مشاهدة النسخة كاملة : أرجوكم أخواني ساعدوني في هذه المسألة
نمير العشق
08-10-2004, 03:53 PM
في أحد المنتديات تناولنا في النقاش هذا المقطع من تفسير السيد فضل الله (دام ظله) في كتاب ((من وحي القرآن)
ونلاحظ على ذلك، أنَّ ما ذكره لا يلازم ما ذكره من العصمة عن الخطأ في التبليغ، فإنَّ هداية النّاس إلى حقّ الاعتقاد وحقّ العمل، كما أنَّ الحديث عن «أنَّ اللّه إذا أراد شيئاً فإنما يريده من طريقه الموصل إليه من غير خطأ وإذا سلك بفعل إلى غاية، فلا يضل في سلوكه» لا يقتضي إلاَّ أن يصل الوحي إلى النّاس لهدايتهم كاملاً غير منقوص، وهذا ما يؤكد وصوله عن طريقه من غير خطأ، ولا ملازمة بين ذلك وبين العصمة، فإنَّ من الممكن ـ من الناحية التجريدية ـ أن يخطىء النبيّ في تبليغ آية أو ينساها، في وقت معين، ليصحح ذلك ويصوّبه بعد ذلك، لتأخذ الآية صيغتها الكاملة الصحيحة. وإذا قيل: إنَّ احتمال الخطأ والنسيان إذا كان وارداً في الحالة الأولى، فهو موجود في الحالة الثانية، ما يؤدي إلى فقدان الأساس الذي يحصل من خلاله الإيمان بواقع الآية في الوحي المنزل، فلا يصير الإنسان إلى يقين بذلك؟! فإنَّ الجواب هو: من الممكن تقديم القرائن القطعية في الحالة الثانية، التي تؤدي إلى اليقين، تماماً كما قيل في مسألة سهو النبيّ، في رأي الشيخ الصدوق على أساس بعض الرِّوايات التي أوضح النبيّ فيها القضية من دون لبس بالطريقة التي اقتنع فيها النّاس بأنَّ المسألة كانت سهواً ـ كأي سهوٍ آخر مما يحدث للنّاس ـ لو صحّت الرِّواية.
إنَّ قضية الغرض الإلهي في وصول الوحي إلى النّاس، لا يستلزم إلاَّ الوصول في نهاية المطاف من غير خطأ، ولكن لا مانع من حدوث بعض الحالات التي يقع فيها الخطأ، لا ليستمر، بل لينقلب إلى صواب تؤكده القرائن القطعية التي توحي بالحقيقة في وجدان الإنسان. ويتابع العلاّمة الطباطبائي حديثه في العصمة ليشمل ـ في استيحاء هذه الآية مع آية ثانية ـ العصمة عن المعصية في العمل فيقول: «يمكن تتميم دلالتهما على العصمة من المعصية أيضاً بأنَّ الفعل دال كالقول عند العقلاء. فالفاعل لفعل يدل بفعله على أنه يراه حسناً جائزاً كما لو قال: إنَّ الفعل الفلاني حسن جائز، فلو تحقّقت معصية من النبيّ وهو يأمر بخلافها، لكان ذلك تناقضاً منه، فإنَّ فعله يناقض حينئذ قوله، فيكون حينئذٍ مبلغاً لكلا المتناقضين. وليس تبليغ المتناقضين بتبليغ للحقّ، فإنَّ المخبر بالمتناقضين لم يخبر بالحقّ لكون كلّ منهما مبطلاً للآخر؛ فعصمة النبيّ في تبليغ رسالته لا تتمّ إلاَّ مع عصمته عن المعصية وصونه عن المخالفة كما لا يخفى»[5].
http://www.bayynat.org/bayynatsite/books/quran/bakara63.htm
اذ كانوا يقولون ان السيد فضل الله يقول بعدم عصمة النبي في تلقي الوحي
وعندما قلنا لهم أن السيد كان يناقش تفسير صاحب الميزان أثاروا عدة تسأولات أرجوا الاجابة عليها
فأين وجد السيد فضل الله الضعف الضعف ؟
وما هو دليله ؟
ما هو دليل فضل الله على العصمة التبليغية في المقطع الذي كان يناقش فيه رأي السيد الطباطبائي؟
وأنا عندي سؤال أيضا:
لماذا السيد انتقد استدلالات الطباطبائي ولم يضع استدلالات أخرى للعصمة التبليغية؟
أرجوا من الأخوان أن يفيدوني وبالخصوص السيد مرحوم لأن استدلالاته قوية وأرجوا ذكر المصادر اذا أمكن أقوى للحجة واذا هناك وصلات يكون أفضل
تحياتي وخالص حبي
نمير العشق
سيد مرحوم
08-10-2004, 11:59 PM
الاخ الكريم 00نمير العشق00
انا مطلع على اجواء الحوار في منتدى الدير واظن ان النقطة التي تتحدثون عنها واقعة هناك وفي حدود اطلاعي على اجواء الحوار هناك فاجد ان مناقشات العضو راجح تصب في صميم الموضوع لان المشكلة في منهجية المناقشين ولاسيما العضو شرف المرجعية فافتقاد شروط الحوار من خلال افتقاد المنهج السليم هو الذي يؤدي الى هذا الجدل الذي لن ينتهي الى نتيجة 00لاسيما وان البعض يستمر في النقاش وفق منهج الاخوة واخص شرف المرجعية باعتباره الطرف الاساسي فيه حيث استطاع ان يجر الاعضاء الى النقاش وفق منهجه مع ان منهجه فيه من الاخطاء مالايمكن ان تستقيم مع القناعة بماسيقدم له لذلك فلابد من محاورة منهجه والفاته لذلك قبل الدخول في حوار معه في ذلك فالاستمرار في منهجه وكما اوضح العضو راجح لن تؤدي الا الى الخروج من اشكال والدخول في اخر مهما احضرت الاجوبة او كانت واضحة وهو مايتبين في النقاش الدائر00التعليق الاخير للعضو راجح هو اس الموضوع كما اتوقع واساس الازمة في عدم تقدم الحوار الى نتيجة00وغالبا مايتخذ البعض من هذا المنهج طريقة في تعجيز الاخر للاثبات له بانهم علميين جدا وقادرين على ايجاد عشرات الاشكالات مما يحقق بطريقتهم الخاطئة هذه النتيجة التي يودونها وهي التشكيك في علمية السيد فضل الله ومن ثم الخروج بنتيجة مفادها كيف