بهلول
12-21-2008, 04:13 PM
صورة: «الأكثر توزيعاً».. لعبة الأرقام تبدأ ولا تنتهي
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2008/12/21/f8b12677-2117-4c70-ada6-539d2e802a08_main.jpg
صحف جزائرية
لعبة الأرقام تبدأ ولا تنتهي، والصحيفة الاكثر توزيعا في العالم العربي كانت محور نقاشات جمعت عددا من اصحاب الصحف الخليجية والمهتمين في سوق الاعلان في عاصمة احدى دول مجلس التعاون في عطلة عيد الاضحى والاسئلة تتوالى على مسامع المشاركين والفضوليين.
من يحدد ارقام التوزيع للصحف؟ وهل هناك جهات متخصصة تلتزم بالحيادية ام انها جزء من اللعبة؟ وهل صحيح ان الاكثر توزيعا هي الاكثر قوة ومصداقية؟
رئيس تحرير صحيفة خليجية قدم مطالعة استعرض فيها واقع الصحف والمنافسة غير الشريفة في الدولة التي ينتمي اليها وهي بالمناسبة حديثة التجربة بالصحافة والحريات وتوقف امام ظاهرة اللعب بالارقام المتداولة وغير المعلنة بهدف كسب الاعلان والترويج للصحيفة على انها «الاولى» دون منازع وهي لعبة يشترك فيها اصحاب شركات الدعاية والوكلاء من اجل الاستحواذ بالحصة الاكبر من الاعلانات.. قال وبأسلوب ظهر فيه الحدة بالكلام لتكن المنافسة قائمة وهذا عمل مشروع، لكن ضمن اعراف واصول مهنية، اما ان يتم الاعتماد على دراسة «لشركة ابحاث» والاستناد اليها وبالنتائج التي توصلت اليها او بالاحرى كما خطط لها من الاساس، فهذا امر مشكوك فيه وليس فيه مصداقية علمية لا بالقياس ولا بالعينة او بالطريقة التي اتبعت.
تشعب الحوار الى ان طلب احدهم وهو من القائمين على ادارة شركة كبرى بالدعاية والتسويق بإمارة دبي، ان يطارح الموضوع بصورة واقعية بعيدا عن المواجهات الاعلامية والخطابات الصحفية التي تخرج في احيان كثيرة بشكل مهاترات على صفحات الجرائد.. واعطى امثلة على ما يقول، واضاف ان الشركات الكبرى التي تتعامل مع الاعلان والنشر بالصحف ليس لديها وسائل قياس خاصة بها لمعرفة معدلات التوزيع والطباعة والمرتجع بل تأخذ ما ينشر في الصحف وما يعلنه اصحابها وبوسائلهم من انهم الاكثر توزيعا وان عدد القراء عندهم ضرب ارقاما قياسيا الى ما هناك من تعبيرات وعليه فدورهم غالبا ما يكون قائما على ما يريده العميل او ما ينصحونه هم به، وفقا «لأرقام ونتائج» حصلت عليها من شركة متخصصة في الابحاث والدراسات والاستفتاءات وهي مسألة باتت ناجحة الى حد كبير بالترويج لها واستغلالها اعلانيا.
التحقق من الانتشار
موضوع الصحيفة الأكثر توزيعا ما زال في دائرة مفتوحة لا يحكمها سقف او معايير واضحة يتم القياس عليها، فمؤسسات التحقق من الانتشار هي الاخرى وقعت في لعبة الارقام على الاقل في العالم العربي، اذكر في اواخر السبعينات اشتعلت في الكويت «معركة» من نوع آخر بين صحيفتين متنافستين، تدعي كل واحدة انها الاكثر توزيعا ومن اجل اضفاء «شرعية ما» على ارقامها، حيث لجأت الى مؤسسة A.B.C وصارت تنشر ارقامها في الطباعة مع هذا الشعار فما كان من الصحيفة المنافسة الا ان اتفقت مع مؤسسة O.J.D لتأخذ منها حق استخدام الاسم مع ارقام الطباعة، وخلال فترة السنة تقريبا لوحظ ان الارقام عند الجهتين تزيد بمعدلات بسيطة او تتوقف عند رقم معين لتتحول المعركة الى لعبة ارقام مستورة، استفادت منها الصحيفتين دون ان تتدخل المؤسستين المتخصصتين بالتحقق من الانتشار بهما او تعلن عن آلية ما للتحقق من ارقام التوزيع وارقام الطباعة وارقام المرتجع..!
