بركان
12-05-2008, 10:51 PM
روى الشيخ الكليني وابن بابويه وغيرهما(رحمة الله عليهم) بأسانيد معتبرة عن غانم الهندي انه قال: كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة، وأصحاب لي يقعدون على كراسي عن يمين الملك وهم أربعون رجلاً كلهم يقرأ الكتب الأربعة: التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم، نقضي بين الناس ونفقّههم في دينهم ونفتيهم في حلالهم وحرامهم، يفزع الناس إلينا، الملك فمن دونه.
فتجارينا ذكر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقلنا: هذا النبي المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره ويجب علينا الفحص عنه وطلب أثره، واتفق رأينا وتوفقنا على أن اخرج فارتاد لهم.
فخرجت ومعي مال جليل فسرت اثنى عشر شهراً حتى قربت من كابل فعرض لي قوم من الترك فقطعوا علي وأخذوا مالي وجرحت جراحات شديدة ودفعت إلى مدينة كابل.
فأنقذني ملكها لما وقف على خبري إلى مدينة بلخ وعليها إذ ذاك داود بن العباس بن أبي الأسود، فبلغه خبري وإني خرجت مرتاداً من الهند.
وتعلمت الفارسية وناظرت الفقهاء وأصحاب الكلام فأرسل إلى داود بن العباس فأحضرني مجلسه وجمع علي الفقهاء فناظروني فأعلمتهم اني خرجت من بلدي أطب هذا النبي الذي وجدته في الكتب.
فقال لي: من هو وما اسمه؟
فقلت: محمد.
فقال: هو نبينا الذي تطلب، فسألتهم عن شرائعه فأعلموني.
فقلت لهم: أنا اعلم أن محمداً نبي، ولا أعلمه هذا الذي تصفون أم لا، فأعلموني موضعه لأقصده فأسائله عن علامات عندي ودلالات، فان كان صاحبي الذي طلبت آمنت به.
فقالوا: قد مضى.
فقلت: فمن وصيه وخليفته؟
فقالوا: أبو بكر.
قلت: فسموه لي فان هذه كنيته.
قالوا: عبد الله بن عثمان، نسبوه إلى قريش.
قلت: فانسبوه إلى محمد نبيكم.
فنسبوه لي.
فقلت: ليس هذا صاحبي الذي طلبت، صاحبي الذي أطلبه خليفته: أخوه في الدين وابن عمه في النسب وزوج ابنته وأبو ولده، ليس لهذا النبي ذريّة على الأرض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته.
قال: فوثبوا بي وقالوا: أيها الأمير إن هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر هذا حلال الدم.
فقلت لهم: يا قوم أنا رجل معي دين متمسك به لا أفارقه حتى أرى ما هو أقوى منه اني وجدت صفة هذا الرجل في الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه وانما خرجت من بلاد الهند ومن العز الذي كنت فيه طلباً له، فلما فحصت عن أمر صاحبكم الذي ذكرتم لم يكن النبي الموصوف في الكتب، فكفوا عني.
وبعث العامل إلى رجل يقال له الحسين بن اسكيب(أحد أصحاب الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)) فدعاه، فقال له: ناظر هذا الرجل الهندي.
فقال له الحسين: أصلحك الله، عندك الفقهاء والعلماء وهم أعلم وابصر بمناظرته.
فقال له: ناظره كما أقول لك، وأخل به والطف له.
فقال لي الحسين بن اسكيب، بعد ما فاوضته: إن صاحبك الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء وليس الأمر في خليفته كما قالوا، هذا النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ووصيه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وهو زوج فاطمة بنت محمد، وأبو الحسن والحسين سبطي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم).
قال غانم أبو سعيد: فقلت الله اكبر هذا الذي طلبت.
فانصرفت إلى داود بن العباس فقلت له: أيها الأمير وجدت ما طلبت، وأنا أشهد أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله
قال: فبرني ووصلني وقال للحسين: تفقده.
قال: فمضيت إليه حتى آنست به وفقهني فيما احتجت إليه من الصلاة والصيام والفرائض.
