yasmeen
12-25-2008, 07:33 AM
محمد باقر زيني شغف حباً بالكويت وشعبها
|كتب أحمد أمين|
ووري الثرى أمس في مقبرة دار السلام في مدينة النجف الأشرف جثمان محمد باقر زيني (والد أول طبيب عراقي حاول تفجير نفسه بالرئيس العراقي صدام حسين).
محمد باقر زيني الذي توفاه الله في الكويت عن عمر ناهز الثمانين عاماً وتم نقل جثمانه من الكويت الى النجف ليوارى، كان تعرض أخيراً لدى زيارته مدينة قم المقدسة في ايران الى ازمة قلبية حادة، وخلال فترة النقاهة في مستشفى الامام المهدي تحدث لصحيفة «الراي» عن قصة ولده الطبيب رياض زيني الذي اعدم شنقا، اثر محاولته اغتيال صدام حسين بعملية «استشهادية» العام 1979.
وقال زيني «كنت ملحقا تجاريا في المانيا، وكان ولدي البكر الدكتور رياض يعمل بمدينة الطب في بغداد، وقد خطب احدى الفتيات، وكنت انتظر منه اتصالا هاتفيا بخصوص موعد عقد القران، وخلال تلك الفترة من العام 1979 اتصل بي أحد معارفي وطلب مني الحضور فورا الى بغداد، وتوقعت ان موعد عقد القران قد حان، وحين وصلت الى بغداد وجدت منزلنا مقفلا والعائلة مشتتة بين هذا البيت وذاك، وعرفت لاحقا ان دارنا تعرضت لمداهمة من قبل قوى الأمن بعد اعتقال ولدي رياض بتهمة محاولة اغتيال صدام حسين».
وأضاف «كانت خطة ولدي رياض تقضي باغتيال صدام خلال تفقده اقسام وردهات مدينة الطب ببغداد، وقد وضع قنبلة تحت صدريته الطبية بانتظار ان يفجرها لدى اقتراب صدام منه، لكن افراد الحماية ارتابوا في شأنه فقبضوا عليه قبل لحظات من وصول صدام الى القسم الذي يعمل فيه، ونقلوه الى مديرية الأمن العامة، وتم تعريضه لتعذيب شديد توقفت على اثره كليتاه عن العمل، ما استدعى نقله الى مستشفى الرشيد العسكري لمعالجته، لقد كان الشهيد رياض اول من حاول اغتيال صدام حسين بعملية استشهادية».
وتابع قائلا «لقد كان ولدي رياض داعية اسلاميا، وله تأثير عجيب على من حوله، حتى انه خلال فترة رقاده على سرير المرض في المستشفى العسكري استطاع التأثير على الممرضات المشرفات على علاجه فتركن التبرج وارتدين الحجاب الاسلامي».
واختتم حديثه بالقول «بعد حصول تحسن نسبي في كليتي ولدي الطبيب رياض، تمت اعادته الى المعتقل، وعرض مع مجموعة من عناصر الحركة الاسلامية في العراق وجلهم من حزب الدعوة الاسلامية، ويزيد عددهم على 50 شخصا امام محكمة الثورة حيث جرت محاكمة صورية لهم استمرت بضع دقائق فقط، وحكم على الجميع بالاعدام، وتم تنفيذ الحكم في سجن ابو غريب بشكل جماعي، وكان الشهيد رياض آخر من تم ادخاله الى قاعة الاعدام الجماعية، وقد اخبرني شرطي شهد اجراءات الاعدام في السجن انه كان مستبشرا مبتسما ويرتل القرآن غير آبه بالموت وحبل المشنقة، وقال لي ايضا ان ولدك كان يمشي باتجاه منصة الاعدام وكأنه في نزهة. وقد ذهبت لتسلم جثمانه الذي وضع مع جثامين رفاقه الآخرين في صالة خاصة بالموتى ملحقة بالسجن، وسمح لي المسؤول عن هذه الصالة بالجلوس الى جوار جثمانه المسجى على البلاط، وقمت بوضع رأسه على حجري، ولفت انتباهي أن وجهه كان يشع نورا، فقبلته وصففت شعر رأسه بمشط كان معي وقلت له أتيت الى بغداد لأزفك الى عروسك لكنني سأزفك اليوم الى الحور العين. وقد حظرت السلطات إقامة موكب تشييع او البكاء او حتى إقامة مجلس الفاتحة على روحه، لانها اعتبرته خائنا».
وكان الفقيد أبورياض زيني اختار السنوات الاخيرة العيش في الكويت مع ابنته الكبرى الداعية الاسلامية العلوية اميرة زيني، وتعرض خلال اقامته في الكويت الى مصيبة مؤلمة حين توفت ابنته الصغرى العلوية سحر بأزمة قلبية حادة ودفنت في الكويت، وكان قبلها فقد ابنتين شابتين في العراق في ظروف مرضية مفاجئة. وقد شغف الفقيد حبا بالكويت وشعبها، وكان يتحدث باستمرار لاصدقائه ومعارفه عن طيبة وكرم الشعب الكويتي، كما كان يحرص على زيارة الديوانيات المختلفة لتجاذب اطراف الاحاديث على مختلف الصعد، لا سيما انه كان بمثابة موسوعة سياسية واجتماعية وتاريخية.
http://www.alraimedia.com/backoffice/Uploads/05.60.02.jpg
محمد باقر
|كتب أحمد أمين|
ووري الثرى أمس في مقبرة دار السلام في مدينة النجف الأشرف جثمان محمد باقر زيني (والد أول طبيب عراقي حاول تفجير نفسه بالرئيس العراقي صدام حسين).