اليوم هناك معركة ارقام تدور رحاها في الجزائر بين صحيفتين يوميتين هما «الشروق» و«الخبر» فقد اعلنت «الشروق اليومي» اخيرا انها اضافت نجاحا جديدا لها خلال اقل من ثماني سنوات (تأسست في نوفمبر عام 2000) بكونها الجريدة «الرائدة وطنيا وعربيا» من خلال سحبها ــ اي طبعها 600 الف نسخة يوميا وتحقيقها لأرقام قياسية في غرب البلاد وفي منطقة حيوية اعلاميا تتنافس فيها عشر صحف يومية باللغتين العربية والفرنسية وتطبع 116 الف نسخة يوميا هناك، وتحقق لها ذلك كما تقول بفضل شبكة توزيع ممثلة في مؤسسة sdpo ومسابقات فخمة مالية ودعم الفرق الرياضية وغيرها من المناسبات يذكر ان الصحيفة بدأت معارضة واتجهت اكثر نحو الموالاة للسلطة والاقبال عليها فاق التوقعات وغالبية قرائها من النخبة يحتاج الشخص لنشر اعلان فيه الانتظار لاسبوع او اسبوعين، لكي يتسنى له الدور ويرى اعلانه منشورا.. القريبون من صحافة الجزائر يؤكدون ان الرقم 600 الف ليس فيه مبالغة لأن الصحيفة تطبع في «مطبعة عمومية» ــ اي مطبعة حكومية ــ وبالتالي فأرقامهم صحيحة وليس فيها تلاعب وان الرقم نصف مليون وما فوق مستمر منذ منتصف عام 2007!
«الشروق» و«الخبر»
الارقام الاجمالية لحجم التوزيع للصحف الجزائرية التي تقدر بــ 43 صحيفة بالعربي والفرنسي يصل الى نحو مليوني نسخة يوميا، والصحف التي تجاوزت حاجز المائة الف هي اربع تقريبا تأتي «الخبر» المقروءة من مختلف الطبقات الاجتماعية والقراء وتطبع في مطبعة خاصة.. على رأس القائمة التي تتحدث عن نفسها بأنها الاكثر توزيعا بعد ان تربعت على عرش قمة الصحف العربية وبعد ان وصل توزيعها الى 600 الف نسخة يوميا رغم عمرها القصير، اي ثمانية عشر عاما، عندما صدرت عام 1990 برقم توزيع يومي بلغ 18 الف نسخة وبعد ان اغتيل مؤسسها عمر اورتيلان عام 1995 وتعرض محرروها وصحفيوها الى عشرات القضايا في المحاكم والمؤسسات الامنية واقدامها اخيرا على الغاء صفحة حظك مع الابراج، من صفحات التسلية كما نشر تقرير عن هذا الموضوع في موقع العربية نت والتي تشير الى ان السبب قد يعود في تراجع شعبية هذا النوع من القراء او طغيان الصفحات الاعلانية على حساب المادة التحريرية، في حين يصرح احد العاملين في الصحيفة ان القرار جاء بعد فتاوى دينية بعدم جواز قراءة الابراج في الصحف!
ان تصل صحيفة جزائرية الى رقم 600 الف في اليوم فهذا بحد ذاته حدثا استثنائيا في عالم الصحافة العربية لم تسجله اي صحيفة عربية من قبل حتى «الاهرام» في عز انتشارها وقوتها، وبصراحة محمد حسنين هيكل صباح كل يوم جمعة الذي كان يطوف عواصم المنطقة العربية قاطبة لمعرفة بماذا يفكر عبدالناصر وماذا في مصر وبكون هيكل اقرب الناس اليها وصوته الذي لا غنى عنه، وبرغم ذلك لم تحقق الصحيفة هذا الرقم الصعب جدا؟
وظاهر الاعداد بالتوزيع في المغرب العربي تقابلها ظاهرة السمنة في الصحافة الخليجية، حيث ضربت صحيفة Gulf News الاماراتية الرقم القياسي بعدد الصفحات اليومية، التي تراوحت ما بين 400 الى 500 صفحة يومية وبالالوان والملاحق المتنوعة والاهتمامات عند القراء، وان كانت صحف الامارات والخليج ابرزها من الصحف ذات الوزن الثقيل بعدد الصفحات التي ترتفع الى 150 صفحة يوميا احيانا وهي ارقام لها ما يقاربها في السعودية والكويت، وان كان بنسب اقل.. وبالطبع فالسبب يعود بالدرجة الاولى الى ان حجم الاعلان يفرض نفسه بالتوزيعة اليومية والتي تنحسر في الاعياد والعطل الى الدرجات الدنيا من الصفحات، وتتراوح بين 20 و30 صفحة، بحيث اذا وضعت الصحف الــ 15 مع بعضها البعض تساوي بعدد صفحاتها صحيفة يومية واحدة تصدر في وسط الاسبوع وفي المواسم المعتادة اي بما يزيد عن الــ 100 صفحة يوميا وبالخير والبركة.
