مرتاح
01-02-2009, 02:58 PM
بقلم: محمد الادريسي
منذ نشأة دولة آل سعود على أيدي السير البريطاني اليهودي بيرسي كوكس ، بعد معاهدة دارين الشهيرة ، التي يعتبرها أهل الاختصاص شهادة ميلاد للدولة السعودية الثالثة ، التي لم تتقاعس عن القيام بواجبها الأهم الموكول إليها من قبل مؤسسيها ، وهو تعطيل المقاومة الفلسطينية ، وتعطيل المشروع النهضوي العربي الإسلامي ، وكل متابع مدقق للتاريخ يعلم أن السبب الرئيس الذي جعل الإنجليز ينقلبون على الشريف حسين ، ووأد حلم الثورة العربية في إقامة وطن عربي ، كان فلسطين ، التي رفض الشريف حسين التنازل عنها ، بالرغم من مساوئه الأخرى المتعددة.
أما عبد العزيز آل سعود ، (أو عبد الإنجليز كما يصفه أقطاب المعارضة من أبناء الجزيرة العربية) ، بصم بكل أصابعه على عدم ممانعته من منح فلسطين لليهود المساكين ، وأنه لن يخرج عن أمر بريطانيا العظمى ولية نعمته وأمره حتى تصيح الساعة ، حسب تعبيره في الوثيقة الشهيرة التي كتبها بخط يده ، الغاية في السوء وتعبيره الركيك الغارق في البدائية .
لم يقتصر الأمر على عدم الممانعة ، ولكن المتابع المتفحص يعرف أنه لولا قيام الدولة السعودية ، ما تهيأت الظروف لزرع الكيان الصهيوني كخنجر في خاصرة الوطن العربي والأمة الإسلامية ، ويمكن العودة في ذلك لمذكرات تشرشل وحاييم وايزمان ، ووثائق المخابرات البريطانية والأمريكية والفرنسية ، مع ملاحظة ذلك التوافق الغريب بين تواريخ هامة في قيام الدولتين المزوعتين في خاصرة الأمة ، الدولة السعودية والدولة الصهيونية، ففي عام 1915 م كانت معاهدة دارين أساس قيام دولة آل سعود في نجد ، وفي عام 1917 م كان وعد بلفور المشئوم ، وقد برز الدور السعودي المباشر والذي لا زال مستمرا حتى يومنا هذا في التآمر على المقاومة الفلسطينية ، ففي عام 1936 بعيد استشهاد المناضل الشيخ الأزهري عز الدين القسام ، الذي قاد ثورة دوخت جيش المحتل الإنجليزي وكان استشهاده بمثابة الشرارة لتأجيج خيار المقاومة ، وعندها شعر الصهاينة والإنجليز بالخطر المحدق على مشروعهم الصهيوني فحركوا عبد العزيز آل سعود الذي أوفد ابنه فيصل إلى القدس ليقنع قادة فلسطين وعلى رأسهم الشيخ أمين الحسيني ، وقد أقسم لهم موفد آل سعود تربية عقيد المخابرات البريطانية فيلبي الذي أصبح ملكا اسمه فيصل آل سعود ، بأوثق الأيمان أن الإنجليز لن يسلّموا فلسطين لليهود ، على ضمانة عبد العزيز آل سعود ،
وبلعت المقاومة في حينه الطعم وجنحت للسلم الذي كان أساس التفريط في فلسطين وتسليمها للصهاينة ، ومن يريد أن يفهم عليه أن يفتش على الدور السعودي في نكبة 48 وحرب اليمن ونكسة 67 ، والأخطر إقناع الرئيس السادات عن طريق العميل المزدوج كمال أدهم ، بضرورة السلام الذي أوصل إلى اتفاقية كامب دافيد المشئومة التي أخرجت الجيش المصري من الصراع ، ليختل التوازن وينفرد الصهاينة بأبناء فلسطين ولبنان وتبدأ سلسلة المجازر المعروفة من قانة إلى غزة وما قبلهما وما بينهما . بالرغم من كل المؤامرات والنكسات والنكبات لا زال الغرب والصهاينة يعلمون أن مشروعهم في زراعة الكيان الصهيوني محاط بالخطر ، ولن يهنأ لهم بال حتى يدب الوهن الكامل في جسم الأمة وتنهار مقاومتها ،
ولا يحقد الصهاينة والغرب على شيء مثل حقدهم على المقاومة ، نعم لقد انهارت مقاومة النظام الرسمي العربي الذي فقد مناعته الحضارية المكتسبة بفعل علاقات سرية وعلنية مشبوهة ، لكن الأمة على المستوى الشعبي لا زالت ترفض الرضوخ وترفع لواء المقاومة ، ولذلك بات الاعتماد على نظام آل سعود في إفشال كل مشاريع المقاومة أساسيا ومحوريا ، فمن مبادرة فهد التي كانت سببا في التسريع بانهيار التضامن العربي الرسمي ، إلى مبادرة عبد الله التآمرية التي أصبغت شرعية على الوجود الصهيوني ، وتسفيه تضحيات الشهداء من المقاومين الرافضين للاحتلال منذ وعد بلفور حتى اليوم مرورا بأعوام 48 ، 56 ،67 ، 73 ، 82 ،...... وآخرها حرب المقاومة الإسلامية في لبنان التي دحرت جيش الغزاة وأجبرته على التراجع لأول مرة في تاريخ الصراع العربي
الصهيوني ، ومن هنا دق ناقوس الخطر مبشرا بنهاية المشروع الإمبريالي الصهيوني ، فأجبر نظام آل سعود على التحرك العلني ، وبدأت لجان التنسيق يحركها بندر بن سلطان الذي باتت لقاءاته مع الصهاينة شبه علنية ، بل وصل الأمر إلى لقاءات مباشرة بين عبد الله آل سعود وأولمرت وفي شهر رمضان المعظم، وما كان مؤتمر الحوار بين الأديان إلا لإضفاء الشرعية على جرائم الصهاينة ، وما تبعه من توضيف لآلة آل سعود الإعلامية وقنواتها الصهيونية الناطقة باللغة العربية للترويج للاستسلام ونبذ المقاومة ، في تناغم هرموني مفضوح بين النظامين السعودي والصهيوني ، توّج بغزل مباشر بين جميع قيادات الصهاينة وعبد الله آل سعود ، كان آخرها ذلك اللقاء الذي بثته قناة العربية السعودية ، مع الإرهابي الصهيوني أولمرت ،
وهذا التضليل الإعلامي المتعمد من كل وسائل الإعلام السعودية التي تكاد تحمل مسئولية ما يحدث الآن في غزة من مجازر لحركة حماس والمقاومة الإسلامية . بالرغم من كل ما يحدث فالمقاومة ستستمر ، وهذه المرة لن تتوقف عند حدود فلسطين ، بعد أن أثبتت الأحداث في غزة ، أن الوطن العربي من محيطه الهائم إلى خليجه النائم محتل ، ولا فرق بين النظام الصهيوني وبقية الأنظمة ، فجميعها تعمل تحت إمرة عدو واحد ، لذلك فلن تتوقف المقاومة حتى تحرير الوطن العربي من محيطه إلى خليجه ، ولا يجب أن ننسى أن طائر الفينيق كان ولا زال عربيا ، والمقاومة ستخرج من رماد الدمار والمجازر والجور والعسف والتآمر ، مثل طائرنا الأسطوري الشهير .
منذ نشأة دولة آل سعود على أيدي السير البريطاني اليهودي بيرسي كوكس ، بعد معاهدة دارين الشهيرة ، التي يعتبرها أهل الاختصاص شهادة ميلاد للدولة السعودية الثالثة ، التي لم تتقاعس عن القيام بواجبها الأهم الموكول إليها من قبل مؤسسيها ، وهو تعطيل المقاومة الفلسطينية ، وتعطيل المشروع النهضوي العربي الإسلامي ، وكل متابع مدقق للتاريخ يعلم أن السبب الرئيس الذي جعل الإنجليز ينقلبون على الشريف حسين ، ووأد حلم الثورة العربية في إقامة وطن عربي ، كان فلسطين ، التي رفض الشريف حسين التنازل عنها ، بالرغم من مساوئه الأخرى المتعددة.
أما عبد العزيز آل سعود ، (أو عبد الإنجليز كما يصفه أقطاب المعارضة من أبناء الجزيرة العربية) ، بصم بكل أصابعه على عدم ممانعته من منح فلسطين لليهود المساكين ، وأنه لن يخرج عن أمر بريطانيا العظمى ولية نعمته وأمره حتى تصيح الساعة ، حسب تعبيره في الوثيقة الشهيرة التي كتبها بخط يده ، الغاية في السوء وتعبيره الركيك الغارق في البدائية .
