المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المكتبات في النجف وكربلاء تحوي نفائس وكنوز العلماء



قمبيز
12-20-2008, 11:29 PM
النظام السابق أحرق وعبث فيها.. ومكتبة الإمام علي لم تفتح منذ 80 عاما

[center][center]




النجف: قاسم الكعبي


تعد النسخة القرآنية المخطوطة بيد الإمام علي ابن أبي طالب هي إحدى أقدم المخطوطات في النجف ويعود تاريخ خطها إلى أكثر من 1400 سنة. النسخة وهي محفوظة في خزانة الروضة الحيدرية مع جملة من المخطوطات والتحفيات والهدايا النادرة. ومدينة النجف تحتضن المئات من المكتبات ومن أشهرها وأقدمها مكتبة الروضة الحيدرية ومكتبة الحكيم ومكتبة كاشف الغطاء ومكتبة الحسن. وأكد المشرف على الروضة الحيدرية لـ«الشرق الاوسط» أن «للمكتبات العامة دورا كبيرا وفعالا في النهوض الثقافي في المدينة، وفي الأزمان السابقة كان الرجال هم من يصنعون المكتبات واليوم أصبحت المكتبات هي التي تصنع الرجال».

وأضاف السيد هاشم الميلاني ان مكتبة الامام علي بن أبي طالب «تأسست حسب الروايات قبل اكثر من 1000 سنة لكن لم نعثر على أدلة تثبت من أسسها، ويقال إن مؤسسها الأول عضد الدولة البويهي وهو من الملوك البويهيين الذي توفي سنة 372 هجرية وكان من المهتمين جدا بالمكتبة كونه عالما وأديبا ولدية مكتبة ضخمة في مدينة شيراز»، مشيرا إلى ان «المكتبة يعود تاريخها الى القرن السابع الهجري، حيث يذكر السيد ابن طاووس الحلي الذي توفي في القرن السابع سنة 650 هجرية عندما ينقل الأحاديث والروايات عن أهل البيت انه نقلها من الكتب المحفوظة في مكتبة الروضة الحيدرية التي كانت آنذاك مكتبة ضخمة وكبيرة ولها روادها».

وأوضح انه «بعد 100 سنة حصل حريق في العتبة العلوية الشريفة وطال المكتبة التي كانت تحوي مصحفا للقران الكريم بثلاثة مجلدات بخط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأيضا طال الحريق معظم كتب المكتبة النادرة والمخطوطات والنفائس» وتابع الميلاني «بعد الحريق تمت إعادة المكتبة ويعتبر ذلك التأسيس الثاني لها وأشرف على إعادتها العلامة ابن الحلي والسيد صدر الدين الكفي الآوي، حيث قاموا بشراء الكتب والمجلدات وازدهرت الحركة فيها خصوصا في القرون الثلاثة التاسع والعاشر والحادي عشر الهجرية»، مؤكدا ان «بعض السياح زاروا المكتبة وأشاروا إليها في مذكراتهم بأنها تحتوي على نفائس وكنوز مما لا تحتويه خزائن السلاطين»، مضيفا أن «في ذلك الوقت كانت تحتوي المكتبة على عشرات الآلاف من الكتب التي كانت اغلبها كتب بأقلام مؤلفيها الذين بدورهم يهدونها إلى المكتبة..

ومع الأسف قبل أكثر من 200 سنة حصلت هناك أسباب مختلفة أدت إلى تلف المكتبة التي لم يبق منها سوى مئات من النسخ الخطية نتيجة أسباب سياسية وأمنية والاختلافات العثمانية الصفوية والحروب العالمية». وقال إن «الاوضاع المتدهورة التي مر بها العراق في ذلك الوقت لم يبق من خزين المكتبة سوى 750 كتابا معظمها مصاحف نفيسة وتم وضع هذه الكتب في غرفة مغلقة لم يتم فتحها منذ 80 سنة».

وأضاف المشرف على المكتبة «تعرضت المكتبات الموجودة في النجف وكربلاء في زمن النظام السابق الى الكثير من العبث والحرق، حيث تعرضت كتب المكتبة في الروضة الحسينية الى الحرق لتدفئة جنود النظام او لإعداد الشاي والدليل ان اغلب النسخ الباقية في الروضة الحسينية موجود عليها آثار الحرق»، مشيرا الى ان «التأسيس الثالث للمكتبة كان بعد سقوط النظام السابق بعد دعوة المرجع الديني الكبير علي السيستاني الى تأسيس المكتبات في العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء، وقد تم افتتاح اول مكتبة في النجف عام 2005»، مضيفا ان «عدة طرق تم استخدامها لإعادة المكتبة منها شراء الكتب من الأسواق الداخلية في العراق وكذلك من خلال إقامة المعارض في الدول العربية والعالمية والكتب التي نقتنيها أغلبها إسلامية وقسم علمية وحتى البحوث والدراسات والمجلات اما الطريقة الثانية فهي إهداء المؤلفين مؤلفاتهم للمكتبة، والطريقة الثالثة هي وقف المكتبات الخاصة التي تم ايقاف لحد الآن 16 مكتبة وكان اغلب أصحابها أموات ومن اشهر هذه المكتبات مكتبة الشيخ احمد الوائلي».