تريد تقليد من له كل هذه الاشكالات حتى لو كنت تجد الاجابة في داخلك عليها00انه منهج تضليلي معروف00والا فلماذا يصر دائما شرف المرجعية على تخطي اراء المتخصصين من المجتهدين والفضلاء في السيد وعلميته واراءه ويصر على طريثقته المنهجية التي اراها جاهله بكل المعاير وان تلبس الامر على من يظنها موضوعية00فلاتغر البعض بعض العبارات الاصولية او الفلسفية فهي ليست في مقامها المطروح والاستشهاد بها دليل على جهل مستخدمها بها لجهله بموقع استخدامها00وبالنسبة لحديثكم فالجواب اوضح من الوضوح في تفسير السيد واظن تعليق العضو راجح الاخير اليوم قد وفى وكفى في هذا المجال00ولاحاجة للزيادة عليه00وسبق وان دعيت للدخول في هذا النقاش في بدايته واعتذرت حيث الانشغال بحوارات متعددة في مواقع مختلفة وصعوبة التوفيق لاسيما وان الحوار يستلزم تفرغا كاملا قد لا اجد ظروفا زمنية ونفسية ملائمة له 00لذلك ارجو المعذرة والتوفيق لاسيما وانني اجد في الاشكالات تقليدية ومشاركات بعض الاخوة كالاخ راجح موفقة وكافية 00
خالص تحياتي لكم
مهدي عمار
08-11-2004, 12:11 AM
السلام عليكم
هناك من سأل الميرزا جواد عن هذا الموضوع ولم ينقل كلام السيد دام ظله بدقة ، وأضع هنا السؤال وجواب الميرزا جواد وبعدها تعليق السيد فضل الله ليتبين الرشد من الغي والحق من الباطل /
س / ما رأيكم في مقولة من قال في عصمة الأنبياء ما يلي وما حكم الشارع المقدس في عقيدته ؟ .. قال : (( إن من الممكن – من الناحية التجريدية – أن يخطىء النبي في تبليغ آية أو ينساها ، في وقت معين ، ليصحح ذلك ويصوبه بعد ذلك ، لتأخذ الآية صيغتها الكاملة الصحيحة .
ثم قال معترضا على العلامة الطبطبائي رضوان الله عليه في كلامه عن عصمة النبي في تبليغ رسالته : التي لا تتم إلا مع عصمته عن المعصية وصونه عن المخالفة << الميزان ، 137 من الطبعة الجديدة >> قال : (( ولكن قد ينطلق الفعل – من الغنسان – على أساس الواقع العملي الذي قد يتحرك فيه من خلال أوضاعه الشخصية الخاضعة لبعض النزوات الطارئة بفعل الضغوط الداخلية أو الخارجية ، الحسية والمعنوية ، فيتراجع عنها لمصلحة المبدأ الذي كان قد بينه للناس من موقع الوحي ونحوه ، تماما كما هي الحالة الجارية في سلوك المصلحين والرساليين – حتى الاتقياء منهم – في إنحراف خطواتهم العملية على الخط الرسالي .. الخ ؟!
جواب الميرزا جواد التبريزي :
بسمه تعالى ، إذا أمكن خطأ النبي في تبليغ آية أو نسيانها جاء احتمال الخطأ والنسيان في تصحيحه بعد ذلك أيضا وهذا مستلزم لبطلان النبوة لاستلزامها العصمة كما يدل عليه قوله تعالى (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )) .
وأما الشق الثاني من المقال فهو باطل لأن مقتضى عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يتصدى ولا يسعى لأي عمل إلا إذا كان مطابقا للوظيفة الشرعية ولا يصدر منه أي أمر أو نهي إلا إذا كان مطابقا للوحي كما هو مفاد الآية المباركة (( ولو تقّول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا من الوتين )) والله العالم .
تعليق السيد محمد حسين فضل الله :
إن السائل الذي سأل هذا السؤال حول العصمة لم ينقل الكلام الموجود في تفسير من وحي القرآن بدقة ، فقد كنت في مقام مناقشة العلامة الطبطبائي قدس سره حول استلاله على العصمة عن الخطأ في التبليغ ووحي الرسالة بقوله تعالى (( فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه )) – البقرة 213- إلى قوله (( فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه )) – البقرة 213- .
وقد قال العلامة الطبطبائي : (( فإنه ظاهر في أن الله سبحانه وتعالى إنما بعثهم بالتبشير والإنذار وإنزال الكتاب ليبينوا للناس الحق في الإعتقاد والحق في العمل )) إلى آخر كلامه ..
وكان تعليقي على هذا الكلام لبيان خطأ الإستدلال لا لبيان خطأ الفكرة وهي ضرورة العصمة في التبليغ بالدليل العقلي ، وهذا نص كلامي المكتوب في تفسير من وحي القرآن على الشكل التالي :
(( ونلاحظ على ذلك ان ما ذكره لا يلازم ما ذكره من العصمة عن الخطأ في التبليغ . فالحديث عن << هداية الناس إلى حق الإعتقاد وحق العمل >> . كما أن الحديث << عن ان الله إذا أراد شيئا فإنما يريده من طريقة الموصول إليه من غير خطأ ، وإذا سلك بفعل إلى غاية فلا يضل في سلوكه >> ..
إن هذا لا يقتضي إلا أن يصل الوحي إلى الناس لهدايتهم كاملا غير منقوص ، وهذا هو الذي يؤكد وصوله من طريقه من غير خطأ ، ولا ملازمة بين ذلك وبين العصمة ، فإن من الممكن – من الناحية التجريدية – " والمقصود بها من ناحية الشيء في نفسه بقطع النظر عن الأدلة الأخرى " أن يخطىء النبي في تبليغ آية أو ينساها في وقت معين ، ليصحح ذلك ويصوبه بعد ذلك ، لتأخذ الآية صيغتها الكاملة الصحيحة .
