المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتًاب ( المقاومة ) و كتًاب الاحتلال * - بين التحريض و التقديس ؟!



مجاهدون
08-10-2004, 11:31 AM
كتابات - مهدي قاسم

دأب ما يطلقون على أنفسهم بكتًاب ( المقاومة ) ، وهم عبارة عن خليط ، و هجين ، من انتهازي النظام السابق ، و المحسوبين ، على التيارات القومية المفلسة ، منذ هزيمة عبد الناصر ، و الأمة العربية النكراء ، في الخامس من حزيران ، لعام 1967 ، و بعض التيارات الستالينية الخائبة ، و الآيلة إلى الانقراض ، نقول : - دأبوا ، ومازالوا ، على القيام بحملة تحريض دائمة ، على القتل ، و الدمار ، ضد أغلبية الشعب العراقي ، تحت يافطة ( التحرير ؟ ) و محاربة الاحتلال ! .

فهؤلاء برروا ، و مازالوا يبررون ، كل وسائل القتل ، و المجازر المستخدمة ، ضد العراقيين ، ابتداء من تفجير سيارات مفخخة ، و زرع الألغام ، على قارعة الطرق ، و الشوارع ، و قصف سكان الآمنين ، بالقذائف ، و الصواريخ ، و عمليات الاغتيال ، و الخطف ، و تخريب ممتلكات و ثروات الشعب ، و الدولة ، من أنابيب النفط ، و شبكات الكهرباء ، و الماء ، و غيرها ، ناهيك عن عمليات الخطف ، و الذبح ، و التمثيل بالجثث ، و ذلك انطلاقا ، من المقولة القائلة :

بأن الوسيلة تبرر الغاية ، و ليأت من بعدي الطوفان : - أي طرد قوات الاحتلال ، بأي ثمن كان ، حتى ، ولو أدى الأمر ، إلى قتل ملايين العراقيين ، و إلى نشوب حرب أهلية ، يعني ( تحرير ) ، العراق من أغلب العراقيين !! . و بعد ذلك ، لا يهم ، حتى ولو عادت ، مجددا ، رموز النظام السابق ، إلى السلطة ، أو إذا انتهى مصير العراق ، إلى أن يتشرذم ، إلى دويلات ، و كانتونات بائسة ، على الطريقة الصومالية ‍‍!! .

و هذه الشرذمة المنبوذة ، من خدام النظام السابق ، لعبوا ، ومازالوا ، يلعبون نفس الدور التخريبي ، و المشبوه ، و المفضوح ، مقدما ، الذي يلعبه صحافيو ، و إعلاميو قناة فضائية ( الجزيرة ) - على سبيل المثال و ليس الحصر - وهو الدور المخطط ، و المدروس ، و المكرًس ، لتدمير العراق ، أرضا ، و شعبا ، ووطنا ، و ذلك عبر عمليات التحريض ، و التشجيع الهستيرية ، على ارتكاب المجازر اليومية في العراق ، و محاولة الدفاع عنها ، و تبريرها ، تحت شعارات جوفاء ، من القوميات ، و الإسلاميات ، و ( معاداة ) أمريكا ، و إسرائيل ، و العولمة ، وهو كلام حق ، يراد منه باطل ، أي أنها مجرد ، عملية انتقام ، و ثأر ، من أغلبية الشعب العراقي ، بسبب سقوط ، و انهيار النظام العراقي السابق ، الذي كان يُعد المصدر الرئيسي ، لشراء الذمم ، و الضمائر الميتة ، لهؤلاء الكتًاب ، و الإعلاميين ، و الصحفيين المرتزقة ، من بعض العراقيين ، و العرب .

و هكذا ، تلتقي محتويات المقالات ، و النصوص ل( كتًاب المقاومة ) العراقية ، مع محتويات الدعاية الإعلامية التحريضية ، لفضائية ( الجزيرة ) بتناغم ، و انسجام تامين ، و لربما ، بتنسيق ، و توجيه مدروسين ، و منظمين ، من قبل بعض الجهات الخليجية ، و العربية الأخرى ، التي تدعم ، و تمول ما تسمى ب( المقاومة ) العراقية ، المنهمكة ، بقتل العراقيين الأبرياء ، أكثر بكثير جدا ، مما تقتل أفرادا ، من جنود الاحتلال ‍‍ .

و إذا ما عرفنا السبب ، الذي يدفع معظم ( كتًاب المقاومة ) العراقية إلى الدفاع ، عن المجازر التي تُرتكب بحق الشعب العراقي ، بحكم ارتباطهم القديم بشكل من أشكال ، بالنظام السابق ، لبطل العجب ، فلعله سيكون ، من باب التكرار ، و إثارة الممل ، لو أشرنا إلى مدى ، و حجم عمليات النفاق ، و الأكاذيب ، و التضليل ، الذي يتسم به سلوك ، و نهج القائمين ، على التوجيه الإعلامي لفضائية ( الجزيرة ) ، على صعيد محاربة أمريكا ، في الوقت الذي يقع مقر هذه الفضائية ، على بعد أمتار ، من قاعدة العديد الأمريكية في قطر ، و هي نفس القاعدة العسكرية الأمريكية ، التي انطلقت منها ، قوات التحالف لاحتلال العراق ، و إسقاط النظام العراقي الدموي السابق .

