المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ حسين المعتوق: نحن في عصر غلبة المستضعفين وزوال إسرائيل ليس بعيداً...



قاسم
12-30-2008, 01:40 AM
دعا إلى الارتباط والحب الواعي للإمام الحسين عليه السلام


http://www.aldaronline.com/AlDar/Upload/Article%20Pictures/2008/12/29/M1/191815578-p7-01_med_thumb.jpg

الشيخ حسين المعتوق

محمود بعلبكي:
قال سماحة الشيخ حسين المعتوق خلال مقابلة اجرتها معه «الدار» في ظل المجازر التي يشهدها اهلنا في فلسطين ان حماس تعتمد على الله تبارك وتعالى ولا تعتمد على موقف الزعماء المتخاذلين والذين تخلوا عن قضية فلسطين كما فعلوا مع حزب الله خلال حرب تموز، واستنكر كلام البعض ممن يريدون بث روح الانهزام في العالمين العربي والاسلامي ضاربا المثل بانتصارات حزب الله. كما تحدث سماحته عن أجواء شهر محرم الحرام وبعث برسالة واضحة لأصحاب المنبر الحسيني بضرورة التقيد بطرح ما يوحد هذه الأمة وعدم التطرق للالفاظ التي تبث الفرقة حتى لا نفرغ مضمون واقعة كربلاء وفاعليتها في تحريك الضمائر والشعوب لمواجهة الظلم والقهر واليكم نص اللقاء:
• في ظل الموقف الرسمي العربي الشاجب والمستنكر كعادته لما يحصل من مجازر في غزة هل تعتقدون ان تحرك الشعوب العربية هو الفاعل في هذه المرحلة؟
-الشعوب تتمنى ان يكون لها دور وان كانت نتيجة التجربة يائسة مما يجري الا ان مستقبل فلسطين يتوقف على دور الشعب الفلسطيني وأيضا دور الشعوب العربية والاسلامية فهي التي ستنقذ فلسطين وستحررها ان شاء الله وسنرى عما قريب تحرير فلسطين وزوال اسرائيل على يد هذه الشعوب العربية والاسلامية.

مسؤولية حماس
• بعض الدول حملت حماس مسؤولية خرق الهدنة وما يجري الآن وهو ما يذكرنا بموقف نفس هذه الدول من حزب الله خلال حرب تموز واتهامهم بالمغامرة للتملص من مسؤولياتهم ما رأيك ؟
- حماس تعتمد على الله تبارك وتعالى والتجربة التي شاهدناها في لبنان قطعا ستتكرر في فلسطين ، أما اتهامات المتواطنين الذين باعوا قضية القدس الشريف فهي واهية، وهم اصبحوا أسوأ من العدو الصهيوني نفسه.

التآمر على غزة
• إلى أي مدى ينطبق كلام سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما قال للزعماء العرب خلال احدى كلماته في حرب تموز عبارته الشهيرة ( مابدنا منكم شيء.. بس حلّوا عنّا) مع ما يجري من تآمر على شعب غزة لأنه قرر المقاومة؟
- غزة تمر بموقف مشابه وغالبية الزعماء العرب لا يؤمنون بأي مقاومة ولكن يجب ان نضغط لفك الحصار على غزة عبر معبر رفح لأن هذا الحصار مع الاسف ليس من صنع العدو الصهيوني فقط، وانما اغلاق هذا المعبر من قبل جمهورية مصر العربية لهو أمر مؤسف.

بيت العنكبوت
• كثيرون يؤمنون بمقولة ان إسرائيل أهون من بيت العنكبوت وقد اثبتت حرب تموز مصداقية هذه المقولة، فهل فعلا الدول العربية هي الحامية لاستمرار وجود اسرائيل حتي الآن؟
- غالبية الدول العربية مع الاسف الشديد تخلت عن قضية فلسطين وتواطأت مع العدو الصهيوني منذ حرب تموز والى الان ولاقيمة لهذا الغطاء العربي لحماية اسرائيل لانه لن يستمر فدور الشعوب سيتسع اكثر فاكثر ونعتقد ان هذه المعركة ستنتهي بالنصر لاخواننا في فلسطين والنصر من عند الله وحده.