وإذا قيل : إن إحتمال الخطأ والنسيان إذا كان واردا في الحالة الأولى ، فهو موجود في الحالة الثانية ، مما يؤدي إلى فقدان الأساس الذي يحصل من خلاله الإيمان بواقع الآية في الوحي المنزل ، فلا يصير الإنسان إلى يقين بذلك .
فإن الجواب : هو أن من الممكن تقديم القرائن القطعية في الحالة الثانية ، التي تؤدي إلى اليقين ، تماما كما قيل في مسألة سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم – في رأي الشيخ الصدوق – على أساس بعض الروايات التي أوضح فيها القضية من دون لبس بالطريقة التي اقتنع فيها الناس بأن المسألة كانت سهوا – كأي سهو آخر مما يحدث للناس – لو صحق الرواي - .
إن قضية الغرض الإلهي في وصول الوحي إلى الناس لا يستلزم إلا الوصول في نهاية المطاف من غير خطأ ، ولكن لا مانع من حدوث بعض الحالات التي يقع فيها الخطأ ، ولكن لا ليستمر بل لينقلب إلى صواب تؤكده القرائن القطعية التي توحي بالحقيقة في وجدان الإنسان )).
من الواضح أن الكلام الذي عرضته في التفسير ، كان جاريا على أساس عدم تمامية الإستدلال ، لا على أساس إنكار العصمة في التبليغ التي نؤكدها ، بالإضافة إلى العصمة في غير التبليغ ، بدليل أن الله أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليغير العالم فكريا وعمليا على أساس الحق ، فلا يمكن أن يعرض الباطل لذاته .
أما النقطة الثانية : وهي مناقشة العلامة الطبطبائي في كلامه عن عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تبليغ رسالته ، فهي كالاولى واردة في بيان عدم تمامية دليله لا على إنكار العصمة .
وفي هذا المجال ورد في تفسيرنا من وحي القرآن ما يلي :
يقول العلامة الطبطبائي : يمكن تتميم دلالة الآيتين على العصمة من المعصية أيضا ، بأن الفعل دال كالقول عند العقلاء ، فالفاعل لفعل يدل بفعله على أنه يراه حسنا جائزا كما لو قال : إن الفعل الفلاني جائز . فلو تحققت معصية من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يأمر بخلافها ، لكان ذلك تناقضا منه ، فإن فعله يناقض حينئذ قوله ، فيكون حينئذ مبلغا لكلا المتناقضين بتبليغ للحق ، فإن المخبر بالمتناقضين لم يخبر بالحق لكون كل منهما مبطلا للآخر ، فعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تبيلغ رسالته لا تتم إلا مع عصمته عن المعصية وصونه عن المخالفة كما لا يخفى .
وكان تعليقنا على كلامه قد ورد في التفسير على الشكل الآتي :
ونلاحظ على ذلك : أن ما ذكره من دلاله الفعل على نهج دلالة القول صحيح – ناحية المبدأ – وذلك في الحلة الطبيعية للتعبير الإنساني بواسطة الفعل .
ولكن قد ينطلق الفعل من الإنسان على أساس الواقع العملي الذي قد يتحرك من خلال أوضاعه الشخصية الخاضعة لبعض النزوات الطارئة بفعل الضغوط الداخلية أو الخارجية ، الحسية والمعنوية ، فيتراجع عنها لمصلحة المبدأ الذي كان قد بينه للناس من موقع الوحي أو نحوه ، تماما كما هي الحالة الجارية في سلوك المصلحين والرساليين – حتى الاتقياء منهم – في إنحراف خطواتهم العملية عن الخط الرسالي أو الإصلاحي او التقوائي ، بشكل طارىء لا يتحول إلى إصرار ، على هدى ما جاء في القرآن الكريم << إن الذين اتقوا غذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون >> - الأعراف201- ، او على ما حدثنا الله به عن آدم عليه السلام في معصيته ولو كان ذلك على طريقة عصيان الامر الإرشادي ، ثم توبته بعد ذلك فإن مثل هذا لا يوحي بالتناقض ، لأن الفعل لم يتحرك في أجواء الدلالة التعبيرية عن الفكرة التي عبر عنها القول ، لأن مقامه ليس هذا المقام ، وفي هذه الحال ليس هناك طريقة عقلائية في موضوع الدلالة .
إننا نتصور أن الأسلوب الاستدلالي في تقرير العصمة في القول والفعل لا يملك القوة في الاستدلال من خلال المناقشات المذكورة وغيرها ، فلابد من اللجوء إلى أدلة أخرى قد يكتشف الإنسان فيها أن النبوة حدث غير عادي في معنى الرسالة ، لانها حركة إلهية في هداية البشرية إلى الله وتغيير الحياة على صورة أخلاق الله ، مما يفرض إنسانا يعيش الرسالة في عمقه الروحي ، وتأمله الفكري ، وأخلاقياته العظيمة في صدقه مع ربه ونفسه ومع الناس ، وأمانته في ماله ودينه وإنسانيته .. بحيث تكون الرسالة التي يجملها جسدا يتحرك ، ويكون الجسد رسالة تنفتح على الله وعلى الإنسان والحياة في إتجاه التغيير .
إن هذا الدور التغييري ، الذي يستهدف تغيير الإنسان بالكلمة والقدوة بحاجة إلى الإنسان – الصدمة الذي يصدم الواقع الفاسد بكل قوة الأمر الذي ينفتح فيه اللطف الإلهي على إعطاء المزيد من القوة الروحية والاخلاقية والفكرية والعصمة العملية لهذا الإنسان .. سواء أكان ذلك بالطريقة التي يبقى فيها عنصر الاختيار له لسلوك الإتجاه المضاد أم كان بطريقة أخرى ، لا يبقى فيها له ذلك العنصر ، لان القضية هي حاجة البشرية إلى الشخص المعصوم بشكل كامل .
أما قضية الثواب وعلاقتها بالاختيار ، فهي مسألة لا تعقيد فيها لأنها – في جميع الأحول – تفضّل من الله عز وجل ، حتى رأينا البعض يتحدث عن الاستحقاق بالتفضل .
إننا نعتقد أن العصمة ترتبط في طبيعتها بالدور الذي تتمثل فيه النبوة في حركة الإنسان والحياة على أساس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو صورة الحق تماما كما هي الشمس صورة النور ، فهو حق كله ، ونور كله ، فمن كان هو الحق في ذاته فكيف يمكن أن يزحف الباطل إليه في الفكر والعمل .
