المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "أكره أن تكونوا سبّابين".. ولعّانين (ايضا) 00000جعفر فضل الله



سيد مرحوم
08-09-2004, 10:12 PM
"أكره أن تكونوا سبّابين".. ولعّانين

جعفر فضل الله

في ظلّ التعصّبات المذهبيّة بين المسلمين، وبين غيرهم أيضاً، يبرز السباب كوسيلة للتنفيس عن العقدة النفسيّة ضدّ الاخر عبر إلغاء من يسبُّه من دائرة قيمه التي شكّلها الإنسان لنفسه، من هذا المذهب أو ذاك، مستبعداً لحسابات القيمة الواقعيّة فيمن يسبُّه، سواء في إيجابيّاته أو سلبيّاته، فيما ركّزه المنهج الإسلامي في قوله تعالى: {ولا يجرمنّكم شنان قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}. ولا شكّ بأنّ الإمام عليّ(ع) قد استلهم القران عندما خطب في أصحابه في معركة صفّين ضدّ معاوية الذي خرج على خليفة زمانه: "إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين ولكن لو وصفتم أفعالهم وذكرتم حالهم لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبّكم إياهم اللهم احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم حتى يعرف الحقّ من جهله ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به".
وفي غمرة ازدياد التعصّبات المذهبيّة أيضاً يبرّر البعض لعنَ الاخر بأنّه إذا كان قد ورد النهي عن السباب بسبب الاختلاف فإنّ اللعن غير السبّ، علماً بأنّ الله سبحانه وتعالى لعن في القران الكريم، فقد لعن الله تعالى الظالمين والكافرين والمنحرفين وما إلى ذلك، بالإضافة إلى ورود بعض الاثار الدينيّة التي تمّ فيها لعن أشخاص أو فئات ممّن تلطّخت أيديهم بدماء زكيّة طاهرة.. وهنا أقف عند عدّة نقاط:

1 - أنّ لعنَ الله سبحانه وتعالى لخطّ فكريّ أو عمليّ معيّن لا يُقاس عليه فعل العباد كما هو واضح.

2 - أنّ قوله تعالى: {ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً بغير علمٍ كذلك زيّنا لكلّ أمّة عملهم} يعطي القاعدة بأنّ سبّ الاخر يستدعي سبّ الاخر لك، والسبب في ذلك أنّ لكلّ إنسان مقدّساته وهو قوله تعالى: {كذلك زيّنا لكل أمّة عملهم}، وليس من شكّ أنّ المختلفين مذهبيّاً يردّدون مع القران: "لعنة الله على الظالمين...." ومع ذلك لا يوافقون على من هو الظالم الذي يستحقّ اللعن؛ لأنّ من يراه البعض ظالماً لا يراه الاخر كذلك، مما يعني أنّ مناط السبّ واللعن في ذلك واحد، خصوصاً وأنّ اللعن اكتسب أصبح يختزن السبّ بفعل تطوّر الدلالات اللغويّة الاجتماعية.

3 - أنّ الاثار التي ورد فيها اللعن لا بدّ أن تُدرس في اتجاهين: الأوّل هو الاتجاه السندي الذي يدقّق في سند هذه الاثار، علماً بأنّ كثيراً منها لا يصمد أمام النقد.. والثاني هو اتجاه المناقشة الدلالي الذي يُخضع تلك الاثار لظروفها الاجتماعية التي قد تختلف فيها دلالات اللفظ وسياقاته عما هو الحال عليه اليوم، خصوصاً وأن الرموز الملعونين في تلك الاثار كانوا أحياء يمكن أن يُدار حولهم الجدل الديني والقيمي عموماً فأريد من خلال اللعن توجيه الأنظار إلى أفعالهم بطريق غير مباشر، أو غير ذلك من الوجوه التي تختلف فيها الظروف والأوضاع.

إنّ من الواضح أنّ هدف الإنسان الرسالي المسلم هو في اجتذاب الناس إلى خطّه وفكره الذي يراه صواباً، ومن وسائل ذلك ما أكّده الإمام عليّ(ع) في قوله: "احصد الشرّ من صدر غيرك بقلعه من صدرك"، وموانع الحوار شرّ، والحقد الأعمى شرّ، والله من وراء القصد.

موالى
08-09-2004, 10:41 PM
كلامه صحيح ولكنه يصلح للمستوى الشخصى !