قال: فقلت له: إنا نقرأ في كتبنا أن محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم النبيين لا نبي بعده، وان الأمر من بعده إلى وصيه ووارثه وخليفته من بعده، ثم إلى الوصي بعد الوصي لا يزال أمر الله جارياً في أعقابهم حتى تنقضي الدنيا، فمن وصيّ وصي محمد؟
قال: الحسن، ثم الحسين ابنا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم ساق الأمر من الوصية حتى انتهى إلى صاحب الزمان(عليه السلام)، ثم أعلمني ما حدث فلم يكن لي همّة إلا طلب الناحية(عجل الله تعالى فرجه).
قال الراوي: فوافى قم وقعد من أصحابنا في سنة أربع وستين ومائتين وخرج معهم حتى وافى بغداد ومعه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب.
قال: وأنكرت من رفيقي بعض اخلافه فهجرته. وخرجت حتى سرت إلى العباسية أتهيّأ للصلاة وأصلي واني لواقف متفكر فيما قصدت لطلبه، إذا أنا بآتٍ قد أتاني فقال: أنت فلان؟ ـ اسمه بالهند ـ.
فقلت: نعم.
فقال: اجب مولاك.
فمضيت معه فلم يزل يتخلل بي الطريق حتى أتى داراً وبستاناً، فإذا أنا به(عليه السلام) جالس، فقال: مرحباً يا فلان ـ بكلام الهند ـ كيف حالك؟ وكيف خلّفت فلاناً وفلاناً؟ حتى عدّ الأربعين كلهم، فسألني عنهم واحداً واحداً، ثم أخبرني بما تجارينا كل ذلك بكلام الهند.
ثم قال: أردت أن تحج مع أهل قم؟
قلت: نعم يا سيدي؟
فقال: لا تحج معهم وانصرف سنتك هذه وحج من قابل، ثم ألقى إلي صرّة كانت بين يديه فقال لي: اجعلها نفقتك ولا تدخل بغداد إلى فلان سمّاه، ولا تطلعه على شيء،..
قال الراوي: ثم وافانا بعض الفيوج فأعلمونا أن أصحابنا انصرفوا من العقبة، ومضى نحو خراسان. فلما كان في قابل حج وأرسل إلينا بهدية من طرف خراسان فأقام بها مدّة ثم مات(رحمه الله)
فتجارينا ذكر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقلنا: هذا النبي المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره ويجب علينا الفحص عنه وطلب أثره، واتفق رأينا وتوفقنا على أن اخرج فارتاد لهم.
فخرجت ومعي مال جليل فسرت اثنى عشر شهراً حتى قربت من كابل فعرض لي قوم من الترك فقطعوا علي وأخذوا مالي وجرحت جراحات شديدة ودفعت إلى مدينة كابل.
فأنقذني ملكها لما وقف على خبري إلى مدينة بلخ وعليها إذ ذاك داود بن العباس بن أبي الأسود، فبلغه خبري وإني خرجت مرتاداً من الهند.
وتعلمت الفارسية وناظرت الفقهاء وأصحاب الكلام فأرسل إلى داود بن العباس فأحضرني مجلسه وجمع علي الفقهاء فناظروني فأعلمتهم اني خرجت من بلدي أطب هذا النبي الذي وجدته في الكتب.
فقال لي: من هو وما اسمه؟
فقلت: محمد.
فقال: هو نبينا الذي تطلب، فسألتهم عن شرائعه فأعلموني.
فقلت لهم: أنا اعلم أن محمداً نبي، ولا أعلمه هذا الذي تصفون أم لا، فأعلموني موضعه لأقصده فأسائله عن علامات عندي ودلالات، فان كان صاحبي الذي طلبت آمنت به.
فقالوا: قد مضى.
فقلت: فمن وصيه وخليفته؟
فقالوا: أبو بكر.
قلت: فسموه لي فان هذه كنيته.
قالوا: عبد الله بن عثمان، نسبوه إلى قريش.
قلت: فانسبوه إلى محمد نبيكم.
فنسبوه لي.