لذلك لابد من دراسة الموضوع بطريقة أكثر عمقا مما تداوله علماء الكلام الذي رأينا بعض ملامحه في تفسير الميزان .
وفي الختام ، هل تجد في هذا الكلام تشكيكا في العصمة أو تأكيدا لها ، وهل يبقى لجوابكم على السؤال موقع أمام هذا الكلام !
إن مشكلة البعض أنه ينقل الكلام على طريقة القائل :
ما قال ربك ويل للأولى سكروا
بل قال ربك ويل للمصلينا
إنيي أحب - يا شيخنا الجليل - أن تسألوا أي شخص عن مصدر الفكرة ، وعن تمامية الكلام ، قبل الجواب عليه ، بما قد يوحي بأن المتكلم لا يوافق على العصمة في التبليغ ، مما لا يمكن أن ينكره مسلم فضلا عن شخص يتبع خط أهل البيت عليهم السلام .
إن مناقشة دليل أو دليلين على المطلب ، لا يدل على مناقشة الفكرة – بالذات – لأن من الممكن الاستدلال عليه بدليل آخر ، كما هو المعروف بين العلماء الذين قد يناقشون أغلب الأدلة على المطلوب ، دون ان يعني ذلك رفضهم له ، لأنهم يؤكدونه بدليل آخر .
بين الحق والباطل اربع اصابع
hsein_iran
08-11-2004, 12:13 AM
الأخ الحبيب صاحب الموضوع سأعطيكم رأي السيد المرجع أيده الله والمؤمنون الكامل في هذه المسألة مهما أرجف وأجحف المنافقون أو من ضحك البعض عليهم...
سنعطيكم رأيه الشريف على شكل صور من كتاب مسائل عقائدية الذي يعتبر شوكة في عيون أنصار التضليل (كوراني ومرتضى ومالكي)
سيد مرحوم
08-11-2004, 12:42 AM
رأي السيد في العصمة من خلال هذا الحوار 00
اجابة سماحة العلامة المرجع فضل الله عن مجموعة من المسائل العقائدية ضمن 11 حلقة
الحلقة الثامنة
العصمة
هل العصمة واحدة؟
س: هل أن الأئمة(ع) معصومون بدرجة واحدة من العصمة، أم أن عصمتهم تختلف بين إمام وآخر؟
ج: ليس من مسؤوليتنا معرفة ذلك، بل مسؤوليتنا هي أن نعتقد بعصمتهم حتى نأخذ ما جاءنا عنهم على أساس أنه يمثل الحق الذي لا يقترب إليه الباطل من قريب أو من بعيد. أما ضرورة عصمتهم فهي كضرورة عصمة النبي(ص) وأنهم هم الأمناء على الشريعة في امتدادها وأصالتها، وعلى قيادة المجتمع بحسب الدور الذي أوكل إليهم من الله، فلذلك لا بد أن يمتلكوا ما يعصم الدور كله من خلال ذلك.
العصمة
* يتردّد في بعض الأوساط أن لكم رأياً مخالفاً للمشهور في موضوع العصمة، فهل لكم أن توضحوا لنا رأيكم حول هذا الموضوع؟
ـ إنني أتصور أن نهجي في الاستدلال على العصمة أكثر سلامة ودقة من المنهج الذي اعتمده الآخرون. فنحن نلاحظ أن من أدلة القدماء على العصمة أن غير المعصوم يفقد ثقة الناس به، فلا يقبلون عليه ولا يستمعون إليه، ما يلغي دور النبي أو دور الإمام إذا لم يكونا معصومين. إذاً فالعصمة تكون لاحتواء واقع الناس، لأن الناس تتبع من تثق به، ولا تتبع من لا تثق به، فلو أن الله أرسل أنبياء غير معصومين أو أن النبي عين بأمرٍ من الله أئمة غير معصومين، فإن الناس لا تثق بهم، وبالتالي فإن أثر النبوة أو أثر الإ مامة يكون قد فقد.
إننا نتصور أن هذه المسألة لا تسلم أمام النقد، لأن العقل إنما يحكم وفق هذه الرؤية بامتلاك العصمة فقط في حالة التبليغ، وبالتالي، فإن من نتائج هذه الرؤية أن لا معنى لأن يرسل الله نبياً أو أن يعين إماماً لا يستطيع أن يضمن استقامته في خط الصدق أو في خط الوعي عندما يريد أن يبلغ الرسالة عن الله وعن رسوله، لأن الناس إذا فقدت ثقتها بكلام الولي باحتمال أنه ينسى أو يسهو أو أنه يحرِّف الكلم عن مواضعه أو يغفل أو ما إلى ذلك، فإن الناس لا تثق بأن ما يقوله هو من عند الله سبحانه وتعالى، وبذلك ت فقد الرسالة وثاقتها في نفوس الناس، فلا يعود لها معنىً في عملية الإيمان وفي عملية الهداية.
وبناءً على استدلال القدماء، فإنّ العصمة في غير جانب التبليغ تتهددها بعض الثغرات، كما لو فرضنا أن النبي أو الإمام يخطىء في أمور حياتية أو أنه ينسى بعض الأشياء العادية، أو يسهو في صلاته، فإن العقل لا يحكم بامتناع الخطأ أو النسيان أو السهو في هذا المجال، بل إننا نرى أن بعض فقهاء الشيعة، وهو الشيخ الصدوق أو أبوه أو شيخه رضوان الله عليهم، يرون أن أول علامة من علامات الغلو هو نفي السهو عن الأئمة، ونرى أن بعض علمائنا، ومنهم السيد الخوئي (رحمه الله)، يتحدث بأنه ليس من الممتنع أن يسهو ا لنبي أو الإمام في غير موقع التبليغ، ولكن الممتنع فقط هو أن يسهو في التبليغ.
