المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد مهدي عاكف :: العدوان تنسيق بين الأمريكيين والإسرائيليين والمصريين والفلسطينيين



JABER
01-02-2009, 08:32 AM
2009 الجمعة 2 يناير

القدس العربي اللندنية

الناصرة ـ زهير اندراوس

قال المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين في مصر الدكتور محمد مهدي عاكف، في حديث مع 'القدس العربي' أمس الخميس، إن الشعب المصري شعب عظيم ويؤيد الشعب الفلسطيني وليس كما تريده العصابة التي تقوده وتحاول أن تمرغ رأسه في التراب. وأكد أن مصر الآن يحكمها نظام خاضع مائة بالمائة للأجندة الصهيونية الأمريكية ولا يرى أي شيء لمصلحة الوطن ولا لرؤية الشعب المصري.

وفي معرض رده على سؤال قال إن الشعب الفلسطيني شعب مجاهد قدم الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين ولن يقبل برئيس قادم إليه على ظهر الدبابات الصهيونية. وتابع قائلاً إننا لا نكتفي بوقف العدوان على غزة بل نطالب الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بمعاقبة الصهاينة المجرمين، مؤكداً ان المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قادرة على دحر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من حزب الله لأنه على الرغم من التحريض والحصار بقيت المقاومة حية وقوية وتؤمن بربها.

وحول التنسيق العربي مع إسرائيل لبدء العدوان على غزة قال عاكف لقد قلنا في أول ساعة قام بها العدو الصهيوني بضرب حركة حماس إن العدوان تم بالتنسيق مع الأمريكيين وإسرائيل والآن جاء رئيس الصهاينة أولمرت ليُؤكد ذلك. ووجه كلمة للشعب الفلسطيني جاء فيها: أقول للشعب الفلسطيني إنه يقوم بدور عظيم وسيحقق النصر المبين دفاعاً عن كرامة الأمتين العربية والإسلامية وسيؤكد بانتصاره جمع الأمة، ولتتكاتف الجهود وتتضافر كل القوى لرفع الحصار عن أهل غزة وتسيير قوافل الإغاثة إليهم والضغط على الأنظمة لمدهم بما يحتاجونه فلا عذر لأحد بعد اليوم.

وفيما يلي النص الكامل للحديث:

كيف تقيم ما يجري اليوم في قطاع غزة؟

- ما يجري اليوم في قطاع غزة هو نتيجة لمؤامرة صهيونية، أمريكية، عربية وفلسطينية، كل ما يجري على غزة هو أمر تم تدبيره هنا في مصر وأيضاً في فلسطين، وفي رام الله المحتلة وفي أمريكا وفي تل أبيب، كلهم اجتمعوا واتفقوا على أجندة صهيونية أمريكية لكي يقضوا على هذه النخبة المباركة التي تحمل المقاومة على أرض فلسطين وتدافع عنها، وتعمل ضد الأجندة الصهيونية والأمريكية وضد الكيان الصهيوني، هذا التعريف هو ما أؤمن به، وهو ما أراه بعينيّ على أرض الواقع، وإن لم أقله أنا، فإن الواقع سيقوله، هذه هي رؤيتي وهذا هو تحليلي.

بالنسبة لتصريحات الرئيس المصري محمد حسني مبارك يوم الثلاثاء بأنه لن يفتح معبر رفح إلا إذا تسلمت المعابر سلطة الرئيس عباس والمراقبون الأوروبيون، كيف تقرأ هذا الموقف؟

- قلت لك يا أخي الكريم إن هذه هي الأجندة الصهيونية الأمريكية، ولقد قدم مجلس الشعب المصري خطاباً إلى الرئيس محمد حسني مبارك يطالبه به بأمور كثيرة، منها أن خطابه الذي ألقاه الثلاثاء ضد كل مصالح الشعب، وضد كل مطالب الشعب، مصر الآن يحكمها نظام خاضع مائة بالمائة للأجندة الصهيونية الأمريكية ولا يرى أي شيء لمصلحة الوطن ولا لرؤية الشعب المصري، فقد حاصر كل المؤمنين وكل الشرفاء وأطلق العنان لهؤلاء المجرمين من الصهاينة والأمريكيين لقيادة الأمة، هذا هو حال مصر وللأسف الشديد، النظام المصري لا يقدر أن يفتح معبر رفح لارتباطه بالصهاينة وبالأمريكيين، نحن الآن نواجه ونجاهد في سبيل الله من أجل نصرة أهلنا في غزة وفي فلسطين كلها ولدحر الصهاينة، وليس فقط نريد أن نوقف عدوان الصهاينة على أحبابنا في غزة، إنما نريد أن نعاقب هؤلاء الصهاينة، ويجب أن يكون العالم كله متحداً من أجل معاقبة الصهاينة وليس لوقف العدوان فقط.

كيف تحلل أو تقرأ موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس إزاء الأحداث الأخيرة في غزة هاشم؟
- عباس يشارك في أجندة واحدة للخاضعين للصهاينة والأمريكيين، كما هو الحال في مصر، إن الرئيس عباس ليس فقط يدخل ضمن هذه الأجندة، إنما أكثر من ذلك، فهو يقف على رأسها، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل الشعب الفلسطيني برئيس قادم إليه على الدبابات الصهيونية.

في الصحافة العبرية بدأوا يتحدثون اليوم عن أن ما يجري في قطاع غزة هو مماثل لما جرى للدولة العبرية في العدوان الذي شنته على حزب الله في صيف العام 2006، هل تعتقد أن المقاومة الفلسطينية في غزة قادرة على دحر الاحتلال الإسرائيلي؟

- أعتقد أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة قادرة على دحر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من حزب الله، والدليل على ذلك يا أخي، أن التحريض الذي دام شهوراً ضد المقاومة في فلسطين والحصار الإجرامي على قطاع غزة، هذا الحصار القاتل الذي لم ير التاريخ مثله في أي بلد من البلاد، وظلت المقاومة حية وقوية وتؤمن بربها وتؤمن بقضيتها.

وأنا أقول إذا كانت غزة مليون ونصف المليون، فالشعوب العربية والإسلامية ألف مليون ونصف، هم مع المقاومة في فلسطين.

هل تعتقد أن الشعوب العربية والإسلامية ارتقت هذه المرة إلى مستوى الحدث، أي إلى مستوى العدوان الإجرامي الذي تنفذه إسرائيل ضد قطاع غزة؟

- أنا أحس ان الشعب المصري أولاً وعظمته وثبوته ورغبته في التوافق مع المقاومين بأنه شعب عظيم، وأدعو من الله سبحانه وتعالى أن يلبي إرادة مطالب الشعب المصري العظيم المتضامن مع الأهل في فلسطين، وما نراه من الشعب المصري العظيم هو مصدر افتخار واعتزاز لنا، لا كما تريده العصابة التي تقوده وتمرغ رأسه بالتراب، وهو لم ولن يتمرغ في التراب في أي حال من الأحوال، لأنهم لا يعلمون أن الصهاينة والأمريكيين لا يريدون لمصر نهوضاً، يريدونها أن تبقى تعيش في حالة من التخلف والجوع والفقر، والله غالب على أمره.

رئيس الوزراء الإسرائيلي صرح الأربعاء، أول من أمس، بأن العديد من الزعماء العرب يتصلون به ويحثونه على مواصلة العدوان على قطاع غزة للقضاء على حماس، هل تعتقد أن هذا التصريح هو تصريح دقيق؟

- الحمد لله أن هذه الأقوال جاءت من عدونا وليست منا، هذا الكلام قلناه في أول ساعة قام بها العدو الصهيوني بضرب حركة حماس يوم السبت الفائت، والآن جاء رئيس الصهاينة ليصدق عليه وليؤكده.