وفى ظل الحروب القائمة بين التيارات الدينية لا نجد هذا الشىء لأن التسقيط على اشده والطرف الآخر الذى يتظاهر بالحرص على الدين يستخدم اساليب التكفير والتضليل فهل يقال لهم شكرا وجزاكم الله خيرا ، ومن الخد الأيسر إلى الخد الأيمن .

هناك روايات متعارضة مع ما أورده سماحة السيد جعفر فضل الله ، هذه الروايات منقوله عن الإمام على عليه السلام فقد كان يلعن فى صلاته معاوية وأبى الأعور السلمى وعمرو بن عاص .

فهذه رواية وتلك رواية أوردها السيد جعفر ، فأيهما أصح ؟

سيد مرحوم
08-10-2004, 12:18 AM
الاخ العزيز موالي00

لا اظن ان السب والشتم واللعن يستطيع احتواء اساليب التسقيط او صدها بل يعمل على انتشارها وتكثيفها 00نعم هي تعطي شعور كاذب بان من استخدمها تمكن من الانتصار والاحتواء او ربما صد الهجوم ولكن الحقيقة ان الجميع يدور في حلقة مفرغة ولانتائج00

الحل00ان نفضح هذه الاساليب بطرق التحليل00ان نحتوي من يستخدمها من خلال بيان اساليبه القذرة بمقارنتها -لو كان الموضوع دينيا- بالاسس والخطوط العامة في الدين لكي نوضح عدم قيامها على اسس ايمانية ومخلصة0

هذا اذا اعتبرنا ان التسقيط تدخل في اساليبه التشويه والتضخيم التشهير 00لاشخاص يتصفون بالاحترام

بينما وعلى الجانب الاخر نجد ان النقد البناء قد تدخل في اساليبه 00فضح اساليب الطرف الاخر او تعرية شخصياته التي تتقمص ادوارا تخالف طبيعتها الاصلية لانقاذ الناس من هذه الشخصيات الفاسدة 00الخ

اما ان نقابل الاساءة بالاساءة فهذا يعقد المسائل ويجعلها تتجه الى نقطة الجمود حيث لانتائج بل فتن مشتعلة وخسارة لكل الاطراف00

هناك شخصيات فاسدة (منافقة) اختلف معها وشخصيات مؤمنة اختلف معها
لابد من مراعاة الاساليب (بعد الاتفاق على ضرورة نزاهتها) التي استطيع من خلالها السيطرة على هذه الشخصيات واحتواء افكارها00فالاولى لابد من فضحها ببيان عوراتها التي تتصل بالجانب الذي تمارس دجلها من خلاله على الواقع دون الدخول في قضايا شخصية00بينما الاخر يكون بالحوار وبيان اخطاء الافكار لديه دون الدخول في تسقيط شخصيته لاختواءه من خلال تضخيم بعض اخطاءه الشخصية (التي تستلزم منا سترها وجوبا) او حتى العملية (التي لايسلم منها اي شخص في الحياة وتستلزم منا تصويبها نقدا)00

هناك شخصيات فاسدة ومعاندة لاتريد الارتداع الا بكشف دجلها للواقع وهناك شخصيات تسمع وتعي وترجع فلابد من استخدام كافة الوسائل التي نستطيع ايصال قناعاتنا اليها وتغيير قناعتها00


ان صد التسقيط بذات الاسلوب لمن لايستحقه ماهو الا امضاء لشرعية هذا الاسلوب واطالة لامد الجدال وابقاء المسالة على ماهي عليه دون تقدم او تطور لان الكفة ستكون حينها متعادلة والكل يبحث عن اخطاء الثاني لتضخيمها وتشويهها والتشهير بشخصياتها من خلالها00

باختصار تصبح حرب وكسر عظم ولن تنتهي الى نتيجة00فهي صرف للطاقات والاوقات وجر الساحة للفتن مع ان الهدف هو انقاذها منها!