أو لنتساءل : - لماذا يحلوا لهؤلاء المنافقين ، و المضللين ، ، محاربة أمريكا ، في العراق ، في الوقت الذي ، يغضون النظر ، عن ذلك ، في قعر ديارهم ، إي في قطر ؟؟؟‍ . بالطبع أن طرح مثل هذا السؤال ، لا يعني ، و لا يحرج ، لا من قريب ، و لا من بعيد ، لا ( كتًاب المقاومة العراقية ) ، و لا الإعلاميين المرتزقة العاملين ، في فضائية ( الجزيرة ) ، و لا الشارع العربي الببغائي :- لأن عراق صدام حسين ، مازال عزيزا ، و قريبا ، إلى قلوبهم ، المحتشدة بالأحقاد ، و الكراهيات المتكلسة ، و المتنامية ، يوما بعد يوم ، ضد شيعة ، و أكراد العراق !!.

أما ما يسمى ب( كتاب الاحتلال ) فأن هؤلاء يعانون من حساسية عالية ، و مفرطة ‍، من أية عملية نقد يمكن أن توجًه ، ضد الأخطاء الكارثية ، التي ارتكبتها ، قوات الاحتلال ، بحق الشعب العراقي ، و يعتبرونه ، مساسا بمقدساتهم الأمريكية الجديدة !! ، و كأن قوات الاحتلال ، ما هي ، إلا ، رهطا ، من الملائكة ، و القديسين ، بينما الوضع الكارثي ، و المأساوي الراهن ، الذي يعيشه شعبنا العراقي الجريح ، كلعنة من الجحيم ، ما هو ، إلا النتاج المباشر ، و الامتداد الطبيعي للأخطاء الكارثية ، و المدمرة

، التي ارتكبتها قوت الاحتلال ، سواء بشكل مقصود ، أو عن إهمال ، و ذلك ، منذ احتلالها للعراق ، و لحد الآن . أن توجيه النقد الموضوعي ، بل ، و حتى تسليط الضوء ، على مثل هذه الأخطاء القاتلة ، لا يعني إطلاقا ، الوقوف ، في صف واحد ، مع ما يسمى ب( كتًاب المقاومة ) ، من البعثيين العفالقة ، و العملاء ، و المرتزقة القدماء ، للنظام السابق ، و إنما ، يعني ، قبل أي شيء أخر ، الإصغاء ، إلى صوت شرف الكلمة ، و القلم ، و إلى آهة معاناة ، و عذابات الشعب العراقي ، من الإرهاب اليومي .. من القتل اليومي .. من الدمار اليومي .. من قلة الخدمات العامة .. و من شدة البطالة ، و الفقر ، و الحرمان .. و من الفوضى العاصفة بكيان العراق ، على كل صعيد ، و ناحية .

و من ثم ، لا نعلم ، و لا نفهم ، لماذا يصًر بعض ، من هؤلاء الكًتاب ، أن يكون ملكيا أكثر ، من الملك : إذ أن بعض الصحافيين الأمريكيين ، أنفسهم ، قد وجهوا نقدا مريرا ، لتلك الأخطاء الأنفة الذكر ، التي ارتكبتها ، الإدارة الأمريكية ، في سياق احتلالها للعراق و إسقاطها للنظام السابق ، فلماذا ينبغي علينا ، إذن ، أن نسكت عنها ، أو نبررها ، تحت ذرائع هزيلة ، و مضحكة ؟؟؟‍ .

* : كما يوجد هناك ، نمط أخر ، و قليل ، من الكتاب العراقيين ، الذين ، قد طالتهم ، الآلة القمعية للنظام السابق ، بشكل مباشر ، أو غير مباشر ، و الذين يعدون أنفسهم من ضحايا ذلك النظام ، ومع ذلك ، يجدون أنفسهم أقرب إلى كتًاب ، و مثقفي النظام السابق ، منه إلى أغلبية الكتًاب ، و المثقفين العراقيين ، و يكتبون ، بنفس النبرة ، و النهج ، و المحتوى ، ، و ذلك ليس محبة بالنظام السابق ، و إنما نكاية ، و استفزازا بخصومهم ، و أعدائهم الشخصيين ، و لا يترددون ، أو يجدون حرجا من ( فتح قلوبهم ) للزرقاوي الحقيقي أو الخيالي ، أو من كتابة رسائل ( غرام ، و عشق ) لمقتدى الصدر ، الذي في حالة استلامه للسلطة ، سوف لن يختلف ، عن أي ديكتاتور أخر ، بحكم نزعته الطائفية ، أو الدينية الشمولية المطلقة ، وهو الأمر ، الذي يتعارض ، و يتضارب ، و يتناقض ، بشكل صارخ ، مع دعوات هؤلاء الكتاب الداعية ، إلى التخلص ، من العقلية السياسية القمعية العراقية العامة ؟! :- وهي دعوات استعراضية فارغة ، تكشف زيف ، و عدم أصالة ، مثل هذه الدعوات !! .

QASIM3@GAWAB.COM