وعلى ضوء هذا، فإن العقل لا يحكم بضرورة أن يكون معصوماً في القضايا الأخرى، كما أن النبي أو الإمام لا يفقد ثقة الناس به لمجرد خطأ هنا أو خطأ هناك، مما لا يتصل بالقضايا الحيوية الأساسية التي تمس خط الاستقامة في الإيمان والإسلام وما إلى ذلك، ونحن نلاحظ في الواقع الخارجي أن الناس ترتبط بكثيرين في المسألة السياسية والمسألة الدينية والاجتماعية، فتنجذب لأشخاص بشكل فوق العادة، مع إيمانها بأن هؤلاء الناس يخطئون في غير الموقع الذي يتبعونهم فيه، أو أنهم لا يتعمدون الخطأ حتى في المواقع التي يتبعونهم فيها، بحيث يتراجعون عن الخطأ في حال اكتشافه، فإن الناس لا تفقد ثقتها فيهم.
لذلك، فإننا قلنا إن هذا المنهج في الاستدلال لا يصلح أن يكون أساساً عقلياً بالقول بالعصمة، لا سيما إذا أردنا أن نتحدث عن العصمة بشكل شامل، بحيث تشمل التبليغ وغير التبليغ.
ومن هنا، فإننا حاولنا، ولا ندري كم تصدق هذه المحاولة من الناحية الفكرية، أن ندرس طبيعة النبوّة، فإن النبوة ليست مهمة (ساعي بريد) ينقل الرسالة ليبلغها للناس وتنتهي مهمته عند هذا الحد، بل نحن نقرأ في قوله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين} [الجمعة:2]، ونقرأ: {يا أيها النبيّ إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً* وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً} [الأحزاب:45ـ46]، فهو بالإضافة إلى كونه مبشرا ً ونذيراً يمثل الشاهد على الناس كما يمثل السراج الذي يضيء للناس، ومن المعلوم أن المقصود هو أنه يضيء للناس درب الحق، وهكذا كان موقع النبي أن يحكم بين الناس بالحق، وأن يقيم الحياة على أساس الحق، ومن الطبيعي أن الإنسان الذي يراد له من خلال موقعه أن يغير العالم على أساس الحق، لا يمكن أن يكون في عقله شيء من الباطل أو في قلبه شيء من الباطل، أو في حركته شيء من الباطل، والإنسان الذي جاء ليكون السراج المنير لا يمكن أن يكون في عقله شيء من الظلمة أو في إحساسه أو في حركته شيء من الظلمة، الأمر الذي يجعل مسألة النبوة م سألة نور يشرق في عقول الناس وقلوبهم وحياتهم، لا سيما أن الله جعل الكتاب الذي يحمله النبي(ص) نوراً، واعتبر النبي تجسيداً للكتاب، فهو القرآن الناطق إلى جانب القرآن الصامت.
إننا نعتقد بأن فهمنا لدور النبوة، وهو المهمة التي يراد لها أن تغير العالم على أساس الحق، يفرض أن يكون النبي حقاً كله، وأن لا يكون فيه شيء من الظلمة، والإمامة هي امتداد للنبوة من دون نبوة: "يا علي أنت مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي"، لذلك لما كان دور الإمام هو دور حارس الشريعة ودور الإنسان الذي يعمل على امتداد خط النبوة في حياة الناس على أساس تركيز الحق في الفكر وفي العمل والقول وفي حركة الواقع، فلا بد أن يكون معصوماً، تماماً كما هو النبي(ص) في هذا المجال.
وهناك نقطة أخرى نثيرها أمام مسألة شمولية العصمة جوانب التبليغ وغير التبليغ، وهي أن الشخصية لا تعيش ازدواجاً في واقع الإنسان، فالإنسان الذي لا ينسى في مسألة التبليغ لا ينسى في المسائل الأخرى، والإنسان الذي ينطلق بالحق في التشريع وفي التبليغ، لا بد له أن ينطلق بالحق في الجوانب الأخرى، لأنه لن يكون كذلك إلا إذا كان الحق أساسياً في شخصيته.
بين اختيارية العصمة وحتميتها:
تبقى مسألة لا بدّ من إثارتها في موضوع العصمة، وهي أن العصمة حينما تكون بهذا الشكل غير العادي، فإنه لا يمكن أن يملكه الإنسان، بحيث يمتنع عليه ولو امتناعاً وقوعياً أن يخطىء أو أن ينحرف، لذا لا بد أن يكون هناك فيض من الله على نفس هذا النبي أو هذا الإمام، يمنعه من الانحراف وصدور الباطل منه، وهذا ما ربما يتحدث عنه الآخرون بشكل سلبي، باعتبار أنه يوحي بالجبرية، ولكننا نحاول أن نناقش هذه السلبية التي يتخذها بعض الناس بطريقة موضوعية علمية:
أولاً: إنّ مسألة حتمية العصمة قد تبطل الثواب برأي هؤلاء، لأنك عندما تندفع إلى عمل الخير بعصمتك، فأنت لم تبذل جهداً في ذلك، فعلى أي أساس تستحق الثواب؟ ولهذا يقول هؤلاء إن حتمية العصمة تبطل الثواب.
ولكننا نجيب على ذلك، أن علماء الكلام يرون أن الإنسان المؤمن العامل بالصالحات لا يستحقّ الثواب من خلال عمله، لأن عمله ملك الله وعقله الذي فكّر به واهتدى به خلق الله وأعضاؤه التي عبد الله بها والتي استخدمها في سبيل العمل هي ملك الله، فليس هناك شيء إنساني بعيد عن الله في حركة الإنسان ليستحق عليه الثواب، فعمله وفكره وحركته لله، لذلك قالوا إنه يستحق الثواب بالتفضل، فالله تفضّل على عباده وجعل لهم الثواب على عملهم من خلال ما اختاره لهم.
لذا، فما المانع من أن يختصر الله المسألة، فيجعل لعبده الثواب تفضلاً منه من دون ربطه بالجهد العملي باختيار الإنسان، لأسباب تتعلق بالاصطفاء، ولمصالح تتعلق بالرسالة الإلهية؟ إنه أمرٌ ليس مستحيلاً.
ثانياً: ربما يثار سؤال أمام هذا الموضوع من الآخرين، أن الله إذا عصم الإنسان بطريقة حتمية فما هو فضله على بقية الناس؟ بل ربما يكون الناس الآخرون أفضل من المعصوم، ولا فضل للمعصوم على الناس، لأن الله قد عصمه ولم يعصمهم، فلا فضل له على الناس في عصمته.