مؤسسات التحقق من الانتشار قد تبدو انها «علامة ثقة».. والمؤسسات المتخصصة بعمل الاستفتاءات، قد تظهر انها الضامنة لنتائجها.. لكن يبقى هناك من يسأل، من يراقب ارقام الطبع؟ ومن يراقب ارقام المبيع؟ ومن يدقق بأرقام صافي المبيعات والاشتراكات؟ ومن يعلن الوسائل المتبعة بالتوزيع والترويج؟ والخصومات والكميات المجانية؟ ألم نقل في السطر الاول انها لعبة ارقام تبدأ ولا تنتهي.
«الأكثر توزيعاً» بين الخليج والمغرب
المغرب: صحيفة «المساء» و«الصباح» تأتيان في الطليعة بين 100 ألف و120 الف نسخة يوميا. والصحيفتان من مجموع 19 صحيفة يومية تطبع نحو 180 ألف نسخة تقريبا.
الإمارات: غلف نيوز ـــ باللغة الانكليزية ـــ الاكثر توزيعا والاكبر حجما تطبع بين 400 و500 الف نسخة يوميا وعدد الصفحات يتراوح بين 300 و500 صفحة وهي الاولى في العالم العربي من حيث عدد الصفحات في حين يصل عدد الصفحات «للخليج» و«البيان» و«الاتحاد» ما بين 108 صفحات و150 صفحة.
قطر: «الوطن» و«الشرق» من الاوائل يتراوح عدد النسخ اليومية ما بين 15 الى 20 الف نسخة.
البحرين: «أخبار الخليج» و«الأيام» ما بين 12 الى 15 الف نسخة يوميا وهما الاكثر توزيعا.
السعودية: «الرياض» هي الاكثر توزيعا وتصل الى الـ 100 الف نسخة يوميا في حين يصل عدد الصحف اليومية باللغتين الانكليزية والعربية الى 12 صحيفة يومية.
http://www.alqabas-kw.com/Temp/Pictures/2008/12/21/f8b12677-2117-4c70-ada6-539d2e802a08_main.jpg
صحف جزائرية
لعبة الأرقام تبدأ ولا تنتهي، والصحيفة الاكثر توزيعا في العالم العربي كانت محور نقاشات جمعت عددا من اصحاب الصحف الخليجية والمهتمين في سوق الاعلان في عاصمة احدى دول مجلس التعاون في عطلة عيد الاضحى والاسئلة تتوالى على مسامع المشاركين والفضوليين.
من يحدد ارقام التوزيع للصحف؟ وهل هناك جهات متخصصة تلتزم بالحيادية ام انها جزء من اللعبة؟ وهل صحيح ان الاكثر توزيعا هي الاكثر قوة ومصداقية؟
رئيس تحرير صحيفة خليجية قدم مطالعة استعرض فيها واقع الصحف والمنافسة غير الشريفة في الدولة التي ينتمي اليها وهي بالمناسبة حديثة التجربة بالصحافة والحريات وتوقف امام ظاهرة اللعب بالارقام المتداولة وغير المعلنة بهدف كسب الاعلان والترويج للصحيفة على انها «الاولى» دون منازع وهي لعبة يشترك فيها اصحاب شركات الدعاية والوكلاء من اجل الاستحواذ بالحصة الاكبر من الاعلانات.. قال وبأسلوب ظهر فيه الحدة بالكلام لتكن المنافسة قائمة وهذا عمل مشروع، لكن ضمن اعراف واصول مهنية، اما ان يتم الاعتماد على دراسة «لشركة ابحاث» والاستناد اليها وبالنتائج التي توصلت اليها او بالاحرى كما خطط لها من الاساس، فهذا امر مشكوك فيه وليس فيه مصداقية علمية لا بالقياس ولا بالعينة او بالطريقة التي اتبعت.