فقلت: ليس هذا صاحبي الذي طلبت، صاحبي الذي أطلبه خليفته: أخوه في الدين وابن عمه في النسب وزوج ابنته وأبو ولده، ليس لهذا النبي ذريّة على الأرض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته.
قال: فوثبوا بي وقالوا: أيها الأمير إن هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر هذا حلال الدم.
فقلت لهم: يا قوم أنا رجل معي دين متمسك به لا أفارقه حتى أرى ما هو أقوى منه اني وجدت صفة هذا الرجل في الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه وانما خرجت من بلاد الهند ومن العز الذي كنت فيه طلباً له، فلما فحصت عن أمر صاحبكم الذي ذكرتم لم يكن النبي الموصوف في الكتب، فكفوا عني.
وبعث العامل إلى رجل يقال له الحسين بن اسكيب(أحد أصحاب الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)) فدعاه، فقال له: ناظر هذا الرجل الهندي.
فقال له الحسين: أصلحك الله، عندك الفقهاء والعلماء وهم أعلم وابصر بمناظرته.
فقال له: ناظره كما أقول لك، وأخل به والطف له.
فقال لي الحسين بن اسكيب، بعد ما فاوضته: إن صاحبك الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء وليس الأمر في خليفته كما قالوا، هذا النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ووصيه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وهو زوج فاطمة بنت محمد، وأبو الحسن والحسين سبطي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم).
قال غانم أبو سعيد: فقلت الله اكبر هذا الذي طلبت.
فانصرفت إلى داود بن العباس فقلت له: أيها الأمير وجدت ما طلبت، وأنا أشهد أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله
قال: فبرني ووصلني وقال للحسين: تفقده.
قال: فمضيت إليه حتى آنست به وفقهني فيما احتجت إليه من الصلاة والصيام والفرائض.
قال: فقلت له: إنا نقرأ في كتبنا أن محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم النبيين لا نبي بعده، وان الأمر من بعده إلى وصيه ووارثه وخليفته من بعده، ثم إلى الوصي بعد الوصي لا يزال أمر الله جارياً في أعقابهم حتى تنقضي الدنيا، فمن وصيّ وصي محمد؟
قال: الحسن، ثم الحسين ابنا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم ساق الأمر من الوصية حتى انتهى إلى صاحب الزمان(عليه السلام)، ثم أعلمني ما حدث فلم يكن لي همّة إلا طلب الناحية(عجل الله تعالى فرجه).
قال الراوي: فوافى قم وقعد من أصحابنا في سنة أربع وستين ومائتين وخرج معهم حتى وافى بغداد ومعه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب.
قال: وأنكرت من رفيقي بعض اخلافه فهجرته. وخرجت حتى سرت إلى العباسية أتهيّأ للصلاة وأصلي واني لواقف متفكر فيما قصدت لطلبه، إذا أنا بآتٍ قد أتاني فقال: أنت فلان؟ ـ اسمه بالهند ـ.
فقلت: نعم.
فقال: اجب مولاك.
فمضيت معه فلم يزل يتخلل بي الطريق حتى أتى داراً وبستاناً، فإذا أنا به(عليه السلام) جالس، فقال: مرحباً يا فلان ـ بكلام الهند ـ كيف حالك؟ وكيف خلّفت فلاناً وفلاناً؟ حتى عدّ الأربعين كلهم، فسألني عنهم واحداً واحداً، ثم أخبرني بما تجارينا كل ذلك بكلام الهند.
ثم قال: أردت أن تحج مع أهل قم؟
قلت: نعم يا سيدي؟
فقال: لا تحج معهم وانصرف سنتك هذه وحج من قابل، ثم ألقى إلي صرّة كانت بين يديه فقال لي: اجعلها نفقتك ولا تدخل بغداد إلى فلان سمّاه، ولا تطلعه على شيء،..
قال الراوي: ثم وافانا بعض الفيوج فأعلمونا أن أصحابنا انصرفوا من العقبة، ومضى نحو خراسان. فلما كان في قابل حج وأرسل إلينا بهدية من طرف خراسان فأقام بها مدّة ثم مات(رحمه الله)