد من الأدب المأساوي يضيف له جيل بعد جيل من الشعراء والأدباء من مختلف الأوطان وبمختلف اللغات مشاعر الحزن والرثاء والولاء».
المطران د. برتلماوس عجمي: «من أجدر من الحسين لأن يكون تجسيداً للفداء في الإسلام».
● بولس سلامة:
«ان ملحمة كربلاء هي ملحمتي الذاتية كفرد انساني».
الباحثة البريطانية ستيفنسون: على مقربة من مدينة كربلاء حاصر هراطقة يزيد وجنده الحسين بن علي ومنعوا عنه الماء ثم أجهزوا عليه، انها أفجع مآسي الإسلام طرا، جاء الحسين الى العراق عبر الصحراء ومعه منظومة زاهرة من أهل البيت وبعض مناصرية، وكان اعداء الحسين كثرة واستشهد ومن معه في مشهد كربلاء، وأصبح منذ ذلك اليوم مبكى القوم وموطن الذكرى المؤلمة كما عدت تربته مقدسة».
وتنسب الروايات المتواترة الى ان الشمر قتل الحسين لذا تصب عليه اللعنات دوماً وعلى كل من قاد القوات الأموية ضد شهداء كربلاء، فالشمر صنو الشيطان في الاثم والعدوان دون منازع.
● الطبيب النرويجي تروند علي لينستاد:
«إنك - يا حسين - أُنموذج للكل صغاراً وكباراً، شيباً وشبّاناً. ودليل للإسلام، يهزّ وعي المسلم ويوقظه خلال التضحية والآلام. وأنت القائد الشجاع وسيد الشهداء!
أدعوه تعالى أن يمنحني محبّتك، فأكون أهلاً لمحبّته سبحانه، مثلما جاء في الحديث الشريف عن النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله وسلم-: «حسين منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبّ حسيناً» (صحيح الترمذي).
الحسين، هو ابن فاطمة بنت النبي، وابن عليّ، إمامنا الأول. وكلهم من آل النبي المطهّرين من قبل الله تعالى، مثلما قال سبحانه في سورة الشورى، الآية (23) «قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى». يا حسين، لقد عبرت سهول الشرق، تحت الشمس اللاهبة، لتبلغ الشهادة في كربلاء، حيث أنقذت العمل والوعي الإسلامي، فرضي الله عنك أيها الإمام الحسين، سامحني لما أقوله! فإنني أريد أن أُوضح فحسب أنك: وحدت الشرق والغرب، بحياتك وعملك المُثمَّن (المحترم، المعتبر، المُقدَّر) الى حد كبير، وحولت الناس الى روح الإسلام! وستترك، يا حسين، بفضل الله آثاراً لا تُمحى، في قلوب الباحثين عن الحياة الحرة الكريمة».
● البروفيسور جورج قنازع:
كان لمقتل الحسين أثر كبير جدا في الحياة السياسية للمجتمع العربي في تلك الفترة، لكنه لم يقتصر على ذلك، فالقرون الكثيرة التي توالت منذ حادثة كربلاء مازالت تحمل أثر ذلك المقتل سياسيا واجتماعيا وأدبيا وحضاريا، ومازال الحدث حيا يتفاعل مع الجماهير ومازالت الجماهير تجد فيه ما يشدها اليه وما تستوحيه منه. لقد ثار الكثيرون منذ أن ثار التوابون غضبا لمقتل الحسين محاولين الانتقام له، وقد تمكن المختار الثقفي من الثأر لدم الحسين حين قتل كل من شارك في قتل الحسين في كربلاء، ورغم ذلك ظل الحسين رمزا للشهادة والتضحية في سبيل العدالة الاجتماعية. ولقد تعدى مقتل الحسين التأثير في المجالين الديني - السياسي ليحتل بقوة مكانة بارزة في مجال الادب الذي نراه في اتجاهات مختلفة، في شعر الرثاء وفي وضع الكتب الخاصة بتصوير حادثة المقتل، ثم في الادب الشعبي الذي تناول هذا الموضوع وأعمل فيه الخيال، فجاء غاية في الروعة، نستدل منه على غنى الادب الشعبي حين يكون الموضوع مؤثرا وحين يعمل الوجدان الشعبي على بلورة الاحداث والشخصيات.
● الاستاذ انطوان بار:
لو قلنا ان الاسلام بدؤه محمدي واستمراره حسيني، فلن نكون مجافين لحقيقة تجلت في شواهد دينية وتاريخية، فعلى المستوى الديني كانت ملحمة كربلاء عنوانا صريحا لقيمة الثبات على المبدأ، ولعظمة المثالية في أخذ العقيدة وتمثلها، حيث أوجدت خلال مسيرة الاسلام كدين، حركة وجدانية بتشكيلها ذاك المنعطف الروحي خطير الاثر في الضمائر، والتي لولاها لكان الاسلام مذهبا باهتا يركن في ظاهر الرؤوس، لا كما غدا بعدها عقيدة راسخة تستوطن أعماق الصدور، وايمانا مترعا في وجدان كل مسلم، وحركة روحية عقائدية على هذا المستوى وبهذه الفعالية، كيف لنا أن نلم بشخصية مفجّرها دون فهم لأهداف حركته ودور العناية الإلهية في تكوينها بالشكل الذي بدت فيه، وبالأهداف التي الت اليها بعد قرون عدة؟
أهداف تمحورت حول الحق الإلهي الذي خرج الحسين (عليه السلام) ذلك الخروج الدامي ليكرس حقيقته في النفوس، طالبا الاصلاح في أمة جده، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، لتظل العقيدة نبراسا والحق هاديا للمخلصين له والمتعايشين بالمعروف المطهر من المنكر، كي يتحقق للمسلم ذلك الانسجام الهيولي مع الحق، فكانت ثورته (عليه السلام) خروجا محبا من أجل الجماعة، وستظل ملحمة استشهاده وكوكبة من أهل بيت النبوة ايقاظا مستمرا وتذكيرا دائما بسمو المبادئ التي كان فداها هذه الأنفس المطهرة.، السر في كل ذلك كما يفهمه كل ذي عقل متنور يكمن فيما يسمى بـ«الهيولية الروحية»، تلك الذخيرة الايمانية، صانعة الشفافية ملهمة الفكر بوصلة الوجدان العقائدي وموجهته نحو قطب الحق والصلاح وموصلته الى سبل الحقيقة والسطوع الفكري والخلقي. هذه الثورة التي استمدت ديمومتها وخلودها من قدسية مفجرها وسمو أهدفه، هل كانت مصادفة تاريخية أو حدثا ظرفيا أملته عوامل ومعطيات أوصلت اليها كحتمية. لا يجادل اثنان في أن الحسين (عليه السلام) كان معدا للقيام بهذه المهمة السامية، فقد اجتمعت في شخصيته كل مقومات الشهيد لا على مستوى فردي، بل على مستوى العقيدة ككل.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/01/07/116160_p1801070109_main.jpg
الزعيم الصيني ماوتسي لـ«ياسر عرفات»: لديكم تجربة ثورية قائدها الحسين وتأتون إلينا لتأخذوا التجارب
لافي النبهان - النهار
Lafy12@gmail.com (Lafy12@gmail.com)
(http://www.annaharkw.com/annahar/AuthorArticles.aspx?id=716)
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/01/07/116160_untitled_main.JPG
بورك قبرك من مفزع
لايمكن لشخص ان يجمع على حبه والاقتداء به كل المنصفين ومن يحملون الحس الانساني بغض النظر عن دياناتهم او عقيدتهم او انتمائهم الا ان يكون هذا الشخص من الخالدين والعظماء. ولا يمكن لحادثة تاريخية ان تبقى خالدة وشامخة ومستمرة يذكرها العالم كله الا لأن لها تأثيراً يستلهم منه المستضعفون والاقوياء الباحثون عن القدوة الحسنة والمعطاءة والمضحية طريق النصر والعزة والاباء والبقاء بهامات مرفوعة شامخة تسطر اسماءهم باحرف من نور وفخر حين يكتبها التاريخ المنصف. الشخص هو الحسن بن علي «عليه السلام» شرارة الكلمة الذي سكب دمه ليدمي القلوب باللوعة والحزن والبكاء، وقدم جسده اضحية على مذبح الحرية والانسانية والرفض للظلم والانتصار للحق.والحادثة واقعة الطف بارض كربلاء التي جسدت اسمى معاني التضحية في مشهد لا يستطيع اي شخص او عائلة او دولة او حتى أمة ان تحاكيه او تقلده لانه المهمة المستحيلة الاولى والاخيرة. كثيراً ما كتب المسلمون وارخوا واقعة استشهاد الامام الحسين «عليه السلام» واهل بيته واصحابه وما خطه احباب الجهاد والاستشهاد بأناملهم معروف ومشهور ومدون وكذلك هو ما كتبه غير المسلمين عنه «عليه السلام» ولكننا في هذا الجهد الضئيل لاصحابه وليس لنا امام الحدث العظيم اردنا ان نسلط الضوء على ما قاله ابرز زعماء ومشاهير وشخصيات العالم لنعطيهم حقهم في المشاركة مع المسلمين والمحبين للتضحية والفداء، نترككم معهم:
● القائد البريطاني ونستون تشرشل:
قال في كلمة له في مجلس اللوردات «مادام للمسلمين قرآن يتلى وكعبة تقصد وحسين يذكر فانه لا يمكن لاحد ان يسيطر عليهم».
● المفكر الهندي المهاتما غاندي:
مخاطباً الشعب الهندي «ان اردنا ان ننتصر فعلينا ان نقتدي بالحسين»، وقال ايضاً «تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوماً فانتصر» وله كذلك «لقد طالعت بدقة حياة الحسين شهيد الاسلام الكبير ودققت النظر في صفحات كربلاء فاتضح لي ان الهند اذا ارادت النصر فلابد لها من اقتفاء سيرة الحسين».
● الزعيم الصيني ماوتسي تونغ:
مخاطباً الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات «عندكم تجربة ثورية وانسانية فذة قائدها الحسين وتأتون الينا لتأخذوا التجارب».
● الزعيم الالماني ادولف هتلر:
مخاطباً قادة جيشه «اثبتوا في القتال كما ثبت الحسين بن علي سبط محمد واصحابه في كربلاء وهم نفر قليل بين ألوف تفوقهم عدداً فنالوا بذلك المجد الخالد».
● العالم الايطالي الدومييلي:
نشبت معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين وخلفت وراءها فتنة عميقة الأثر واظهرت الأسرة الأموية بمظهر سيئ ولم يكن هناك ما يستطيع ان يحجب آثار السخط العميق في نفوس القسم الأعظم من المسلمين على السلالة الأموية والشك في شرعية ولا يتهم.
● المستشرق البريطاني والكاتب سايكوس:
«حقاً الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة على درجة بحيث دفعت كل من سمعها الى اطرائها والثناء عليها لا ارادياً، وان الحسين وعصبته القليلة المؤمنة عزموا على الكفاح حتى الموت وقاتلوا ببطولة وبسالة ظلت تتحدى اعجابنا واكبارنا عبر القرون حتى يومنا هذا.
● القسيس توماس ماساريك:
«على الرغم من ان القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب الحسين الا انك لا تجد لدى اتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى اتباع الحسين.
● الهندوسي تاملاس توندون:
«التضحيات من قبيل شهادة الامام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري وخليق بهذه الذكرى ان تبقى الى الأبد وأن تذكر على الدوام.
● الياباني ابراهيم تاتسويجي ساوادا:
«الحسين اسم لحفيد النبي محمد (ص) المحبوب وهو اسم موشح بالمأساة فقد كان اماماً وسيداً لشباب اهل الجنة وعلى الرغم من ذلك فقد ذبحه طاغية زمانه والذي نصب نفسه كخليفة للرسول (ص) وهو امر مؤسف ولدى ادراك هذه الحقيقة فلا يسع المرء ان يكبح الحزن في قلبه حيث ان ذلك من الامور التي تتعلق بالايمان الصادق.
وعندما يتطلع المجتمع الياباني الى مثل هذا الحدث المشين يبدي استغرابه من محاوله ارباب الحكم آنذاك والذين حكموا باسم الاسلام، كيف اباحوا لانفسهم القيام بمثل هذا العمل المزري وحالوا ابادة اهل بيت الرسول (ص) ومحوهم من الوجود.
ورغم ذلك فان الحسين ابى ان يجانب الحق بل سار على نهج الله القويم وقد قام هو وشقيقه الاكبر الحسن في عهد خلافة ابيه علي بخدمة المجتمع وتحدياً الصعاب في سبيل احقاق الحق، وكانا بنفسيهما يجاهدان في سبيل الله ويقاتلان اعداء الله ولما تولى الخلافة اخوه الاكبر الحسن كان له خير عضد وناصر، وكان الاخ الاصغر الذي اخلص له، وبعد وفاته انتقلت الامامة اليه ومنذ ان تولى معاوية الحكم وحتى وفاته تحمل الصعاب متحلياً بالصبر والحلم وما ان توفى معاوية وتولى ابنه يزيد الحكم وتقمص الخلافة طلب من الحسين المبايعة لكنه لم يذعن ليزيد ورفض مبايعته.
وقد اخذ حفيد النبي المحبوب يعد نفسه لمقاومة الظلم ولتقبل الشهادة في سبيل الله بطيب خاطر، فأصبح بذلك قدوة لنا وللأجيال الصاعدة وغدت سيرته درساً للعصور المتتالية وقد اثبتت نهضته هذه للعالم بان الفوارق الزمنية لا يمكنها ان تقف امام نهضة المخلصين فليس هناك زمان صالح وآخر طالح، لتوعية الامة والوقوف امام الظلم فـ «كل يوم عاشوراً وكل ارض كربلاء» فهذا هو معنى الحب العميق لله والثقة بالخالق. لم تكن سيرته الاستشهادية فحسب درساً لنا بل كل سيرته منذ ولادته وحتى استشهاده كانت ثرّة بالمعاني العظيمة.
● المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون:
أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الاسلامية وقتل في سبيل العدل بكربلاء.
● عالم الاثار الانكليزي وليم لوفتس:
لقد قدم الحسين بن علي ابلغ شهادة في تاريخ الانسانية وارتفع بمأساته الى مستوى البطولة الفذة.
● الأديب اللبناني جورج جرداق:
حينما جند يزيد الناس لقتل الحسين واراقة الدماء كانوا يقولون له كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة فاننا على استعداد أن نقاتل بين يديك ونقتل مرة اخرى.
● المستشرق ادوارد براون:
وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والالم حين يسمع حديثا عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم انكار طهارة الحدث.
● البريطاني تشارلز ديكنز:
ان كان الحسين قد حارب من اجل اهداف دنيوية فانني لا ادرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والاطفال؟ اذا فان العقل يحكم انه ضحى فقط لاجل الاسلام.
● موريس دوكابري:
يقال في مجالس العزاء ان الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف واعراض الناس ولحفظ حرمة الاسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد اذا تعالوا نتخذه قدوة لنتخلص من نير الاستعمار وان نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.
● المستشرق الهنغاري أجناس غولد تسيهر:
قام بين الحسين بن علي والغاصب الاموي نزاع دام، وقد زودت ساحة كربلاء تاريخ الاسلام بعدد كبير من الشهداء، اكتسب الحداد عليهم حتى الان مظاهرا عاطفيا.
● المستشرق الالماني ماربين:
قدم الحسين للعالم درسا في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال اثبات مظلوميته واحقيته وادخل الاسلام والمسلمين الي سجل التاريخ ورفع صيتهما، لقد اثبت هذا الجندي الباسل في العالم لااسلامي لجميع البشر ان الظلم والجور لا دوام له، وان صرح الظلم مهما بدا راسخا وهائلا في الظاهر الا انه لا يعدو ان يكون امام الحق والحقيقة الا كريشة في مهب الريح.
● الباحث البريطاني جون جون اشر:
ان مأساة الحسين بن علي تنطوي على اسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي.
● عالم الانثربولوجي الاميركي كارلتون كون:
ان مأساة مصرع الحسين بن علي تشكل اساسا لالاف المسرحيات الفاجعة.
● فيليب حتى:
أصبح اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي يوم حداد ونواح عند المسلمين ففي مثل هذا اليوم من كل عام تمثل مأساة النضال الباسل والحدث المفجع الذي وقع للامام الشهيد وغدت كربلاء من الاماكن المقدسة في العالم واصبح يوم كربلاء وثأر الحسين صيحة الاستغفار في مناهضة الظلم.
● الدكتور اليهودي يوسف بن يعقوب دانا:
ان لاستشهاد الحسين الاثر السياسي والديني الكبير في العالم الاسلامي، وقد اساء قسم كبير من الباحثن والمؤرخين فهم احداث معركة كربلاء، وما جرى للحسين ولاهل بيته على ضفة نهر الفرات، حيث ادعى قسم منهم ان كربلاء ما هي الا محاولة تمرد فاشلة قام بها الحسين، وان دور هذه المعركة وتأثيرها في تاريخ المسلمين هامشي.
لقد قتل الحسين بشكل فظيع وقاسٍ جدا، ونكل الامويون بجثته وقطعوا رأسه، وهم يدعون انهم مسلمون. ان الجانب السياسي لثورة الحسين يمكن اجماله بان ثورة الحسين منحت مؤيدي الحسين الفرصة لاثبات ولائهم لابي عبدالله، وانهم سائرون بموجب وصيته، مقتفون اثره.
لقد كانت ثورة كربلاء ثورة سياسية، هكذا ارادها الحسين ان تكون، ثورة ضد الظلم والطغيان، ثورة تستمد مبادئها من الايمان الذي اكتسبه الحسين من جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
لقد اثر استشهاد الحسين على العالم الاسلامي من جوانب عدة، ففي الجانب الديني، ان ذكر حادثة مقتل الحسين يعد امرا مساعدا لاحياء الايمان في قلوب المسلمين وخاصة الشيعة منهم، ان مدفن الحسين في كربلاء يعد مكانا مقدسا لدى الشيعة يزوره مؤمنوهم، ولديهم ادعية خاصة اثناء كل زيارة لقبره المقدس.
وفي الجانب السياسي: ان الشعار «يالثارات الحسين» ساعد في اسقاط نظام الحكم الاموي الذي كان مسؤولا عن مقتل الحسين، ومازال شعار «يالثارات الحسين» شعارا مهما وذا فاعلية لدى الشيعة الى يومنا هذا.
وفي الجانب الأدبي. كان لمقتل الحسين تأثير كبير في تطور الجانب الأدبي، فمنذ مقتله ولغاية يومنا هذا مازال الشعراء والناثرون يؤلفون الشعر والمقاتل والمراثي في أبي عبدالله.
لقد أدى مقتل الحسين الى نشوء سلسلة من المؤلفات الدينية والخطب والوعظ والأدعية الخاصة التي لها علاقة بحادثة مقتله، فمنذ القرن الثامن للهجرة بدأ الشعراء بنظم المراثي في مقتله، وألفت عشرات المقاتل لوصف حادثة مقتله المأساوية. وهكذا نرى أن الحسين شغل حيزاً مهماً في الدراسات المعاصرة بشكل خاص.
● المستشرق الأميركي فوستاف غرونيام:
«الكتب المؤلفة في مقتل الحسين تعبر عن عواطف وانفعالات طالما خبرتها بعنف أجيال من الناس قبل ذلك بقرون عديدة، ان واقعة كربلاء ذات اهمية كونية، فلقد أثرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين الرجل النبيل الشجاع في المسلمين تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى.
● البروفيسور د. فيليب مورس:
«الحسين ليس شخصية دينية فسحب، عاشت لفترة زمنية لتأتي مرحلة أخرى بعدها كما شاء للبعض تصويره بذلك.
لم يكن الحسين قائداً سياسياً حارب الظالم في وقته وعهده، بل كان اعظم واكثر عمقاً من ذلك، لقد عكست شخصيته الرفيعة كل العناصر الإنسانية التي مكنته من امتلاك الارادة المقدسة في التأثير. كان قادراً أن يمتلك القلوب والعقول معاً، ليس فقط خلال فترته، بل تجاوز عهده، حتى اصبح حدثاً مضيئاً من قبل ان يولد.
أصبح الحسين حتى وقتنا الحاضر علامة مضيئة، وسيبقى كذلك حتى تتحقق مبادئه السامية التي قاتل من اجلها في حكومات اجياله اللاحقة الذين يملؤون الأرض بالحق والعدل بعد ان ملأت بالظلم والطغيان.
ثار الحسين دفاعاً عن الانسانية التي تسعى الى اقامة المبادئ السماوية التي جاء بها جده محمد صلى الله عليه وسلم، لم يكن راغباً في السلطة والثروة والجاه، وكما قال: «ما خرجت أشراً ولا بطراً، وانما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي محمد».
بالتأكيد ان اهدافه لم تكن محدودة وآنية ومرتبطة بأهله وأبناء طائفته، وكما قال عندما خطب بعاطفة وهدوء بالناس الذين تجمعوا لقتاله: «إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم».
وبسبب مبادئه، نجد ان الانسان الأبيض والأسود، العبد والخادم، الكبير والصغير، المسلم وغير المسلم، والعثماني والعلوي، أعلنوا ولاءهم له، وتعلقوا به كمنارة للحقيقة والعدل.
كان حقاً رجل العلم والوعي، رجل الفضيلة والتقوى، وفي كل يوم يمضي تكتشف الأمم حقيقة شخصيته ويزداد تعلقها به كمثال إنساني عظيم.
نجد ان سهام حبه ضربت قلوب الناس في الشرق والغرب البعيدين وفي اقصى القشمال واعماق الجنوب، تعيش الاجيال الآن تحت ظل الكرامة التي اعلنها الامام الحسين، وسار على نهج جده الرسول محمد وأبيه علي، اللذين هما منه وهو منهما.
● الفيلسوف الانكليزي توماس كارل ليل:
«أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وانصاره كان لهم ايمان راسخ بالله، وقد اثبتوا فعلاً بعملهم ذاك ان التفوق العددي لا أهمية له وقت المواجهة بين الحق والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلة الفئة التي كانت معه.
● الأديب المسيحي سليمان كتاني:
«ان الحسين شرارة الكلمة وكيف يُبنى مجتمع صحيح بغير مثل هذه الشرارة؟ انها الاحتكاك.. وهي لا تتعدى كونها قبساً يتمادى في تواصله حتى تصبح النار التي تدفأ بها ضلوع الأرض وتمرع فيها براعم الزهر وأفواج السنابل.
فالحياة وهي ملقط من ملاقط الوجود، انما هي الشرارة الخالدة التي ينبض بها هذا الكون، فما اروع الحسين في جهازه النفسي المتين، يلتقط بكل حدث من الأحداث التي دارت به أيامه، ليصوغ من احتكاكها الشرارة الأصلية التي تدفأ بها ضلوع الأمة وهي تمشي في دوربها أيام ليالي الصقيع.
● الكاتبة البريطانية فريا ستارك:
«ان الشيعة في جميع انحاء العالم الاسلامي يحيون ذكرى الحسين ومقتله ويعلنون الحداد عليه في العاشر من محرم الأولى كلها على مسافة غيربعيدة من كربلاء جعجع الحسين الى جهة البادية وظل يتجول حتى نزل في كربلاء وهناك نصب مخيمة بينما احاط به اعداؤه ومنعوا موارد الماء عنه ولاتزال تفصيلات تلك الوقائع واضحة وجلية في افكار الناس الى يومنا هذا كما كانت قبل 1257 سنة، وليس من الممكن لمن يزور هذه المدن المقدسة ان يستفيد كثيرا من زيارته دما لم يقف على شيء من هذه القصة لان مأساة الحسين تتغلغل في كل شيء حتى تصل الى الاسس وهي من القصص القليلة التي لا استطيع قراءتها قط من دون ان ينتابني البكاء».
● الكاتب المسيحي كرم قنصل:
«سيرة الحسين مبادئ وثورة اعظم من حصرها ضمن الاطر التي حصرت بها وعلى الفكر الانساني ان يعيد تمثلها واستنباط رموزها من جديد لانها سر السعادة البشرية وسؤددها وحريتها واعظم ما عليها امتلاكه. فريد ريك حبيس «نداء الامام الحسين وأي بطل وشهيد آخر هو ان في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودة لا تغيير لها ويؤكد لنا انه كلما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس الى التمسك بها كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومة».
● الاستاذ البريطاني انجو بيلانجيك:
«في اثناء نمو الدين الجديد وانتشاره تمكن افراد قبيلة بني أمية من التغلغل في صفوف المسلمين ثم استلام السلطة العليا بعد عقود عدة من ظهور الاسلام. ويبدو ان عادة الثأر التي كانت متأصلة عند العرب ومنعها الاسلام كانت لاتزال متمركزة في نفوس افراد تلك القبيلة، فظهرت بأشد حالاتها عند يزيد الذي استلم السلطة من ابيه معاوية ابن جده ابي سفيان.
واصل يزيد هذا اضطهاد عائلة النبي بكثير من الايذاء لفرض البيعة له على الامام الحسين، نهض عندئذ الامام للدفاع عن «أهل البيت»، فتصدى جيش يزيد له ولعائلته في واقعة الطف في كربلاء، فقتله واغلب افراد عائلته الذكور وسبى سائر عياله، فأثار بذلك موجة من الغضب والحزن لدى المسلمين، ولايزال صدى تلك الفاجعة المؤلمة يتراجع بينهم منذ ذلك الحين، ولايزال اسم الحسين لتلك القرون الاربعة عشر رمزاً عند المسلمين لمقاومة الظلم والتعسف السياسي والاجتماعي والطغيان.
كانت ومازالت مأساة الحسين وقضيته التي احتلت مجالا واسعا في تأثيراتها في الساحات السياسية والاجتماعية والادبية في العالم الاسلامي خلال القرون مصدر وحي ولّدت امواجا متلاحقة من الأدب الرفيع الذي ذرف الدموع على تلك المأساة وهي تشير في الوقت نفسه الى قضيته للانسانية عامة وللمسلمين خاصة.
● أستاذ اللغات فيتو أسبيته:
«كانت قضية الحسين ومازالت منبع ايحاء لاشعاعات متتالية من الأدب الرفيع الذي ندب تلك المأساة وبكاها، وهي أيضاً قصة مأساة لواحد من أوائل أئمة المسلمين الذين حملوا مشعل الرسالة الاسلامية ضد التعسف السياسي، خصوصاً من بعد ذلك ضد المسلمين الشيعة الموالين لأهل البيت، وكانت تلك القضية مصدر ايحاء ولاتزال توحي بالمزيد من الأدب المأساوي يضيف له جيل بعد جيل من الشعراء والأدباء من مختلف الأوطان وبمختلف اللغات مشاعر الحزن والرثاء والولاء».
المطران د. برتلماوس عجمي: «من أجدر من الحسين لأن يكون تجسيداً للفداء في الإسلام».
● بولس سلامة:
«ان ملحمة كربلاء هي ملحمتي الذاتية كفرد انساني».
الباحثة البريطانية ستيفنسون: على مقربة من مدينة كربلاء حاصر هراطقة يزيد وجنده الحسين بن علي ومنعوا عنه الماء ثم أجهزوا عليه، انها أفجع مآسي الإسلام طرا، جاء الحسين الى العراق عبر الصحراء ومعه منظومة زاهرة من أهل البيت وبعض مناصرية، وكان اعداء الحسين كثرة واستشهد ومن معه في مشهد كربلاء، وأصبح منذ ذلك اليوم مبكى القوم وموطن الذكرى المؤلمة كما عدت تربته مقدسة».
وتنسب الروايات المتواترة الى ان الشمر قتل الحسين لذا تصب عليه اللعنات دوماً وعلى كل من قاد القوات الأموية ضد شهداء كربلاء، فالشمر صنو الشيطان في الاثم والعدوان دون منازع.
● الطبيب النرويجي تروند علي لينستاد:
«إنك - يا حسين - أُنموذج للكل صغاراً وكباراً، شيباً وشبّاناً. ودليل للإسلام، يهزّ وعي المسلم ويوقظه خلال التضحية والآلام. وأنت القائد الشجاع وسيد الشهداء!
أدعوه تعالى أن يمنحني محبّتك، فأكون أهلاً لمحبّته سبحانه، مثلما جاء في الحديث الشريف عن النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله وسلم-: «حسين منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبّ حسيناً» (صحيح الترمذي).
الحسين، هو ابن فاطمة بنت النبي، وابن عليّ، إمامنا الأول. وكلهم من آل النبي المطهّرين من قبل الله تعالى، مثلما قال سبحانه في سورة الشورى، الآية (23) «قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى». يا حسين، لقد عبرت سهول الشرق، تحت الشمس اللاهبة، لتبلغ الشهادة في كربلاء، حيث أنقذت العمل والوعي الإسلامي، فرضي الله عنك أيها الإمام الحسين، سامحني لما أقوله! فإنني أريد أن أُوضح فحسب أنك: وحدت الشرق والغرب، بحياتك وعملك المُثمَّن (المحترم، المعتبر، المُقدَّر) الى حد كبير، وحولت الناس الى روح الإسلام! وستترك، يا حسين، بفضل الله آثاراً لا تُمحى، في قلوب الباحثين عن الحياة الحرة الكريمة».