هل تعتقد أنه يتحتم على الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل أن تقطعها، وهل تؤيد أن تقوم مصر بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وإعادة السفير المصري من تل أبيب؟

- هذا هو طلب مجلس الشعب المصري وكل المصريين بأن تقوم الحكومة المصرية بطرد الصهاينة من بلدنا. الأوضاع اليوم في الشارعين العربي والإسلامي ضد العدو الصهيوني متأججة للغاية، وأعتقد أنه في حال استمرار العدوان الغاشم على غزة فإن الأوضاع في العالمين العربي والإسلامي ستتفاقم أكثر وحالة الغليان ستكون أشد.

هل تريد أن تُوجه كلمة للحكام العرب؟

- لا، لا أريد أن أوجه الكلام للحكام العرب، لأن لا كلام لي معهم.

وما هي كلمتك للشعب الفلسطيني؟

- أقول للشعب الفلسطيني إنه يقوم بدور عظيم وسيحققون النصر المبين دفاعاً عن كرامة الأمتين العربية والإسلامية، وأتوجه إليهم فرداً فرداُ وأقول لهم إنهم بإذن الله تعالى سيحققون النصر المبين على الصهاينة ونصر الأمة، وسيؤكدون للأمتين العربية والإسلامية أن بانتصارهم على إسرائيل سيجمعون الأمة.

هل من كلمة تريد توجيهها للأهل في غزة؟

- نعم، نبرأ ونعتذر إليكم من عجز الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية لعدم السعي إلى فك الحصار عنكم، وعدم مواجهة ما تتعرضون له من مأساة كارثية تستهدف إبادتكم وتركيعكم وكسر إرادتكم، إننا نعتذر إليكم اليوم، لا عن خذلاننا لكم، فأنتم في سويداء القلب، ونحن إخوة دين ودم نفتديكم بأرواحنا ودمائنا في زمن عز فيه الفداء، ولكن عن ظلم وتجبر ذوي القربى، نعتذر إليكم عن هذا الواقع البائس، الذي أصبح فيه قادة الأمة الجاثمون على صدرها لا تتمعر وجوههم لنصرة الأطفال والأرامل والضعفاء؛ الذين يتعرضون لهذه الجريمة النكراء التي يتحرك لها صاحب كل ضمير حي. لقد آن للشعوب الإسلامية أن تكسر طوق الحصار الذميم، وتقف موقفًا تُرضي به ربها، ولتتحرك مؤسسات المجتمع المدني والنخب، وليُعمِلوا عقولهم في ابتكار آليات ووسائل جديدة لكسر هذا الحصار.

ولتهب الأمة ولتَسِر المسيرات وقوافل الإغاثة من المحيط إلى الخليج، ولتفرض الشعوب إرادتها، ولتقُل كلمتَها، دون خوف أو وجل، حتى لا يلحقَها الخزي والعار في الدنيا والآخرة، ولتثِق أنها قادرة على تحقيق أهدافها والوصول إلى غاياتها. إن حالة الغيبوبة والبلاهة السياسية التي تعيشها الأنظمة والحكومات جعلتها لا تدرك حقيقة مصالح الأمن القومي العليا لأوطانها، وأنها تقود الأمة بكل أسف إلى مزيد من الانهيار والهوان. هلموا إلى الله، ولتتكاتف الجهود وتتضافر كل القوى لرفع الحصار عن أهل غزة وتسيير قوافل الإغاثة إليهم والضغط على الأنظمة والحكومات لتوصيل الكهرباء ومدهم بالوقود وبكل ما يحتاجونه، لا عذر لأحد بعد اليوم فلنتحرك؛ كل حسب وسعه، فلنهب جميعا، أفرادا ومؤسسات وهيئات ومنظمات مجتمع مدني، لرفع هذا الظلم والجور، وعدم السماح بتركيع أهلنا المقاومين الشرفاء.