المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام الخمينى والتيارات الدينية المتحجرة



مقاتل
01-15-2003, 11:40 PM
لم تكن الفتنة التى أثارها المتحجرون فى الحوزة العلمية ضد سماحة السيد فضل الله شرا بالنسبة له ، بل كانت هى الخير كله ، فالفتنة كشفت عمق الأزمة التى تعانيها تلك التيارات الموجودة فى الحوزة وفى عمق الإمتدادات الخارجية التى تدور فى فلك المتحجرين ، انها أزمة فى الأسلوب وأزمة فى الأهداف وأزمة فى العقلية السائدة ، أنها أزمة فى الأخلاق والتدين ، فباالأمس كان الإمام الخمينى وصحبه الأطهار يتلقون الطعنة تلو الأخرى من هذه الفئة الضالة ، يروى السيد الموسوى الأردبيلى عن الإمام الخمينى هذه الذكريات والمقولات بحق هذه المجموعة ويوضح كيف كان يستغل البعض العناوين الإسلامية مثل محاربة البدعة ، يستغل هذا الأمر ليحارب فيه الدين نفسه :

( أولئك يعارضون عادة أى أمر جديد ، يعارضون الثورة ، يقولون أحيانا : إن الطماطم أرمنية ، وكانوا يعارضون الكهرباء ويقولون : الشيطان يمر فى الكهرباء ، ويستدلون بأنه من غير الممكن أن يضىء مصباح دون زيت . وكانوا يعارضون لبس الأحذية ، ويولون الأفضلية للبس النعلين . وقد عارضوا مد أنابيب المياه ، وقالوا أنها تقضى على أحكام الماء القليل . فإذا ُمدت أنابيب مياه فى بيتك ، فستكون المياه عندك بحكم الكروالجارى دوما .... كانت تلك جماعة ، وكان بينهم من هو مقدس ، أى أنه كان من أهل الدعاء والزيارة ، وطأطأة الرأس ، وإذا تحدث تكلم بلحن هادىء ، ويكثر من قول أستغفر الله ولا إله إلا الله ، ويتأوه . فـبتـلك الأعمال يصبح أحدهم متظاهرا بالقداسة ، ويصبح فكره عملا ، وعمله جذابا .
فى حين أن أفكاره مسمومة وخطرة ، وإذا صاحبه الإنسان إنخدع بظاهره ، فيجده زاهدا ، عابدا ، عف اللسان ، يرفع صوته ، يعفو ، ويقول : أين نحن من الدنيا ، ويفسر الدنيا بشكل آخر ، إنه يعتبر أن مقارعة الشاه دنيا ، وأن مساعدة الفقير دنيا وهكذا . أولئك متحجرون أولئك متظاهرون بالقداسة ... أولئك يترعرعون داخل الحوزات أكثر ، يوجد منهم خارج الحوزات لكنهم قلة ) .

ويضيف الأردبيلى قائلا :
( لم يكن الإمام الخمينى ( قده ) محتاطا فى مسألة ما ، كإحتياطه فى هذه ، فكل ما تحدث عن الأمر يعود إلى المرحلة الأخيرة ، أى أنه ترك ذلك إلى الوقت الذى لم يبق مفر من قوله لمن يريد الوقوف بوجه هذا الفكر ، فلهذا الفكر مؤيدون ، لم يكن دون مؤيدين ، وليست قوته عسكرية ، ليست قنابل وصواريخ ، بل هى قوة تقدس وتقوى كاذبة ، فأحدهم يقف متذرعا بأنه متـق ومظلوم ومحق ، لهذا فإن مواجهته أمر صعب جدا ) .

ولو أننا لا نريد أن ثقل البحث بالنصوص حول الموضوع ، إلا أن المرور على بعض نصوص الإمام الخمينى فى هذا الإطار لأمر لا بد منه ، فيقول الإمام ( قده ) :

( فى خلال العام 1962 م . عام بدء الثورة الإسلامية والمواجهة . كم من الغصص تجرع علماء الدين الحقيقيون ، اتهموا بالتجسس والإلحاد ، لكنهم توكلوا على الله العظيم ، وشحذوا الهمم ، ولم تقعدهم الإتهامات والشتائم ، وألقوا بأنفسهم فى خضم الأحداث ، وخاضوا حربا غير متكافئة بين الإيمان والكفر ، والعلم والخرافة ، والتنور والتحجر ، وخرجوا منها منتصرين مرفوعى الرأس لكن ملطخين بدم أحبائهم ورفاقهم )

وفى مورد أخر يتكلم الإمام الخمينى عن هؤلاء المتقدسين فيقول :

