بهلول
12-17-2008, 05:34 AM
صلاح عبد الكريم وحيدي - الدار
كيف لنائب في مجلس الأمة أن يسيء إلى سمعة الكويت بهذه الصورة؟ ويحاول أن يستغل نفوذه وسلطته من أجل مصلحته الشخصية. لا شك أن الخبر مثير للاشمئزاز ولكن هل هذه الحادثة هي الأولى من نوعها وهل ستكون الاخيرة.
لم أفاجأ عندما قرأت خبرا أوردته جريدة «الدار» عن نائب حالي ابتز عميدة مؤسسة علمية في مصر لكي تنجحه بالمواد الثلاث التي رسب فيها، ولما رفضت انتقم منها من خلال ايقاف تعامل وزارة التعليم العالي مع هذه المؤسسة. لم أفاجأ رغم أن خبرا مثل هذا جدير بأن يهز أركان الحكومة ومجلس الأمة على حد سواء هذا طبعا لو كنا في بلد اخر. كيف لنائب في مجلس الأمة أن يسيء الى سمعة الكويت بهذه الصورة ويحاول أن يستغل نفوذه وسلطته من أجل مصلحته الشخصية. لا شك أن الخبر مثير للاشمئزاز ولكن هل هذه الحادثة هي الأولى من نوعها وهل ستكون الاخيرة.
هل سمعتم يا سادة عن أي شخص في تاريخ دولة الكويت امتنع عن تقلد منصب قيادي بسبب الخوف من تعارض المصالح؟ هل حصل واستقال وزير أو مسؤول كبير في الدولة بسبب اكتشافه أن من الممكن أن يتنفع لمصالحه الشخصية والتجارية عن طريق منصبه؟ شخصيا لا أستطيع أن أتذكر أي شيء من هذا حصل فعلا على أرض الواقع، ولكن أستطيع أن أتذكر كيف تسلق البعض سلم السلطة وهو يعلم أن تجارته ستزدهر من بركات هذا المنصب، وأتذكر أيضا الموظف البسيط الذي دخل عالم السياسة وهو لا يملك الا بيت حكومة وسيارة متواضعة، وبعدها أسس شركة تجارية أو عقارية استطاع من خلالها أن يحصل على صفقات جعلته من أصحاب الملايين في فترة قياسية. أمثلة كثيرة لأصحاب المراكز المهمة ممن تتعارض مصالحهم مع مهامهم الرسمية وبالعلن ومن دون استحياء، وحتى من ليس لديه ما يتعارض مع مهامه الرسمية تجده يخلق لنفسه وضعا يتكسب من ورائه لكي يتضاعف رصيده في البنوك بسرعة فائقة.
لو كان هناك من يقتدى به في الجزء الأعلى من الهرم السياسي يمتنع عن تقلد منصب جديد بسبب تجارته أو مصالحه الخاصة، لأصبح هذا المبدأ حاضرا عند الجميع من أصغر موظف الى أكبر مسؤول في الدولة. حسب تعريف جمعية الشفافية الكويتية فان ((«تعارض المصالح» هو الحالة التي قد يتأثر فيها حياد قرار المسؤول بسبب مصلحة شخصية مادية أو معنوية تهمه شخصيا أو أحد أقاربه، أو حين يتأثر أداؤه للمسؤولية باعتبارات شخصية مباشرة أو غير مباشرة.)) هذا الكلام منطقي والعاقل المحب لوطنه يجب أن يطبقه على نفسه ولا يجوز أن ينتظر حتى يطبق بحكم القانون.
النائب المقصود بالخبر حاول الحصول على شهادة علمية لكي يتباهى بها امام جماعته حتى وان كان الأمر من خلال الغش والتزوير. هذا بحد ذاته سيئ لكن الأسوأ والأخطر على المصلحة العامة هو أن يذهب الى مجلس الأمة ويدخل لجانه ولا أحد يسأله ان كان عمله في هذه اللجنة أو تلك قد يتأثر بسبب مصلحة شخصية أو موقف شخصي ليس له علاقة بمهام هذه اللجان. ان استغلال المناصب هو الفساد بعينه وما تراجع ترتيب الكويت خمس مراتب إلى المركز 65 عالميا في تقرير الفساد لهذا العام الا بسبب التمادي باستغلال المناصب.
s_waheedi@yahoo.com
كيف لنائب في مجلس الأمة أن يسيء إلى سمعة الكويت بهذه الصورة؟ ويحاول أن يستغل نفوذه وسلطته من أجل مصلحته الشخصية. لا شك أن الخبر مثير للاشمئزاز ولكن هل هذه الحادثة هي الأولى من نوعها وهل ستكون الاخيرة.
لم أفاجأ عندما قرأت خبرا أوردته جريدة «الدار» عن نائب حالي ابتز عميدة مؤسسة علمية في مصر لكي تنجحه بالمواد الثلاث التي رسب فيها، ولما رفضت انتقم منها من خلال ايقاف تعامل وزارة التعليم العالي مع هذه المؤسسة. لم أفاجأ رغم أن خبرا مثل هذا جدير بأن يهز أركان الحكومة ومجلس الأمة على حد سواء هذا طبعا لو كنا في بلد اخر. كيف لنائب في مجلس الأمة أن يسيء الى سمعة الكويت بهذه الصورة ويحاول أن يستغل نفوذه وسلطته من أجل مصلحته الشخصية. لا شك أن الخبر مثير للاشمئزاز ولكن هل هذه الحادثة هي الأولى من نوعها وهل ستكون الاخيرة.
هل سمعتم يا سادة عن أي شخص في تاريخ دولة الكويت امتنع عن تقلد منصب قيادي بسبب الخوف من تعارض المصالح؟ هل حصل واستقال وزير أو مسؤول كبير في الدولة بسبب اكتشافه أن من الممكن أن يتنفع لمصالحه الشخصية والتجارية عن طريق منصبه؟ شخصيا لا أستطيع أن أتذكر أي شيء من هذا حصل فعلا على أرض الواقع، ولكن أستطيع أن أتذكر كيف تسلق البعض سلم السلطة وهو يعلم أن تجارته ستزدهر من بركات هذا المنصب، وأتذكر أيضا الموظف البسيط الذي دخل عالم السياسة وهو لا يملك الا بيت حكومة وسيارة متواضعة، وبعدها أسس شركة تجارية أو عقارية استطاع من خلالها أن يحصل على صفقات جعلته من أصحاب الملايين في فترة قياسية. أمثلة كثيرة لأصحاب المراكز المهمة ممن تتعارض مصالحهم مع مهامهم الرسمية وبالعلن ومن دون استحياء، وحتى من ليس لديه ما يتعارض مع مهامه الرسمية تجده يخلق لنفسه وضعا يتكسب من ورائه لكي يتضاعف رصيده في البنوك بسرعة فائقة.
لو كان هناك من يقتدى به في الجزء الأعلى من الهرم السياسي يمتنع عن تقلد منصب جديد بسبب تجارته أو مصالحه الخاصة، لأصبح هذا المبدأ حاضرا عند الجميع من أصغر موظف الى أكبر مسؤول في الدولة. حسب تعريف جمعية الشفافية الكويتية فان ((«تعارض المصالح» هو الحالة التي قد يتأثر فيها حياد قرار المسؤول بسبب مصلحة شخصية مادية أو معنوية تهمه شخصيا أو أحد أقاربه، أو حين يتأثر أداؤه للمسؤولية باعتبارات شخصية مباشرة أو غير مباشرة.)) هذا الكلام منطقي والعاقل المحب لوطنه يجب أن يطبقه على نفسه ولا يجوز أن ينتظر حتى يطبق بحكم القانون.
النائب المقصود بالخبر حاول الحصول على شهادة علمية لكي يتباهى بها امام جماعته حتى وان كان الأمر من خلال الغش والتزوير. هذا بحد ذاته سيئ لكن الأسوأ والأخطر على المصلحة العامة هو أن يذهب الى مجلس الأمة ويدخل لجانه ولا أحد يسأله ان كان عمله في هذه اللجنة أو تلك قد يتأثر بسبب مصلحة شخصية أو موقف شخصي ليس له علاقة بمهام هذه اللجان. ان استغلال المناصب هو الفساد بعينه وما تراجع ترتيب الكويت خمس مراتب إلى المركز 65 عالميا في تقرير الفساد لهذا العام الا بسبب التمادي باستغلال المناصب.
s_waheedi@yahoo.com