لم يقتصر الأمر على عدم الممانعة ، ولكن المتابع المتفحص يعرف أنه لولا قيام الدولة السعودية ، ما تهيأت الظروف لزرع الكيان الصهيوني كخنجر في خاصرة الوطن العربي والأمة الإسلامية ، ويمكن العودة في ذلك لمذكرات تشرشل وحاييم وايزمان ، ووثائق المخابرات البريطانية والأمريكية والفرنسية ، مع ملاحظة ذلك التوافق الغريب بين تواريخ هامة في قيام الدولتين المزوعتين في خاصرة الأمة ، الدولة السعودية والدولة الصهيونية، ففي عام 1915 م كانت معاهدة دارين أساس قيام دولة آل سعود في نجد ، وفي عام 1917 م كان وعد بلفور المشئوم ، وقد برز الدور السعودي المباشر والذي لا زال مستمرا حتى يومنا هذا في التآمر على المقاومة الفلسطينية ، ففي عام 1936 بعيد استشهاد المناضل الشيخ الأزهري عز الدين القسام ، الذي قاد ثورة دوخت جيش المحتل الإنجليزي وكان استشهاده بمثابة الشرارة لتأجيج خيار المقاومة ، وعندها شعر الصهاينة والإنجليز بالخطر المحدق على مشروعهم الصهيوني فحركوا عبد العزيز آل سعود الذي أوفد ابنه فيصل إلى القدس ليقنع قادة فلسطين وعلى رأسهم الشيخ أمين الحسيني ، وقد أقسم لهم موفد آل سعود تربية عقيد المخابرات البريطانية فيلبي الذي أصبح ملكا اسمه فيصل آل سعود ، بأوثق الأيمان أن الإنجليز لن يسلّموا فلسطين لليهود ، على ضمانة عبد العزيز آل سعود ،
وبلعت المقاومة في حينه الطعم وجنحت للسلم الذي كان أساس التفريط في فلسطين وتسليمها للصهاينة ، ومن يريد أن يفهم عليه أن يفتش على الدور السعودي في نكبة 48 وحرب اليمن ونكسة 67 ، والأخطر إقناع الرئيس السادات عن طريق العميل المزدوج كمال أدهم ، بضرورة السلام الذي أوصل إلى اتفاقية كامب دافيد المشئومة التي أخرجت الجيش المصري من الصراع ، ليختل التوازن وينفرد الصهاينة بأبناء فلسطين ولبنان وتبدأ سلسلة المجازر المعروفة من قانة إلى غزة وما قبلهما وما بينهما . بالرغم من كل المؤامرات والنكسات والنكبات لا زال الغرب والصهاينة يعلمون أن مشروعهم في زراعة الكيان الصهيوني محاط بالخطر ، ولن يهنأ لهم بال حتى يدب الوهن الكامل في جسم الأمة وتنهار مقاومتها ،
ولا يحقد الصهاينة والغرب على شيء مثل حقدهم على المقاومة ، نعم لقد انهارت مقاومة النظام الرسمي العربي الذي فقد مناعته الحضارية المكتسبة بفعل علاقات سرية وعلنية مشبوهة ، لكن الأمة على المستوى الشعبي لا زالت ترفض الرضوخ وترفع لواء المقاومة ، ولذلك بات الاعتماد على نظام آل سعود في إفشال كل مشاريع المقاومة أساسيا ومحوريا ، فمن مبادرة فهد التي كانت سببا في التسريع بانهيار التضامن العربي الرسمي ، إلى مبادرة عبد الله التآمرية التي أصبغت شرعية على الوجود الصهيوني ، وتسفيه تضحيات الشهداء من المقاومين الرافضين للاحتلال منذ وعد بلفور حتى اليوم مرورا بأعوام 48 ، 56 ،67 ، 73 ، 82 ،...... وآخرها حرب المقاومة الإسلامية في لبنان التي دحرت جيش الغزاة وأجبرته على التراجع لأول مرة في تاريخ الصراع العربي
الصهيوني ، ومن هنا دق ناقوس الخطر مبشرا بنهاية المشروع الإمبريالي الصهيوني ، فأجبر نظام آل سعود على التحرك العلني ، وبدأت لجان التنسيق يحركها بندر بن سلطان الذي باتت لقاءاته مع الصهاينة شبه علنية ، بل وصل الأمر إلى لقاءات مباشرة بين عبد الله آل سعود وأولمرت وفي شهر رمضان المعظم، وما كان مؤتمر الحوار بين الأديان إلا لإضفاء الشرعية على جرائم الصهاينة ، وما تبعه من توضيف لآلة آل سعود الإعلامية وقنواتها الصهيونية الناطقة باللغة العربية للترويج للاستسلام ونبذ المقاومة ، في تناغم هرموني مفضوح بين النظامين السعودي والصهيوني ، توّج بغزل مباشر بين جميع قيادات الصهاينة وعبد الله آل سعود ، كان آخرها ذلك اللقاء الذي بثته قناة العربية السعودية ، مع الإرهابي الصهيوني أولمرت ،
وهذا التضليل الإعلامي المتعمد من كل وسائل الإعلام السعودية التي تكاد تحمل مسئولية ما يحدث الآن في غزة من مجازر لحركة حماس والمقاومة الإسلامية . بالرغم من كل ما يحدث فالمقاومة ستستمر ، وهذه المرة لن تتوقف عند حدود فلسطين ، بعد أن أثبتت الأحداث في غزة ، أن الوطن العربي من محيطه الهائم إلى خليجه النائم محتل ، ولا فرق بين النظام الصهيوني وبقية الأنظمة ، فجميعها تعمل تحت إمرة عدو واحد ، لذلك فلن تتوقف المقاومة حتى تحرير الوطن العربي من محيطه إلى خليجه ، ولا يجب أن ننسى أن طائر الفينيق كان ولا زال عربيا ، والمقاومة ستخرج من رماد الدمار والمجازر والجور والعسف والتآمر ، مثل طائرنا الأسطوري الشهير .