( لقد تلقى الإسلام ضربات من المتقدسين المتظاهرين بالدين كما لم يتلق ذلك من أية فئة أخرى ، والنموذج البارز لذلك هى مظلومية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وغربته المعروفة فى التاريخ ، لكن يجب أن يعلم الطلبة والشبان أن ملف فكر هذه الفئة مازال مفتوحا ، وقد تغير أسلوب الـتـقدس وبيع الدين .
فالمنهزمون بالأمس أضحوا اليوم لا عبى سياسة ، فأولئك الذين لم يكونوا يجيزون لأنفسهم التدخل فى لاشئون السياسية ، أضحوا اليوم الداعمين لمن تمادوا إلى حد الإطاحة بالنظام والتآمر عليه . فالتحرك الخيانى فى قم وتبريز بالتنسيق مع اليساريين ومؤيدى الملكية وانفصالييى كردستان ماهو إلا نموذج مما يمكن أن نبرزه ، وقد فشلوا فى تلك الحوادث ، لكنهم لم يتوقفوا عن ذلك ، بل أطلوا برؤوسهم فى مؤامرة ( نوجه ) وقد فضحهم الله أيضا ) .

إلى أن يصل الإمام إلى مرحلة يقول فيها ( كل تلك الأمور هى نتائج لاندساس الأجانب فى مواقع الحوزات وثقافتها ، وإن المواجهة الحقيقية مع هذه المخاطر أصعب وأعقد ) .

( إن المتلبسين بزى العلماء – إذا وجدوا الفرصة – سيكونون أشد خطرا وأكثر إضرارا من دعاة الوطنية والمفكرين المصطنعين . وإن القوى الكبرى الناهبة التى تعتبر مثل أولئك إحتياطا سيؤدى المهمة الموكولة إليه بعد ثلاثين أو أربعين . لذلك فإن مواجهة مثل هذه المؤامرة أكثر أولولية وضرورة ، , وإن على المدرسين والأفاضل من ذوى التاريخ المشرف ، لأن يقوموا بتنظيم هذه المراكز وتطهيرها بمباركة المراجع ) .

لاحظ أيضا ماذا يقول الإمام الخمينى فى نص آخر من نصوصه :

( إجتمع فى منزلى يوما آية الله البروجردى ,آية الله حجت وأية الله الصدر وأية الله الخونسارى ( رض أجمعين ) لإجل البحث فى أمر سياسى ، فقلت لهم : قبل كل شىء إحسموا وضع هؤلاء المتقدسين ، فإن وجود هؤلاء بمثابة تقييد لكم من الداخل مع هجوم العدو من الخارج .
إن هؤلاء إسمهم مقدسون ، إلا أنهم ليسوا مقدسين واقعا ، وليسوا مدركين للمصالح والمفاسد ، وقد كبلوا أيديكم ، وإذا أردتم القيام بعمل ما من إستلام الحكم ، أو السيطرة على المجلس لمنع وقوع هذه المفاسد ، فإن هؤلاء يقضون على جهودكم فى المجتمع ، فعليكم إيجاد حل لهؤلاء قبل كل شىء .
أضحى وضع المجتمع الإسلامى هذه الأيام بنحو بات فيه متصنعوا القداسة يعيقون تأثير الإسلام والمسلمين ، ويطعنون الإسلام بإسم الإسلام ، وأساس هذه الجماعة الممتدة فى المجتمه من الحوزات العلمية ، ففى حوزات النجف وقم ومشهد وغيرها من الحوزات يوجد أشخاص يحملون روحية التظاهر بالقداسة . ومنهم تسرى روحيى وأفكار السوء فى المجتع بإسم الإسلام . وهم الذين يعارضون كل صوت يدعو للحياة الحرة والإستقلال من تحت هيمنة الآخرين ، وإلى منع الإنجليز والأمريكان من الهيمنة علينا إلى هذه الدرجة ، وإلى مواجهة إسرائيل فى إعتداءاتها على المسلمين ، علينا فى البدء أن ننصحهم ونوقظهم وننبههم إلى الخطر ، على جرائم إسرائيل من قتل وتهجير ، وإلى دعم الإنجليز وأمريكا لها ، بينما هم يتفرجون ، ونلفتهم إلى ضرورة اليقظة آخر الأمر ، وحمل هم مشاكل الناس وحاجاتهم ، وإلى أن الدرس وبيان الأحكتم وحدهما لا يكفيان )
من كتاب الحكومة الإسلامية تأليف الإمام الخمينى

ونحن من هذا المكان نحذر من أفكار هذه الفئة التى أشعلت فتنة ، ضد سماحة السيد وهى تريد أمرا آخر ، وفى واقع الأمر كشفت عن وجهها القبيح المتلبس بالإسلام والتدين ، ونوجه ندائنا لولى أمر المسلمين بأخذ زمام المبادرة للتخلص من جنود الشيطان الموجودين فى الحوزة العلمية ، حفاظا على شباب المسلمين وعلى نهضتهم الإسلامية المهددة بالخطر من هذه الفئة الضالة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .