المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يبكي الآباء يوم زواج بناتهم؟



yasmeen
01-01-2009, 09:31 AM
لماذا يبكي الآباء يوم زواج بناتهم؟



كتب صلاح منتصر : القبس



http://www.alqabas.com.kw/Temp/Authors/577299fe-8582-423c-bbe0-0f4014854107_author.jpg
أسعد شيء بالنسبة لأي اب، زواج ابنته ووضع يده في يد الشاب الذي تقدم لها وترديد العبارات التي يمليها عليه المأذون، والتي يعلن فيها قبوله تزويج ابنته للشاب.

ورغم انها لحظة يتمناها كل اب، فإنني رأيت آباء كثيرين ينخرطون في البكاء بشدة وهم يرددون العبارات وراء المأذون.. ففي هذه اللحظة بالذات يشعر الأب انه ينقل ابنته من رعاية حضن عرفته وتربت على يديه حتى كبرت، الى شاب مجهول يتسلمها على الجاهز ليجمعهما فراش واحد!

كان حاتم صادق اول من تقدم لطلب يد فتاته، ومن من؟ من ابيها جمال عبدالناصر الذي كانت نظرات عينيه ترعب من ينظر اليهما! يومها قال عبدالناصر لصديقه محمد حسنين هيكل: تصور جرأة الولد.. جاي عاوز ياخدها مني؟! وضحك هيكل وهو يقول لعبدالناصر الصديق والأب والانسان: انت نسيت انك عملت كده برضه؟!

وأعود لسؤالي: لماذا دموع الأب لحظة وضعه يده في يد عريس ابنته، ليردد وراء المأذون العبارات التي تعني نقل الابنة من رعايته الى رعاية هذا الشاب الوافد؟ هل يشعر لحظتها أنه ينقل ملكية جزء منه؟ او انه انشغل عن ابنته ومرت السنوات وهو مشغول بعمله الى ان وجد البنت فجأة تخرج من بيته الى بيت زوجها؟ مع انه لو فكر لوجد انه فعل ما يفعله هذا الشاب الذي يسلمه ابنته، وانه في وقت مضى وضع هو نفسه يده في يد والد زوجته وتسلم منه ابنته.

ومع ان مجتمع الغرب حاول هدم الاساس الذي تقوم عليه العلاقات الزوجية في ان تكون علاقة مشروعة بين اثنين امام الله والمجتمع، عندما سمح لاثنين يعيشان سوية من دون زواج، واعتبر ذلك حضارة، لكن الغريب انه يظل لدى الاثنين احساس عميق بالنقص وبعدم طهارة هذه العلاقة، الأمر الذي يبرر لماذا بعد سنوات من هذه العلاقة غير المشروعة يسعى الاثنان الى تصحيحها وتوثيقها!

وربما كانت اروع الحكايات التي تروى في هذا المجال ما حدث بين الزعيم الالماني ادولف هتلر وعشيقته ايفا براون، وهي مصورة صحفية التقاها عام 1936، وظل يعيش معها اكثر من 9 سنوات.. وفي الليلة الاخيرة لهتلر بعد ان تغيرت الحال من انتصارات الى هزائم، وبدأ الحلفاء يطبقون على مقر القيادة التي كان هتلر يختفي فيه 50 مترا تحت الارض، وبدا ان النهاية قد اقتربت تماما وان الموت على الباب، فإن آخر ما فعله هتلر بعد ان كتب وصيته بتوزيع مراكز القيادة بعد اختفائه، ان ارسل احد معاونيه ليتسلل وسط الغارات والقصف المستمر ويذهب الى موظف التسجيلات ويحضره مع دفاتره على الفور.. وبعد مجيء الموظف طلب اليه هتلر ان يسجل زواجه من ايفا رسميا في دفاتره.. عاش معها 9 سنوات عاشقا وعشيقة، لكنه لما قرر الانتحار معها شعر ان حياته كانت خطيئة، فقام في آخر لحظة بتصحيحها كي يموت زوجا لا عاشقا!

صلاح منتصر
salahmont@ahram.org.eg