تشعب الحوار الى ان طلب احدهم وهو من القائمين على ادارة شركة كبرى بالدعاية والتسويق بإمارة دبي، ان يطارح الموضوع بصورة واقعية بعيدا عن المواجهات الاعلامية والخطابات الصحفية التي تخرج في احيان كثيرة بشكل مهاترات على صفحات الجرائد.. واعطى امثلة على ما يقول، واضاف ان الشركات الكبرى التي تتعامل مع الاعلان والنشر بالصحف ليس لديها وسائل قياس خاصة بها لمعرفة معدلات التوزيع والطباعة والمرتجع بل تأخذ ما ينشر في الصحف وما يعلنه اصحابها وبوسائلهم من انهم الاكثر توزيعا وان عدد القراء عندهم ضرب ارقاما قياسيا الى ما هناك من تعبيرات وعليه فدورهم غالبا ما يكون قائما على ما يريده العميل او ما ينصحونه هم به، وفقا «لأرقام ونتائج» حصلت عليها من شركة متخصصة في الابحاث والدراسات والاستفتاءات وهي مسألة باتت ناجحة الى حد كبير بالترويج لها واستغلالها اعلانيا.
التحقق من الانتشار
موضوع الصحيفة الأكثر توزيعا ما زال في دائرة مفتوحة لا يحكمها سقف او معايير واضحة يتم القياس عليها، فمؤسسات التحقق من الانتشار هي الاخرى وقعت في لعبة الارقام على الاقل في العالم العربي، اذكر في اواخر السبعينات اشتعلت في الكويت «معركة» من نوع آخر بين صحيفتين متنافستين، تدعي كل واحدة انها الاكثر توزيعا ومن اجل اضفاء «شرعية ما» على ارقامها، حيث لجأت الى مؤسسة A.B.C وصارت تنشر ارقامها في الطباعة مع هذا الشعار فما كان من الصحيفة المنافسة الا ان اتفقت مع مؤسسة O.J.D لتأخذ منها حق استخدام الاسم مع ارقام الطباعة، وخلال فترة السنة تقريبا لوحظ ان الارقام عند الجهتين تزيد بمعدلات بسيطة او تتوقف عند رقم معين لتتحول المعركة الى لعبة ارقام مستورة، استفادت منها الصحيفتين دون ان تتدخل المؤسستين المتخصصتين بالتحقق من الانتشار بهما او تعلن عن آلية ما للتحقق من ارقام التوزيع وارقام الطباعة وارقام المرتجع..!
اليوم هناك معركة ارقام تدور رحاها في الجزائر بين صحيفتين يوميتين هما «الشروق» و«الخبر» فقد اعلنت «الشروق اليومي» اخيرا انها اضافت نجاحا جديدا لها خلال اقل من ثماني سنوات (تأسست في نوفمبر عام 2000) بكونها الجريدة «الرائدة وطنيا وعربيا» من خلال سحبها ــ اي طبعها 600 الف نسخة يوميا وتحقيقها لأرقام قياسية في غرب البلاد وفي منطقة حيوية اعلاميا تتنافس فيها عشر صحف يومية باللغتين العربية والفرنسية وتطبع 116 الف نسخة يوميا هناك، وتحقق لها ذلك كما تقول بفضل شبكة توزيع ممثلة في مؤسسة sdpo ومسابقات فخمة مالية ودعم الفرق الرياضية وغيرها من المناسبات يذكر ان الصحيفة بدأت معارضة واتجهت اكثر نحو الموالاة للسلطة والاقبال عليها فاق التوقعات وغالبية قرائها من النخبة يحتاج الشخص لنشر اعلان فيه الانتظار لاسبوع او اسبوعين، لكي يتسنى له الدور ويرى اعلانه منشورا.. القريبون من صحافة الجزائر يؤكدون ان الرقم 600 الف ليس فيه مبالغة لأن الصحيفة تطبع في «مطبعة عمومية» ــ اي مطبعة حكومية ــ وبالتالي فأرقامهم صحيحة وليس فيها تلاعب وان الرقم نصف مليون وما فوق مستمر منذ منتصف عام 2007!
«الشروق» و«الخبر»
الارقام الاجمالية لحجم التوزيع للصحف الجزائرية التي تقدر بــ 43 صحيفة بالعربي والفرنسي يصل الى نحو مليوني نسخة يوميا، والصحف التي تجاوزت حاجز المائة الف هي اربع تقريبا تأتي «الخبر» المقروءة من مختلف الطبقات الاجتماعية والقراء وتطبع في مطبعة خاصة.. على رأس القائمة التي تتحدث عن نفسها بأنها الاكثر توزيعا بعد ان تربعت على عرش قمة الصحف العربية وبعد ان وصل توزيعها الى 600 الف نسخة يوميا رغم عمرها القصير، اي ثمانية عشر عاما، عندما صدرت عام 1990 برقم توزيع يومي بلغ 18 الف نسخة وبعد ان اغتيل مؤسسها عمر اورتيلان عام 1995 وتعرض محرروها وصحفيوها الى عشرات القضايا في المحاكم والمؤسسات الامنية واقدامها اخيرا على الغاء صفحة حظك مع الابراج، من صفحات التسلية كما نشر تقرير عن هذا الموضوع في موقع العربية نت والتي تشير الى ان السبب قد يعود في تراجع شعبية هذا النوع من القراء او طغيان الصفحات الاعلانية على حساب المادة التحريرية، في حين يصرح احد العاملين في الصحيفة ان القرار جاء بعد فتاوى دينية بعدم جواز قراءة الابراج في الصحف!
ان تصل صحيفة جزائرية الى رقم 600 الف في اليوم فهذا بحد ذاته حدثا استثنائيا في عالم الصحافة العربية لم تسجله اي صحيفة عربية من قبل حتى «الاهرام» في عز انتشارها وقوتها، وبصراحة محمد حسنين هيكل صباح كل يوم جمعة الذي كان يطوف عواصم المنطقة العربية قاطبة لمعرفة بماذا يفكر عبدالناصر وماذا في مصر وبكون هيكل اقرب الناس اليها وصوته الذي لا غنى عنه، وبرغم ذلك لم تحقق الصحيفة هذا الرقم الصعب جدا؟
وظاهر الاعداد بالتوزيع في المغرب العربي تقابلها ظاهرة السمنة في الصحافة الخليجية، حيث ضربت صحيفة Gulf News الاماراتية الرقم القياسي بعدد الصفحات اليومية، التي تراوحت ما بين 400 الى 500 صفحة يومية وبالالوان والملاحق المتنوعة والاهتمامات عند القراء، وان كانت صحف الامارات والخليج ابرزها من الصحف ذات الوزن الثقيل بعدد الصفحات التي ترتفع الى 150 صفحة يوميا احيانا وهي ارقام لها ما يقاربها في السعودية والكويت، وان كان بنسب اقل.. وبالطبع فالسبب يعود بالدرجة الاولى الى ان حجم الاعلان يفرض نفسه بالتوزيعة اليومية والتي تنحسر في الاعياد والعطل الى الدرجات الدنيا من الصفحات، وتتراوح بين 20 و30 صفحة، بحيث اذا وضعت الصحف الــ 15 مع بعضها البعض تساوي بعدد صفحاتها صحيفة يومية واحدة تصدر في وسط الاسبوع وفي المواسم المعتادة اي بما يزيد عن الــ 100 صفحة يوميا وبالخير والبركة.
مؤسسات التحقق من الانتشار قد تبدو انها «علامة ثقة».. والمؤسسات المتخصصة بعمل الاستفتاءات، قد تظهر انها الضامنة لنتائجها.. لكن يبقى هناك من يسأل، من يراقب ارقام الطبع؟ ومن يراقب ارقام المبيع؟ ومن يدقق بأرقام صافي المبيعات والاشتراكات؟ ومن يعلن الوسائل المتبعة بالتوزيع والترويج؟ والخصومات والكميات المجانية؟ ألم نقل في السطر الاول انها لعبة ارقام تبدأ ولا تنتهي.
«الأكثر توزيعاً» بين الخليج والمغرب
المغرب: صحيفة «المساء» و«الصباح» تأتيان في الطليعة بين 100 ألف و120 الف نسخة يوميا. والصحيفتان من مجموع 19 صحيفة يومية تطبع نحو 180 ألف نسخة تقريبا.
الإمارات: غلف نيوز ـــ باللغة الانكليزية ـــ الاكثر توزيعا والاكبر حجما تطبع بين 400 و500 الف نسخة يوميا وعدد الصفحات يتراوح بين 300 و500 صفحة وهي الاولى في العالم العربي من حيث عدد الصفحات في حين يصل عدد الصفحات «للخليج» و«البيان» و«الاتحاد» ما بين 108 صفحات و150 صفحة.
قطر: «الوطن» و«الشرق» من الاوائل يتراوح عدد النسخ اليومية ما بين 15 الى 20 الف نسخة.
البحرين: «أخبار الخليج» و«الأيام» ما بين 12 الى 15 الف نسخة يوميا وهما الاكثر توزيعا.
السعودية: «الرياض» هي الاكثر توزيعا وتصل الى الـ 100 الف نسخة يوميا في حين يصل عدد الصحف اليومية باللغتين الانكليزية والعربية الى 12 صحيفة يومية.