المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شِفرات سرية على الأشرطة المرئية - المسموعة والموسيقى الرقمية لحمايتها من القرصنة



فيثاغورس
12-19-2008, 03:54 PM
ناقد من لجنة الأوسكار سرّب نسخة لفيلم ... شِفرات سرية على الأشرطة المرئية - المسموعة والموسيقى الرقمية لحمايتها من القرصنة


هولندا - محمد موسى الحياة - 19/12/08//

منذ سنوات، تعمل شركة «سيفوليوشن» Civolution الهولندية التابعة لشركة «فيليبس» Phillips العالمية الشهيرة، على تطوير شِفرات «كود» Code للأشرطة المثبتة على الأسطوانات الرقمية من نوع «دي في دي» وأقراص الموسيقى، وحتى الأفلام التي باتت تصل إلى الصالات السينمائية في أقراص رقمية. ويفترض أن تساعد هذه الشِفرات على تعقب الاستنساخ غير القانوني والذي يحدث بكثرة على شبكة الانترنت. وإذ توضع الشفرة في فيلم ما، فإنها تبقى فيه، حتى لو جرى تحويله إلى شكل رقمي آخر أو نُقِلَ إلى تطبيقات مغايرة لتلك التي صنع فيها وخُصّص لها. وإذا جرى تحميله على شبكة الإنترنت بغرض توزيعه على مشتركين آخرين، فإن هذه الشِفرات تعطي إمكان التعرّف إلى النسخة الأصلية، ما يُساعِد على الوصول مثلاً إلى الشخص الذي سحب النسخة من الانترنت وساهم في توزيعها.

ناقد الأوسكار في إغواء تجارة الأشرطة

وتفيد تقارير متواترة من شركة «سيفوليوشن»، بإن هذه الشِفرات التي أُطلِق عليها اسم «ديجيتال ووتر ماركينغ» Digital Watermarking(وترجمتها «المؤشر المائي الرقمي») غير متوافرة بعد على اسطوانات «دي في دي» المنتشرة راهناً في الأسواق، ولا على أقراص الـ «سي دي» العادية، الا انها شرعت في الانتشار على النسخ الجديدة من الأفلام الموضوعة على «دي في دي»، والتي توزع على نطاق ضيق ليراها الاختصاصيون قبل عرضها على شاشات السينما أو بيعها في الاسواق.

وينطبق ذلك راهناً على نسخ الأفلام المتنافسة على جوائز الأوسكار الشهيرة في السنة المقبلة، والتي توزع على النقاد السينمائيين التابعين للجائزة. كذلك أفادت شركة «سيفوليوشن» أنها طبعت تلك الشفرات غير المرئية على نسخ الأفلام الحديثة التي تُعرض في الطائرات، وفي فنادق الخمس نجوم، خصوصاً تلك التي تصل الى هذه الفنادق مباشرة بعد انتهاء عروضها الأولى في الصالات الكبرى للسينما، وقبل وصولها الى أسواق أسطوانات الـ «دي في دي». وبيّنت أيضاً أن تلك الشفرات بدأت تنتشر في الأفلام التي تعرض في الصالات السينمائية العادية.

وعلى رغم حداثة هذه التجربة، إلا ان الكثير من استديوات الأفلام في أميركا وشركات اسطوانات الموسيقى فيها، قررت الاستثمار في هذه التقنية الجديدة. وترى الشركة الهولندية المُشار إليها آنفاً، أن سبب هذه الحماسة يعود الى التجربة التي اكدت أن اضافة تلك الشفرات على الأفلام وأعمال الموسيقى، لا تضر بنوعية المنتج ولا كفاءة الصوت ولا الصورة. كما يرجع ذلك أيضاً إلى المساعدة التي قدمتها هذه التقنية في كشف بعض حالات السرقة والاستنساخ غير الشرعي للأعمال الرقمية.

فبواسطة شفرات «ديجيتال ووتر ماركينغ»، تمت معرفة هوية الشخص الذي يسرّب نسخة لفيلم لم يعرض بعد في الصالات السينمائية بعد أن حصل عليه عبر شبكة الإنترنت. وفي هذه الحال، لوحِظَ أن الفيلم الذي يعود إلى الجهة المنظمة للأوسكار والذي كان يحمل شفرته الخاصة، حُوّل من طريق شخص من عائلة أحد النقاد السينمائيين الأميركيين إلى ملف على شبكة الإنترنت، ثم وُزّع قبل ان تكتشف الشرطة القصة!

ومن ميزات التقنية الجديدة في الشفرات، أنها تجعل التصوير غير القانوني للأفلام داخل صالات السينما والذي يحصل كثيراً بواسطة كاميرات ديجيتال صغيرة، عملية غير مُجدية. إذ يؤدي ذلك التصوير إلى التقاط الشفرة المخصّصة للفيلم الذي عرضته تلك الصالة. فإذا نُشرت النسخة المُصوّرة خِلسَة على الإنترنت، فسيكون من السهل كشف الصالة السينمائية التي جرى فيها التصوير. وبفعل الغرامات المادية الباهظة، يتوقع أن يؤدي الأمر الى تشدّد صالات السينما بصورة كبيرة حيال الكاميرات التي تدخل الى ردهاتها.

وكذلك تتوقع شركة «سيفوليوشن» أن هذا التحرك الأخير لمواجهة القرصنة غير المشروعة للأفلام والموسيقى من طريق الإنترنت، لن يكون له اي تأثير يذكر على استنساخ الاسطوانات من طريق أجهزة الاستنساخ المنتشرة في الحواسيب وغيره من الأجهزة الأخرى، لأنها تتم من دون استعمال شبكة الإنترنت. وتلاحظ الشركة أيضاً أن هذا النوع من الاستنساخ يشكّل الشكل الأضخم من الاستنساخ رقمياً، وأنه يجري على نطاق واسع جداً. وتعجز الشركات العالمية الكبرى عن ايقاف هذا الاستنساخ «الشعبي» بسبب عدم توافر قوانين صارمة في كثير من الدول، بصدد تداول نُسخ الاسطوانات الرقمية.

وأخيراً، تشير شركة «سيفوليوشن» إلى ان الاستنساخ غير القانوني للأفلام والموسيقى من طريق الإنترنت يكبد الشركات المنتجة خسائر تصل إلى مئات الملايين من الدولارات سنوياً. وكذلك لم تُفلح تلك الشركات في وقف هذه العمليات التي تجري على نطاق واسع، على رغم التضييقات التي تجرى على المواقع الإلكترونية التي تسهل هذه العمليات.

وقد وصلت تلك التضييقات الى حد حجب بعض هذه المواقع (لعل التجربة الأشهر في ذلك المجال هو موقع «نابستر» Napster)، بعث رسائل من شركات تجهيز الإنترنت إلى بعض المستخدمين لتحذيرهم من هذه العملية غير القانونية تحت طائلة قطع تجهيز الإنترنت.