الهدوء والذكاء في مناقشة التيارات التي تستخدم هذه الاساليب التسقيطية دون انفعال لكفيل بازالتها من الواقع كماتزال القمامة من الشارع والى الابد ولكن بنية هدايتها لا ممارسة الحرب معها من خلال تفريغ شحنات الغضب والتلذذ بالاحتكاك معها وتبرير جميع الاساليب الشيطانية التي تحرم ممارستها مع المختلف النزيه باسم ان الاخر تيارا غير نزيه وبالتالي يجوز معه مالايجوز مع غيره او لانه يستخدم هذه الاساليب



بالنسبة لتساؤلكم الاخر00

فالتعليق عليه موجود ضمن مقالة الكاتب 00بقوله00


أنّ الاثار التي ورد فيها اللعن لا بدّ أن تُدرس في اتجاهين: الأوّل هو الاتجاه السندي الذي يدقّق في سند هذه الاثار، علماً بأنّ كثيراً منها لا يصمد أمام النقد.. والثاني هو اتجاه المناقشة الدلالي الذي يُخضع تلك الاثار لظروفها الاجتماعية التي قد تختلف فيها دلالات اللفظ وسياقاته عما هو الحال عليه اليوم، خصوصاً وأن الرموز الملعونين في تلك الاثار كانوا أحياء يمكن أن يُدار حولهم الجدل الديني والقيمي عموماً فأريد من خلال اللعن توجيه الأنظار إلى أفعالهم بطريق غير مباشر، أو غير ذلك من الوجوه التي تختلف فيها الظروف والأوضاع


حيث وضح بان هذه الروايات قد تكون عليها بعض الملاحظات من جانب السند او حتى الدلاله 00بل انه وضح بان بعضها مختص بزمانها وخصوص اشخاص ذلك الزمان وربما تغير عنوان ذلك بحيث تصبح ممارستها غير جائزة الان بشكل مطلق او حتى في خصوص نقاش ذات موضوعها السابق 00وبالتالي عدم اقرارها بشكل كلي ومن ثم البناء عليها او الاستشهاد بها وجعلها حجة تقيم بها الحوارات الاخرى من خلال المقارنة00

ان الله الذي لعن الكافرين هو الذي اخبرنا بان الحوار معهم لابد ان يخلو من السب واللعن00وبالتالي فالاطلاق هنا مقيد اما بزمان او ظروف معينة00


مشكلة البعض انه يتصور ان عدم السب والشتم او اللعن هو الاستسلام لاساليب الاخر او الخنوع له على طريقة الحمار المركول المركوب!

بل بعضهم يتصور ان ذلك يعني الحجر عليه وعلى لسانه وقلمه من نعت الاخر بصفات سلبية كالكذاب او السافل او السارق او و او الخ

لا 00ان وضع ذلك في موضعه لايعد شتما بعد دراسة ظروف ذلك ومدى مشروعيته وخدمته للموضوع00بمعنى ان من يقول سمعت كذا ليستدل بكذا عليك وعلى فكرتك فلن تجد غير كلمة كذاب فيما لو كان حديثه قد خرج في سنده اليه بينما قد تكون كلمة مشتبه افضل اذا ماكان غير متحامل او مصر وينقل ذلك عن فلان الذي يثق ولاتثق فيه انت00المسالة لها عدة اوجه00فوصف الفعل لاستدلال به على الموصوف امر لابد منه ولكن لابد ايضا ان يكون دقيقا ودون تحامل00وهكذا بقية الامور00فتسمية الاشياء بمسمياتها مطلوب بل ان الحوار قائم عليها ولكن دون تضخيم او تشويه او اضافات سلبية عليها00
من قال ذلك؟

عندما يكون الموضوع دينيا فلابد من نعي بان الحوار لايمثل اشخاصنا وان كنا اطرافه بل يمثل القضية التي نحملها وندافع عنها واي تمثيل سيء في الموضوع المثار لنا يعني المساس السلبي حتما للقضية سواء شعرنا بذلك ام لم نشعر00

اتمنى ان يكون هذا الشرح الطويل مفيدا00وان كان مملا لمن يبحث عن الاختصار00

مع ملاحظة ان الموضوع ركز في مصاديقه اكثر على الحوار المذهبي وان كان بالطبع في مفهومه يشمل جميع المواضيع وانواع الحوارات00

خالص تحياتي لكم

hsein_iran
08-10-2004, 02:12 AM
أخي الحبيب الموالي
هذه الرواية التي أتى بها الأخ سيدنا سيد مرحوم
احتج بها الحلي المقدس أكثر من مرة
وحبيب المؤمنين فضل الله في كتاب الندوة (لا أذكر رقم الصفحة بالضبط)
لا يمكن أن أصدق أن أهل البيت يدعون إلى اللعن او الشتم
لأنهم قرآنيون
والقرآن يدعو غلى الحكمة والموعظة الحسنة

وهل يعقل أن يكون فضل الله بغير لعان ويكون سيده وجده لعانا؟؟؟