إنّنا نقول إن الفضل من الله، والله هو الذي يعطي الفضل، وهو الذي يعطي القيمة، وهو الذي يصطفي في الناس رسلاً ومن الملائكة رسلاً، فالقيمة للإنسان المعصوم أن الله قد اصطفاه وعصمه واختاره، فلا بد أن يكون اختيار الله واصطفاؤه له لحكمةٍ. أما ما هي الحكمة؟ ولماذا اصطفى هؤلاء دون غيرهم؟ نقول: {لا يُسألُ عما يفعل وهم يُسألون} [الأنبياء:23] لا بد أن تكون هناك حكمة في اصطفائه، ولو كانت الحكمة أن الله صنعه بطريقة ما، ليكون نوراً يشرق في الناس، تماماً كما صنع الشمس وجعلها نوراً كلها لتشرق عل ى الناس، فالشمس تفضّل على القمر وتفضل على الكثير من الظواهر الكونية، ولكن فضلها من الله، والله أعطاها الفضل، فلماذا إذاً لا يمكن أن يكون الفضل للإنسان عندما يعصمه الله ويصطفيه؟ ففي هذا المقام، ليس من الضروري دائماً أن تكون مسألة القيمة منطلقة من عمق الذات، بل إن القيمة تنطلق من الله سبحانه وتعالى الذي يجعل في الذات أسراراً تجعلها ذات قيمة من ناحية موضوعية، تماماً كما يجعل للجمال فضلاً، ولكن الجميل لم يخلق جماله، والله خلق الإنسان في أحسن تقويم، وبهذا فُضّل الإنسان على الحيوان، ولكن التفضيل لم يكن منطلقاً في هذا الجانب من اختيار الإنسان وإرادته، إننا نعتقد أن الفضل هو من اختصاص الله، يمنحه لمن تقتضي حكمته منحها إليه.
ثالثاً: يبقى سؤال أخير، مفاده أن الله إذا عصم الإنسان بطريقة حتمية، فمعنى ذلك أن القدوة تبطل، لأن الناس عندما يرون هذا الإنسان معصوماً من خلال خلق الله له وهو معصوم، فيقال بأنه ليس بإمكان الناس الوصول إلى مستوى المعصوم لكي يُقتدى به، ولكن هذا كلام لا يثبت أيضاً أمام النقد، لأنه يكفي في القدوة أن يكون عمله جيداً، وأن يكون مقدوراً في الناس، وليس من المفروض في القدوة أن يكون مستوى المقتدي في مستوى المقتدى به، فالناس تقتدي بعلماء على درجة عالية من العلم والفضيلة، فإذا كان المطلوب ب المقتدي أن يكون مساوياً للمقتدى به لما اقتدى إنسان بإنسان. نعم، عندما يقوم النبي بمعجزة فإننا لا نستطيع أن نقوم بها، لأننا نقول بأن النبي قد زوّد بطاقات معينة لم نزوَّد بها، وهذا أمرٌ مقدور له، وليس باقتدارنا القيام به.
تبقى نقطة لا بد أن نثيرها في هذا الموضوع، وهي أن المعصوم ينطلق بإرادته نحو الطاعة، ولكنه إذا أراد أن يعصي، فإن الله يعصمه في ذلك عندما تتوفر له ظروف المعصية، فيخلق له حواجز تصدّه عن هذه المعصية، فليس معنى حتمية العصمة أنه هنا لا يملك الاختيار، بل هو يملك أن يفعل باختياره، ولكن الله يتدخل لحمايته في مواجهة حالات الضعف البشري التي قد تتغلغل إلى نفسه، كما في قوله تعالى: {ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه} [يوسف:24]، أو في قول يوسف(ع): {قال ربِّ السجن أحبّ إليّ مما يدعونن ي إليه وإلاّ تصرف عني كيدهنّ أصبُ إليهنّ وأكن من الجاهلين} [يوسف:33]. فالله قد يعصمه من ناحية داخلية وقد يعصمه من ناحية خارجية، لذلك فإن الحتمية التي نقول بها لا تسلب عنصر الاختيار، لأن الحتمية إنما تأتي في الجانب السلبي، فهو يندفع إلى الطاعة بكل إرادته وبكل إيمانه وبكل معرفته بالله سبحانه وتعالى، ولكن إذا انطلقت نقاط الضعف البشري في نفسه، فإن الله يعصمه منها إما بطريقة وقائية بأن يزرع في نفسه ما يعتصم به، أو أن يحدث هناك شيئاً يعصمه من الوقوع في الخطأ، بحيث ينطلق فيه بشكل إرادي، فهو معصوم دائماً، يعني أن ه تحت رعاية الله وتسديده دائماً.
ولعلّ هذا هو الذي ينسجم مع العقيدة المشهورة عند الشيعة، وهو أن النبي يُخلق معصوماً، فهو معصوم قبل البعثة كما هو معصوم بعدها، وأن الإمام أيضاً هو معصوم قبل الإمامة كما هو معصوم بعدها، وهذا هو الرأي المشهور عند الشيعة.
إننا نتساءل أنه إذا كانت العصمة تنطلق من حالة اختيارية ذاتية، فكيف يمكن أن يكون معصوماً وهو في بداية الطفولة؟ إن البعض يقول إن الله يعطيه مرتبةً من العلم، بحيث إنه إذا عاش في مستواها فإن نفسه لا تتوجه إلى المعصية، كما نلاحظه في الإنسان الذي يجسد قبح بعض الأشياء في نفسه، بحيث لا يندفع نحوها، كما في قضية الصدود النفسي في التعرض جنسياً نحو المحارم، كالأم والأخت أو العمة أو الخالة، لأن معرفته بقبح هذا قد بلغت حداً بحيث تمنعه من الإقدام نحو هذا الشيء. إننا نشبه بذلك ونقول أنه إذا كا ن الله أعطى المعصوم علماً بحيث إذا أشرق هذا العلم في عقله وقلبه وإحساسه وشعوره فإنه يمنعه عن المعصية... فأي فرق بين الحتمية حينما تكون بشكل مباشر أو حينما تكون بواسطة منح الله له شيئاً لم يعطه لغيره مما يمنعه من المعصية؟ إن هذا يعني أن العصمة حتمية، ولكنها جاءت من خلال أن الله أودع فيه شيئاً يجعله يمتنع عن المعصية باختياره أو بدونه، على أن المسألة ليست اختيارية في الأساس، باعتبار أنه عندما أودع الله فيه هذا العلم الذي لم يودعه في غيره، فإنه لا يستطيع أن يعصي في هذا المجال.