محمد باقر زيني الذي توفاه الله في الكويت عن عمر ناهز الثمانين عاماً وتم نقل جثمانه من الكويت الى النجف ليوارى، كان تعرض أخيراً لدى زيارته مدينة قم المقدسة في ايران الى ازمة قلبية حادة، وخلال فترة النقاهة في مستشفى الامام المهدي تحدث لصحيفة «الراي» عن قصة ولده الطبيب رياض زيني الذي اعدم شنقا، اثر محاولته اغتيال صدام حسين بعملية «استشهادية» العام 1979.
وقال زيني «كنت ملحقا تجاريا في المانيا، وكان ولدي البكر الدكتور رياض يعمل بمدينة الطب في بغداد، وقد خطب احدى الفتيات، وكنت انتظر منه اتصالا هاتفيا بخصوص موعد عقد القران، وخلال تلك الفترة من العام 1979 اتصل بي أحد معارفي وطلب مني الحضور فورا الى بغداد، وتوقعت ان موعد عقد القران قد حان، وحين وصلت الى بغداد وجدت منزلنا مقفلا والعائلة مشتتة بين هذا البيت وذاك، وعرفت لاحقا ان دارنا تعرضت لمداهمة من قبل قوى الأمن بعد اعتقال ولدي رياض بتهمة محاولة اغتيال صدام حسين».
وأضاف «كانت خطة ولدي رياض تقضي باغتيال صدام خلال تفقده اقسام وردهات مدينة الطب ببغداد، وقد وضع قنبلة تحت صدريته الطبية بانتظار ان يفجرها لدى اقتراب صدام منه، لكن افراد الحماية ارتابوا في شأنه فقبضوا عليه قبل لحظات من وصول صدام الى القسم الذي يعمل فيه، ونقلوه الى مديرية الأمن العامة، وتم تعريضه لتعذيب شديد توقفت على اثره كليتاه عن العمل، ما استدعى نقله الى مستشفى الرشيد العسكري لمعالجته، لقد كان الشهيد رياض اول من حاول اغتيال صدام حسين بعملية استشهادية».
وتابع قائلا «لقد كان ولدي رياض داعية اسلاميا، وله تأثير عجيب على من حوله، حتى انه خلال فترة رقاده على سرير المرض في المستشفى العسكري استطاع التأثير على الممرضات المشرفات على علاجه فتركن التبرج وارتدين الحجاب الاسلامي».
واختتم حديثه بالقول «بعد حصول تحسن نسبي في كليتي ولدي الطبيب رياض، تمت اعادته الى المعتقل، وعرض مع مجموعة من عناصر الحركة الاسلامية في العراق وجلهم من حزب الدعوة الاسلامية، ويزيد عددهم على 50 شخصا امام محكمة الثورة حيث جرت محاكمة صورية لهم استمرت بضع دقائق فقط، وحكم على الجميع بالاعدام، وتم تنفيذ الحكم في سجن ابو غريب بشكل جماعي، وكان الشهيد رياض آخر من تم ادخاله الى قاعة الاعدام الجماعية، وقد اخبرني شرطي شهد اجراءات الاعدام في السجن انه كان مستبشرا مبتسما ويرتل القرآن غير آبه بالموت وحبل المشنقة، وقال لي ايضا ان ولدك كان يمشي باتجاه منصة الاعدام وكأنه في نزهة. وقد ذهبت لتسلم جثمانه الذي وضع مع جثامين رفاقه الآخرين في صالة خاصة بالموتى ملحقة بالسجن، وسمح لي المسؤول عن هذه الصالة بالجلوس الى جوار جثمانه المسجى على البلاط، وقمت بوضع رأسه على حجري، ولفت انتباهي أن وجهه كان يشع نورا، فقبلته وصففت شعر رأسه بمشط كان معي وقلت له أتيت الى بغداد لأزفك الى عروسك لكنني سأزفك اليوم الى الحور العين. وقد حظرت السلطات إقامة موكب تشييع او البكاء او حتى إقامة مجلس الفاتحة على روحه، لانها اعتبرته خائنا».
وكان الفقيد أبورياض زيني اختار السنوات الاخيرة العيش في الكويت مع ابنته الكبرى الداعية الاسلامية العلوية اميرة زيني، وتعرض خلال اقامته في الكويت الى مصيبة مؤلمة حين توفت ابنته الصغرى العلوية سحر بأزمة قلبية حادة ودفنت في الكويت، وكان قبلها فقد ابنتين شابتين في العراق في ظروف مرضية مفاجئة. وقد شغف الفقيد حبا بالكويت وشعبها، وكان يتحدث باستمرار لاصدقائه ومعارفه عن طيبة وكرم الشعب الكويتي، كما كان يحرص على زيارة الديوانيات المختلفة لتجاذب اطراف الاحاديث على مختلف الصعد، لا سيما انه كان بمثابة موسوعة سياسية واجتماعية وتاريخية.
http://www.alraimedia.com/backoffice/Uploads/05.60.02.jpg
محمد باقر