● البروفيسور جورج قنازع:
كان لمقتل الحسين أثر كبير جدا في الحياة السياسية للمجتمع العربي في تلك الفترة، لكنه لم يقتصر على ذلك، فالقرون الكثيرة التي توالت منذ حادثة كربلاء مازالت تحمل أثر ذلك المقتل سياسيا واجتماعيا وأدبيا وحضاريا، ومازال الحدث حيا يتفاعل مع الجماهير ومازالت الجماهير تجد فيه ما يشدها اليه وما تستوحيه منه. لقد ثار الكثيرون منذ أن ثار التوابون غضبا لمقتل الحسين محاولين الانتقام له، وقد تمكن المختار الثقفي من الثأر لدم الحسين حين قتل كل من شارك في قتل الحسين في كربلاء، ورغم ذلك ظل الحسين رمزا للشهادة والتضحية في سبيل العدالة الاجتماعية. ولقد تعدى مقتل الحسين التأثير في المجالين الديني - السياسي ليحتل بقوة مكانة بارزة في مجال الادب الذي نراه في اتجاهات مختلفة، في شعر الرثاء وفي وضع الكتب الخاصة بتصوير حادثة المقتل، ثم في الادب الشعبي الذي تناول هذا الموضوع وأعمل فيه الخيال، فجاء غاية في الروعة، نستدل منه على غنى الادب الشعبي حين يكون الموضوع مؤثرا وحين يعمل الوجدان الشعبي على بلورة الاحداث والشخصيات.
● الاستاذ انطوان بار:
لو قلنا ان الاسلام بدؤه محمدي واستمراره حسيني، فلن نكون مجافين لحقيقة تجلت في شواهد دينية وتاريخية، فعلى المستوى الديني كانت ملحمة كربلاء عنوانا صريحا لقيمة الثبات على المبدأ، ولعظمة المثالية في أخذ العقيدة وتمثلها، حيث أوجدت خلال مسيرة الاسلام كدين، حركة وجدانية بتشكيلها ذاك المنعطف الروحي خطير الاثر في الضمائر، والتي لولاها لكان الاسلام مذهبا باهتا يركن في ظاهر الرؤوس، لا كما غدا بعدها عقيدة راسخة تستوطن أعماق الصدور، وايمانا مترعا في وجدان كل مسلم، وحركة روحية عقائدية على هذا المستوى وبهذه الفعالية، كيف لنا أن نلم بشخصية مفجّرها دون فهم لأهداف حركته ودور العناية الإلهية في تكوينها بالشكل الذي بدت فيه، وبالأهداف التي الت اليها بعد قرون عدة؟
أهداف تمحورت حول الحق الإلهي الذي خرج الحسين (عليه السلام) ذلك الخروج الدامي ليكرس حقيقته في النفوس، طالبا الاصلاح في أمة جده، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، لتظل العقيدة نبراسا والحق هاديا للمخلصين له والمتعايشين بالمعروف المطهر من المنكر، كي يتحقق للمسلم ذلك الانسجام الهيولي مع الحق، فكانت ثورته (عليه السلام) خروجا محبا من أجل الجماعة، وستظل ملحمة استشهاده وكوكبة من أهل بيت النبوة ايقاظا مستمرا وتذكيرا دائما بسمو المبادئ التي كان فداها هذه الأنفس المطهرة.، السر في كل ذلك كما يفهمه كل ذي عقل متنور يكمن فيما يسمى بـ«الهيولية الروحية»، تلك الذخيرة الايمانية، صانعة الشفافية ملهمة الفكر بوصلة الوجدان العقائدي وموجهته نحو قطب الحق والصلاح وموصلته الى سبل الحقيقة والسطوع الفكري والخلقي. هذه الثورة التي استمدت ديمومتها وخلودها من قدسية مفجرها وسمو أهدفه، هل كانت مصادفة تاريخية أو حدثا ظرفيا أملته عوامل ومعطيات أوصلت اليها كحتمية. لا يجادل اثنان في أن الحسين (عليه السلام) كان معدا للقيام بهذه المهمة السامية، فقد اجتمعت في شخصيته كل مقومات الشهيد لا على مستوى فردي، بل على مستوى العقيدة ككل.
http://www.annaharkw.com/annahar/Resources/ArticlesPictures/2009/01/07/116160_p1801070109_main.jpg