ولهذا، فإننا في الوقت الذي لا نريد أن نؤكد هذه المسألة، وهي أننا عندما نعتقد كشيعة إمامية بأن النبي واجب العصمة، وأن الإمام(ع) واجب العصمة فمسألة الوجوب هذه تمثل الحتمية ولا تتماشى مع عملية الاختيار الذاتي التي تتماشى مع الإنسان، وإذا كان بعضهم يفرق بين الإمكان الذاتي وبين الإمكان الوقوعي، فإنني أرى بأن المسألة لا تختلف بهذا المعنى، لأن كون الشيء ممكناً ذاتاً إذا كان ممتنعاً وقوعاً بحسب كل القضايا وليس ممتنعاً وقوعاً في قضية خاصة من خلال حالة اختيارية محدودة ولكنها ممتنعة في جم يع القضايا، عند ذلك لا تختلف القضية بين الإمكان الذاتي والإمكان الوقوعي، لأنه إذا كان ممتنعاً وقوعاً فلا قيمة للإمكان الذاتي، لأنه يصبح مجرد حالة تجريدية لا علاقة لها بعالم الاختيار الذي هو حالة واقعية للإنسان.
لذلك، نحن لا نعتبر أن الحديث عن اختيارية العصمة وعن حتميتها من القضايا المهمة في مسألة العقيدة، سواء سلّمنا بهذا أو لم نسلِّم، فإن العقيدة الإمامية في العصمة تفرض أن نعتقد بأن النبي معصوم وأن الإمام معصوم.
أما كيف انطلقت عصمته؟ ما هو اللطف الإلهي الذي يعبر عنه بعض الناس؟ ما هو تأثير العلم الذي يعطيه الله إياه؟ هذا وذاك لا يغيران من القضية شيئاً من قريب أو بعيد.
وعلى ضوء هذا، فإننا من خلال فهمنا لدور النبوة ودور الإمامة، نعتقد بأنه لا بد للنبي أو للإمام أن يكون معصوماً في جميع الأمور، سواء في القضايا التي تتصل بالتبليغ أو في القضايا التي تتصل بحركة الفكر في واقع الحياة.
عصمة الزهراء(ع):
* ما هو رأيكم بمسألة عصمة الزهراء(ع)، باعتبار أنها لم تكن لا إمامة أو نبية؟
ـ إننا نرى عصمة الزهراء سلام الله عليها، وذلك من خلال نقاط ثلاث:
الأولى: هي أننا لو درسنا حياتها منذ ولادتها إلى وفاتها في حياتها مع أبيها ومع زوجها ومع أولادها ومع الناس، فإننا لا نجد لها أيّ خطأ في فكر أو في قول أو في فعل، فقد كانت حياتها(ع) تجسد العصمة.
والثانية: أنها من أهل البيت(ع) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فتشملها آية التطهير: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} [الأحزاب:33]، فيما تشتمل من أهل البيت(ع)، وهم علي وفاطمة والحسن والحسين(ع)، الذين كانت الآية [آية التطهير] دليلٌ على عصمتهم.
والثالثة: أن فاطمة الزهراء(ع) هي سيدة نساء العالمين، حسب ما جاء في الحديث المشهور، ولا يمكن أن تكون امرأة في مستوى (سيدة نساء) إلا وأن تكون الإنسانة التي تعيش الحق كله في عقلها وفي قلبها وفي حركتها.
عصمة الأنبياء(ع):
س: هل جميع الأنبياء(ع) معصومون؟ أم أنّ العصمة مقصورة على النبي(ص)؟
ج: كلّهم معصومون بلا استثناء، لأنّ دور الأنبياء(ع) هو أن يخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، ولا يمكن أن يرسل الله تعالى نبياً يعطي الناس النور وفي عقله أو قلبه أو حياته شيء من الظلمة. ثم إنّ علينا أن نتّبع رسول الله(ص) الذي جمع الرسالات كلّها، لأنّ ما يهمّنا الآن هو عصمته، باعتباره خاتم الأنبياء والمرسلين، خاصة وأنّا ندين بالدين الذي جاء به.
في عصمة إبراهيم(ع):
س: إذا قلنا إن والد إبراهيم(ع) لم يكن موحِّداً، فهل يضر ذلك بعصمته؟
ج: ما دخل ذلك في عصمته؟! العصمة هي أن يكون النبي حقاً في عقله وفي قلبه وفي كلامه وفي حياته وفي سلوكه، وأما أن يكون أبوه موحداً أو غير موحد فذلك أمر لا يدخل في العصمة، كما أن ذلك لا يضر به، بل ربما يزيد في شأنه بأنه تمرد على كفر أبيه من موقع حرية الفكر في عقله، وليس لخبث الأب علاقة سلبية في شخصية الابن، فقد يخرج الله الطيب من الخبيث ولا يؤثر ذلك في طيبته.
والعلماء يقولون إنه لا بد أن يكون آباء الأنبياء موحدين، لكنهم لا يشترطون أن تكون أمهاتهم في امتداد النسب موحدات، فعلى سبيل المثال، فإن أم الإمام الصادق(ع) هي فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وقد قال الإمام(ع): "ولدني أبو بكر مرتين" ولما كان آباء أبي بكر غير موحّدين فمن ذلك نعرف أنّه لا اشتراط في كون أمهات الأنبياء أو الأئمة في امتداد النسب موحدين.