الثقة في الشعوب
• الاحظ ثقة سماحتكم الكبيرة في الشعوب مع ان المجازر التي حصلت في غزة تكررت من قبل مرات ومرات ولم يحصل اي تغيير فماذا تتوقع من شعب انتظر صحفي ليرمي بوش بحذائه ليتفاعلوا معه عبر ماسجات على التلفاز معتبرين ذلك انتقاما كافيا لسياسة اميركا في المنطقة؟
- لنتحدث اولا على مستوى فلسطين ومن ثم على مستوى الشعوب العربية والاسلامية اما على المستوى الفلسطيني فغزة على وجهة الخصوص رغم انها تعيش حصارا وتجويعا ومعاناة الاطفال والشيوخ والنساء الا انها في الوقت ذاته تعيش العزة والكرامة فهي لا تقبل الذل ولا الهوان والاستسلام للعدو الصهيوني قد اثبت الشعب الفلسطيني انه شعب مقاوم وعلى قدر المسؤولية ويعتمد على الله سبحانه وتعالى ومقاومة الشعب الفلسطيني قطعا ستؤدي الى الانتصار كما ادت مقاومة الشعب اللبناني الى الانتصار في حرب تموز بالرغم من انه لم يكن هناك تكافؤ من حيث القوة وهذا ينطبق على فلسطين التي حتما سينصرهم الله تبارك وتعالى. ولن يتخلى عنهم واما على مستوى الشعوب العربية والاسلامية فلايمكن ان نتحدث بالمطلق عليها لان هناك شعوبا واعية واخرى متخاذلة وهناك حالة وسط «الله تبارك وتعالى سينصر اولئك المخلصين ويباركهم مهما كانوا قلة فعلى مدار التاريخ نصر الله القلة اصحاب القضايا العادلة فقلة العدد ليست مؤشرا سلبيا لان النصر انما هو من عند الله تبارك وتعالى وسينصر المجاهدين والمخلصين في نهاية المطاف.

كربلاء وغزة
• ونحن نعيش اجواء محرم الحرام ما وجه الشبه بين مايجري في غزة وبين واقعة كربلاء اذ ان غزة حوصر شعبها وجوع وقتل اهلها بدم بارد امام عين «اهل كوفة هذا الزمان».
كذلك الامر اذ حوصر الامام الحسين عليه السلام ومنع من الماء ثم قتل بيد شرار الخلق؟
- مانشاهده في غزة انعدام للضمير والانسانية وظلم وتواطؤ وهو ماجرى للامام الحسين عليه السلام حيث تواطأ الناس على ظلمه وعلى قتله وسبي نساء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من بلد الى بلد. الامام الحسين سلام الله عليه قدم روحه الطاهرة من اجل الاصلاح والعدل وكان يرفض التعايش مع الظالمين اذ كان يقول «اني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما» هؤلاء الان يسيرون على نفس هذا النهج الذي سار عليه الحسين عليه السلام وهو النهج الذي انتصر وانتصارات المقاومة الاسلامية في لبنان هي احد نتائجه ومايجري في فلسطين نتيجة طبيعية من نتائج الالتزام بنهج الحسين عليه السلام نهج مواجهة الظلم وعدم القبول بالتعايش مع الضلال والفساد.
• سماحتكم من الداعين دوما للوحدة بين المسلمين وهو امر ضروري لمواجهة عدو الامة ما رسالتكم للعالم الاسلامي سنة وشيعة في ظل مايعيشه اهلنا في غزة؟
- اقول اننا بحاجة الى الانتباه الى قضايانا الكبرى والرئيسية اليوم وهي قضية فلسطن التي هي قضية المسملين الاولى اذ انها اعظم ما يجمعنا بما فيها قضية القدس الشريف ومايجري من انتهاكات في تلك البقاع الطاهرة علينا ان نركز على هذه القضايا وان نبتعد عن القضايا الجزئية والصغيرة التي تفرقنا وتشتتنا والتي تفيد أعداءنا والله عز وجل يقول «ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». فبالفتنة والتفرقة لن يكون لنا اثر ويمكن السيطرة علينا والتحكم في وجودنا وما حصل ما كان ليحصل لولا ما نحن فيه من فرقة، اذا علينا ان نتحد وان نكون يدا واحدة وان ندافع معا عن قضايانا الاساسية

بشائر الإمام الحجة
• هناك من يتحدث عن بشائر ظهور الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف في ظل الانتصارات التي تحدث للأمة الاسلامية وارتباط ذلك بما يجري في فلسطين فما حقيقة ذلك؟
هناك بشائر على مستوى وعي الامة ولا شك ان وعي الامة اليوم يختلف عن وعيها سابقا فاليوم الامة الاسلامية اكثر وعيا وثقافة وحالة الوعي بدأت تأخذ دورا فاعلا في الامة واثر الحركات الاسلامية واضح في هذه الجهة. فاليوم حركة حماس على سبيل المثال هي حركة واعية استطاعت ان تقود الشعب الفلسطيني، وحزب الله في لبنان كذلك والشعوب الاسلامية بدأت تتفاعل مع هاتين الحركتين ولا شك ان عملية التغيير لا يمكن ان تكون عملية دفعية بل تدريجية، وهذا التغيير لن يقف عند حد سينمو ويستمر، وسينتهي هذا التغيير بلا شك بما يمكن ان نسميه بغلبة المستضعفين وهذا العصر هو عصر غلبة المستضعفين على المستكبرين. وهو ليس عصر التقاعس بل عصر النهضة والوعي ونحن على ثقة تامة بأننا في هذا العصر وليس في العصور القادمة سنشهد تحرير فلسطين. وزوال دولة اسرائيل من الوجود ليس بعيدا وسنرى ان شاء الله بشائر هذا وبشائر النصر الاخرى ستكون اكبر واكبر.

أجواء عاشوراء
ننتقل الى أجواء عاشوراء اذ قال الشهيد مطهري «رضوان الله عليه» في احدى مؤلفاته «الملحمة الحسينية» ان الغالب على اصحاب المنبر الحسيني هو ذكر حادثة كربلاء في سياق التأسف على روح سيد الشهداء التي ذهبت هدرا وهباء منثورا. ما تعليقكم؟
- عند الحديث في قضية كربلاء يجب ان نتحدث عن مضمون نهضة الامام الحسين عليه السلام لاننا اذا لم نتحدث عن اهدافه التي من اجلها استشهد فسوف نفرغ تلك الحركة المباركة من مضمونها امام الناس وسوف نعرضها عرضا واهيا، ولابد ان نبين للناس لماذا استشهد الامام الحسيني عليه السلام؟ لماذا اعطى روحه الطاهرة؟ لماذا قبل ان تسبى نساؤه واطفاله؟ فالإمام الحسين عليه السلام لم يقدم روحه الطاهرة لشيء بسيط انما اراد ان يؤسس لأمر مهم جدا. فقد اراد في نهضته المباركة ان لا يقبل بالواقع اليزيدي الذي فرض على الأمة ومن هذا عندما عرضت عليه البيعة، قال تلك العبارة المعروفة التي تنقلها كتب التاريخ عند المسلمين جميعا: ومثلي لا يبايع مثل يزيد شارب الخمر قاتل النفس المحرمة. فرفض الامام اولا ان يذعن للواقع الخاطئ والانحراف والسلوك اليزيدي فرفض ان يعطيه الشرعية، والامر الثاني اراد ان يؤسس لمنهج مقاومة الظلم والفساد والعمل لاجل الاصلاح وهذا هو مضمون نهضة الامام الحسين عليه السلام، فاذا لم نتحدث عن هذا الامر سنكون لم نتحدث عنه عليه السلام وفرغنا المضمون و بالتالي يكون ذلك خيانة لابي عبدالله الحسين عليه السلام ولم نوضح للناس اهدافه السامية.

كربلاء مدرسة
• ايضا يضيف الشهيد مطهري ان الهدف من تعليمات الائمة عليهم السلام ضرورة احياء ذكرى مصيبة كربلاء وهو ان نصنع من كربلاء مدرسة تعليمية وتربوية خالدة للأبد وليس تحجيم هذه المناسبة بتقديم السلوى والعزاء لاهل البيت عليهم السلام عبر التفاعل العاطفي فقط مع المناسبة.. ما ردكم؟
ـ لا شك ان التفاعل مع الحسين والبكاء عليه والارتباط العاطفي به امر له الاثر البالغ على الموقف الذي لدينا فمن لا يتفاعل قلبيا وعاطفيا معه لا يمكن ان يكون له موقف كما كان الحسين عليه السلام، فالمبدأ هو التفاعل ولكنه التفاعل الواعي المبني على استيعاب نهضة الحسين وحركته ولا شك ان نهضته لها ابعادها الفكرية الكبيرة التي انعكست على الامة عبر التاريخ، وثورة الامام الحسين كانت ثورة مؤثرة دائما في التاريخ الاسلامي والدولة الاموية سقطت بسبب تفاعل الناس معها وبسبب الثورات التي اعقبت ثورته المباركة عليه السلام كثورة التوابين وثورة زيد بن علي وبن الاشعث، فقد كانت دائما العامل المحرك للامة والمحافظ على وعيها، ما ادى الى ترسيخ حالة المقاومة للظلم والظالمين عبر التاريخ وبالتالي هي تمتلك نهجا عميقا وقويا في مقابل النهج الذي يؤسس للذل والاستسلام والتقاعس، وبالتالي فهذه المفاهيم الحسينية يجب ان تكون موجودة لدى من يؤمن بالامام الحسين عليه السلام وهذا ما شاهدناه في نموذج المجاهدين والمقاومين في عالمنا المعاصر، وكل انسان يسعى ليدافع عن الحق ويواجه الظلم هو انسان يقتدي بثورة الامام الحسين عليه السلام وبالتالي لا يمكن ان نقبل ان يكون الارتباط بالحسين مجرد ارتباط عاطفي وهو امر غير مقبول فالعاطفة الواعية والارتباط الواعي والعشق الواعي للامام الحسين عليه السلام هو الذين يمكن ان يؤثر في حركة الشعب.

التشيع الصفوي
• البعض يتكلم عن تأثير التشيع الصفوي باضافة الممارسات الخاطئة مع التي تسيء الى المذهب الشيعي في العالم واعتبارها شعائر حسينية، اما آن الاوان ان نوضح حقيقة تلك الممارسات ومن اين اتت وبيان اثرها على المذهب؟
مصطلح التشيع الصفوي وغيره بحاجة الى نقاش ونقول: ان الممارسات الخاطئة لها اثر سلبي كبير جدا يجب ان نعمل على الحد منه فليس كل ما يقال على المنبر صحيحا، فهناك احيانا من يتحدث من دون مسؤولية بالغث والسمين ويخلط المفاهيم الصحيحة بالخاطئة، وهؤلاء الذين يتحدثون في كل شيء لا يمكن ان تعتبرهم يمثلون مدرسة اهل البيت عليهم السلام، ففي حادثة عاشوراء، هناك من يتحدث عن امور لا اساس لها حتى في الكتب وهو امر غير مقبول والكلمات التي تثير الفتن الطائفية على المنابر مرفوضة وغير مقبولة، فيجب ان نؤكد ان اثارة النعرات الطائفية والمذهبية امر غير مقبول ولا يقبل به ائمة اهل البيت عليهم السلام، فالائمة يدفعون بالامور نحو الوحدة والترابط ولا يقبلون ان يستغل منبر الامام الحسين عليه السلام لطرح اطروحات تدعو للتفرقة.

سلبية عدم التفاعل
في معرض رده عن ان البعض في الكويت ممن لا يبدى اي تعاطف مع الشعب الفلسطيني بحجة ما بدر من بعض الفلسطينيين تجاه الكويت اثناء الغزو الصدامي الغاشم، ومن جهة اخرى اصوات البعض ممن يريدون بث روح الانهزام في نفوس المسلمين، عبر القول بان القتال مع اسرائيل غير متكافئ ولا يجدي نفعا.
قال سماحته ان عدم التفاعل مع قضية فلسطين هو امر سلبي، واي شخص لا يتفاعل مع هذه القضية فاقد للانسانية وللشعور، وماذا عسانا ان نخاطب الانسان اذا فقد انسانيته وشعوره بالمسؤولية، فأي شخص يرى هذه المأساة الانسانية ويتغاضى عنها هو بشر من الناحية الشكلية فقط، وليس بشرا من الناحية الواقعية، لكن نعتقد انها حالة نادرة وشاذة.
الشعب الكويتي يتفاعل دائما مع قضية فلسطين وعبر هذه السنوات كان له دوره الفاعل. طبعا هناك من عاش منطق الانهزام داخل امتنا الاسلامية والعربية وربما في اوساطنا وهناك من يعيش لغة ومنهج الانهزام، والتجربة اثبتت ان انهزاميتهم وتقاعسهم دليل العمى وانعدام البصيرة.
فأقوى واكبر دليل هو الانتصارات التي وجدناها في لبنان حيث ان العالم كله وقف بوجه حزب الله كالولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية والعدو الصهيوني، والكثير من الدول العربية والاسلامية، ومع ذلك الله عز وجل نصر تلك الثلة القليلة عليهم واذل جميع هؤلاء المتواطئين.

http://www.aldaronline.com/AlDar/Upload/Article%20Pictures/2008/12/29/M2/19183878-p7-02_med2_thumb.jpg المعتوق خلال حواره مع الزميل محمود بعلبكي http://www.aldaronline.com/AlDar/Upload/Article%20Pictures/2008/12/29/M2/19196531-p7-03_med2_thumb.jpg المعتوق: غزة تعيش العزة والكرامة رغم المجازر الوحشية