وحول مخطوطات العتبة الحيدرية، قال الميلاني إن «المخطوطات المتبقية يعود تاريخها الى اكثر من ألف سنة عدا المصاحف الموجودة والمنسوبة الى خط امير المؤمنين علي بن ابي طالب والى الامام الحسن بن علي كذلك توجد مخطوطات يعود تاريخها الى 900 الف سنة»، مضيفا ان «المصحف الذي خط بخط الامام علي يعتبر أقدم المخطوطات تملكه العتبة الذي يعود تاريخه الى القرن الرابع الهجري يعني اكثر من 1360 سنة»، مشيرا الى ان «هذه المخطوطات محفوظة في غرفة خاصة للحفاظ عليها من السرقة، وقد تم فتح الخزانة قبل سنة من قبل لجنة مشرفة من رئاسة الوزراء والآثار ودائرة الوثائق والكتب وعلماء دين وكانت الخزانة لم تتعرض لأي سرقة».

مضيفا ان «هنالك مكتبة سيتم انشاؤها طبقا للمواصفات العلمية تحتوي على خمسة طوابق»، موضحا «ان المكتبة الحالية مساحتها 500 متر مربع وتحوي طابقين والمكتبة مفتوحة امام روادها الذين أغلبهم من رجال الدين وأساتذة وطلبة الجامعات وتحتوي على مكتبة صوتية تحوي آلاف الأقراص».

سعدون مصطفى الخزاعي، 61 سنة، صاحب مكتبة في شارع الحويش في النجف، قال «في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي أردت ان افتح مكتبة عامة وذهبت إلى محافظة النجف للحصول على إجازة لكن فوجئت بان هناك الكثير من المطالب علي تنفيذها للحصول على إجازه ومنها ان أصبح وكيلا في الأمن وأجمع المعلومات المطلوبة مني فضلا ان أكون منتميا إلى حزب البعث وانا غير منتم».

وأضاف الخزاعي لـ«الشرق الأوسط» أن «الأبواب غلقت في وجهي فذهبت إلى احد رجال الأمن عن طريق صديقي عرضت عليه الفكرة وافق بشرط ان ادفع له مبلغا ماليا في ذلك الوقت كان كثيرا جدا وافقت وحصلت على الإجازة». وفيما لو اعتقل النظام السابق عددا من أصحاب المكتبات قال الخزاعي «بلى، عدد كبير تم اعتقاله من أصحاب المكتبات منهم من سجن ومنهم من أفرج عنه مثل سيد ناجي تم اعتقاله وأفرج عنه وبعد 7 أيام توفي

وكذلك سيد هاشم اعتقل نتيجة العثور على كتب التيجاني في مكتبته الصغيرة وأفرج عنه وتوفي بعد شهرين» وحول كيفية تداول الكتب الممنوعة في ذلك الوقت، قال مصطفى الخزاعي إن «تداول الكتب كان يشوبه الحذر وكان احد ضباط الأمن في الثمانينيات يدعى (أيمن) من أكثر الضباط يبحث عن الكتب الممنوعة»، مضيفا «ذات يوم جاء ضابط الأمن أيمن وطلب مني إحصاء المكتبات في النجف وبقيت أحصي فيها لمدة يومين وكانت 100 مكتبة مفتوحة في ذلك الوقت رغم التفتيش والمسألة القانونية»، مشيرا «كنت في ذلك الوقت أقوم باستنساخ الكتب الممنوعة وأبيعها على رجال الدين المعروفين وليس المنتمين إلى الأمن فضلا عن بيعها بعيدا عن النجف في مدينة كربلاء لأحد أصدقائي».

اما مكتبة الحكيم التي تعد من اكبر المكتبات العامة في النجف فقد استطاعت هذه المكتبة أن تخطو خطوات كبيرة لتصبح اليوم من المكتبات المهمّة على مستوى النجف بشكل خاص ومحط أنظار المطالعين والقرّاء والباحثين لِما تضُمّ في طياّتها من كتبٍ مطبوعةٍ ومخطوطة.

المشرف العام على مكتبة الحكيم قال ان «الحكيم تضمّ عدداً من المصاحف المخطوطة بأقلام أشهر الخطّاطين والرسامين المعروفين بهندسة الزركشة الفنية والتلوين في القرون الماضية وعلى الأخص في القرن الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر الهجري، ممّا تعتبر من آيات الفن الخالدة»،

وأضاف المشرف على المكتبة الذي فضل الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» انّ المكتبة قد ضمت 28000 كتاب بمعدل 22000 كتاب عن طريق الشراء و2000 كتاب عن طريق الإهداء والتبادل، ونحو 4000 كتاب باللغات الأجنبية كان الجزء الأكبر منها باللغة الفارسية والأوردية ومن ثمّ الإنجليزية والفرنسية وكان عدد المخطوطات فيها نحو 2500 مخطوط وقد أصبح عدد الكتب إلى سنة 2000 م 38000 كتاب». وتابع «تبلغ مساحة المكتبة الكلّية 180 م 2 ومكوّنة من سرداب وطابق أرضي وثلاثة طوابق؛ اثنان منها لمخازن الكتب والأول قاعة للدرس والمطالعة والإدارة وابتدأ العمل على بناء الأساس سنة 1963 م وانتهى سنة 1966 م وفُتِح المكانُ فعلاً للمطالعين سنة 1967م»