وهذا يوحي بأنّ الإيمان بالتوحيد في امتداد النسب ـ للأب والأم _ لا علاقة له بالجانب القيمي للنبي، لأن ذلك يتصل بطهارة المولد ونقاء النسب، فالوارد عندنا أن آباء الأنبياء لا بد أن يكونوا طاهرين بنكاح غير سفاح، وهذا ما وردت فيه الرواية عن الإمام الباقر(ع). علماً أن مسألة أن يكون آباء الأنبياء موحّدين ليست من العقائد الأساسية التي تدخل في صلب العقيدة، بل هو من الموضوعات النظرية المثيرة للجدل في فهم الكتاب والسنة.
hsein_iran
08-11-2004, 12:50 AM
الصورة الأولى للصفحات 78-79
الصورة الثانة للصفحات 80-81
..........الثالثة للصفحات 82-83
.........الرابعة للصفحات 84-85
........الخامسة للصفحة رقم 86
والصور الخمسة هي الإجابة الكاملة على سؤال وجه للسيد
hsein_iran
08-11-2004, 12:52 AM
سبقتني يا سيد مرحوم جزاك الله الف الف خير
نمير العشق
08-11-2004, 02:06 AM
مشكورين أخواني
ما أعتقد عقب هالكلام وهالأدلة والبراهين يبقى أي اشتباه
واللي بيقعد يشكك بعد هالبراهين ما أعتقد أنه انسان من الأولى أن يقال عنه صخرة
شكرا لكم
سيد مرحوم, حسين ايران, واعتصموا
مع خالص تحياتي
نمير العشق
عابدون
08-12-2004, 11:16 PM
الأخ نمير العشق
ما هو إسم منتداكم .... ممكن تحط الرابط ؟
bineid
08-13-2004, 12:45 AM
السلام عليكم
هذه وصلة المنتدى المشار إليه
http://www.aldair.net/forum/showthread.php?s=&threadid=26305&perpage=12&pagenumber=1
نسألكم الدعاء
نمير العشق
08-13-2004, 04:45 AM
شكرا أخي بن عيد فقد سبقتني في الرد
ومعذرة أخي عابدون
safaa-tkd
08-14-2004, 05:50 AM
عزيزي نمير العشق الجماعة وفوا و كفوا و زيادة و سوف لم أضيف شيء جديد و لكن فقط أختصر الجواب على هذا الإشكال.
(السيد فضل الله لم يكن يناقش أصل الفكرة و أنما يناقش طريقة الأستدلال)
و الذي يناقشك أذا جهل هذا الكلام من الأفضل ترك النقاش معه.
تحياتي للجميع
hsein_iran
08-14-2004, 11:13 AM
السيد فضل الله لم يكن يناقش أصل الفكرة و أنما يناقش طريقة الأستدلال
أحسنت أختنا صفاء على حسن التعبير
حسين إيران
صفاء يحمل صفة رجل و ليس إمرأة حتى تناديه بأختى ... :)
معلش ... العتب على الطليان
نمير العشق
08-14-2004, 07:41 PM
السلام عليكم مشكورين أخواني
لكن أردت أخبركم أني تركت المشاركة في الموضوع
لأنه اذا رأيت أناس تناقش لمجرد المناقشة وتغمض عينها عن الحقيقة الأفضل أن أترك مناقشتهم هذا عدا التزوير ومحاولة طمس الحقائق حتى من قبل المشرفين!.
المهم اني وضعت كل الدلائل التي وضعتموها لمن يريد البحث والتدقيق وليس لهؤلاء الغوغاء ونسأل الله أن يستفاد منها
سيد مرحوم
08-15-2004, 03:44 AM
اخواني اتركوهم فهناك صعوبة في مناقشة الجاهل المركب00فالانسان الذي يجهل كونه جاهل ويعتمد على منهج جاهل كيف تستطيع اقناعه اذا كانت الاسس مختلفة00
اخواني هل تريدون ان تعرفو قمة الجهل وقمة سوء النية وتسقيط اراء السيد لمجرد التسقيط00فدونك مثلا الموضوع المثار هناك مثلا حول العصمة في التبليغ وبح الاصوات لاثبات الاخوة هناك انها لمناقشة الاستدلال لاخصوص الفكرة ومع هذا يصرون وبعد فترة تراهم يحملون على السيد لانه يرى العصمة المطلقة للمعصوم وهو رأي متشدد جدا في العصمة حيث لايقبل حتى السهو في ذلك ومع ذلك تراهم يتجهون في اشكالات اخرى ليناقضوا بحثهم حول ادعائهم بان السيد يشكك في العصمة لينقدوه على تشدده في العصمة في جانب اخر00(مع ان الطريف ايضا انهم يناقشونه ايضا في اقواله -كمايدعون- حول جواز السهو على المعصوم!!!)) وهكذا تناقض في الاتهامات والهدف فقط اثبات عدم علمية السيد وتخبطه وهكذا من الدجل والجهل
اخواني اتركو هذه النوعية (فبعض) هؤلاء اشربوا في قلوبهم بغض السيد الى حد الثمالة!
safaa-tkd
08-15-2004, 06:08 AM
الأخ علي يبدو أن الأخ حسين إيران من لبنان و هم يسمون صفاء للفتاة ليس كما هو الحال في العراق.
عموماً مثل هذا المسائل تحدث كثير في العالم الأفتراضي.
حقيقةً أنا أؤيد كلام الأخ العزيز سيد مرحوم مثل هؤلاء لو جاء لهم وحي من السماء يقول لهم أن ما يقوله السيد فضل الله صحيح سوف يقولون له أنت وحي مزوَر
فهؤلاء لا يستطيعون التراجع فهم بنوا شخصياتهم سواء الأنترنتية أو الواقعية على عداء السيد و وصلوا الى ما وصلوا إليه على أكتاف السيد.
فأنظروا الى الكبار منهم من يعرفوهم قبل أن يشنوا حربهم الظالمة ضد السيد؟
أغلب كتبهم ألفوها عكس ما يرى السيد حتى لو أتفق عليها كل علماء الشيعة.
هؤلاء أصبح عندهم عقدة نفسية أسمها فضل الله.
و مهما فعل السيد أو أتباعه سوف لن يكفوا عن أسلوبهم هذا و الأفضل أستخدام أوقاتنا في التعلم و قراءة فكر السيد العميق لا أن نشغل أنفسنا في مناقشة أمثال هؤلاء و الذي يريد معرفة الحقيقة معروف فحين أذاً تستطيع نقاشه عسى أن يرى الحقيقة.
تحياتي
مهدي عمار
08-15-2004, 12:08 PM
كم مِن حقودٍ أو حسودٍ شيّدوا :::: كِذباً وربُك رافعٌ بُنياكـا
حفظ الله سيد الوعي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir